دعونا نتحدث بالمكشوف وبدون رتوش !!

 

عشية وخلال يوم الانتخابات, وحتى الأيام التي سبقت إعلان النتائج الأولية, توقفت فجأة جرائم الإرهابيين ,وسط دهشة جميع, من يتابعون تفاصيل الوضع السياسي في عراق ما بعد صدام, وبشكل كان لابد بالتالي, أن يؤدي وأكثر من السابق, إلى وضع ما لايعد ولا يحصى من علامات الاستفهام, عن مغزى هذا التوقف المفاجئ, لجرائم الإرهابيين, وخصوصا عشية استحقاق سياسي, غاية في الأهمية مثل استحقاق الانتخابات, التي وكما سبقها من الانتخابات, كانت ووفقا للأوغاد والهمج الإرهابيين, تعد ضربا من الوقوع في خطيئة الكفر, ويستحق من يرتضي المشاركة في ارتكاب هذه الخطيئة, القتل شرعا, لمساعدته في إدامة احتلال الصليبين  للعراق.......الخ المعروف والمعلن من مواقف القوى الإرهابية, من الانتخابات ومجمل العملية السياسية في عراق ما بعد صدام!

هذه الفضيحة, فضيحة توقف الجرائم الإرهابية, فجأة وعلى غفلة, عشية وخلال يوم الانتخابات, وحتى الأيام التي سبقت إعلان النتائج الأولية, كشفت ومن جديد, وبوضوح ما بعده وضوح, حتى للأغبياء في ميدان التحليل السياسي, أن ما يجري تنفيذه من الجرائم والبشاعات, من قبل المطايا المجاهرين بالقتل, إنما يجري ومنذ البداية, وفق تعليمات محددة وصارمة, من قبل العديد, من أيتام النظام المقبور بالعار, ممن باتوا وبعد سقوط سيدهم السفاح, يتصدرون المشهد السياسي في مناطق الأقلية, وبما يحقق الهدف الأساس, من استخدام هذا السلاح القذر, سلاح الإرهاب , للمساومة مع سلطان الاحتلال, بما يمكنهم بالتالي من فرض عودتهم بالقوة على العملية السياسية في عراق ما بعد صدام, وبدعم من جميع أنظمة وقوى التخلف والهمجية في مشايخ بني القعقاع, وفي مقدمتهم نظام ما قبل عصور التاريخ السعودي! 

و.........صدقوني هذا الذي حدث, في إطار ما تقدم من الفضيحة, معروف كلش, ومو شلون ما جان, لكثرة تكرار ذات الأمر, المرة تلو الأخرى, وخصوصا بالترافق مع تقدم العملية السياسية, بالضد من الطموحات ,بعض فرسان مرام, ممن يزعمون الحديث باسم الأقلية, وسعيهم المحموم,فرض وجودهم الكريه بقوة الإرهاب على العملية السياسية,للاستحواذ على أكبر قدر ممكن من موقع القرار في عراق ما بعد صدام!...بما في ذلك راهنا, وبشكل خاص واستثنائي, توظيف مرام علاوي البعث, للحصول على الغطاء المطلوب سياسيا, لتحقيق هذا الهدف القذر!

وهكذا, ووفق منطق البلطجية ( منطق لو نلعب لو انخربط الملعب) ومع كل تقدم في العملية السياسية, لا ينسجم مع مشروعهم البلطجي,هناك المزيد من الجرائم, وخصوصا ما يندرج,  وفق عقليتهم الإجرامية ,في إطار النوع الجبير من الجرائم, وفي عقر دار المقدس من مدن شيعة علي, بهدف جرهم غصبا, للمشاركة في الحرب الطائفية, التي أشعلوها وفور سقوط سيدهم صدام, والتي وفق تصوراتهم المريضة, سوف لا تتوقف, قبل أن  تقود, إلى إرغام الأكثرية على تقديم المزيد والمزيد من التنازلات, وبدعم من بني القعقاع وسلطان الاحتلال, وبحيث يغدو  من هم في موقع الأكثرية العددية, وسط شيعة علي والكورد, مجرد ملحق وتابع, ولا يملكون عمليا سوى سلطة شكلية, في حين تعود الأقلية, للتحكم من جديد, في مواقع القرار, وتحديدا موقع القوة عسكريا, كما كانت طوال عقود حكم العفالقة الأنجاس ! 

لماذا الحديث عن ما تقدم, حول منطق ( البلطجيه) ممن يتصدرون الصفوف للحديث بلسان الأقلية,  طالما أن أسلوب وهدف هولاء البلطجية, صار معروف ومكشوف, حتى لمن لا يملكون من الوعي السياسي سوى القليل؟!

