المواقع العراقية بين الواقع .....والطموح!!

 

تقديم مناقشة الواقع قبل الحديث عن الطموح, في عنوان دعوة موقع البرلمان العراقي, الى  تجاوز المألوف والتقليدي, للاحتفاء بالذكرى الخامسة, لظهور الموقع على شبكة الانترنيت, ليس مجرد تقديم وتأخير للعبارة, وإنما يستهدف تحرير عنوان هذه المبادرة المهمة, من هذا المألوف والتقليدي, وبحيث يجري وبالفعل (.........التوقف عند تجربة المواقع العراقية ذات الوجهة الديمقراطية, ودورها في إشاعة الوعي الديمقراطي, ومواجهة استخدام الانترنيت, من قبل حثالات العفالقة ومواقعهم, للتحريض على الإرهاب والقتل في العراق.....) !

و......بدون مناقشة, مبادرة من موقع البرلمان العراقي, تستحق بالفعل ومو شلون ما جان, الاحترام والتقدير و......لكن....ولكن؟!

انطلاقا بالتحديد, من واقع ما هو سائد اليوم  على صعيد المواقع العراقية, هل هناك إمكانية واقعية لترجمة هذه المبادرة, بحيث لا تنتهي للسقوط بدورها, في دوامة تكرار المألوف والتقليدي من المواقف, وبالتحديد : تكرار الإشادة بدور موقع (البرلمان العراقي) المعروف في إشاعة الوعي الديمقراطي...و.....الخ...,,,,الخ مع تكرار المعروف من الطموح عن الدور الواجب أن تمارسه المواقع العراقية لخدمة الوطن والناس  ...الخ ....الخ ومن ثم التهرب أو المرور, مرور الكرام, وبالعام والمألوف من العبارة, عند ما يفترض أن يكون المهم والأساس : مناقشة واقع المواقع العراقية على شبكة الانترنيت؟!

إذا كان هناك من يعتقد, أن موضوعة واقع المواقع العراقية, حضي بما يكفي من المناقشة, وبالتحديد على صعيد التأشير على نواحي الخلل وسبل تجاوز نواحي القصور, ترى من يتحمل المسؤولية إذن عن أتساع نطاق (.....ظاهرة نشر الكثير من المواد, التي تفتقر للحد الأدنى من الصلاحية, وبشكل يجعلها غير مناسبة, حتى للنشر في بريد القراء..) كما جاء عن صواب لا يحتاج المناقشة, في سياق دعوة موقع البرلمان العراقي؟!  

كذلك الحال مع الدعوة في سياق المبادرة, للتوقف عند ( ...أتساع نطاق ظاهرة استخدام الأسماء المستعارة وفي الغالب العام, لتمرير السموم الطائفية والشوفينية, وبشكل لا يختلف من حيث المضمون والهدف, عما يجري نشره في المواقع الصدامية...) الخ ما يستحق بالفعل ومو شلون ما جان, التوقف عنده بالملاحظة والنقد وبصريح العبارة, وبعيدا عن تكرار المألوف والتقليدي, من توصيف واقع حال هذه المواقع, دون التأشير, على من يتحملون المسؤولية, عن نواحي الخلل, ولا السبل العملية, الواجب اعتمادها, وبما يضمن تجاوز أو على الأقل, تحجيم هذا الخلل, بحيث تغدوا هذه المواقع, نوافذ يمكن من خلالها, الأطلال على المستوى المتقدم والمختلف, لما هو النقيض لثقافة القمع والاستبداد العفلقية, التي فرضت وجودها, لعقود ثلاثة من الزمن, على وسائل الدعاية البعربية, نتيجة التخلف الفكري, ونجاح نظام العفالقة, في شراء ذمم وضمائر, عدد كبير للغاية, من المثقوفين , وبالتحديد من تجار الكلمة والفن, وسواهم من العاملين في الميدان الثقافي , وفي عدادهم, الكثير من المشاهير , ممن لازالوا خطيه, يحلمون بعودة أيام الكوبونات النفطية, وأن كان الثمن تسليم البدن بعد الضمير, لوساخة الأرض من العفالقة الأنجاس, على هامش ليالي المرابد وسواها من مهرجانات عار بني القعقاع!       

و.......دعونا نتوقف أولا, في سياق هذا التعليق, و بشيء من التفصيل, عند ( ظاهرة نشر الكثير من المواد, التي تفتقر للحد الأدنى من الصلاحية...) على أمل العودة للتوقف بالمناقشة عند الباقي من الملاحظات الجوهرية التي وردت في سياق مبادرة البرلمان العراقي.

