أقلية تملك ما يكفي من الأكثرية.... عسكريا وإداريا وإعلاميا!!

 

في ختام ما مضى من التعليق كان السؤال: ترى ما الذي يدعو العبد لله, للاعتقاد من أن الذين يتصدرون اليوم المشهد السياسي في مناطق الأقلية, باتوا يملكون  ما يكفي من القدرة, لفرض الكثير مما يريدون, حتى راهنا, رغم استمرار اختلال موازين القوى لصالح الأكثرية؟!

الجواب وبتكثيف شديد : هل هناك من يجهل أن معظم الكوادر العسكرية والإدارية والإعلامية وفي سلك التعليم, وخصوصا الجامعي ....الخ المفاصل الأساسية على صعيد قيادة إدارة جميع أجهزة الدولة المختلفة, كانت تنحدر في الغالب العام من مناطق الأقلية, وتحديدا من محافظات صدام البيض عفلقيا, وحيث كان يتركز دائما, وجود القاعدة الاجتماعية الأساس, وعماد وجود واستمرار نظام العفالقة الهمج, أو في الواقع, عماد فرض سطوة حكم الأقلية مركزيا, على الأكثرية وتحديدا شيعة علي والكورد, ومنذ تجميع المختلف من الولايات العثمانية, لصناعة كيان عراقي, على مقاس المصالح الاستراتيجية للاستعمار البريطاني, وتحت تاج ملك جرى استيراده, من صحارى نجد, ومباشرة, بعد طرده من حكم سوريا, التي صارت وفق توزيع تركة إمبراطورية الرجل المريض العثماني من نصيب الاستعمار الفرنسي!    

و....عمليا ومنذ قيام هذا الكيان المسمى ( العراق) قبل ما يزيد على ثمانية عقود من الزمن,  ظلت الأقلية, تفرض وجودها بالقوة على الأكثرية, باستثناء سنوات حكم الشهيد عبد الكريم قاسم, والذي انتهى كما هو معروف, بارتكاب من كانوا يتصدرون, المشهد السياسي في مناطق الأقلية عام 1963 لمجزرتهم الدموية, والتي تواصلت بكل بشاعاتها, طوال تسعة شهور, قبل أن تتوقف في الظاهر العام, نتيجة انقسام مراكز القوى وسط الأقلية, وتحديدا بعد نجاح القوى القومجية الطائفية والشوفينية, بقيادة  عشائر الرمادي, الاستيلاء على السلطة بالقوة على حساب القوى العفلقية الطائفية والشوفينية بقيادة عشائر تكريت, قبل أن تعود هذه العشائر, وتحديدا السافل من أهل عوجة تكريت, لفرض سلطانهم من جديد عام 1968 بالقوة وبشاعات القمع, لغاية سقوط نظام حكم الاقلية الهمجي في نيسان عام 2003 !

هذه الكوادر ومن مختلف الاختصاصات, وخصوصا في ميدان العمل العسكري والمخابراتي والدعائي, والتي تنحدر من مناطق الأقلية, بكل ما اكتسبته من الخبرة, في مجال العمل طويلا, في مختلف مفاصل الدولة والمجتمع, وخصوصا خلال العقود الأربعة الأخيرة من الزمن, تشكل عامل قوة, لا يمكن, ومن الخطأ تماما تجاهله, حين يتعلق الأمر, برصد ومتابعة تحركات ومواقف من يتصدرون المشهد السياسي في مناطق الغرب من العراق, والهادف إلى فرض سلطان الأقلية من جديد, على مواقع السلطة والقرار في الدولة والمجتمع, بطرق وأساليب متعددة, وتختلف تبعا للسائد على صعيد موازين القوى محليا, وطبيعة القادم من المتغيرات الدرماتيكية, على الصعيد الإقليمي لاحقا, مع اقتراب موعد قيام الدولة الفلسطينية, والمقرر أن يتحقق عام 2008 وفق الاجندة الأمريكية!*   

و.....عمليا هذه الكوادر, سواء التي ظلت تعمل في خدمة نظام العفالقة الأنجاس, لغاية سقوط سيدهم السفاح في نيسان عام 2003, أو تلك التي جرى تصديرها للخارج, وتحديدا في السنوات التي أعقبت طرد قوات صدام من الكويت عام 1991,قدمت خلال الأعوام الثلاث الأخيرة, ما يؤكد دورها البالغ الخطورة, على صعيد خدمة مطامع وتطلعات من يتصدرون اليوم المشهد السياسي في محافظات صدام البيض عفلقيا!

