عن القضاء والقدر و....لعنة العفالقة الأوغاد!

 

هل أن عودة العفالقة الأنجاس إلى موقع القرار راهنا والحياة السياسية لاحقا ,خلص صارت بمثابة قضاء وقدر؟! إلا توجد هناك إمكانية واقعية لمواجهة هذه المصيبة؟!

بعيدا عن النزوع للتشاؤم, والرد بالإيجاب, بفعل ما يجري بالفعل على أرض الواقع, من عودة سريعة للعفالقة الأنجاس إلى موقع القرار, أو المبالغة بالتفاؤل, والرد بالسلب , بالاستناد على عمق الكراهية للعفالقة, التي تعتمل في نفوس الغالبية العظمى من العراقيين, ممن كانوا في موقع الضحية في ظل نظام العفالقة الهمج, فأن من الصعب بتقديري, معرفة وتحديد مسار واتجاهات العملية السياسية, في عراق ما بعد صدام, بدون معرفة الجواب على الشطر الثاني من السؤال: هل هناك إمكانية واقعية لمواجهة هذه العودة المتسارعة للعفالقة إلى موقع القرار راهنا والحياة السياسية لاحقا؟!

بالعراقي الفصيح: هل يمكن مواجهة هذا الخطر, أو بالأحرى هذه المصيبة ( عودة العفالقة) بدون وجود برنامج عمل مضاد, سياسيا وإعلاميا, تعتمده الأحزاب والقوى السياسية ,التي شاركت ومنذ ما يزيد على أكثر من ربع قرن من الزمن, في النضال والعمل من أجل إسقاط نظام العفالقة الهمج؟!

هل يمكن حقا, حماية العراق والعراقيين, من عودة العفالقة الأوغاد, للتحكم بمصير ومستقبل العباد والبلاد من جديد, وهذه المرة برعاية وحماية ولاة الأمر في واشنطن, بدون تعبئة وتحريض, جميع من كانوا في موقع الضحية في ظل نظام العفالقة الهمج, على المشاركة بفعالية في التصدي لهذا الخطر وقبل فوات الأوان؟!

داعيكم كما تعرفون, واحد غشيم وعقله صغيرون ومو شلون ما جان, لذلك سوف أكون في موقع الشاكر جزيلا (!) لكل من يرشدني إلى  برنامج العمل التفصيلي المشترك والواضح الأهداف من حيث التفصيل ,الذي تعتمده  هذه الأحزاب والقوى السياسية, لمواجهة مخاطر عودة العفالقة من جديد, للتحكم بمواقع القرار في الدولة والمجتمع ؟!

و...إذا كان الجواب, ليس هناك ثمة برنامج عمل مشترك, تعتمده هذه الأحزاب للتصدي عمليا وبالملموس, لعودة العفالقة الأوغاد, لابد وأن يقود ذلك إلى التساؤل : ليش ماكو؟! ومن يتحمل المسؤولية عن هذا الخلل الخطير؟! 

شخصيا, وهذا مو سر ولا هم يحزنون, تربطني علاقات حميمة, مع العديد من الزملاء والمثقفين, ممن يعملون أو يعبرون بهذا القدر أو ذاك, عن مواقف القوى الكوردستانية وحزب الدعوة والشيوعي, كما أتابع الصحف والمواقع التي تعبر رسميا عن مواقف هذه الأحزاب, وبالتالي بمقدوري القول أن عملية التصدي لخطر عودة العفالقة إلى موقع القرار, لا تزال وللأسف الشديد, بعيدة عما هو مطلوب على صعيد التنسيق والعمل المشترك, وتحديدا العمل المشترك ,رغم جميع المؤشرات والمعطيات, التي تكشف بالملموس, وعلى نحو صارخ مستوى وحجم عودة العفالقة إلى مواقعهم, هذا في ذات الوقت الذي يجري فيه وضع العقبات والعراقيل, أمام عودة من ناصبوا نظام العفالقة العداء, وجرى طردهم من وظائفهم ,والكثير منهم أمضوا سنوات طويلة في سجون العفالقة, أو تجرعوا عذابات المنفى والعيش بعيدا عن الوطن!

