تحرير القدس عبر كركوك!!

 

حين كتب الباحث والمحلل السياسي رياض الحسني من كندا, عن كركوك باعتبارها قدس العراق وما أدري شنو, تصورت أن الرجل, ربما لا يزال, يعيش مثل الكثير من الناس, تحت تأثير الإدمان على مشاهدة الفلم الكوميدي تحرير القدس, الذي يموت من البجي, وتشارك جميع أنظمة العهر العربية, وبمنتهى الحماس, في إعادة إنتاجه وبذات السيناريو, المرة تلو الأخرى, منذ اكثر من نصف قرن من الزمن, مع تغيير جهرة البطل فقط لاغير, لضمان توزيع البطولة على جميع الحكام العرب بالتساوي, وبما يكفل حصولهم على المصاري, ثمنا لممارستهم الكوادة, على فض بكارة قدسهم الشريف, التي أدخلوا عليها كل زناة الأرض, على حد تعبير النواب, في معرض الحديث وبمنتهى الاحترام, عن أولاد القحبة ممن نسميهم حكامنا الأشاوس!

هكذا صدقا تصورت الأمر في البداية, ولكن بعدين تراجعت عن هذا الاعتقاد, حيث وجدت أن من الصعب, ومن غير المعقول, أن يكون الرجل وهو الباحث والمحلل ....الخ مازال يعيش تحت تأثير فلم ...القدس عروس عروبتكم ههههههه وبالتالي قد يكون ودون وعي, أقحم سالفة القدس بالنص ,وهو يتحدث عن كركوك, بتأثير من حرصه ( المبدئي!) ومو شلون ما جان, على التعامل مع ( قدس) العطوان في إطار المساهمة في التحريض ضد كوات الاحتلال الإمبريالية والصليبية...الخ , أو ربما بفعل معايشة السيد الحسيني وعن قرب, لوقائع ملحمة الفارس الاثول, في معركة تحرير القدس عبر طهران أولا ومن ثم عبر كوردستان لاحقا والاهوار ثالثا وعبر الكويت في الختام!*

ومن يدري ربما, أقول ربما, أن السيد الحسيني, أطال الله عمره وأمده يارب بالصحة والعافية, على قناعة, مثل الكثير من بني العربان, أن اختباء صدام داخل جحره مثل الجريدي , لم يكن بدافع من الخوف وما أدري شنو, وإنما لان حبيب مادونا المرادي, كان ساعة اعتقاله بدون لباس,منهمك ومو شلون ما جان, بالحفر داخل جحره, على أمل استكمال حفر نفق طويل جدا, يقوده مباشرة,إلى القدس عروس عروبتكم, من أجل أن يعلن من هناك الجهاد, داعيا إلى تحرير كركوك من الأكراد!

وبصراحة, لا يهمني كثيرا, معرفة لماذا قرر الباحث والمحلل السياسي رياض الحسني من كندا,أن يجعل من كركوك بالذات كدس العراق, ولكن وبدون زعل, يعني الواحد إذا جان محصور, أن يقحم بمناسبة أو بدون مناسبة,سالفة القدس بالنص, لابد والحالة هذه, أن لا يجري تجاهل ما هو معروف, للداني والقاصي, من أن بغداد ومنذ الأزل, هي كدس الاكداس ههههههه  وبمثابة الروح والجلوه, لجميع من عاش في ربوع الرافدين, مع احترامي الشديد ومو شلون ما جان, لجميع جلاوي الولايات الأخرى في العراق!  

و........بعيدا عن التصنيف والسخرية, هذا التعامل الساذج والسطحي للغاية, من قبل السيد الحسيني وسواه من الباحثين عن ما أدري شنو والمحللين لما أدري شنو, بموضوع شائك وشديد التعقيد مثل موضوع كركوك, وبغض النظر عن دوافعه المختلفة والمتضاربة, بات كفيلكم رب العباد, لا يستهدف ما هو أكثر, من مجرد تعميق حالة القرف , حتى لا أقول النفور, في أوساط الرأي العام في كوردستان, من هذا الإصرار الظالم, بكل معنى الكلمة, على التعامل وبمنتهى الاستهانة ,مع الكورد والتركمان والكلدواشوريين, من ضحايا جريمة التعريب وسياسية التبعيث القسرية, التي اعتمدها نظام العفالقة الهمج, وجرى تنفيذها عمليا على الأرض, من قبل قطعان المستوطنون الصداميون في كركوك وأنحاء عديدة أخرى من كوردستان. 

و....مع ذلك, مع ذلك, قررت التريث, وعدم التعقيب على سالفة كركوك كدس العراق, على أمل أن الباحث والمحلل السياسي رياض الحسني من كندا, راح الله يهديه, ويعيد النظر بتصوراته السذاجة والمثيرة للسخرية, مثل دعوة القشطيني للشعب الكوردي أن يذوب ... ولكن....؟!

