لماذا يجري نفخ مشروع لقلق زاده ....يساريا؟!


مرة أخرى ومن جديد، لا يملك المرء غير ممارسة الدهشة والعجب، عند مطالعة نصوص بعض من يكتبون، ويفترض من منطلقات فكر أهل اليسار، وبكل تاريخهم الطويل في مضمار العمل السياسي، لا تتضمن سوى هذا الغريب من شاذ الإصرار على إحلال تصوراتهم، حتى لا أقول أوهامهم، بديلا عن ما يسود من الحقائق على ارض الواقع، كما هو الحال راهنا وعلى نحو فاضح، من خلال مشاركتهم في الترويج لمشروع الرفيق خليل لقلق زاده (  دون ذكر أسم سعادة السفير!) والداعي لتقاسم السلطة بين علاوي والمالكي، للخروج مما اسماه مأزق الصراع على موقع رئاسة الحكومة، كما لو أن السيد سفير ماما أمريكا سابقا، لا يعرف أو يجهل  المعروف سلفا من الحقيقة وبالشكل الذي أكده العبد لله جازما وقبل الانتخابات، رغم أن داعيكم ناقص عقل ودين، ويعيش بعيدا كلش عن العراق، ومحصور في جزيرة بنص البحر في أخر المعمورة!

و...مو غلط أبدا إعادة التأكيد وللمرة المليون، على ضرورة التعامل مع كل ما يدور من المناورات والمساومات في إطار الصراع على النفوذ والسطوة، وكل ما يجري من التطورات على سطح العملية السياسية في عراق ما بعد صدام العفالقة، انطلاقا من إدراك حقيقة واقع حال ما يسود من موازين القوى بين المختلف من أهل النفوذ محليا، والفاعل من دور سلطان الاحتلال، ودون تجاهل دور الهمج من أهل التشدد الإسلامي وهابيا، أو إغفال مدى ومستوى نفوذ التدخل الخارجي إقليميا، وبالخصوص من قبل جمبع دول الجوار!

أقول ما تقدم بهدف تبديد وهم من يعتقدون، أن من الممكن راهنا وعلى المدى المنظور من الزمن، فرض معادلات سياسية جديدة في العراق، تتجاوز ما تقدم من حقائق واقع حال ما يسود من موازين القوى بين المختلف من أهل النفوذ في المنقسم عمليا من الكيانات الثلاث على أرض الواقع ، أو من خلال تعمد تجاهل تبعات الصراع الأمريكي الإيراني على مجمل العملية السياسية عراقيا، هذا من غير محتدم الصراع إقليميا على النفوذ في العراق !

بالعراقي الفصيح: أقصد أن من الخطأ، فادح الخطأ، الاعتقاد أن من الممكن راهنا أو على المدى المنظور من الزمن، الإخلال بما يسود من موازين القوى بين من يمثلون سياسيا، الكيانات الثلاث في العراق، لان سطوة أهل النفوذ في هذه الكيانات لا تستند في وجودها أساسا على ما تملك من المقاعد أو على ما يسود من الاصطفافات تحت قبة البرلمان، وإنما على ما تملك من عوامل القوة والقدرة ، وخصوصا على صعيد التحكم في مواقف واتجاهات الناس في مناطق نفوذها ، لفرض ما تريد ويتوافق مع مصالحها ويساهم في تعزيز نفوذها سياسيا، أو لعرقلة ما لا تريد ويتعارض مع ما تملك من النفوذ في ظل نظام عار المحاصصة الطائفي والعرقي!