دون الوقوع في دائرة تكرار ما هو معروف, عن أتساع نطاق الاهتمام عراقيا بعالم الانترنيت, وبالتالي تزايد عدد من يستخدمون هذه الوسيلة العصرية المتطورة,* يمكن القول وبإيجاز شديد, أن هناك عدد يتزايد يوما بعد أخر, بات لا يكتفي فقط, بممارسة فعل المطالعة أو التواصل مع الآخرين...الخ استخدامات الانترنيت المعروفة, وإنما صار يعمد إلى ممارسة فعل الكتابة, في العديد من المواقع العراقية, ومن بينهم عدد غير قليل, لا يملكون الحد الأدنى من عدة الكتابة, أو على الأقل, ما يعينهم على صياغة جملة واحدة, دون ارتكاب مجزرة لفعل الكتابة واللغة على حد سواء!       

بالتأكيد وقطعا, لا أحد يملك السطوة, لمصادرة حق, من يريدون ممارسة فعل الكتابة, وبشكل خاص في الظروف الراهنة, للتنفيس عن ما يدور في أعماقهم, من مشاعر الغضب والحقد, ضد حثالات صدام وحلفائهم من المطايا المجاهرين بالقتل, وعلى العكس من ذلك, المطلوب تقديم ما يمكن من العون, لمن يريدون الدخول إلى هذا الميدان, لان ذلك, بتقديري هو من بين أهم السبل, التي يمكن أن تساعد على رفد عالم الكتابة بالمزيد من المواهب والقدرات , و.......لعل مراجعة سريعة للعشرات من الأسماء, التي باشرت ممارسة فعل الكتابة خلال السنوات الأخيرة, وبالتحديد على صفحات المواقع العراقية على شبكة الانترنيت, تأكيد على أهمية الدور الذي باتت المواقع العراقية تمارسه على هذا الصعيد!

الحديث لا يدور إذن, عن من نجحوا في إثبات قدرتهم على ممارسة فعل الكتابة, ومن بينهم من يمتلكون بالفعل قدرات واعدة, إذا ما عمدوا إلى تطوير إمكانياتهم , بما يتيح المجال أمامهم, امتلاك ما يميزهم من الأسلوب في صياغة أفكارهم للتعبير عن مواقفهم, وإنما الحديث يتعلق بالذات وبالتحديد, عن من يجهلون أبسط قواعد الكتابة واللغة!             

و....من أجل أن لا تتحول سالفة (قواعد الكتابة واللغة) بدورها إلى بعبع, يجري استخدامه للأسف, من قبل بعض حلوين الجهامة, ممن يريدون احتكار العمل في هذا الميدان الحيوي, ينبغي التوضيح أن الحديث لا يدور قطعا عن القدرة على استخدام اللغة كتابيا, للتعبير عن الأحاسيس والمشاعر والأحلام بما في ذلك الفنتازيا والمتخيل من الوقائع ....الخ , ما يندرج في إطار العمل الإبداعي, لان هذا العمل ليس بمستطاع من يريد ممارسته , ويحتاج إلى وجود موهبة بالأساس, وظروف مناسبة لتطوير هذه الموهبة الفطرية, سواء عبر الدراسة أو الممارسة, تماما كما هو الحال مثلا, مع من يملك موهبة النحت أو الرسم ...الخ أشكال وصور ممارسة العمل الإبداعي, وهو في الواقع ما يحكم العملية الإبداعية, حتى قبل أن يتعلم الإنسان البدائي, النطق ومن ثم الكتابة ...الخ ...!

الحديث عن (قواعد الكتابة واللغة) لا يتعلق إذن بما تقدم من الشروط, المتعلقة بممارسة العمل الإبداعي, وإنما حصرا عن ممارسة فعل الكتابة, وبالتحديد في الميدان السياسي, و....عمليا صدقوني, بمقدور من يمتلك القدرة, على صياغة أفكاره وملاحظاته كتابيا, بالاستناد إلى المعروف من قواعد اللغة العامة, أن يكتب ما هو مناسب للنشر, مع القليل من الرتوش البسيطة, لغويا وأسلوبيا, في حال وجود من يقدمون مثل هذا العون, ضمن طاقم من يشرفون على هذه المواقع, على الأقل في البداية!

 و.......هكذا على صعيد ( المفروض حتى لا أقول البديهي) ينبغي أن يكون ذلك هو واقع الحال, ترى لماذا إذن,  تتواصل هذه المجزرة  (لفعل الكتابة واللغة)  أمام أبصارنا جميعا في العديد من المواقع العراقية؟!

