مصيدة إيلاف!!

3-3

بعد أن جرى في الماضي من التعليق,* تقديم ما يفيد الكشف عن حقيقة دور مصيدة إيلاف, في تفريغ مواقف وطروحات, دعاة الإصلاح والليبرالية, من محتواها الفكري والسياسي, بحكم سقوطهم في مستنقع الازدواجية, نتيجة تجاهلهم وعن عمد, أن هذا الموقع بالذات, بعضا من إمبراطورية الدعاية في الخارج ( لنظام) آل سعود المتخلف كلش, والذي يشكل وجوده من حيث الأساس, النقيض تماما, حتى للحد الأدنى, من دعواتهم للإصلاح والتغيير الديمقراطي, كان السؤال: ترى ما هو الجانب الأخر من الهدف, والذي أعتقده, لا يقل خطورة, عما جرى التوقف عنده من الهدف, في سياق هذه المتابعة, عن  مصيدة إيلاف السعودية؟!

للوقوف على هذا الهدف, دعونا نتساءل أولا وبالعراقي الفصيح: ما هو الثمن الواجب تسديده من قبل دعاة الليبرالية والإصلاح والتغيير, مقابل السماح, بعرض مواقفهم وأفكارهم, على صفحات مصيدة إيلاف أو الشرق الأوسط ...الخ منابر إمبراطورية الدعاية ( لنظام) آل سعود في الخارج؟!      

هل هناك من يجهل حقا, فادح الثمن المدفوع وسلفا, نتيجة اعتماد دعاة الليبرالية والعلمانية, الواضح والصريح, والحاد حتى من العبارة, في نقد المتخلف من الأفكار والمفاهيم والتصورات, التي تفرض سطوتها بقوة, على وعي الناس, في سائر المجتمعات العربية والإسلامية, ولكن عند الدخول بالمهم والضروري من التفاصيل, يجري عدم التأشير, لا بالصريح من العبارة, أو حتى بالتلميح, عند بشاعات  السائد في الجزيرة العربية, في ظل حكم (نظام) ما قبل عصور التاريخ السعودي, هذا على العكس تماما, ومو شلون ما جان, حين يجري الحديث, عن هذه البشاعات, في ظل الباقي من المجتمعات العربية والإسلامية, وبالذات وبالتحديد,في ظل الجناح المتخلف الحاكم في إيران!

هذا الصمت المطبق, أو بالأحرى هذا الثمن الباهض, والمدفوع سلفا, من قبل دعاة الليبرالية الجديدة, والذي يضع علامات استفهام, لا تعد ولا تحصى, على مصداقية مواقفهم وأفكارهم, هناك البعض من نجوم دعاة الليبرالية والعلمانية على صفحات مصيدة إيلاف, من يحاولون وخلف الكواليس بالطبع هههههه تقديم ذرائع مختلفة, لتبريره, أقصد تبرير ممارستهم الصمت عن بشاعات ومخازي آل سعود, وهم الذين لا تعوزهم الشجاعة, أو بالأحرى الكّباحة, للتعريض بين الحين والأخر, حتى بمشاعر المنديين من الناس, وبالصريح من العبارة, و..........من بين الشائع للغاية, من هذه الذرائع, سالفة الاستفادة, من شهرة هذا الموقع وسواه من منابر الدعاية لنظام آل سعود في الخارج, لتمرير ما يريدون من الأفكار والمواقف, دون أن يفوتهم, ورغم معاداتهم ومو شلون ما جان للماركسية,الاستشهاد بسالفة العم لينين, الذي دعى في مطلع القرن الماضي, الشيوعيين, لممارسة الممكن من التحريض على فساد الواقع, بالاستفادة حتى من فرص النشر, في الصحافة البرجوازية والرجعية, دون إدراك أن هذه السالفة, صارت عتيكّة كلش, وما عادت تمشي اليوم, في ظل الممكن والمتاح عمليا, وبمنتهى السهولة, أمام جميع المثقفين الديمقراطيين, ومن مختلف الاتجاهات الفكرية, للنشر والترويج لمواقفهم, وإشاعة الفكر الديمقراطي, على شبكة الانترنيت, بكل حرية ووضوح, بما في ذلك, إمكانية مخاطبة المتلقي, بشكل مباشر بالصوت, وحتى الصورة, من خلال غرف الحوار ......الخ المعروف والرائع للغاية, من عطايا الأخت الانترنيت!     

