هموم وهوامش وردود .....بالجملة!


مع تعذر الكتابة طوال الماضي من الأسابيع، بدافع السفر أولا والمرض لاحقا، تراكم عندي من غير خاص رسائل القريب من الأصدقاء والزملاء، الكثير من الرسائل التي تستوجب التوقف عندها بالمناقشة، وأقصد بالذات وتحديدا تلك التي ورد في سياق سطورها بعض الملاحظات والتساؤلات بصدد ما ورد من مختلف الاعتقاد فيما كتب العبد لله من أخير النص تحت عنوان : الكتابة عن ماذا ....و....لماذا ؟!* أو ما ورد في سياق ملحق هذا النص لاحقا**   

و....قبل الدخول في هذه المعمعة، أن جاز القول ، مو غلط أبدا، الحديث عن ما أعتقده يندرج، ورغم خصوصيته ظاهريا، في إطار العام من الهموم، عند الكثير ممن يمارسون فعل الكتابة عن وحول الشأن السياسي، وبالخصوص أقصد عدم التعامل إيجابيا، أو تعمد السيئ من التأويل، مع حق الكاتب في التوقف بين الحين والأخر عن الكتابة، سواء لممارسة متعة السفر أو بهدف توظيف الوقت، بما يفيد إنجاز المؤجل من كثير خاص المشاريع الكتابية، أو حتى بدافع من مجرد الحاجة للبقاء مؤقتا وقدر المستطاع، بعيدا عن متاعب وعناء متابعة مصايب وبلاوي المشوه من العملية السياسية....الخ ما يفترض أن يكون بتقديري ضربا من المعتاد ويستوجب أن يندرج في إطار المألوف من الفعل، خصوصا حين يكون الكاتب في عداد المعروف من أصحاب الواضح من المواقف ، وعلى المستوى الخاص كنت أعتقد وحد الجزم، أن ما ورد في سياق الأخير من النص، تضمن وبتكثيف شديد للعبارة، كل ما يمكن للمرء أن يكتب من الحقائق ( ما يعتقده من الحقائق) عن المشوه من قائم نظام المحاصصة والتحاصص، النقيض وبالمطلق للديمقراطية، ومن باب ضروري التوضيح، لا أقصد قطعا بالمقارنة مع واقع حال القائم من الديمقراطية في المتقدم من المجتمعات، وإنما أقصد تحديدا افتقاد العملية السياسية في عراق ما بعد حكم أنجاس العفالقة،للمبادئ الأولية لممارسة الفعل الديمقراطي، وليس فقط في إطار الوضع السياسي العام، وإنما ومن حيث الأساس عندي، على صعيد ما يجري وعلنا من متعمد إشاعة متخلف الفعل في المختلف من محاور ومفاصل الحياة والعمل في المجتمع!

فضلا عن ما تقدم، كنت أعتقد كذلك، أن التأكيد وفي سياق الأخير من النص، على خطأ ممارسة عبث تكرار واجترار عرض المواقف، تضمن بدوره ما يكفي من مشروع العذر، لتوقف مؤقتا بين الحين والأخر عن الكتابة حول الشان السياسي، وفي إطار من السؤال عن لماذا اعتماد سبيل التكرار، طالما أن المكتوب من النص بالعراقي الفصيح، ينطلق أساسا من باب تحليل وتوقع ما يجري من التطورات، بالاستناد أولا وأخيرا على قراءة ما يسود بالفعل وعمليا من المعطيات على أرض الواقع، أقصد بعيدا عن الكتابة في إطار بليد الركض والتنافس على استباق التعليق عن وبصدد ما يجري أمام عدسات التصوير، وفوق سطوح المشوه من العملية السياسية، وعلى النحو الذي بات يطغى فضائحيا على نصوص الكثير ....الكثير ممن يكتبون من باب (حشرا مع الناس عيد) حتى لا أقول من قبيل الإدمان، أو لمجرد بليد اعتقادهم أن ذلك كفيل بنفخ أسماءهم ووجودهم ( أوعلاميا !) من على قنوات وشاشات تلويث الفضاء، وما لايعد ولا يحصى من المواقع على شبكة الانترنيت !***

أريد القول أن الكتابة عن الهامش وما يجري فوق السطح السياسي، وليس عما يجري ويسود على أرض الواقع، كان ولا يزال يندرج عندي في إطار مرفوض تحويل الانتباه عن واجب التركيز، وبما يقود وعلى مستوى النص، التحريض ضد أساس البلاء ومصدر الشرور، أقصد عار نظام التحاصص الطائفي والعرقي، إلا إذا كان يوجد هناك وسط من يمارسون فعل الكتابة ومن باب مطلق الأيمان مبدئيا بالديمقراطية، من يعتقدون أن هذا المشوه والشاذ من قائم العملية السياسية، وبالاعتماد أساسا على توزيع أشلاء السلطة وربوع البلد والمال العام ومواقع القرار بين أهل النفوذ من زعماء الطوائف والعشائر، يمكن أن تخلص المظلومين والكادحين من كالح وقاتم واقع حالهم راهنا، أو يمكن أن يضمن تحقيق ما يندرج في إطار الحد الأدنى من طموحاتهم وتطلعاتهم، للعيش بحرية وآمان ومساواة في مجتمع يقوم في وجوده على الديمقراطية، وبعيدا تماما عن جميع أشكال العوز والتعسف!