من يتحمل المسؤولية؟!

من يتوهمون القدرة, على ممارسة فعل الكتابة, لمجرد وجود مواقع على استعداد لنشر, كل ما يصلها من المواد حامي شامي, أو من ينشرون ( شخابيط) هولاء المساكين, والتي تفتقر إلى الحد الأدنى من الصلاحية وبشكل (....يجعلها غير مناسبة, حتى للنشر في بريد القراء..) على حد ما جاء في سياق مبادرة البرلمان العراقي؟!

من السهل تماما, القول وبدون عناء, أن مسؤولية هذه المجزرة ( لفعل الكتابة واللغة) يتحملها من يشرفون على هذه المواقع, قبل غيرهم,  مهما كان العذر, ومهما تنوعت الحجج والأسباب ...ولكن؟! 

ترديد مثل هذا ( الحكم) عندي ضرب من الكفر, وفي الواقع, ذلك ينطوي على ممارسة فعل  (العقاب) لمن اختاروا وقبل سقوط صدام, شرف المبادرة, لشق الطريق عراقيا, نحو رحاب عالم الانترنيت, بدافع من الشعور بالواجب, وانطلاقا من القناعة, بأهمية توظيف هذه الوسيلة العصرية المتطورة, من أجل إيصال صوت ضحايا نظام العفالقة الهمج للرأي العام عراقيا وعربيا, والمساهمة بالتالي في الكشف عن جرائم وبشاعات نظام البعثلوطية الأنجاس!    

العديد من الذين, كان لهم شرف المبادرة, في نشر العام من المواقع العراقية, على شبكة الانترنيت, ويواصلون رغم التعب والمصاعب, وما أكثرها لو تعرفون, لا يزعمون والله, امتلاكهم الخبرة الطويلة في ميدان العمل الإعلامي, ويتمنون وبإلحاح, الحصول على ما يعينهم, في عملهم لضمان الاستمرار في أداء الواجب........ولكن ...........ولكن؟!      

كم هو عدد المثقفين, ممن لا تعوزهم الإمكانية صحافيا, والخبرة في ميدان العمل الإعلامي, تطوعوا لتقديم العون المطلوب, بما يساعد على دعم هذه المواقع وتطويرها, وبما يكفل في الوقت ذاته, ضمان نشر, ما هو مناسب حقا, للنشر من المواد؟! 

وبالتحديد, أعني المثقفين, ممن يتوفر لديهم, من الوقت الكثير, نظرا لعدم ممارستهم, فعل الكتابة صحافيا, إلا بالشهر مرة, أو فقط  في المناسبات الوطنية, ولا ذريعة سوى المزاج  ( المخربط) دائما, بسب بشاعات ما يجري في العراق يوميا, وهي ذريعة لا تصمد أمام الحقيقة, حقيقة أن مواجهة تصاعد هذه البشاعات والتصدي لحثالات البعثلوطية, تستدعي العكس تماما, وتتطلب المزيد من لبجهد, عوضا عن هذا  القصور الفادح في القيام بالحد الأدنى من الواجب : الكتابة...!

صدقوني لا أدري, ماذا يحول دون قيام البعض من هذا الرهط ( الكسول) من المثقفين هههههه, عن التطوع للعمل في إطار هيئات تحرير,** تتوالى مساعدة من يشرفون على عمل هذا الموقع أو ذاك, من المواقع المعادية للبعثلوطية,في مجال مطالعة المواد وتقرير, مدى صلاحيتها للنشر صحافيا, وأكرر صحافيا, وليس من الناحية الفكرية أو السياسية, لان ذلك يعني, السقوط في مستنقع ممارسة دور العسس على شبكة الانترنيت!  

بالعراقي الفصيح: أن استمرار ظاهرة نشر شخابيط وسخافات زعاطيط الانترنيت, باتت تنطوي على تشويه فض للمشهد الثقافي عراقيا على شبكة الانترنيت, وصمت المثقفين وعدم مبادرتهم للنهوض بدورهم, في تقديم العون للمواقع المعادية للبعثلوطية, يساهم ليس فقط في أتساع نطاق هذه الظاهرة, وإنما في وضع المزيد من العقبات, أمام توظيف هذه الوسيلة العصرية المتطورة  (الانترنيت) بما يخدم السعي, لتحرير الوعي العام في العراق, من تراكمات ثقافة البعثلوطية, ثقافة القمع والاستبداد, القومجية والشوفينية والطائفية وإشاعة الثقافة الديمقراطية البديلة!

