مصيدة إيلاف!!

2-3

 

إذا كانت سالفة أن ( إيلاف لا تنتمي إلى تيار فكري) مدعاة للتصنيف والسخرية, وحكاية أن  (إيلاف لا تقف مع دولة ضد أخرى)  تدفع المرء للموت, من فرط الضحك, وترديد الزعم من أن (...الصحافة شيء والرأي شيء آخر..) لا يتعلق قطعا, بالحديث عن الصحافة في الأرض, وإنما على سطح القمر, كما أن شغلة ( الحضاري وإشباع الملاح الانترنيتي) عيب وحرام, وتقود لنحر رقاب الناس, وفقا للشرع السعودي ههههههههه* يظل السؤال إذن, كما كان ومنذ البداية : هل يمكن لنظام عشائري متخلف, ومعادي للديمقراطية, ومو شلون ما جان, كما هو الحال مع (نظام)** آل سعود (وسواه من مشايخ وأنظمة بني القعقاع الأخرى),أن يدعم ماليا, ونتحدث عن ملايين الملايين, منابر ومواقع إعلامية, تستهدف, على مستوى الزعم, الترويج للديمقراطية والعلمانية, وإشاعة الأفكار والمفاهيم الليبرالية؟!  

بالتأكيد ودون الحاجة, للدخول في متاهات التحليل, يمكن ودون تردد, الرد سلبا على ما تقدم من السؤال, حتى دون تقديم ما يفيد من البديهيات في ميدان العمل الإعلامي, للتأشير وبالملموس, على أن هذا المطروح من الهدف (...الترويج للديمقراطية والعلمانية..الخ) ما يجري ترديده من جميل المزاعم, وخصوصا على صفحات مصيدة إيلاف, لا ينسجم مع عملية إدامة واجترار السائد, من مظاهر التخلف الفكري والسياسي, وقسرا في الغالب العام, في مجتمع الجزيرة العربية, وسواه من المجتمعات العربية والإسلامية, ولا يتوافق قطعا, مع مصالح أنظمة حكم دكتاتورية, تقوم في وجودها, وضمان استمرار وجودها, على القمع ومصادرة ابسط حقوق الإنسان!

و...........عمليا ومهما برعت أجهزة الدعاية, المدعومة ماليا من أنظمة الطغاة من الحكام,  كما هو الحال مع مصيدة إيلاف وسواها من منابر وقنوات, إمبراطورية الدعاية التابعة (لنظام) آل سعود في الخارج, في ممارسة فنون وضع المطلوب من المساحيق, لتجميل قبح السائد على ارض الواقع, المحكوم بالقمع والتخلف , ومهما نجحت هذه الأجهزة والقنوات الدعائية, باستخدام سلاح الكوبونات النفطية, لشراء ذمم وضمائر, الكثير من المثقفين, ممن يملكون ما يكفي من المهارة والخبرة, كما كان يفعل فارس فرسان بني القعقاع صدام ههههههههه للحصول على ما يعزز دورها, بالمطلوب من جهود الكوادر الإعلامية, بما في ذلك بعض المعروف من وجهاء الصحافة والأدب, والعشرات من أصحاب الماضي الثورجي أيام زمان, تظل هذه الأجهزة والمنابر, التابعة للطغاة من الحكام, وخصوصا تلك التي تعمل في الخارج, في موقع العاجز تماما, عن التبشير فكريا وسياسيا وإعلاميا, بما ما هو النقيض وعلى نحو صارح, لطبيعة الهدف من وجودها أساسا, وبكل المعايير

و.......فاقد الشيء لا يعطيه! تلك مقولة, ترقى عمليا وعلميا, إلى مستوى البديهيات, ومع ذلك ترى أن هناك, البعض من فرسان مصيدة إيلاف, وتحديدا وسط دعاة الليبرالية الجديدة, من يحاول إقناعنا, وخلافا لأبسط أشكال المنطق, أن هذه المقولة بالتحديد, لا تنطبق, وخلافا للعقل والمنطق والبديهي في ميدان العلم, على نظام ما قبل عصور التاريخ السعودي, ولا على  (التوجهات الليبرالية كلش) لمصيدة إيلاف وسواها من منابر وقنوات, إمبراطورية الدعاية التابعة (لنظام) آل سعود في الخارج هههههههههههه!