قدر تعلق الأمر بالعمل على انفراد, بمقدوري القول, أن موقف الشعب الكوردي وقواه السياسية, وحتى الشجر والحجر في كوردستان, من عودة العفالقة الأوغاد, واضح ومعروف ومكشوف, ويتلخص بما بات يدخل في إطار البديهية: لا عودة مطلقا وأبدا إلى ما كان عليه الوضع قبل تحرير كوردستان من قبضة العفالقة الأوغاد!*   

على صعيد موقف الشيوعيين وسائر القوى التقدمية والديمقراطية, التي يتركز ثقل وجودها التنظيمي في مراكز المدن, وخاصة في الوسط والجنوب العراقي, وتملك نفوذا سياسيا وإعلاميا, وخاصة الشيوعيين, يتجاوز عمليا حدود مراكز المدن, ويمتد إلى أنحاء واسعة من الريف, رغم جميع أشكال المضايقات من قبل ميليشيات مقتدى الصغير, وعتاة المجرمين ممن أطلق صدام الزفر سراحهم عامدا, هناك, قدر تعلق الأمر بالموقف من عودة العفالقة, وضوح في الموقف إعلاميا, وخاصة على صعيد التحذير مع تقديم الملموس من الوقائع, من نتائج العودة المتزايدة للعفالقة إلى مواقعهم في أجهزة الدولة وحتى المنظمات الجماهيرية ...الخ في وقت يجري فيه وضع العقبات والعراقيل أمام عودة من كانوا في موقع الضحية في ظل نظام العفالقة الهمج!    

ماذا عن الموقف من عودة العفالقة, على صعيد القوى السياسية في وسط شيعة علي, خاصة وأن هذه القوى وبدعم من الحوزة العلمية, بمقدورها أن تلعب دورا غاية في الأهمية, على صعيد العمل للوصول إلى برنامج عمل  مشترك لمواجهة مخاطر عودة العفالقة إلى مواقعهم في الدولة والمجتمع؟!

للأسف الشديد, الوضع على صعيد الوضع السياسي العام في وسط شيعة علي, مازال يعاني من تبعات الآثار السلبية البالغة الضرر, التي نجمت عن مصيبة حركة مقتدى الصغير, وعدم التحرك السريع, لمعالجة الثغرات الخطيرة التي رافقت هذه المصيبة على الأرض في الجنوب والوسط , كما لا يزال هناك قدر غير قليل من التباين في المواقف, في مواجهة الدور التخريبي الذي مارسه, الجناح المتخلف في السلطة الإيرانية, بعد سقوط صدام, على صعيد التدخل الفض في مناطق الجنوب والوسط وكركوك, من خلال دعم فدائي صدام وشباب عدي, ممن ارتدوا ثياب جيش المهدي, وإسناد مرتزقة أنقرة في الوسط التركماني, ممن ارتدوا فجأة ثياب شيعة علي, أو حتى الاستفادة من عتاة المجرمين والقتلة ممن أطلق صدام عامدا سراحهم, على صعيد تشكيل عصابات الأجرام والسرقة والخطف, التي ما زالت ولغاية اليوم تمارس كل البشاعات, وتروع الأبرياء في البصرة والعديد من مدن وأرياف الجنوب العراقي.