و...انطلاقا من هذه القراءة  لواقع الحال عراقيا، كتب العبد لله ودون تردد في كانون الثاني الماضي  ومن باب الجزم وسلفا :أن القادم من الانتخابات، سوف لا تقود لما هو أبعد من مجرد اجترار تشكيلة القائم من راهن البرلمان، حتى وان أختلف عدد من يمثلون المختلف من أهل النفوذ، وذلك سوف لا يساهم وبالمطلق سوى في إحداث تغيير شكلي، على صعيد الوجوه، لا التوجهات  وفي إطار مجرد التنافس للفوز بما هو أكثر من متاح النصيب، وبالتحديد من خلال الصراع على موقع من سوف يقود القادم من الحكومة، وليس قطعا على صعيد اعتماد المختلف ونوعيا من الوجهة في ميدان العمل البرلماني....الخ المعروف وسلفا عن واقع حال عملية انتخابية مشوهة، كان ولا يزال يجري ( تلبيسها) وعنوة المزعوم من ثوب الديمقراطية، لضمان استمرار نفوذ وتعزيز مواقع فرسان نظام المحاصصة، وتحت غطاء حكم سلطان صناديق الاقتراع، وبالاستفادة من الانقسام السائد وبقوة، طائفيا ومناطقيا وعشائريا، بين المختلف من مكونات وشرائح، ما كان يسمى سابقا المجتمع العراقي!*

و...أن يسرع فرسان العراقية وجميع من يساندون مشروع علاوي البعث الأمريكي، في المختلف من وسائل الدعاية والترويج عراقجيا وعروبجيا، وبما يفيد دعم مقترح مولاهم لقلق زاده، أقرا المقترح الأمريكي المدعوم بقوة سعوديا ومصريا وخليجيا فضلا عن الأردن وتركيا، ذلك عندي تحصيل حاصل وأكثر من متوقع، باعتبار أن هذا المقترح بالذات، يضمن وسلفا للقائمة العراقية  (أقرأ تحالف أيتام النظام المقبور بالعار، مع بعض القليل من الاستثناء) ممارسة الفاعل من الدور في تقرير وتحديد مسار العملية السياسية، ومناصفة مؤقتا ، أكرر مع التشديد مؤقتا، مع قائمة دولة القانون بقيادة السيد المالكي!**

و...أقول ما تقدم، بحكم أن المشروع البديل، مشروع تحالف قوائم أهل الأكثرية في الفقير من ضواحي بغداد ومدن الوسط والجنوب مع القوى السياسية في إقليم كوردستان،*** سوف يقود وعمليا إلى بقاء من تمثلهم العراقية، في مناطق ما كان يسمى محافظات صدام البيض ، كما كانوا ضمن حدود دورهم الثانوي سياسيا، وأن كان دورا فاعلا يتجاوز وكثيرا حجم تمثيل أقليتهم العددية، بحكم ما تحقق لهم من كثير المكاسب سياسيا وعلى صعيد مواقع القرار، نتيجة حرص من يمثلون أهل الأكثرية على مبدأ الشراكة الوطنية فعل ومفعول اعتماد عار نظام المحاصصة الطائفي والعرقي!****

فضلا عن ما تقدم، يمكن القول أن هذا المقترح الأمريكي ينطوي وبتقديري الخاص، على محاولة واضحة للحفاظ على تماسك من اختاروا التجمع تحت لواء لملوم القائمة العراقية، وهو تماسك هش ومعرض للانقسام، في حال عدم نجاح علاوي في تشكيل القادم من الحكومة، أو في حال عدم قدرة الرجل على توظيف دعم من ساندوه انتخابيا، في سائر ما كان يسمى محافظات صدام البيض، بما يخدم مصالحهم في سياق الراهن من المساومات، أو على الأقل، البعض من أساس أهدافهم، أن كان على مستوى ضمان مواقعهم في ميدان اتخاذ القرار، أو على صعيد كفاحهم بالروح ....بالدم من أجل تعديل الدستور، إلغاء هيئة العدالة والمسائلة، إطلاق سراح جميع من جرى اعتقالهم بجريرة البشع من دورهم في جرائم الإرهاب ...الخ المعروف من مكشوف الأهداف والباقي متروك للشغل من جوه العبايه!    