ونعود من جديد للسؤال: ما هو الهدف الأساس إذن, من قيام نظام آل سعود المتخلف كلش, وقبل خمسة أعوام من الزمن, تكليف رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط السعودية سابقا, بمهمة الأشراف, على نشر موقع إيلاف (الحضاري كلش وفقا لعثمان العمير) على شبكة الانترنيت؟! وهل يمكن حقا, إدراك وتحديد هذا الهدف أو الأهداف, بمعزل عن فهم طبيعة مواقف وتوجهات (نظام) آل سعود, من هذا الذي يجري من الصراعات السياسية المحتدمة, في الشرق الأوسط, والتي تفاقمت وللغاية, بعد قيام الولايات المتحدة الأمريكية, وحليفها الأساس بريطانيا, استخدام القوة للتخلص من طاغية العراق في نيسان عام 2003؟

باختصار شديد, يمكن القول, أن الهدف الأساس لمصيدة إيلاف وسواها من المواقع اللوبرالية سعوديا, هو تمرير المطلوب, من الشحنات والجرعات الدعائية, وبشكل يخدم وجهة وتوجهات (نظام) آل سعود, في ميدان الصراع السياسي, بين المختلف من الدول والقوى في الشرق الأوسط, وبشكل خاص في العراق ومنطقة الخليج, والذي يدور وكما هو معروف, بين من يدعمون, أو لا يعارضون, المشروع الأمريكي, في العراق والشرق الأوسط, وفي مقدمتهم حكام السعودية ومصر وسواهم من مشايخ وحكام بني القعقاع, فضلا عن العديد من التجمعات ولجان المجتمع المدني, ذات الوجهة الليبرالية, والتي تكاثر عددها في العراق وخارج العراق, عشية إسقاط طاغية صدام, وفي المقابل, يقف حكام طهران, ومن يدعمون مواقفهم عمياوي, لدوافع طائفية,بين صفوف بعض قوى الإسلام السياسي, وسط شيعة علي, في العراق ولبنان, أو لدواعي سياسية, معروفة الهدف, كما هو حال عفالقة الشام, والغالب العام من التنظيمات السياسية العروبجية, بما في ذلك خصوصا, بعض التنظيمات الفلسطينية, وجميع عصابات التكفير والتحريم, فضلا حثالات العفالقة, ممن باتوا ينشطون بعد سقوط سيدهم السفاح, وسط تجمعات صبيان التطرف ( اليساري) ممن لا تتعدى مهمتهم, ما هو أكثر من معادة الشيوعيين, وتعهير مواقف وفكر أهل اليسار!   

ماذا يعني هذا الذي تقدم, بالعراقي الفصيح, وارتباطا بالحديث عن مصيدة إيلاف ؟!

في سياق الحديث عن المساومة بين لسان حال الشيطان الأكبر ( بوش الأرعن) والناطق بلسان حال محور الشر ( نجاد المخبل)*** ورد وبالتفصيل, ما يفيد من الاعتقاد, مع تبيان وتوضيح الأسباب, من أن ترديد مزاعم العداء ضد الشيطان الأكبر ( أمريكا) من قبل كوكتيل حكام طهران وعفالقة الشام, والتنظيمات السياسية العروبجية, واليسارية المتطرفة, وعصابات التكفير والتحريم , إنما ساهمت وتساهم عمليا, في تسخيف عملية الصراع ضد الإمبريالية, وكان السؤال : ماذا بالمقابل, عن من يزعمون العمل, بالاتجاه المعاكس لما تقدم, وعبر صفحات موقع إيلاف بالذات وبالتحديد, ممن يعتقدون, أو في الواقع, يتصدرون مهمة العمل, على صعيد, الترويج للعصر الأمريكي, نتيجة إيمانهم وقناعتهم, أن أمريكا اليوم, ليست كما كانت من قبل, وأن هدف الأمريكان, من استخدام القوة, لإسقاط طاغية العراق صدام, والتهديد باعتماد ذات السبيل, ضد الحكام الطغاة, في سوريا وإيران, إنما يستهدف إشاعة الديمقراطية من الخارج, نتيجة عجز, وعدم قدرة, قوى التغيير في هذه الدول, تحقيق هذا الهدف, بفعل محاصرتها تماما, بالإرهاب والقمع, ونتيجة تخلف الوعي العام, في مجتمعات هذه الدول, وبشكل يحول دون وجود, ما يكفي من الاستعداد لدى الناس, للتحرك على نطاق واسع وفعال, للقضاء على الدكتاتورية, وفرض الديمقراطية, بقوة فعل التحرك على صعيد الشارع؟! ****  