و.........ما تقدم من الذريعة, وسواها من هذه الذرائع المثيرة للسخرية, ما كانت ولا يمكن, أن تقدم المطلوب من التغطية, لممارسة دعاة الليبرالية الجديدة, هذه الازدواجية الكريهة,  وذلك ثمنا للسماح لهم الترويج لقناعاتهم وأفكارهم, من على صفحات مصيدة إيلاف أو الشرق الأوسط ...الخ منابر إمبراطورية الدعاية (لنظام) آل سعود في الخارج, وفي الواقع هذا الضرب المفضوح من الازدواجية, يقودهم عمليا, إلى ما هو أسوء من ذلك بتقديري, وبحيث تراهم يمارسون هذا الفعل ( (فعل الازدواجية) وبشكل يبعث على الغثيان في بعض الأحيان, عند التعبير حتى عن مواقفهم السياسية, وبشكل خاص حين يتعلق الأمر, بالتصدي لبشاعات وجرائم المطايا المجاهرين بالقتل, بكل المعروف والهمجي من بشاعاتهم ويوميا, في عراق ما بعد صدام العفالقة!

ومن جديد دعونا نتساءل:  هل هناك من لا يدري, أو يجهل, أن دولة آل سعود, بالذات وبالتحديد, تتصدر ودون منازع, قائمة الدول, التي يجري في ظلام كهوفها فكريا, إنتاج وتصدير المزيد والمزيد, من المطايا المجاهرين بالقتل, للعراق ولسائر ربوع المعمورة؟!

لماذا إذن يمارس دعاة الليبرالية الجديدة, من نجوم مصيدة إيلاف, الصمت المطبق, على هذا المعروف للغاية, من الحقيقة, وبالدامغ من البرهان والدليل, خاصة وهم يعتقدون, أن ولاة الأمر في السعودية ( جادون كلش) في مواجهة الإرهاب على المستوى الرسمي ؟!

و.......منطقيا, كيف يمكن لهذا الرهط من مثقفي مصيدة إيلاف, ممن لا يساورهم أدنى شك,من حرص الولايات المتحدة الأمريكية, على محاربة ودحر الإرهاب في العالم, عدم التأشير, حتى ولو بشكل غير مباشر, على استحالة القضاء على الإرهاب, أقصد الحد من تصاعد الإرهاب, دون القيام أولا وقبل كل شيء, بتجفيف منابع إنتاج وتصدير الإرهابيين, والتي تجري على قدم وساق يوميا, في ظل نظام ما قبل عصور التاريخ السعودي؟!   

بالعراقي الفصيح: أن جميع من يمارسون, الترويج لليبرالية الجديدة, والتبشير بالقادم من العصر الأمريكي ....الخ من على صفحات مصيدة إيلاف أو الشرق الأوسط ...الخ منابر إمبراطورية الدعاية للسعودية في الخارج,** مقابل ممارسة عار الصمت المطبق, على ما جرى ويجري, من انتهاكات أبسط حقوق الإنسان, في ظل (نظام) آل سعود, لا يختلفون وكفيلكم الله وعباده, على صعيد ممارسة الفعل, وبغض النظر عن النوايا, عن العشرات أو بالأحرى المئات من (المثقفين) بين قوسين, ووعاظ السلاطين, ممن يحرضون ويوميا, من على شاشة فضائحية الجزيرة وسواها من فضائيات العهر العروبجية, على الإرهاب والقتل في العراق, بزعم تعزيز الجهاد والكفاح, ضد الوجود الأمريكي الذي احتل الأرض وأنتهك العرض ......الخ الذي تعرفون, ومن ثم تراهم ولد القندرة, حشه كّدركم, صاموت لاموت, عن الشاخص أمام أبصارهم من الوجود الأمريكي, ربما بفعل المحشور, في الدابر من أجسادهم, من مواسير مدافع القاعدة الأمريكية في قطر!     

و......صدقوني هذا الرهط من دعاة الليبرالية الجديدة, ويهمني بالخصوص دعاة الإصلاح والتغيير, ممن يواصلون التبشير بمواقفهم من على صفحات مصيدة إيلاف وسواها من منابر إمبراطورية الدعاية للسعودية في الخارج, مهما امتلكوا من القدرة, على ممارسة فعل الكتابة, ومهما كان مستوى ما يملكون من المهارة والخبرة, في عرض أفكارهم بشكل جذاب ويدعو للإعجاب, لا يملكون عمليا القدرة, على ممارسة دور النقيض فكريا وسياسيا, على نحو فعال حقا,  للسائد والمتخلف من الأفكار, ولذلك تراهم عمليا يراوحون, في موقع العاجز, عن تحقيق, القليل والمحدود من التقدم, في ميدان صراع الأفكار المحتدم, نتيجة عدم تحقيق النجاح, حتى في إطار الحد الأدنى, على صعيد إقناع المتلقي, بما يريدون من الأفكار والمواقف, ومن بين المهم, من أسباب هذا الفشل, الإصرار على محاولة إشاعة الجديد والمختلف من الأفكار والمواقف, انطلاقا من منابر ومواقع تعود (لنظام) يشكل وجوده, نقطة الارتكاز الأساسية, لكل ما هو النقيض للجديد من الأفكار, ويعد عمليا اليوم, الميدان الأساس, لوجود وتصدير, الأفكار الوهابية المتخلفة والهمجية!***

