مصيدة إيلاف!!

1-3

في البداية لابد من الاعتراف, أن موقع إيلاف السعودي, بات تدريجيا, ومنذ ظهوره قبل خمسة أعوام, يتصدر وبدون منافس, قائمة المواقع العربية على شبكة الانترنيت, ومن بين أسباب ذلك باعتقادي, قدرة كادر الموقع, وشبكة المراسلين, في تقديم الجديد دائما, سواء على صعيد ملاحقة أخر الأخبار وتطورات الأحداث, أو عرض ما يقود باستمرار, للنقاش من الموضوعات, أو على صعيد تقديم المختلف من الخدمات الصحفية للمتلقي, وحسب المتنوع من الاهتمامات, وكل ذلك بحرفية متقدمة صحافيا, وبالاعتماد على كوادر إعلامية بعضها, ذو مهارة عالية, ويملك خبرة طويلة في ميدان العمل الإعلامي! 

و........هذا النجاح لموقع إيلاف, لم يأتي أو ينطلق من الفراغ, وإنما يعود من حيث الأساس, إلى أن موقع إيلاف, ظهر ليكون على مستوى الانترنيت, الرديف لعمل صحيفة الشرق الأوسط وليمارس راهنا, دوره المطلوب إعلاميا, إلى جانب فضائية العربية, إضافة لشرقية وزمان البزاز ....الخ منابر وقنوات آل سعود للدعاية في الخارج, والتي تعد عمليا, من بين المتقدم والفاعل جدا, في ميدان التأثير سعوديا, على الوعي العام العروبجي,* وبشكل يتجاوز, على مستوى أتساع نطاق حجم التأثير, ما كانت تمارسه أيام زمان, وسائل وأجهزة الدعاية المصرية, وحتى صحافة بيروت, وتحديدا في العقود الثلاثة الأولى من نصف القرن الذي مضى, وذلك وكما هو معروف, نتيجة القفزة الهائلة خلال العقدين الآخرين, في ميدان الاتصالات, وبشكل خاص الدخول عربيا, لعصر الفضائيات وعالم الانترنيت, دون أن نغفل بالمقابل, نجاح هذه الإمبراطورية السعودية في الخارج, من استقطاب عدد كبير جدا من المثقفين, ومن مختلف الاتجاهات الفكرية, للعمل والتعاون والمساهمة, في مد المختلف من قنوات هذه الإمبراطورية الإعلامية, بالمطلوب من الخبرة والمهارة, وما يفيد من الجهد والنصوص, وعلى مدار اليوم والساعة!           

وبعد ما تقدم وبإيجاز شديد جدا, عن الوجود المتميز والفاعل إعلاميا, لموقع إيلاف السعودي,دعونا نتساءل أولا: ما هو هذا الهدف الأساس ومن المنظور السعودي, لنشر هذا الموقع ( إيلاف) على شبكة الانترنيت؟! بمعنى ما هو مضمون نص الرسالة الإعلامية, لهذا الموقع, ومنذ بداية ظهوره بأشراف الصحفي السعودي ( عثمان العمير) بالذات, وبعد أن عمل لسنوات عديدة, رئيسا لتحرير صحيفة الشرق الأوسط في لندن؟!

عوضا عن الدخول, في لعبة التحليل والتخمين, وما أدري شنو بعد, دعونا نطالع بعض جواب ما تقدم من السؤال, في ما ورد, في نص توضيح الناشر العمير, لهوية إيلاف, والهدف من إطلاق هذا الموقع على شبكة الانترنيت, وحيث ورد التالي, وبالحرف الواحد** : ( إيلاف لا تنتمي إلى تيار، ولا تعبر عن حزب، ولا تقف مع دولة ضد أخرى. بل هي نافذة العربي إلى العالم، وجسر العالم إليه. أننا في "إيلاف" نعتقد أن الصحافة شيء والرأي شيء آخر.. فإذا احترمنا الرأي وقدرناه ووضعناه في الاعتبار الذي يستحقه، فان مهنة الصحافي لا قداسة ولا استشهاد ولا مزايدة فيها.. إنها، ببساطة، خدمة حضارية لملاح انترنتي يحتاج إلى الإشباع ).