هذا الرهط من المثقفين, من دعاة الليبرالية الجديدة, والطبعة الأمريكية من الليبرالية بالتحديد, والكثير منهم  لا يعرفون في الواقع, من المهنة, سوى ممارسة الدفاع, وبشكل فج في كثير من الأحيان, عن ما يسمى إشاعة المتقدم من الأفكار والعلمانية, وفرض الديمقراطية, على المتخلف من المجتمعات العربية, باعتماد القوة وأمريكيا من الخارج, يمارسون بوعي أو بدون وعي, ضربا كريها للغاية من الازدواجية, نتيجة قيامهم بالترويج لمواقفهم وأفكارهم, انطلاقا من على صفحات إيلاف والشرق الأوسط والعربية والمحلقات من التوابع عراقيا, وبالخصوص الزمان والشرقية.....الخ المنابر والقنوات والمواقع, التي تعود ملكيتها بالكامل, أو يجري تمويلها من حيث الأساس, من قبل دوائر ومؤسسات نظام ما قبل عصور التاريخ السعودي!

و.......دعونا نعوف العقل على الرف, للسؤال بوعي المنطق فقط لا غير: إلا يفترض أن يكون (نظام) آل سعود بالذات وبالتحديد,والذي كان ولا يزال, يحتل المرتبة الأولى, في ميدان اجترار التخلف, والهمجي من الفكر الوهابي, ويتصدر قائمة الدول, التي يجري في ظلام كهوفها فكريا, إنتاج وتصدير المطايا المجاهرين بالقتل, أن يكون وقبل سواه من أنظمة التخلف,في موقع مرمى السهام, مبدئيا وفكريا وسياسيا وأخلاقيا, من قبل هذا الرهط من ( الليبراليين الجدد) هذا إذا كانوا فعلا وحقا, وكما يزعمون, يمارسون دور النقيض تماما, لطروحات ومواقف, المختلف من أطراف الحلف المشين, ممن يدافعون عن الطغاة من الحكام, من شاكة صدام وبشار ونجاد, وعن التحلف وطيحان الحظ السائد من الأفكار, بزعم الجهاد ومناهضة الشيطان الأكبر الأمريكي؟!

هذه الازدواجية الكريهة في مواقف دعاة الليبرالية الجديدة, وجميع من يشاطرونهم ذات الاعتقاد, والذين يجري تصنيفهم, في خانة من يدعمون مهمة الترويج لمفاهيم وقيم الجديد من الليبرالية, ووفق السائد في المجتمع الأمريكي,  تشكل عندي, الجانب الأول من معالم الدور السلبي للغاية, الذي تمارسه إيلاف, باعتبارها, إلى جانب الباقي من منابر الدعاية لنظام آل سعود في الخارج,مصيدة حقيقية وبكل معنى الكلمة,لدعاة الجديد من الأفكار والتصورات, وبشكل ساهم ويساهم عمليا, في تفريغ مواقفهم وأفكارهم,من محتواها الفكري والسياسي, الذي يظل عندي, متقدما للغاية, بالمقارنة مع المتخلف والسائد فكريا وسياسيا, على الصعيد العروبجي, وكذلك الحال تماما, حتى مع مواقف وطروحات, العديد من دعاة الإصلاح والتغيير, ممن لا يساورني الشك, في مدى حرصهم, على إشاعة أفكار الحداثة والتنوير, ممن يتجاهلون بدورهم, أن  هذا الموقع بالذات, يشكل إحدى منابر إمبراطورية الدعاية في الخارج ( لنظام) آل سعود المتخلف كلش, والذي يشكل وجوده من حيث الأساس, النقيض تماما فكريا وسياسيا, حتى للحد الأدنى, من دعواتهم للإصلاح والتغيير الديمقراطي, إلا إذا كانوا يعتقدون أن المنشور يوميا, من مثير العاري من صور ( الهجع والمجع) على صفحات إيلاف, دليل على أن هذا الموقع, مختلف ومفتوح كلش, أقصد منفتح ليبراليا, مع تجاهل أن هذا الانفتاح العاري ههههههههه يتعارض كلش مع المتخلف والسائد بقوة, على الصعيد الاجتماعي, والمحكوم بسلطان المطايا من الهمج, ممن يشيعون الذعر والرعب, في شوارع مدن الجزيرة العربية, بحكم ما يملكون وبقوة الشرع, من الحق, في فرض وتنفيذ جرائم,  الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, بالعصي والسيوف, وحتى الضرب بالقنادر ههههههههه !

