عن وحول المصالخة


صدقا كنت أعتقد أن الوارد في سياق أخر ما كتب العبد لله من النص عن الشأن السياسي في كانون الثاني الماضي، يكفي لتسليط الأضواء وسلفا، عما بات اليوم موضوع الساعة، وبحيث بات يستدعي كل هذا القدر من مطلوب وضروري الاهتمام، ومن قبل عدد متزايد من الزملاء، ممن يدركون بدورهم مخاطر ما يجري من الارتداد على الصعيد السياسي، وعلى نحو يمكن أن يلحق فادح الضرر، بالوليد من العملية الديمقراطية في العراق، نتيجة تصاعد حمى المنافسة راهنا، على ما يسمى المصالحة أو بالأحرى المصالخة* مع أوغاد العفالقة، وبالتحديد من قبل بعض من شارك أتباعهم بالذات وتحديدا، في مطاردة أياد علاوي بالنعل، باعتباره من أيتام البعث، حتى وأن كان أمريكي الولاء، وعلى خلفية قيامه خلال وجوده في موقع رئيس الوزراء، تسهيل عودة الألوف من أنجاس العفالقة لمواقعهم وبالخصوص في أجهزة الأمن والمخابرات والجيش والشرطة، وتراهم اليوم  ينفذون ما هو أكثر بكثير من عار فعل علاوي البعث، وبحيث جرى وخلال الأخير من العام، فتح جميع الأبواب والشبابيك أمام عودة أنجاس العفالقة لمواقع عملهم في المختلف من أجهزة الدولة وبالخصوص وزارة الداخلية والمخابرات والأمن وغيرها من المرافق العسكرية، وذلك بالترافق مع ما يجري ومنذ شهور عديدة من المفاوضات مع المختلف من أجنحة حزب العفالقة، تمهيدا لضمان عودتهم للعملية السياسية، وهم الذين ارتكبوا من البشاعات وحتى بعد سقوط نظامهم الفاشي، ما يؤكد ودمويا مدى عداءهم المطلق للديمقراطية، وحجم كراهيتهم للعراق والعراقيين، وعلى النحو الذي طبع أربعة عقود من عار زمن حكمهم الهمجي!

و...أكتب هذه السطور ليس قطعا بهدف تكرار الوارد من الموقف في سياق المكتوب بالعراقي الفصيح، عن وحول ما يسمى  (المصالحة)، ومنذ أعوام عديدة** وأخرها كان تحت عنوان: (أوغاد العفالقة في الطريق)*** وإنما بهدف إضافة هامش ضروري للتأكيد على مدى تفاهة مواقف من يزعمون، أن الجاري من مفاوضات المصالخة، إنما تجري مخصوص مع جماعة بعث قيادة قطر العراق، كما لو أن هذه فرسان هذه ( الجوكّة) التابعة لعصابة  (عفالقة الشام ) يختلفون فكريا وسياسيا وأخلاقيا، عن أقرانهم من سافل أتباع عصابة البعث في العراق! وبتقديري الخاص أن بين من يرددون هذا البائس من الزعم, بعض من يتعمدون التغابي عن المعروف من الحقيقة، حقيقة أن حزب البعث في سوريا، تحول وعمليا لعصابة مافيا، يقودها حافظ الأسد بالاعتماد على عون مطايا مسقط راسه ( القرداحة) قبل تسعة أعوام، من إقدام الشقاوة صدام على ذات الفعل، يوم أرتكب جريمة قاعة الخلد في عام 1979 معلنا ورسميا تحويل حزب البعث في العراق لعصابة مافيا، يقودها بالاعتماد على عون مطايا مسقط راسه (العوجة) ..! 

و...كفيلكم الله وعباده، هذا التحول ورسميا لحزب البعث في سوريا والعراق من حزب فاشي لعصابة مافيا، لا يختلف من حيث المنطلق والهدف والنتيجة، سوى أن حافظ أسد ترك قادة حزب البعث يموتون الواحد بعد الأخر كمدا في السجن، في حين أن صدام أقدم على تصفيتهم مباشرة عوضا عن أن يترك هذه المهمة لمنافسه اللدود في قبض الأرواح ...عزرائيل!