بالعراقي الفصيح: هل هناك حقا من يجهل, أو يتعمد أن يتجاهل, طبيعة الدور الخطير للغاية, للغالبية العظمى من الكوادر العسكرية والإدارية, التي تنحدر من مناطق الاقلية, وخصوصا تلك التي عمل علاوي البعث, وبالتنسيق مع سلطان الاحتلال, على إعادتها للعمل, في المختلف من الأجهزة العسكرية والأمنية والمدنية, وتحديدا ليس فقط, على صعيد تعطيل الجهود الهادفة, التعجيل في دحر الإرهاب وفرض إعادة الأمن والاستقرار للعراق, وإنما تقديم المطلوب من العون والمعلومات, التي مكنت عصابات الإرهاب, في تنفيذ الكثير من جرائمها, بما في ذلك حتى داخل حدود المنطقة الخضراء, وبحيث كادت هذه العصابات, أن تنجح مؤخرا حتى في اغتيال وزير الدفاع والداخلية والحاكم بسلطان الاحتلال خليل زادة الامريكاني !**   

وعلى الصعيد الإعلامي, هل هناك حقا من يجهل, أو يتعمد أن يتجاهل, طبيعة الدور القذر لكوادر فيلق صدام الإعلامي,  في الترويج, وبالمختلف من الأساليب, والمختلف من النص, لكل ما يصب عمليا, في تعزيز نفوذ من يتصدرون اليوم المشهد السياسي في مناطق الغرب من العراق, والترويج لكل ما يخدم مواقفهم والدنيء من أهدافهم الشريرة! 

و.......عمليا من السهولة بمكان, رصد توزع مواقف الغالبية العظمى من كوادر فيلق صدام الإعلامي, ( وأتحدث هنا بشكل خاص عن الكوادر التي تنحدر من مناطق الاقلية) سواء تلك التي ظلت في العراق, وصارت وبعد سقوط السفاح, تتحدث بدورها عن الديمخراطية ...الخ السائد في سوق التداول في عراق ما بعد صدام, أو تلك الكوادر التي جرى تصديرها للخارج, وانتقلت في الظاهر, لمناصرة ما سمي بعملية تحرير العراق, عشية سقوط السفاح, ما بين التحريض, وبشكل مباشر على الإرهاب والقتل, وخصوصا عبر الجزيرة وسواها من فضائيات العهر ومستنقعاتهم على شبكة الانترنيت, بما يخدم هدف الأوغاد في مناطق الغرب من العراق, فرض وجودهم على العملية السياسية بالقوة, وما بين الدفاع عن مواقف وتطلعات من يتصدرون المشهد السياسي في مناطق الأقلية, وتحديدا على صعيد, سعيهم الشرير لفرض عودة سلطان السلطة المركزية, وجيشها الواحد والموحد, مع رفض إلغاء نتائج وتبعات, جريمة التعريب في كركوك وسواها من المدن الكوردستانية الأخرى, بزعم أن ذلك يعزز من فرص الكورد على الانفصال , ورفض مساعي من يفهمون وسط شيعة علي, التعجيل بقيام فيدرالية الفرات والجنوب, باعتبارها تهدد بخطر تقسيم الوطن المشترك,  للسومرين والبابليين وما أدري منو بعد, وبالشكل الذي يردده, ليس فقط كوادر فيلق صدام الإعلامي, وإنما الغالبية العظمى من مثقفي مناطق الأقلية, وتحت واجهة وضجيج العمل في منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان ....الخ أفلام المطلوب من الشعار وحلو العبارة, التي صارت بمثابة تعويذة, يرددها وبشكل خاص إلى حد القرف, من يزعمون الأيمان بالفكر الليبرالي, والذين طفحوا إعلاميا بعد سقوط السفاح, سواء   من خلال شرقية بزاز الهجع والمجع وزمان الأوغاد ووكالة أنباء العفالقة أو من على صفحات إيلاف أسامة مهدي السعودي, أو عراق غدهم الأمريكي أو مسنقعهم الأثير كتابات ...الخ المنابر والمستنقعات, التي يجمعها بشكل مباشر وفج, أو بشكل غير مباشر ومراوغ, نهج معادة جميع من كانوا في موقع الضحية, في ظل نظام العفالقة الأنجاس, وتحديدا الكورد وشيعة علي!