و......هناك اليوم مواقع عربية, قد يختلف المرء مع توجهها العام , ولكن من الصعب عدم التأشير إيجابيا, على مستوى الجهد الصحفي المبذول في إعداد صفحات هذه المواقع, وأسلوب عرض المواد, ونمط اختيار الموضوعات والأخبار .....الخ

ترى ماذا يحول دون وجود مثل هذه المواقع عراقيا ؟!

هل ترانا لا نملك عراقيا, ما يكفي من الكوادر الصحفية, أو نفتقر لوجود من يملكون الخبرة في الميدان الإعلامي؟! 

ذلك ما يحتاج للتفصيل, عند الحديث عن علاقة المثقف بالمواقع, ولكن بعد أن أتوقف بالنقاش عند الباقي من الملاحظات الجوهرية التي وردت في سياق مبادرة موقع (البرلمان العراقي) وبشكل خاص مصيبة ( أتساع نطاق ظاهرة استخدام الأسماء المستعارة) !  

سمير سالم داود  الثاني من حزيران 2005

alhkeka@hotmail.com

 

* للاطلاع على بعض الملاحظات التمهيدية عن واقع المواقع العراقية, يمكن الرجوع إلى تعليق العبد لله المعنون :  (عن المواقع العراقية على شبكة الانترنيت) والذي جرى نشره في آذار الماضي, وذلك في العنوان التالي : www.alhakeka.org/341.html

** المقصود طبعا ( هيئات تحرير ) من صدك, وليس مجرد, حشر جم أسم, وكيفما أتفق, وتحديدا تلك الأسماء, التي يتكرر ظهورها ضمن طاقم ما يسمى ( هيئة تحرير)  في العديد من المواقع, دون أن تمتلك القدرة أساسا, وكفيلكم الله وعباده, على ممارسة عمل تحرير المواد, حتى في إطار الحد الأدنى ...... ههههههههه

هامش:, صباح اليوم طالعت نص رسالة خاصة من الزميل العزيز زهير كاظم عبود, للعبد لله وعدد أخر من الزملاء تنطوي سطورها على ما يعكس غضب وانفعال عزيزنا القاضي من قيام الدكتور هاشم أحمد المشرف على موقع البرلمان العراقي, تزويده بما يجري نشره من الشتائم ضده ( ضد القاضي)  في موقع كادر الدعارة, وللأسف الشديد, طالعت لاحقا بعضا من محتوى هذه الرسالة, منشورا في موقع (صوت العراق) وبتوقيع القاضي زهير كاظم عبود!       

و...... صدقا لم أفهم دواعي غضب وانفعال الزميل زهير عبود كاظم, حتى على افتراض أن ذلك هو ما حدث بالفعل, رغم معرفتي والعديد من الزملاء, أن حثالات البعثلوطية, نجحوا في السطو, على أحد عناوين البريد الآلي الخاصة بموقع البرلمان العراقي, وبالتحديد Irqparliament@Irqparliament.net  الذي ورد ذكره في رسالة الزميل زهير لداعيكم والعديد من الزملاء, ومع ذلك ترى ما هو الداعي للغضب والانفعال إلى حد القول (..واشكر موقع البرلمان العراقي الذي خدمته وكنت من اعمدته فكان ما استحقه منه من جزاء...)؟!

هل من الخطأ لفت انتباهه إلى سخافات ما ينشر ضده في موقع مادونا, وهو الأمر الذي يعتمده الدكتور هاشم مشكورا, كلما أستلم أو طالع شتائم البعثلوطية ضد العبد لله والعديد من الزملاء الآخرين, وذلك تقديرا لعدم قدرتنا, على ملاحقة جميع ما يجري نشره, سواء بسبب انهماكنا بالكتابة ومو شلون ما جان, أو بسبب طيحان حظ أوضاعنا الصحية؟! هل ترى أن تزويدنا بهذه الشتائم الرقيقة هههههه, لا تفيد عملنا وعمل كل من هو حريص على التصدي ودون هوادة للبعثلوطية, أو على الأقل عند الكتابة عن البربوك مادونا المرادي وموقع عهرها على شبكة الانترنيت؟! 

و.........صدقني يا عزيزي القاضي, بمقدوري أن أدعم ما تقدم بالمزيد من التفاصيل, للتأكيد على عدم وجود ما يبرر الغضب والانفعال, أو هل تراك لا تدري يا عزيزي أن غضب القاضي حرام شرعا هههههه