و...أقول ما تقدم لان هناك اختلاف واضحا وحد التعارض سياسيا وحتى فكريا، ما بين مشروع علاوي ليبراليا وعلمانيا والمتوافق والمتطابق حرفيا مع مفردات المشروع الاستراتيجي الأمريكي في العراق والشرق الأوسط  مع الغالب العام من وجهة وتوجهات الهاشمي والنجيفي والمطلك ...الخ من اختاروا وبقصد التجمع تحت لواء العراقية، بهدف توظيف وثيق علاقة علاوي مع ماما أمريكا وحكام الرياض ...الخ لضمان تحقيق ما تقدم ذكره من معروف أهدافهم وحصد ما يمكن من مزيد المكاسب، من منطلق أن بعضهم يمثلون سياسيا وفكريا جناح أنجاس العفالقة بقيادة الدوري، في حين أن البعض الأخر يمثلون  مصالح وتوجهات العديد من الأطراف الإقليمية، وبالخصوص تلك الأطراف التي تعمل ودون أن تعارض عمليا المشروع الأمريكي، على إيجاد موقع قدم،لتعزيز مصالحها وفرض نفوذها سياسيا واقتصاديا على الساحة العراقية!*****

بعد كل ما تقدم من توصيف واقع الحال في عراق ما بعد حكم أنجاس العفالقة، دعونا نتساءل: ما هو الهدف الأساس لمشروع خليل لقلق زاده؟!

بتقديري الخاص، لا يمكن التعامل مع هذا المشروع بمعزل عن المكشوف من جهد صناع القرار الأمريكي لتسويق علاوي لموقع رئاسة الحكومة في العراق، ليس لتوافقه فكريا وسياسيا وبالمطلق مع مفردات المشروع الاستراتيجي الأمريكي في العراق والشرق الأوسط ، بما في ذلك ما يملك من جاهز الاستعداد للمساهمة في إدارة ملف المحتدم من الصراع على النفوذ في العراق مع حكام طهران****** وبما يفيد ويخدم مصالح ودوام النفوذ الأمريكي اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وإنما باعتباره المناسب من القائد للطبعة الجديدة أمريكيا من حزب أنجاس البعث ، وبما يضمن ليس فقط وارثة قواعد المختلف من أجنحة حزب العفالقة، وإنما قيادة القاعدة الاجتماعية التي كانت تدعم طفيليا وطائفيا وسياسيا ومخابراتيا وجود حكم العفالقة وبشكل خاص وسط الناس في ما كان يسمى محافظات صدام البيض وسائر جحوشهم في المناطق الأخرى من العراق! 

و...أقول ما تقدم، لان نجاح علاوي في تحقيق هذا الهدف يضمن وتدريجيا تعزيز ما تحقق وبشكل متسارع طوال الماضي من السنوات على صعيد كسب ولاء الكثير من شخوص ورموز العمل وسط القاعدة الاجتماعية للنظام المقبور، والمطلوب استمرار العمل ومن موقع القرار  بما يساهم في تعزيز هذا التحول بما يقود ربط مصالحها التجارية وبالتالي السياسية ولاحقا تواجهاها فكريا مع مفردات المشروع الاستراتيجي الأمريكي في العراق والشرق الأوسط، وذلك يشكل عند صناع القرار الأمريكي الأساس من هدفهم، باعتباره  يضمن وعمليا دوام ربط الوضع في العراق اقتصاديا وسياسيا وأمنيا مع متطلبات ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى نحو يتجاوز مليون مرة أهمية وجودهم العسكري في العراق!