و...........للـتأكيد على خطورة الدور القذر, لكوادر فيلق صدام الإعلامي, يمكن الإشارة على سبيل المثال فقط لا غير, إلى الحملة الواسعة النطاق, لتحشيد الرأي العام العربي, وتجنيد المزيد من المطايا المجاهرين بالقتل, لدعم نشاطات عصابات الإرهاب في العراق, وذلك بعد قيام موقع بزاز العفالقة على شبكة الانترنيت ( مستنقع الفباء) نشر صور مفبركة تمثل مشاهد اغتصاب مزعومة لعراقيات من قبل جنود الاحتلال الأمريكي, كما يمكن الإشارة إلى الحملة الواسعة النطاق,  للتشكيك سلفا, بالنجاح المعروف والمتوقع  لقائمة الائتلاف العراقية, وذلك من خلال نشر وكالة أنباء العفالقة ( وتسمى زورا وكالة الأنباء العراقية) وقبل يومين من موعد التصويت, خبرا كاذبا عن احتجاز قوات حرس الحدود, لجم لوري قادم من إيران, تحمل شحنات من بطاقات الاقتراع المزورة, والذي أسرعت وكالات الأنباء الدولية والعربية, إلى نشره وعلى نطاق واسع, قبل أن يتبن أن الخبر عار عن الصحة تماما, نظرا لان حدود العراق ساعة نشر هذه الكذبة, كانت مغلقة عمليا بقرار رسمي, لضمان عدم حدوث ما يعكر صفو أجراء الانتخابات في موعدها المقرر!

و...........للعلم والاطلاع, أن  معظم وكالات الأنباء ومحطات التلفزيون والصحف العالمية والعربية, وبسبب الوضع الخطر في العراق, تعتمد من حيث الأساس ومقابل أجور, على من عملوا طويلا ضمن فيلق صدام الإعلامي, لضمان الحصول على الأخبار والتقارير المتعلقة بالوضع في العراق, و........صدقوني بحكم حرصي على متابعة أخبار وتقارير وكالات الأنباء العالمية, يمكن أن أقول أن أ أن 90%  من مراسلي هذه الوكالات, لابد وكانوا من فيلق صدام الإعلامي, ومن يعتقد أن داعيكم غلطان, أتمنى أن يثبت العكس, ويزود العبد لله مشكورا, بقائمة تضم أسماء مراسلي وكالات الأنباء والقنوات والصحف الدولية والعربية في العراق راهنا ...! ***

و.....ضمن هذا السياق, لعرض ما يشكل بتقديري, عوامل مساعدة, تصب في خدمة العفالقة الأوغاد في محافظات صدام البيض عفلقيا, ممن باتوا اليوم يرتدون عباءة الإسلام, من الضروري جدا التوقف للسؤال, عن الانعكاسات المتوقعة, للقادم من المتغيرات الدرماتيكية إقليميا, على الوضع العام في العراق, وخصوصا على ضوء ما سيجري, خلال القادم من الشهور, في لبنان وسوريا وإيران,  ومناقشة ما إذا كان البعض من هذه التطورات, يمكن أن يساهم في تعزيز  الطموحات الشريرة , لمن يتصدرون المشهد السياسي في مناطق الغرب من العراق, والهادفة إلى فرض سلطان وسطوة الاقلية من جديد, على مواقع السلطة والقرار, في الدولة والمجتمع!