وإعلاميا هناك مطبات خطيرة, على صعيد استعارة  وتكريس, نص الخطاب الطائفي, الذي كانت جميع أنظمة الحكم الطائفية, تعتمده لمحاربة واضطهاد شيعة علي, وبحيث بات من المألوف للغاية مطالعة الكثير من الكتابات والتصريحات...الخ يجري في سياقها,التركيز وللأسف الشديد على مواجهة ما يسمى, مخاطر عودة الطائفة الأخرى, وليس العفالقة, للتحكم بالعراق والعراقيين من جديد، دون إدراك أن استعارة الضحية ( شيعة علي) لنص الخطاب الطائفي البغيض, لمن كانوا في ظل نظام العفالقة الهمج, في موقع ( الجلاد), يضع عمليا المزيد من العقبات أمام تحالف الكورد والشيعة, ويثير في الوقت ذاته, حفيظة واشمئزاز سائر القوى اليسارية والليبرالية , والاسوء من ذلك, هذا التشديد على الطائفي في الخطاب الإعلامي,تجعل من العفالقة الأوغاد بالذات, عند جميع أبناء الطائفة الأخرى, وخاصة في المناطق الغربية من العراق وسواها, بمثابة الأمل والمرتجى, لحمايتهم من خطر ومخاطر زحف ( الروافض) بدعم من أسيادهم ( الفرس المجوس) ...الخ مفرادت ما تردده القوى السلفية والوهابية وفضائيات العهر اليوم, وما ظل نظام العفالقة الهمج يردده باستمرار, لضمان ولاء العشائر في قلاعه التقليدية المعروفة باسم محافظات صدام البيضاء، والتي كانت على الدوام, رهن إشارة زعيم العصابة الزفر  ...لحفر المزيد من المقابر الجماعية لشيعة علي, وحيث القاعدة والمنطلق كانت دائما :  الشيعي والكوردي والشيوعي, في موقع التابع الذليل، ومن يرفض مثواه السجن أو القبر!

و.......عودة للسؤال من جديد: إلا توجد هناك إمكانية واقعية لصياغة برنامج عمل مشترك, مضاد لعودة العفالقة, يجري على ضوء منطلقاته الجوهرية وخطوطه العامة تفصيليا, تحشيد جميع المستضعفين والمحرومين في الجنوب والوسط العراقي, وبغض النظر عن خلفياتهم الفكرية وانتماءاتهم  السياسية من جهة, ويوفر من جهة أخرى الأساس الواقعي والعلمي, للحصول على دعم وإسناد القوى السياسية في كوردستان لمواجهة هذا الخطر؟!

ربما هناك من يعتقد أن العبد لله, دخل مرحلة الخرف, وصار هو الأخر يحجي شيش بيش تالي عمره, ولكن صدقا وبتقديري الخاص, هناك إمكانية واقعية, للتوصل إلى مثل برنامج العمل هذا, سواء على صعيد العمل بين  مختلف القوى والأطراف السياسية وسط شيعة علي, أو بالاتفاق مع مختلف القوى السياسية الناشطة في الجنوب والوسط العراقي مع ضمان دعم وإسناد القوى الكوردستانية ؟!

السؤال الأهم : هل يمكن عمليا تحقيق هذا الهدف, دون تحديد الموقف الواضح من قضية الديمقراطية, وحق الشعب الكوردي بتقرير المصير , والالتزام بمبدأ تداول السلطة سلميا ...الخ ما يكفل ضمان التحول الديمقراطي في العراق, ويضمن في الوقت ذاته, دون عودة العفالقة الأوغاد إلى مواقعهم في أجهزة الدولة والمجتمع؟! 

مهمة العبد لله قراءة ما يجري على أرض الواقع, وبالارتباط بما يجري التعبير عنه, من مواقف  مختلفة في المواقع العراقية على شبكة الانترنيت, ومن ثم طرح التساؤلات بالعراقي الفصيح, تاركا الجواب, لكل من عنده القليل من الوجدان وشوية عقل بالراس !  

 

سمير سالم داود 2005

www.alhakeka.org

* للعلم والاطلاع أن الشعب الكوردي بقيادة قواه السياسية وبالاستناد على فصائله الوطنية المسلحة ( البيشمركة) تمكن من تحرير كوردستان قبل أكثر من 13 عاما من إسقاط جنود ماما أمريكا لصدام في نيسان 2003 ...أقول ذلك لتذكير البعض, ممن يتصورن أن الوضع السائد في كوردستان, هو من بركات الأمريكان والسيد علاوي وما أدري منو, وإذا كان هناك اليوم في وسط شيعة علي, من يطالب وعن حق بأن يتمتع الفرات والجنوب العراقي بالفيدرالية وعلى النحو الذي يسود كوردستان, ترى إلا يفترض بمن يرددون ذلك, العمل أولا على كسب دعم وتعاطف الشعب الكوردي وقواه السياسية, التي أكدت مرارا وتكرارا, ومن بين جميع القوى السياسية الأخرى, دعمها وعدم معارضتها لما يقرره أبناء الفرات الجنوب, من مشاريع وخطوات لتنظيم شكل العلاقة مع السلطة المركزية؟!