ولكن عوضا عن ذلك , قرر السيد رياض الحسيني, وباعتباره خطيه يفتهم كلش وباحث ومحلل وما أدري شنو, أن ( يلوصها فدنوب) داعيا هذه المرة, إلى ربط كركوك مع العاصمة بغداد, وذلك بحكم العلاقة الموضوعية والمصيرية تاريخيا وجغرافيا, ما بين حقول النفط  في كركوك, ومصادر إنتاج شربت الحاج زبالة في بغداد!

هذا الاقتراح العبقري, اقتراح فصل كركوك عن كوردستان وربطها مع بغداد, والذي شطب وبجرة قلم على جميع حقائق الجغرافيا والتأريخ وحتى المنطق ...الخ أدى في الواقع, إلى حدوث زلزل سياسي, وحالة من الهرج والمرج, عراقيا وإقليميا وعلى النطاق الدولي, وكاد وبالاستناد إلى المصادر الوثيقة للباحث والمحلل الحنقباز, أن يتسبب في فشل المؤتمر الدولي حول العراق في شرم الشيخ القرضاوي, وذلك بعد انقسام المواقف حول هذا المقترح التحفه, لولا مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة, جزاه الله كل خير, بطلب تأجيل دراسة (مقترح الربط بين النفط والشربت) ومناقشته أولا في أروقة مجلس الأمن الدولي!   

ومن جديد, وبدلا من أن يكتفي السيد الحسيني, بشرف حشر مقترحه العبقري في شرم الشيخ القرضاوي, عاد وهاجم وبضرواة القيادات الكوردستانية, التي تجاهلت تعليقه تماما, ولم تعقب ولو بحرف واحد, على اقتراحه اللي ماكو منه, دون أن يدري, أن دعوته إلى ربط حقول نفط كركوك مع منابع شربت الحاج زبالة في بغداد, باتت محورا للمناقشات العاصفة التي ( اندلعت) بين ربع أنقرة وطهران والعفالقة في كركوك, والتي كادت أن تؤدي, إلى ما لا تحمد عقباه, نتيجة تصاعد التهديد والوعيد, بفعل الانقسام الحاد في المواقف, حول مع من يجب ( ربط ) كركوك!

جماعة أنقرة في الوسط التركماني, رفضوا المقترح جملة وتفصيلا, باعتبار أن كركوك والموصل (جزع لا يتجزع) من  إقطاعيات السلطان العثماني في اسطنبول, المستوطنون الصهاينة, عفوا أقصد المستوطنون الصداميون, رفضوا وبقوة مقترح السيد الحسيني, على أساس إذا كان ولابد أن يجري ( ربط) كركوك, فيجب ( ربط) الفرع مع ( الأصل) في تكريت أو الرمادي, وما عدا ذلك : تره نسوويها مثل الفلوجة! في حين انقسمت جماعة طهران في الوسط التركماني, (شذرا مذرا) ما بين ربع: يا جماعة الخير اذكروا الله, وربع مقتدى الصغير من جماعة ( كوردستان عدو الله) الذين قرروا الانحياز ( بالروح والدم!) إلى جانب دعوة المستوطنون الصداميون ( بربط) كركوك مع تكريت أو الرمادي!       

ماذا عن موقف أبناء كركوك من الكورد والتركمان والكلوداشورين والعرب ؟

للأسف الشديد, لم يجري التعامل مع مقترح السيد رياض الحسيني, بما يستحق من الاحترام والاهتمام, وعلى العكس من ذلك, تحول المقترح الى مادة للتندر والتصنيف والسخرية, ووفقا لبعض الزملاء من كوردستان ,جرى في سياق التصنيف استخدام مفردات مو مؤدبة, ومن المستحيل ترجمتها إلى العربية أو حتى بالعراقي الفصيح , ليس بدافع من الحرص على مشاعر الباحث والمحلل ..الخ, وإنما لان مفردات السخرية بالذات في إطار اللغات الكوردية والتركية والسريانية, تتعارض حقا, ومو شلون ما جان, مع جناب حضرة الزوق العام عربيا! 

السؤال: الذي أتمنى صدقا أن يكون موضوع عناية, من قبل جميع الزملاء الذين يهمهم المساهمة في الكتابة عن موضوع كركوك : ترى ما هو الهدف الأساس, الذي كان نظام العفالقة الهمج, يسعى إلى تحقيقه, من خلال تنفيذ جريمة التعريب والتبعيث القسري في كركوك, وطوال ما يقرب الأربعة عقود من الزمن؟! 