و.......... بعد هذه الوقفة, وبتكثيف شديد, عند مضار, ممارسة دعاة الليبرالية الجديدة والعلمانية, هذه الضرب المفضوح من الازدواجية الكريهة, والذي جعل من أسماءهم, وما يطرحون من الأفكار, في موقع العاجز داخل مصيدة إيلاف, عن ممارسة ما يريدون من التأثير, وأقصد تحديدا, سعيهم من أجل, إشاعة الأفكار والمفاهيم الليبرالية, وليس قطعا الترويج للقادم من العصر الأمريكي, يغدو من الطبيعي السؤال: ماذا عن الجانب الأخر, من دور المصيدة الذي تمارسه إيلاف لدعاة الجديد من الأفكار,  والذي أعتقده, لا يقل خطورة, عما جرى التوقف عنده فيما تقدم من السطور, في سياق هذه المتابعة عن  مصيدة إيلاف السعودية؟!      

 

سمير سالم داود  الثاني من تموز 2006  

alhkeka@hotmail.com

* طالع القسم الأول في العنوان التالي: www.alhakeka.org/498.html

** تعمدت وضع مفردة (النظام) بين قوسين, لان ما يحكم الناس في الجزيرة العربية, صدقوني لا يمت بصلة, لجميع المعروف من أنظمة الحكم في العصر الحديث, بما في ذلك حتى السائد من إشكال الحكم في الباقي من مشايخ الخليج الأخرى!

*** طالع المزيد حول هذه الموضوعة, في سياق التعليق المعنون : عن محور شر نجاد الشيطان بوش !! وذلك في العنوان التالي:   www.alhakeka.org/494.html

****قد أعود ذات يوم, للتوقف ومن موقع الاعتراض, وبما يكفي من التفصيل, لتبيان خطل وخطأ مثل هذا الاعتقاد, وخصوصا وبالذات, موضوعة فرض الديمقراطية بالقوة من الخارج, والتي اعتاد ترديدها المثقفين من دعاة الليبرالية الجديدة, مع ملاحظة أن المقصود بعبارة دعاة الليبرالية الجديدة, تعني فقط لا غير, المثقفين الذين لا تشوب مواقفهم شائبة, على صعيد حقدهم ومعاداتهم للعفالقة الأنجاس, ولا يشمل قطعا,من هب ودب, من زعاطيط الانترنيت, ممن يزعمون بدورهم الأيمان باللوبرالية ههههههههه, وبشكل خاص القردة, ممن انتقلوا عشية, أو بعد سقوط طاغية العراق, من مرحلة ( الله يخللي الريس) تمجيدا لفارس بني القعقاع صدام, إلى مرحلة ( الله يخللي بوش) في إطار  ممارسة عار ذات الفعل المخزي, دفاعا عن ماما أمريكا, وبذات القدر من والحماسة و الفجاجة! 

هامش: لجميع الزملاء والأصدقاء, الذين تعذر على العبد لله, الرد سريعا على رسائلهم, أقصد المستعجل من الرسائل, ما عندي من العذر, سوى القول أن داعيكم, كان خلال الماضي من الأيام, مجاز إجباريا عن عالم الكتابة و........لدواعي صحية فقط لا غير, وليس نتيجة التعرض للتهديد والوعيد ........الخ ما صار يتردد نحو مثير للسخرية والقرف, ويجري تعمد تسخيفه, من قبل شعيط ومعيط من زعاطيط الانترنيت, ممن وفجعأة يعلنون وبضجيج, قرارهم بالتوقف عن الكتابة, ومن ثم تراهم وفجعأة أيضا, يلحسون سريعا قرارهم, وذلك لمجرد لفت الانتباه لوجودهم, ولما يكتبون من السخافات,وأخرهم هذا الشوفيني, الذي لا يستحق عندي, حتى عار ذكر أسمه, مهما كتب من السخافات, إلا إذا كان يتصور, ومن ينشرون سخافاته, أن العبد لله يمكن أن يضع, في مرمى النعال من الكتابة, كل من هب ودب من حثالات الشوفينين والطائفيين !