في الختام وبتكثيف شديد, لمجمل ما ورد في سياق هذه الوقفة الطويلة, عند مصيدة إيلاف السعودية, بمقدوري القول: أن يجري تجريد هذا الرهط من المثقفين, ومن جديد, يهمني بالخصوص دعاة الإصلاح والتغيير, من مصداقيتهم, من خلال إرغامهم, أو إقناعهم, على ممارسة فضيحة الازدواجية, والتزام عار الصمت, عما يستوجب الفضح والتشهير, ذلك ثمن قاسي, وقاسي للغاية لو تعلمون, ولا يمكن أن يؤدي, مهما كانت النوايا, ومهما تنوعت الذرائع, سوى إلى تسخيف النضال, من أجل إشاعة الجديد والمختلف من الأفكار, ويقود في الواقع, إلى إشكالية كبيرة وخطيرة للغاية, تساهم بوضع المزيد والمزيد من العقبات, أمام إشاعة مواقف وتوجهات, جميع القوى الديمقراطية, بما في ذلك الدعوة إلى اعتماد العلمانية, وإضفاء الطابع الليبرالي على الحياة السياسية في المجتمع, كما يؤدي عمليا, إلى تعطيل قدرة المثقف التقدمي, حتى على المستوى الفردي, عن ممارسة دوره المفروض والضروري, مبدئيا وفكريا وأخلاقيا, في الكشف وفضح طيحان الحظ السائد, في ظل جميع الأنظمة العربية والإسلامية, وبدون استثناء, وأعيد التأكيد عامدا على عبارة بدون استثناء, وفي المقدمة من الجميع, نظام آل سعود, الذي ينتمي حقا وبالفعل, لعصور ما قبل التاريخ!

و......الزهور يا سادة, لا تنبت في المستنقعات, وأن فعلت, لا تملك, مهما كان عطرها نفادا, تبديد ما يبعث على الغثيان من الروائح! 

سمير سالم داود  6  تموز 2006

alhkeka@hotmail.com

* طالع نص الماضي من التعليق في العنوان التالي: www.alhakeka.org/499.html

** من يعتقدون أن العبد لله, فيما تقدم من الاعتقاد, بعيدا كلش عن الصواب, أدعوهم إلى حشر أسماء أبرز نجوم دعاة الليبرالية الجديدة على صفحات مصيدة إيلاف في فم الباحث غوغول, ومن ثم تزويد داعيكم, بمقال أو تعليق أو حتى خاطرة, للبعض من هولاء النجوم تتصدى ومن على صفحات مصيدة إيلاف, ولو نص ...نص, أو حتى بالتلميح وليس التصريح, لمهمة فضح انتهاكات حقوق الإنسان في ظل (نظام) ما قبل عصور التاريخ السعودي.......و.........مو غلط أبدا, اعتماد هذا السبيل, سبيل الخال غوغول, مع الغالب العام من مثقفي قوى الإسلام السياسي, وسط شيعة علي, ممن يهاجمون وبمنتهى الضراوة نظام آل سعود الوهابي المجرم....الذي يدعم عصابات الإرهابيين ....الخ ومن ثم تراهم بعد جبدي,صاموت لاموت,حين يتعلق الأمر, بما يجري من الضيم والظلم, في ظل جمهوريتهم الإسلامية في إيران, ولا يملكون حتى ولو بالتلميح, التأشير على المعروف والمكشوف من إشكال التدخل الإيراني في الشأن العراقي, بما في ذلك خصوصا وبالذات, توظيف ورقة التعاطف والارتباط المذهبي مع شيعة علي في العراق, وبمنتهى الدناءة, كورقة للمساومة مع الشيطان الأكبر, وصدقوني بما يخدم مصالح دولة إيران, أولا وقبل كل شيء, ومن يعتقد خلاف ذلك, أدعوه مخلصا, أن يتغطى زين عند النوم, ولو الدنيا صيف والحرارة .....جحيم ههههههههه!

*** لابد من إدراك, أن الفشل على هذا الصعيد, إنما يخدم ويساهم عمليا,في تعزيز قدرة قوى التخلف الهمجية, على ممارسة دورها, في التأثير  سلبا, على السائد من وعي القطيع, خاصة وأن العمل, من أجل إشاعة الجديد, والمختلف من الأفكار, عملية صعبة ومعقدة للغاية, من حيث الأساس, باعتبارها تشكل خروجا على السائد والمألوف, وضربا من ممارسة فعل السباحة, في الاتجاه المعاكس, للسائد من التيار العام, المحكوم بوعي القطيع, نتيجة تبعات العيش في ظلام قرون طويلة, من الجهل والتخلف, بفعل قمع واستبداد الطغاة من ولاة الأمر!