بالعراقي الفصيح: يا أولاد (......) لا تلعبوا بمشاعر الناس ..وعواطفهم ..بالممجوج من الحديث عن المصالحة ....نحن جميعا نريد وطنا اتحاديا تسوده المحبة وشريعة الديمقراطية.... والعراقي الذي كان على الدوام في موقع الضحية، لم يناضل من أجل أن التخلص من صدام وجم واحد من سافل قيادة عصابة المافيا, وإنما من أجل تطهير الأرض والنفوس من رجس العفلقية, النقيض تماما للديمقراطية وباعتبارها أساس الشر, كل الشر, والمستنقع الدائم لجميع الأفكار الفاشية والشوفينية والطائفية, ....و...اليوم ما عاد هناك غير العفالقة وجحوشهم وسط أهل الأكثرية، من يريد إرجاع العراقيين لزمن العيش على حافة القبر، والسؤال كان ولا يزال ترى كيف يمكن غلق كل الطرق والمنافذ وجميع الأبواب والشبابيك، لمنع عودة العفالقة للتحكم من جديد بمصير البلاد والعباد، وبالاستناد على الهمجي من سلطتهم المركزية، ومهما ارتدوا من القناع وتفننوا في اختيار المناسب من مساحيق التجميل، وهل يمكن بالفعل وعمليا تحقيق هذا الضروري للحاضر والمستقبل من الهدف، دون العمل على تجفيف مستنقع الفكر الفاشي للعفالقة، وتحرير عقول وضمائر الناس من سطوة ثقافة الزيتوني والمسدس الهمجية!****  

و...في الختام ما عندي من القول سوى : يا سادة يا كرام ....يا من ترسلون اليوم الطائرات لليمن وغيرها، لتسهيل عودة السافل من مجرمي حرس عصابة العفالقة الجمهوري ( حرس جمهورية العوجة) ترى ماذا حال ويحول بينكم وبين إرسال ولو طائرة واحدة، حتى وأن كانت طائرة من الورق، لبعث بعض الأمل, أمل العودة للعراق، في نفوس الألوف من الكورد الفيليين، الذين لا يزالون ومنذ ثلاثة عقود من الزمن، يعيشون محنة وعذاب الذل في مخيمات البؤس في المختلف من مناطق إيران!

سمير سالم داود  19 آذار 2009

* هذا الذي جرى ولا يزال يجري من المفاوضات السرية بين من يمثلون حكومة السيد المالكي والعديد من الأطراف السياسية مع المختلف من أجنحة حزب أنجاس العفالقة، لا يندرج قطعا في إطار العمل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، لان تحقيق مثل هذا الهدف، يفترض أن يجري علنا وفي سياق أحكام الدستور، والمطلق من الأيمان حقا بالفعل الديمقراطي، النقيض والمضاد تماما، لجميع أشكال العمل خلف الكواليس أو بالأحرى في الحمام، وخصوصا عند من يفضلون التفاوض، أقصد من يرتضون عار المصالخة وهم في وضع صلوخ فدنوب... عراة من الملابس والباقي عندهم من قليل الحياء! 

** من بين المنشور سابقا من النصوص عن موضوع المصالخة يمكن وعلى سبيل المثال مطالعة النص المعنون : مع من نتصالح ومن ترى نسامح؟! www.alhakeka.org/gdid3.html

وكذلك (إيده نظيفة ومو عضو متقدم ......يعني شنو ؟! www.alhakeka.org/330.html وأيضا ( عن القضاء والقدر و....لعنة العفالقة الأوغاد!) www.alhakeka.org/gadid6.html  

*** أوغاد العفالقة في الطريق www.alhakeka.org/666.html    

****هل يمكن حقا... تحقيق هذا النبيل من الهدف ؟!www.alhakeka.org/588.html

هامش: طالع قريبا للعبد لله قصة اللاحوس وغيرها من القصص القصيرة