الجواب على ما تقدم من السؤال, وباختصار شديد : الموقف البائس والمثير للأسى وسط شيعة علي, في مواجهة جرائم الإرهابيين, ممن يقودهم عمليا, ويحرضهم على ارتكاب المزيد من بشاعاتهم, جموع البلطجية, ممن يتصدرون المشهد السياسي في قلاع العفالقة التقليدية في مناطق غرب العراق! 

مرات عديدة كتبت, وصدوقني لا أدري, لماذا أعود لتكرار كتابة ذلك من جديد, رغم قناعتي أن ذلك لا يفيد ولا يجدي, في إقناع العشرات أو يمكن المئات, ممن يمارسون فعل الكتابة على شبكة الانترنيت, ولا يعرفون وبعد كل جريمة جديدة للهمج الأوغاد, ومنذ سقوط السفاح,   سوى كتابة المزيد من المراثي, بهدف تفريغ شحنات غضبهم واحتجاجهم وشتائمهم, كما لو أن ذلك, بات ضربا من المألوف والمعتاد, وبحيث صار كتاب المراثي, ومع كل جريمة جديدة, لا يحتاجون عمليا, ما هو أكثر من تغيير الإشارة فقط لا غير, إلى المكان الجديد لوقوع الجريمة, وذكر العدد المختلف من الضحايا, مع المطلوب من الصور و...........من ثم تكرار ذات الأماني, بـأن يكون ما حدث خاتمة الأحزان .....الخ البليد من التمنيات, قبل العودة,  لممارسة الانتظار, وشحن الأيادي بما يكفي من الطاقة, استعدادا لتكرار ذات الفعل, فعل كتابة مراثي اللطم والبكاء على ضحايا الإرهاب, ضحايا الهمج والأوغاد, ممن أعلنوها ومنذ سقوط يسدهم السفاح, حربا إبادة تنطلق من قلاع العفالقة التقليدية, ضد شيعة علي, وضد جميع من يقفون حجر عثرة أمام سعيهم الهمجي لفرض وجودهم بالقوة وبدعم الاحتلال على العملية السياسية, وبشكل يضمن سطوة الأقلية على الأكثرية على النحو الذي ساد ومنذ قيام دولة العراق قبل ما يزيد قليلا عن الثمانية عقود من الزمن ! 

بالعراقي الفصيح: القاتل معروف الاسم والعنوان, ويجاهر علنا, بالتهديد والدعوة لقتل المزيد والمزيد من شيعة علي, ولا يفعل ذلك في السر, حتى لا يفقد وساخة النفس, تحقيق أقصى قدر ممكن من الشعور بالنشوة عند الحديث بلغة الدم!  

و.......الضحية هو الأخر, معروف الاسم والعنوان, وموطنه أرض الفرات والجنوب والفقير من ضواحي بغداد, من كان نصيبه الظلم والقمع على الدوام, ويعيش كل صنوف الحرمان والعوز, محروما وعلى مر العصور, من خيرات ما فوق وباطن موقع قدمه, إلى أن بات اليوم, لا يعرف غير الاستسلام, للنحر طوعا, وهو الذي كان دائما, مشروع شهيد, منذ أن أختار أمام الشهداء الانتفاض ضد جور السلطان!    

ما العمل لمواجهة هولاء الأوغاد, ممن يريدونها حرب طوائف, لا تبقي ولا تذر,  وكيف هو السبيل, الذي يضمن انتقال شيعة علي, من مرحلة البكاء والعويل, إلى اتخاذ  الحاسم من القرار, حتى في إطار مجرد الدفاع عن الذات, والمتاح والمشروع, وفق جميع الشرائع السماوية والوضعية, ومبادئ الأمم المتحدة ولوائح حقوق الإنسان؟!   

حين تتصاعد الدعوات وسط شيعة علي, من أجل تشكيل لجان شعبية للدفاع عن الذات, والمساهمة في الحد من نشاطات الإرهابيين, في مدن الفرات والجنوب وضواحي بغداد, تتصاعد صرخات الأنذال  ومن كل حدب وصوب: الشيعة يريدون تشكيل ميليشيات طائفية....الشيعة يريدون إشعال الحرب الأهلية  ...وأكيد يفعلون ذلك بتخطيط ودعم الفرس المجوس, ممن يريدون ابتلاع الجنوب العراقي ....الخ ما يتكرر من المزاعم, كلما عاد  عند من يفهمون وسط شيعة علي, للمطالبة باعتماد الملموس من الفعل, لمواجهة الهمج بعيدا عن عقلية اللطم والبكاء وكتابة المراثي!