السؤال : لماذا إذن يجري ومن قبل بعض أهل اليسار،  تفريغ مشروع لقلق زاده من محتواه السياسي، وتصوير مارثون المحتدم  من الصراع راهنا على موقع رئاسة الحكومة، كما لو كان ناجما من حيث الأساس عن رفض قائمة دولة القانون، الاعتراف بأن قائمة العراقية حصلت على أكثرية المقاعد، والمصيبة يقدمون هذا الساذج من التصور، دون الدخول في التفصيل، أقصد عدم التأشير ولو بحرف واحد، لحقيقة أن حصول  العراقية على أكثرية المقعدين بالمقارنة مع مقاعد قائمة دولة القانون، لا يقدم ولا يؤخر كثيرا برلمانيا، بحكم العجز الواضح وتماما للعراقية، عن تامين الحصول على دعم أكثرية أعضاء البرلمان لتشكيل الحكومة برئاسة علاوي، علما أن اختيار الرئاسات الثلاث في العراق كان ولا يزال وسوف يظل وحتى أشعار أخر، يجري بالتوافق بين أهل الفاعل من النفوذ على ارض الواقع، وليس بالاستناد على ما تملك المختلف من الكتل السياسية من العدد في البرلمان، وبدليل أن اختيار الجعفري، ومن ثم لاحقا السيد المالكي لموقع رئاسة الحكومة، جرى يوم كان كتلة حزب الدعوة، لا تملك في الماضي من البرلمان سوى القليل من المقاعد، بالمقارنة مع عدد مقاعد الكثير من الكتل السياسية الأخرى *******

و...من جديد دعونا نتجاوز كل ما تقدم من الحقائق للسؤال : في ظل السائد من موازين القوى محليا هل توجد هناك إمكانية واقعية لتنفيذ مقترح خليل لقلق زاده دون ضمان تحقيق التوافق بين مصالح ومواقع المختلف من أهل النفوذ في العراق؟! وهل هناك من يعتقد أن هذا المقترح، أقصد ما تريده ماما أمريكا ويتمناه حكام الرياض، قابل للتنفيذ عمليا، أو يملك في حال تحول لواقع حال راهنا، القدرة على دوام الاستمرار ، دون الحصول وسلفا على الضوء الأخضر إقليميا وبالذات وتحديدا حكام طهران ودمشق ؟!

عراقيا يمكن القول وبالمختصر المفيد، كل محاولة، أكرر كل محاولة، تستهدف الشطب أو حتى التجاوز أو تقليل حدود دور ومصالح ومواقع هذا أو ذاك من أهل الحاسم من النفوذ في المنقسم من الكيانات الثلاث على أرض العراق، لا أقول سوف تقود لسيادة منطق وأسلوب الطاخ والطوخ لخربطة الوضع السياسي، وإنما سوف تقود وبالتأكيد لعدم استقرار الوضع الأمني، وعلى نحو يدفع هذا الوضع الهش أمنيا نحو المزيد من التدهور، خصوصا وأن الهمج من أهل التشدد الإسلامي وهابيا ومطاياهم المجاهرين بالقتل سوف يوظفون تفاقم الصراعات والانقسامات بين أطراف العملية السياسية، لتصعيد وتيرة ما تنفذه من وحشي المجازر !

إقليميا، يمكن القول وبتكثيف شديد، أن إيران لا يمكن ومن المستحيل أن توافق على فكرة تقاسم السلطة بين علاوي والمالكي،******** وبالذات علاوي إلا في حال المباشرة في إنجاز المتوقع من المساومة، مساومة تبادل المصالح والنفوذ مع الولايات المتحدة الأمريكية وبما يوفر فرص إعادة ترتيب الوضع في العراق والخليج وعموم الشرق الأوسط فضلا عن أفغانستان، وبالمقابل حكام طهران لا يمكنهم أو في الواقع يرفضون الموافقة على بقاء المالكي في موقع رئيس الحكومة، إلا في حال الاضطرار ولقطع الطريق على علاوي، ولكن قطعا وبالتأكيد، ليس قبل أن يقدم المالكي ما يضمن عدم تهديد المصالح الإيرانية في العراق والتعهد بضمان استمرار نفوذ حلفاءها، حلفاء إيران، سياسيا وعلى صعيد مواقع القرار في العراق!    