و.....لكن وكما يقول ما أدري منو، ليس كل ما يتمناه المرء قابل للتحقق، وبحيث كان ولا يزال هناك قدر غير قليل من سوء الفهم أو بالأحرى خطأ في تقدير ما يعتقده العبد لله من ضروري التوقف بين الحين والأخر عن ممارسة فعل الكتابة عن الشأن السياسي، سواء بهدف تجنب التكرار في عرض المواقف، أو البحث عما يشكل بعض الأساس من مفاصل ما قبل وبعد بعض محطات الحاسم من التحولات في إطار القائم من العملية السياسية، ومنذ هذا الذي جرى من عاصف الحدث في نيسان عام  2003 !

وللأسف الشديد غياب هذا الصائب من القراءة للنص، يقود وفي الغالب العام، لتكرار ذات الذرائع، وفي المقدمة ودائما، ذريعة خطأ التوقف عن الكتابة والركون للصمت في ظل ( هذا الظرف التاريخي الحساس) لان ( خطير التطورات عراقيا وإقليميا تستوجب تحديد المواقف) دون إغفال التذكير بما يفيد الأغراء أقصد ( النفخ) من خلال متعمد المبالغة بما يجري تسميته (أسلوبك الخاص والمتميز في التحليل وبالعراقي الفصيح) ....الخ أساليب ممارسة الحث والضغط وديا، وعلى نحو يقود المرء وغصبا، للوقوع في دائرة الحرج، حتى لا أقول العجز عن مواجهة هذا الضرب من جميل مشاعر الود،**** خصوصا وأن منطلقها وبالتأكيد هو الحرص على تفعيل دور من يكتبون عن الشأن السياسي، من موقع الدفاع وبثبات عن حقوق وطموحات وتطلعات المحرومين والكادحين ومن  باب مطلق الانحياز أولا وأخيرا للديمقراطية!

و...في المبتدأ من الرد، من الضروري عندي التوقف عند خطأ وخطل الاعتقاد من أن عدم الاستمرار في الكتابة عن الشان السياسي، يندرج في باب التشاؤم وبدافع من اليأس ....الخ هذا الطريف عندي من ساذج التصورات والتي تتجاهل حقيقة أن أفلام التشاؤم واليأس، تتعارض وبالمطلق، أكرر بالمطلق، مع قناعات ومواقف العبد لله وعموم أهل اليسار من الفكر، ممن لا يساورهم الشك أبدا، من أن كل هذا الذي يسود من كالح الحال والتخلف في الحاضر، إنما يشكل امتدادا لماض في طريق الزوال حتما، مهما طال الزمن، ومهما كان جبروت من يوظفون هذا التخلف لتفعيل الهمجي من مشاعر التعصب الطائفي والعرقي، وبما يعزز سطوتهم على وعي الملايين ...الملايين من القطيع وبما يضمن إدامة نفوذهم ومقيت تحكمهم بمصير العباد وثروات البلاد ....الخ أوهام وترهات فرسان هذا المريض والمشوه من ( فكر) بقايا ظلام عصور الماضي، والذي دخل وغصبا في الراهن من العصر، عصر الثورة المعلوماتية، مرحلة الاحتضار عمليا، بعد أن بات من السهل تماما إعلاميا وبفضل بركات المتصارع من الفضائيات ومواقع الانترنيت....الخ فضح اكاذيب و ازدواجية ممارسات سدنة أهل التخلف في الحاضر وبحيث باتوا وجميعا وكفيلكم الله وعباده، وفي المقدمة عراقيا الهمج من مطيع أتباع حكام إيران و السعودية، في موقع من يمشي أمام الناس (وطيزه مكشوف)  رغم جميع ما يرتدون من فضفاض عار الجلباب والعمامة، أو المحشور عنوة على أجسادهم المشوهة لفرط شراهتهم، من ملابس القرقوزات في السيرك!*****

و...بعد ما تقدم عن الخاص والعام من الهموم، وما يستوجب التوضيح بصدد سالفة التشاؤم واليأس  لابد وفي الواقع من المهم والضروري عندي، الرد على بعض الوارد من التساؤلات عن وحول ما ورد من الاعتقاد في سياق الأخير من النص، ولكن وقطعا ليس قبل كتابة المطلوب من ملح النص أولا ، للتحذير من مخاطر استغلال عوامل النقمة والتذمر وركوب المشروع من عمليات الاحتجاج، من قبل عقارب أنجاس العفالقة وبالشكل الذي يجري راهنا من على صفحات مستنقع نفايات الانترنيت( كتابات) وغير ذلك من مستنقعاتهم على شبكة الانترنيت، وبالصورة والصوت عبر شاشات قنوات عارهم المكرسة لتلويث الفضاء عفلقيا!