وهل يمكن عمليا لشيعة علي, تحقيق هذا الهدف المشروع, إقامة فيدرالية الفرات والجنوب, من دون دعم ومساندة حليفهم الكوردي سياسيا, والاستفادة من تجربتهم المتقدمة, في ميدان العمل الفيدرالي, بما في ذلك, ما رافق هذه التجربة من الثغرات؟!

لماذا إذن ولمصلحة من الاستمرار في مساندة حثالات أنقرة في الوسط التركماني, وقطعان المستوطنين في كركوك؟! وهل يمكن تجاوز نواحي الخلل التي تتفاقم بين القوى السياسية في كوردستان ووسط شيعة علي,دون حسم الموقف واستراتيجيا, على صعيد المباشرة في إلغاء جميع ما ترتب عن جريمة التعريب في كركوك وسواها من المناطق الكوردستانية الأخرى, أو على الأقل ترجمة وتنفيذ ما نص عليه قانون الدولة والاتفاقات الثنائية بين التحالف الكوردستاني والائتلاف الإسلامي على هذا الصعيد, وبحيث يغدو متاحا بالفعل, الانتقال عمليا, إلى مرحلة التحالف الاستراتيجي, بين الكورد وشيعة علي, على قاعدة الاعتراف المتبادل, بحق تقرير المصير للكورد وشيعة علي, بما في ذلك الاستقلال! ماذا يحول دون تحقيق هذا الهدف, الذي سيظل بدون العمل على إنجازه, من الصعب وجدا وللغاية, مواجهة عودة العفالقة الأنجاس, وبقوة لممارسة دورهم المطلوب أمريكيا على الصعيد السياسي في عراق ما بعد صدام؟!

لماذا ولمصلحة من, يجب أن يظل جرح كركوك, يدمي العلاقة بين الكورد وشيعة علي؟! وهل هناك حقا من يجهل, أن حماقة التفريط, بالتحالف مع الكورد, يعني عمليا تسهيل عودة العفالقة الأنجاس, عدو الكورد وشيعة علي, للحياة السياسية وبقوة, تحت واجهة المصالحة الوطنية, التي تجري فصولها المسرحية هذه الأيام في القاهرة, بدعم من جميع حكام بني القعقاع وفي ظل الضوء الأخضر الأمريكي, الذي كان يا سبحان الله, وقبل حوالي العام, أحمر كلش, يوم تصاعدت آنذاك, ذات الدعوات لما يسمى المصالحة الوطنية وحرفيا, عشية عقد مؤتمر شرم الشيخ, وذلك لان الصراع على النفوذ, بين من يملكون سطوة القرار, في قلاع العفالقة التقليدية, لم يكن قد جرى حسمه بعد, وبالشكل المطلوب أمريكيا, لضمان ترتيب عودة العفالقة سياسيا, وهو ما بات اليوم, خاف ما تدرون, في الطريق إلى أن يغدو أمر واقع!

هامش:  هذا التعليق سبق وجرى نشره قبل أكثر من عام, وأعيد نشره عشية عقد ما يسمى مؤتمر المصالحة الوطنية في القاهرة, وذلك بهدف تقديم الشكر والامتنان للأوغاد في هيئة قاطعي الأعناق, على ما قدموه من العون للمطايا المجاهرين بالقتل وتحريضهم على ارتكاب المزيد والمزيد من بشاعاتهم وعلى مدار اليوم ومنذ سقوط سيدهم سفاح العراق!