بالعراقي الفصيح و دون الحاجة لتقديم الكثير والمعروف من الأمثلة, التي تؤكد طبيعة الوجهة الفكرية لموقع إيلاف, وبما يدحض هذا الاعتقاد الساذج, من أن ( إيلاف لا تنتمي إلى تيار فكري) و........حتى دون الحاجة للدخول, في معمعة تحليل طبيعة وعمل المنابر الإعلامية, لتبيان مدى سخافة, سالفة عدم الانحياز فكريا وسياسيا, هل حقا ومن الممكن واقعيا, أن يوجد هناك, على صعيد وسائل ومنابر الأعلام, وفي سائر دول المعمورة, موقع أو منبر إعلامي, مهما كان مستواه أداءه , أو حجم ونطاق انتشاره, مجرد ( هب بياض) و لا ينتمي  (والأصح لا يمثل أو لا يعبر) يعبر عن ( تيار فكري) على حد تعبير العمير ؟! 

و...إذا كان من الصحيح تماما القول, أن إيلاف لا تعبر عن حزب, لان النشاط الحزبي أساسا, ممنوع في السعودية ههههههههه فهل ترى حقا وصدقا أن ( إيلاف لا تقف مع دولة ضد أخرى)؟!

مرة أخرى, هل ترانا بحاجة حقا, لتقديم مليون مثال هههههه للتأكيد على المعروف ومو شلون ما جان, حتى عند من لا يملكون من الوعي سوى القليل, على مدى انحياز موقع إيلاف وبالمطلق, ومنذ ظهوره لدولة آل سعود, وبشكل فج كلش, في بعض الأحيان, وحيث العدو بالمقابل على مستوى الدول, كان ولا يزال إيران, وإمارة الدينصور في قطر, الخارج عن طوع آل سعود, باعتباره الأكثر من سواه, رهن إشارة سيد الجميع من الأمريكان, وبعل الموز والعرموط, والاثخن بين كل شيوخ الخليج ههههههههه

وهل حقا أن (...الصحافة شيء والرأي شيء آخر..) كما لو أن ما يجري نشره, من الموضوعات والأخبار في الصحافة المطبوعة, أو مواقع النشر العام على شبكة الانترنيت, وما يجري تقديمه من على شاشات القنوات الفضائية, وعبر أجهزة الراديو, لا تمثل ولا تعبر عن الرأي, ولا تنطوي على الانحياز فكريا وسياسيا, وفي بعض الأحيان بمهارة عالية, كما هو الحال, خصوصا مع الشهير من وكالات الأخبار العالمية ( الأمريكية والبريطانية والفرنسية...الخ ) والمعروف حتى للطلي, في ميدان الأعلام, طبيعة انحيازها والمختلف من مواقفها, والذي يمكن تلمسه وبمنتهى البساطة, من اختلاف صياغة ذات الأخبار, هذا على الرغم  من جميع ما يجري ترديده من حلو العبارة, عن الحرص على موضوعية نقل الأخبار والتطورات, كما لو أن كوادرها  ينتمون لكوكب القمر, ولا يملكون بالتالي موقفا فكريا, أو وجهة نظر سياسية, مما يجري من الأحداث على صعيد الصراع بين الشوادي على كوكب الأرض ههههههههه***       

و........لا أريد, وما عندي مزاج أساسا, لمناقشة فلم أن إيلاف تهدف تقديم ( خدمة حضارية لملاح انترنتي يحتاج إلى الإشباع ) لان سالفة تقديم خدمة حضارية, لبني القعقاع ,ومن قبل صحفي سعودي, مدعوم من نظام متخلف, يفرض على المجتمع بحد السيف, العيش في ظلام عصور ما قبل التاريخ, فلم كوميدي مناسب كلش, للعرض فقط لا غير  على الصخل من الناس ههههههههه ولا أريد الوقوع في المحظور, واستخدام الحاد من العبارة, من خلال مناقشة سالفة ( إشباع المتلقي) لان ذلك بالتحديد, ما يجري ترديده, حتى من قبل, أصحاب مواقع الجنس الفاضح على شبكة الانترنيت هههههههههههه   