سمير سالم داود  24  كانون الثاني 2006

alhkeka@hotmail.com

* عمليا لا أعتقد أن هناك ما يحول دون قيام ( الدولة الفلسطينية) في غضون الأعوام الثلاث القادمة, خاصة بعد موافقة الجهاد وحماس وبكل حماس هههههه على المشاركة راهنا في العملية السياسية, بعد أن كانت هذه القوى المتطرفة, تعد مثل هذه المشاركة, ضربا من الحرام والكفر ( لاحظوا يخليكم الله تطابق المواقف وتغيير المواقف فجأة, مع الأوغاد في مناطق الأقلية في العراق) وخصوصا طوال السنوات, التي أعقبت التوقيع على اتفاقية أوسلو, والتي كانت للعلم والاطلاع, تتضمن من الحقوق الفلسطينية, ما هو أكثر بكثير ومو شلون ما جان, من تلك الحقوق التي تضمنها سياق الاتفاق على ما يسمى بخارطة الطريق!   

** الحديث يدور تحديدا عن الكثير من المتقدم من كوادر العفالقة العسكرية, ممن جرى إعادتهم للعمل, في ظل حكومة علاوي البعث, والذين حال الفيتو الأمريكي, دون طردهم, وبشكل عزز من حظوظ الأقلية, توظيف هذا الوجود لكوادرها وخصوصا في وزارة الداخلية, لعرقلة جهود, أول حكومة يجري تشكيلها بعد الانتخابات بقيادة السيد الجعفري, على صعيد فرض الأمن والاستقرار وبالشكل المنشود من قبل جميع من كانوا في موقع الضحية في ظل نظام الأقلية التي كان يقودها العفالقة الأنجاس!

*** للعلم والاطلاع أن التنسيق بين من كانوا, يحتلون ولغاية تصديرهم للخارج, المتقدم من المواقع في فيلق صدام الإعلامي, مع أصحاب الماضي المعطوب عفلقيا, ممن كانوا ذات يوم من أهل اليسار, وصل إلى مرحلة متقدمة, خصوصا على صعيد شبكة الانترنيت, وبحيث صار من المألوف للغاية, تنظيم المختلف من الحملات, وبالاستناد على الباطل والمفضوح من الأكاذيب, كما حدث وعلى نحو صارخ, خلال الحملة التضامنية الواسعة النطاق, مع مستنقع كتابات, بعد اغتيال شهيدها المزعوم شمس النجاسة التكريتي....و........هم زين ربك لم يتدخل أصحاب ,العالي كلش من المقامات, للمنافسة على فتح التحقيق, لمعرفة من قتل شمس نجاسة الزاملي, وبس لا يطلع أكو تحقيق من جوه العبايه, وداعيكم يطلع بصخام الوجه تالي عمره هههههههههههه !

هامش : أحد الزملاء ( الله يقصف عمره هههههه) لفت انتباهي مؤخرا, إلى الخلطة العجيبة الغريبة, من الأسماء المحشورة, تحت نافذة كتاب صحيفة زمان العفالقة, وهي فعلا غريبة وعجيبة, وبحيث لابد للمرء أن يتساءل, وعفوا الخاطر, عن مبرر عدم وجود, أسم مادونا المرادي أو ملكة جمال البطيخ أو حتى قاسم هجع, ضمن هذه الخلطة من الأسماء, اللهم إلا إذا كان هناك من يعتقد, أن ما ورد ذكرهم أعلاه من الحثالات, ليسوا بمستوى تفاهة الحنقباز وعلي ثويني, وبالتالي لا يستحقون شرف حشرهم مع العديد من وجهاء الانترنيت , ضمن كتاب هذا الزمان الطايح حظه بامتياز ! 

راجع في العنوان التالي, جميع ما سبق وجرى نشره من التعليقات, في سياق هذا البحث وبالتفصيل, عن المتاح من الخيارات أمام شيعة علي, للتخلص من وهم العيش المشترك مع الأقلية, ضمن الباقي من الكيان العراقي:

دعونا نتحدث بالمكشوف وبدون رتوش !! www.alhakeka.org/459.html  وكذلك : ما هو السبيل لخلاص شيعة علي؟! www.alhakeka.org/460.html  وأيضا : حين يرتدي حتى الأوغاد عباءة الإسلام!! www.alhakeka.org/461.html  وماذا يريد فرسان الأقلية المقدسة؟!  www.alhakeka.org/462.html