و........للأسف الشديد, المرة بعد الأخر,  سرعان ما يجري التراجع عن تحقيق هذا الهدف,  هدف تشكيل اللجان الشعبية للدفاع عن الذات, نتيجة توازع المواقف وسيادة الفوضى, وسط شيعة علي, وخشية من يملكون سلطة القرار, من احتمال أن يؤدي العمل بهذا الاتجاه, إلى اعتماد القوى التي تساند الإرهاب, ذات السبيل, كما لو أن  هناك من يجهل أو لا يدري, أن الأوغاد في قلاع العفالقة التقليدية, بحوزتهم ما يكفيهم من سلاح جيش صدام, والى حد التخمة, أو أن هناك من يجهل, أو لا يعرف, أن الكثير من كوادر العفالقة في الجيش والشرطة والمخابرات, عادت للعمل, مثل ما كانت عليه أيام صدام ...وأن هناك تشكيلات عسكرية ضمن الجيش لا تضم سوى عسكريين من الرمادي ومناطق العفالقة التقليدية, وأن بين من يفترض تصديهم ومن موقع القرار لجرائم الإرهابيين بعض من كان ولغاية سقوط السفاح يحتل المتقدم من المواقع في حرس العفالقة الجمهوري  ....الخ المعروف والمفروض قسرا على العراقيين, بسطوة وسلطان بساطيل قوات الاحتلال!

و.........ذات الشيء يتكرر, حين تتصاعد الدعوات وسط شيعة علي, من أجل التعجيل بقيام فيدرالية الفرات والجنوب, للتخلص من تبعات ومصايب العلاقة مع محافظات صدام البيض عفلقيا, والتحرر والى الأبد, من سطوة قمع السلطة المركزية, التي كانت على الدوام سلاح الأقلية, لفرض ما تريد على الأكثرية بقوة القمع والإرهاب, ترتفع ومن جديد, صرخات الأنذال من كل حدب وصوب: شيعة علي يريدون تقسيم العراق, شيعة علي يمهدون السبيل للانفصال, وأكيد ذلك بتخطيط ودعم الفرس المجوس, ممن يريدون ابتلاع الجنوب العراقي ....الخ ما يتكرر من المزاعم عند سعي من يفهمون وسط شيعة علي, اتخاذ الملموس والعملي من الخطوات, لممارسة حقهم المشروع والطبيعي, في إقامة فيدرالية الفرات والجنوب, وبالاستناد لنصوص قانون الدولة والدستور, وبالشكل الذي يسود بالفعل إقليم كوردستان, وصار بفعل إرادة الكورد الموحدة, غير قابل بالمطلق للنقاش, أو ورقة للمساومة, مع هذا الطرف أو ذاك, من الأطراف المشاركة في العملية السياسية في عراق ما بعد صدام!   

و.........السؤال ومن جديد ومرة أخرى: ما العمل إذن, وما هو السبيل الصائب والعملي, ليس فقط في إطار ممارسة الدفاع عن الذات, في مواجهة بشاعات البلطجية في محافظات صدام البيض عفلقيا, وإنما في سبيل تحقيق, خلاص شيعة علي والى الأبد, من محنة هذه الدوامة, دوامة ممارسة فعل العيش على حافة الحياة, نتيجة إصرار من يتصدرون المشهد السياسي في مناطق الأقلية, على محاصرة الأكثرية, بالحقد والقمع, وبشاعات جرائم مطاياهم من المجاهرين بالقتل؟!    

ذلك سؤال وبالعمق, يحتاج لجواب, واضح وصريح وبدون رتوش, وبعيدا كلش ومو شلون ما جان, عن العام من العبارة وبالعراقي الفصيح !

سمير سالم داود  8   كانون الثاني 2006

alhkeka@hotmail.com

شكراً لكم ... شكراً لكم ... شكراً لكم, ذلك ما ردده الصديق والعزيز عوني الداوودي, ساعة الإعلان عن القرار التاريخي, بتوحيد المنقسم من الإدارة, في إقليم كوردستان, وصدقا ما عندي, المزيد من القول, للتعبير عن مشاعر الفرح, وبلا حدود, بتحقيق هذا الحلم, الذي طال انتظاره, حلم توحيد المشترك من الجهد,وعشية عيد الأعياد كوردستانيا!