بالعراقي الفصيح: إذا كانت سالفة أن ( إيلاف لا تنتمي إلى تيار فكري) مدعاة للتصنيف والسخرية, وحكاية أن ( إيلاف لا تقف مع دولة ضد أخرى)  تدفع المرء للموت من فرط الضحك, وترديد الزعم من أن (...الصحافة شيء والرأي شيء آخر..) لا تتعلق بالحديث عن الصحافة في الأرض, وإنما على سطح القمر, كما أن شغلة ( الحضاري وإشباع الملاح الانترنيتي) عيب وحرام, وتقود لنحر رقاب الناس, وفق الشرع السعودي ههههههههه يظل السؤال : ما هو الهدف الأساس إذن, من نشر نظام آل سعود المتخلف كلش, لموقع ( حضاري وفقا للعمير) خاص بالنشر العام على شبكة الانترنيت, وبمستوى مصيدة إيلاف, إلا إذا كان هناك من يعتقد, ولفرط الغباء بالتأكيد, بوجود منبر أعلامي, خاص أو للنشر العام, وخصوصا حين يكون باهض التكاليف كلش, مثل إيلاف السعودي, لا يملك من الهدف, سوى تقديم الخدمات الصحفية مجانا, لزوار شبكة الانترنيت, طمعا لا غير, بثواب رب العباد في العالم الأخر ؟! هههههههههههه

 

سمير سالم داود   26   حزيران 2006

alhkeka@hotmail.com

* عمليا لا يوجد هناك راهنا, من ينافس إمبراطورية الأعلام السعودي في ميدان التأثير على وعي القطيع عروبجيا, غير فضائحية الجزيرة, والتي تعتمد بدورها, على أخر تقنيات وأجهزة الاتصال, وبالاعتماد كما هو حال الأعلام السعودي, على المتقدم من الكوادر الإعلامية وبشكل  خاص (المصرية واللبنانية) من حيث الأساس, وسواهم من الجنسيات العربية الأخرى, بما في ذلك من العراق, وفي الغالب العام, من أصحاب الماضي المعطوب عفلقيا, ومو شلون ما جان!       

** باستثناء تصحيح الأخطاء الإملائية!    

*** بالمناسبة سالفة الحرص على الموضوعية وعدم الانحياز, ذلك ما يردده بالتحديد, وأكثر من سواه, إسامة مهدي, مسعول الملف العراقي, في موقع إيلاف السعودي, ربما لان المسكين, لا يستطيع أو في الواقع, لا يملك من المهارة, ما يكفي للتغطية على انحيازه المفضوح, كلش وبحيث بات, ودون أن يدري, مصدرا مهما, للكشف عن حقيقة مواقف عفالقة ماما أمريكا, والتي تتوافق يا سبحان الله, مع مواقف وتوجهات أل سعود, سياسيا إعلاميا, بصدد ما يجري من الصراعات المحتدمة في عراق ما بعد صدام العفالقة....يعني بالعراقي الفصيح, أسامة مهدي ( وهو بالمناسبة من بين خريجي صحافة البعث), يمارس عراقيا في موقع إيلاف, ذات الدور الذي يمارسه أردنيا نصر المجاري وسوريا بهية مارديني.........الخ من تعتمدهم إيلاف, لكتابة المطلوب, من الأخبار والمتابعات, عن تطورات الأحداث, وبشكل لا يتعارض, مع التوجهات السعودية والمعروف من مواقفها,  على صعيد الصراع الذي يدور في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين, فضلا عن منطقة الخليج! 

هامش : طالع القسم الثاني في العنوان التالي:  www.alhakeka.org/499.html والقسم الثالث في :  www.alhakeka.org/500.html