 

سمير سالم داود 12  شباط 2011

alsualnow@hotmail.com

* طالع نص الكتابة عن ماذا ....و....لماذا ؟! وذلك في www.alhakeka.org/749.html..و...من المؤسف حقا الإشارة إلى أن هذا النص بالذات، وبكل ما تضمنه من مشروع الحق في التعبير عن المختلف من الاعتقاد، جرى تعمد تجاهله في موقع من المواقع المعادية للعفالقة، رغم استمرار المضاف من الاهتمام، بنصوص بعض أصحاب الماضي المعطوب عفلقيا، وصولا لحد حماقة نشر نص عفلقي مسموم  يحمل المستعار من الاسم وتضمن الدفاع وبالصريح من العبارة تمجيد قادسية العار وذلك في معرض التعريض وبالمباشر من سافل الإساءة للقاضي منير حداد الذي شارك وأشرف على تنفيذ حكم العدالة بالطاغية صدام، وضمنا  بحق جميع الباسل من ضحايا رفضي حروب أنجاس العفالقة، وأذكر عامدا هذه المعلومة من باب الحرص على ضرورة وأهمية التدقيق بالوارد من النصوص للمواقع المعادية للعفالقة، وبالخصوص نصوص المستعار من عار الأسماء!   

** جرى نشر هذا النص لاحقا وتحت عنوان ملحق بصدد الكتابة عن ماذا ولماذا ؟! ويمكن مطالعته في : www.alhakeka.org/m749.html

*** أحدهم تعمد مؤخرا وكفيلكم الله، نشر خمسة ( نصوص) وأتعمد حشرها بين قوسين، في ظرف ساعة واحدة وفي ذات الموقع ، دون أن يدرك هذا المسكين أن ما فعل يشكل صحافيا، فضيحة ومدعاة للتصنيف والسخرية، تماما كما هو حال واحد أخر من ضحايا الإسهال في ميدان الكتابة من خريجي معهد عدي للسخافة، الذي يتعمد اختيار المثير من العناوين، كما كان يفعل أيام عار العمل في (بوق بابل)، وذلك طمعا في نفخ الهزيل من وجوده وسط أهل الإعلام، وبهدف جر أكبر عدد ممكن من زوار المواقع، مطالعة سخيف ما يكتب من النصوص، وبحيث أختار ذات مرة عنوان ( آني حامل)  ربما بهدف تصعيد شحنة الإثارة جنسيا، ولكن دون أن يوضح في سياق النص منو أبو النغل !

**** لا أقصد قطعا من كتبوا من باب جميل الحرص وبدافع من القلق على وضعي الصحي، وإنما أقصد رسائل بعض القريب من الزملاء والأصدقاء من كتبوا من باب السؤال عن دوافع ما أسموه ( توقفي فجأة عن الكتابة) وحد التصور أن ذلك من قبيل اختيار سبيل الصمت ...الخ ما يعكس المغلوط من القراءة للنص الأخير، رغم أن العبد لله يتعمد الكتابة بما هو دائما قرين بسيط البسيط من مفردات القول ، والمقصود بالتحديد من كنت أفترض معرفتهم أو بالأحرى تفهمهم لما ورد في الأخير من النص عن مبعث القرف من تكرار عرض ذات الموقف، ودون إدراك سالب تبعات تجاهلهم ما يعتمل في نفس الكاتب من قرف إرغام النفس على تكرار ما بات عنده يندرج في باب الواضح كلش من المواقف، وصولا لمرحلة الكتابة عن وحول الشأن السياسي من موقع الصراخ بعد أن بات توضيح الواضح يندرج والله عندي في إطار ممارسة المرفوض من العبث، وما تقدم من الملاحظة أسجلها خصوصا لجميع من يعرفون وأكثر من سواهم حجم المطلوب من الجهد، للعمل مع  المخزون من كثير المشاريع القصصية التي تنتظر الإنجاز، وهي بالمناسبة أكثر أهمية عندي من استمرار الكتابة ومن موقع تكرار ذات الموقف عن وحول الشأن السياسي!

***** بهدف مساعدة جماعة أفلام التشاؤم واليأس مو غلط دعوتهم لمطالعة ما جرى نشره تحت عنوان : الحرب ضد التخلف... لم تبدأ بعد! www.alhakeka.org/750.html

هامش خاص ومخصوص ومن باب شديد الاعتذار، لجميع أصحاب الخاص جدا من الرسائل ممن تعذر الرد مباشرة وبسرعة على رسائلهم، وعلى نحو شكل عندي والله المضاف من الهم، وما عندي من التوضيح غير القول أن العجز عن الرد ما كان بعذر السفر ، وإنما التعرض لحادث فنطازي من صنف ( قضاء وقدر!) كاد أن يؤدي بحياتي، وبشكل حال وعمليا دون القدرة على ممارسة فعل الكتابة طوال الأسابيع الماضية.