و.. ذات الشيء على مستوى الرفض، يمكن تأكيده قدر تعلق الأمر بموقف عفالقة الشام من  مشروع خليل لقلق زاده، خصوصا وأن نظام عفالقة الشام، يمارس وكما هو معروف دورا بالغ الخطورة في العراق، لا يختلف من حيث الضرر بتقديري عن الدور السعودي والإيراني، وأقول ذلك بحكم أن هذا الفاشي من النظام بات يتحكم وعمليا في مواقف المختلف من أجنحة حزب عفالقة صدام، فضلا عن مواقف التابع سلفا من جناح ما يسمى قيادة قطر العراق، هذا من غير الذليل من الاتباع وسط العديد من الأطراف ( العراقية) الأخرى التي تتواجد على الساحة السورية منطلقا للعمل بما هو الضد من العملية السياسية في العراق، بما في ذلك عار التحريض ودعم ومساندة عصابات الإرهاب الهمجية...و..منطقيا : ما هي مصلحة الخبيث من التاجر العفلقي في الشام ، في دعم صفقة سياسية بين علاوي الذي يمثل المصالح الأمريكية والسعودية، وبين المالكي الذي بات في موقع اللدود من العدو ، بعد أن كشف وحمل أنجاس العفالقة ممن يعملون تحت سمع وبصر النظام السوري تبعات تنفيذ مجزرة الأربعاء الدامية في بغداد قبل ما يزيد قليلا عن عام من الزمن؟!

و...ختاما وبالعودة للمبتدأ من السؤال : لماذا يشارك بعض المعروف من أهل اليسار في الترويج وعمياوي لما تريده ماما أمريكا ويتمناه حكام الرياض، ومن خلال مجرد ترديد العام من العبارة، للتأكيد على أن منطلقهم، هو الحرص على التعجيل بالخروج من مأزق المحتدم من الصراع على موقع رئاسة الحكومة، دون إدراك مضار وضرر اعتماد هذا السبيل، أقصد سبيل تجاهل ما يسود من الحقائق والوقائع على أرض الواقع، بكل السالب من التأثير على مواقفهم فكريا وسياسيا وإعلاميا، أمام أوساط الرأي العام العراقي، اللهم إلا إذا كان هذا البعض من ربع يمشي مثل الطاووس والجفيه الحمره بجيب الصدر، ما عاد بمقدورهم وبفعل المتكرر من الخيبات، غير السباحة المرة بعد الأخرى  في بحور التعويل على الوهم، ، حتى وأن كان مصدر هذا الوهم راهنا عدوهم الإمبريالي، عفوا أقصد الرفيق خليل لقلق زاده !   

 

سمير سالم داود 26  نيسان 2010

alsualnow@hotmail.com

* طالع هذا النص في العنوان التالي: www.alhakeka.org/709.html

** قول عامدا مؤقتا لان جميع أصحاب الفاعل من النفوذ الخارجي على الساحة العراقية وفي المقدمة أمريكا وإيران فضلا عن السعودية وسوريا وتركيا ...الخ...الخ لا يريدون استمرار بقاء المالكي ورغم اختلاف الدوافع والمنطلقات إلا أن الدافع الأساس إنما يعود بتقديري لرفض المالكي التعامل مع جميع هذه الدول من موقع التابع المطيع، وتلك كلمة حق يجب أن لا تغيب عن ذهن جميع الصادق من دعاة الحرص على استقلالية القرار العراقي!

***وهو احتمال لا يزال يجري تعطليه من قبل فرسان الحوزة الناطقة بلسان العفالقة وسط أتباع المذهب الجعفري بقيادة مقتداهم الصغير الذي لا يجد حرجا من التفاوض علنا ومن جوه العبايه مع علاوي البعث الأمريكي وهو الذي على مستوى الشعار معادي كلش للاحتلال الأمريكي في حين يتعمد وضع فيتو على شخص السيد المالكي بانتظار الموافقة على من يكون في موقع الاستعداد للقبول بشروط من يريد أن يمارس الفاعل أو بالأحرى الحاسم من دور حزب الله في لبنان، وفي المقدمة من ذلك راهنا العمل من أجل السماح بعودة نشاط الهمج من جيش أبو دريع، هذا فضلا عن انتزاع  المزيد من المكاسب سياسيا وعلى صعيد مواقع القرار، إضافة للشطب ونهائيا  على قرار ملاحقة ( آية الله مقتدى الصغير) قضائيا بجريرة البشع من دوره في جريمة تصفية مجيد الخوئي، من غير  وإطلاق سراح جميع عتاة المجرمين من عناصر جيش أبو دريع  ممن جرى اعتقالهم بعد ثبوت مشاركتهم في الهمجي من جرائم الإبادة الطائفية وخصوصا في بغداد بذريعة ما حدث في سامراء، وعلى نحو كان لا يختلف أبدا عن بشاعات فعل السافل من العفالقة ومطاياهم المجاهرين بالقتل من أهل التشدد وهابيا!