هل هناك صحفي عراقي, معادي حقا للعفالقة الهمج, وحتى لو كان زعطوط سياسيا بدرجة باحث ومحلل, لا يعرف الجواب, ويجهل بالتالي أن الهدف الأساس لجريمة التعريب والتبعيث القسري , كان السعي الى تغيير الطابع القومي لكركوك تمهيدا, لفصلها نهائيا عن كوردستان؟!

وهل هناك صحفي عراقي, معادي حقا للعفالقة الهمج, وحتى لو كان زعطوط سياسيا بدرجة باحث ومحلل,, لا يعرف أن الخلاف في كركوك, لا يتعلق أو يدور بالأساس, حول  تحديد منو الأكثرية وما أدري شنو, وإنما يتعلق أولا وقبل كل شيء, بقضية جوهرية تتمحور في الصراع بين من يعملون على تحويل جريمة التعريب الى أمر واقع, وبالتالي الدعوة الى فصل كركوك عن كوردستان, وبين من يعملون بالضد من ذلك تماما, من خلال العمل على إلغاء تبعات ونتائج جريمة التعريب التي شملت الكورد والتركمان والكلوداشورين وبدون استثناء, وبالتالي رفض القبول, باستمرار وجود المستوطنين الصداميين, الذين شاركوا في تنفيذ جريمة التعريب في كركوك, لتعود كركوك كما كانت ومنذ الأزل جزءا من كوردستان! 

و...إذا كان الجهل هو الأساس, في عدم فهم وإدراك جوهر الصراع حول كركوك, ترى هل من الصعب, على من يروم الكتابة عن كركوك بدافع من الحرص حقا, بذل ما يكفي من الجهد, لمطالعة, أطنان من الوثائق والمعطيات الملموسة, عن ما شهدته كركوك وأبناءها من الكورد والتركمان والكلدو اشورين, من بشاعات وانتهاكات فضة, خلال عقود تنفيذ جريمة التطهير العرقي والتبعيث القسري في ظل نظام العفالقة الهمج؟!

أن تكرار المحفوظات ومعلقات الإنشاء, من قبل من هب ودب, عن التآخي القومي في كركوك باعتبارها كدس العراق, أو الدعوة الى ربطها مع بغداد وما أدري شنو, لايمكن صدقوني أن تغطي, على عار من يدعون وبمنتهى الصفاقة, وبعد سقوط صدام, الى تحويل نتائج وتبعات جريمة التعريب الى أمر واقع, وبالتالي تحقيق هدف العفالقة الأوغاد, والمنطلق الأساس لجريمة التعريب: فصل كركوك عن كوردستان!

وطك ..بطك...أن من يدعون اليوم الى فصل كركوك عن كوردستان, لا يختلفون عندي وكفيلكم رب العباد, عن من يدعون وبمنتهى الصفاقة, الى نسيان الماضي, والتغاضي عن جميع جرائم وبشاعات العفالقة الأوغاد ضد شيعة علي في الوسط والجنوب العراقي, وفي الأول والأخير, أن من يعملون على تعميق الفرقة والنفور, بين من كانوا في موقع الضحية في زمن صدام, وخاصة عشية التوجه الى صناديق الاقتراع ,إنما يمهدون السبيل في الواقع, لتوظيف اللعبة الانتخابية, بما يضمن عودة العفالقة الأنجاس ( الطبعة الأمريكية) وبقوة إلى مواقع القرار في الدولة والمجتمع!

سمير سالم داود 29   تشرين الثاني 2004

www.alhakeka.org

* للأمانة هذا الباحث والمحلل في كندا, الذي يهاجم كوات الاحتلال في صحيفة مرتزقة صدام ( القدس)  يهاجم في الوقت ذاته الإرهابيين في موقع إيلاف, ولا يتعامل مع ذلك باعتباره, ضربا من ممارسة الازدواجية واللعب على الحبال ههههههه يعني باختصار شديد الأخ موزع جهده بالتساوي ما بين مختلف الأطراف من أجل ....من أجل ....خللي نكول ..من أجل أن (يلبي) طلبات  الجماهير العريضة والمحتشدة دائما, بانتظار أفكاره ومقترحاته العبقرية, وشخصيا وكفيلكم رب العباد, عندي قناعة أن كل من يعملون اليوم, وبمنتهى النذالة على إشاعة الفرقة والاختلاف بين من كانوا في موقع الضحية في ظل نظام العفالقة الهمج, إنما يمهدون على المستوى الشخصي, السبيل لظهورهم لاحقا, وفي يوم غير بعيد, في قناة قدس العطوان الفضائية ( شرقية البزاز للهجع والمجع) للتحاور وتبادل الرأي حلو ...حلو مع....مع الحنقباز أو قاسم هجع أو ليش لا............. مادونا المرادي! و.........ماكو داعي للتشاؤم, حضروا روحكم يا ولد الخايبه, للضحك والتصنيف ولكن... بطريقة مؤدبة هههههههههه