**** ورغم أن اعتماد هذا المبدأ، مبدأ الشراكة الوطنية بهدف ضمان التمثيل السياسي للمختلف مكونات أهل العراق، والذي عزز كثيرا دور من يتصدرون واجهة العمل السياسي في الرمادي والموصل وتكريت وبشكل يتجاوز كثيرا حدود وواقع حال الأقلية عدديا على الأرض، إلا أن العديد ممن يمثلون سياسيا أهل هذه الأقلية، ولا أقصد فقط صالح المطلكّ أو ظافر العاني، واصلوا  دعم ومساندة من يستخدمون سلاح الإرهاب بهدف تحقيق المزيد والمزيد من المكاسب السياسية بما في ذلك التفاوض مع سلطان الاحتلال، على أمل أن يقودهم كل ذلك وتدريجيا في استعادة المفقود من سطوة نفوذهم من جديد على أهل الأكثرية في العراق!...و...منعا لسوء التأويل لابد من التأكيد وبوضوح على أن التمثيل العادل لجميع مكونات المجتمع في إطار ما بات يعرف بمبدأ الشراكة الوطنية، يختلف تماما أو هكذا يفترض أن يكون، عن العمل بعار نظام المحاصصة الطائفي والعرقي، نظرا لان مبدأ الشراكة يستهدف عدم تعطيل العملية السياسية وتحقيق ما يمكن من الاستقرار سياسيا وأمنيا ...الخ في حين أن نظام المحاصصة ما كان ولا يمكن أن يقود، لغير إشاعة المزيد والمزيد من الفساد وبالخصوص على صعيد نهب المال العام، والشطب أداريا وحتى سياسيا على العمل وفق مبدأ النزاهة والكفاءة في المختلف من مفاصل عمل الدولة والمجتمع!

***** هذا التجمع وقصدا خلف علاوي البعث الأمريكي، كان من بين أساس دوافع تعمد وسائل الدعاية والترويج العراقجية والعروبجية، نفخ فوز القائمة العراقية إلى أبعد الحدود وبمشاركة واسعة من قبل جميع أيتام النظام المقبور بالعار، وفي المقدمة أتباع جناح أنجاس العفالقة بقيادة الدوري في المختلف من مناطق عار تواجدهم داخل وخارج العراق، مع تعمد تجاهل الصارخ من الحقيقة، حقيقة أن حصول قائمة العراقية والتي لا تمثل سياسيا، وباستثناء توافق علاوي، من شاركوا العمل ضد نظام أنجاس العفالقة، على 91 من أصل 325 مقعد نيابي، لا يشكل حسابيا، ودون الاستهانة بهذا العدد،سوى ما يندرج في إطار الأقلية عدديا، بالمقارنة مع عدد مقاعد القوائم التي تمثل سياسيا أهل الأكثرية، وبالتحديد أكثرية من كانوا في موقع الضحية، كما تمثل الغالب العام ممن شاركوا وبثبات في مجد الكفاح من أجل خلاص العراق من الفاشي من حكم أنجاس العفالقة!

****** و...خصوصا راهنا وعشية المتوقع من قرار فرض العقوبات على إيران في مجلس الأمن الدولي، وهو قرار غير قابل للتطبيق وعلى نحو الذي تريده ماما أمريكا، في حال بقاء المفتوح من الحدود تجاريا بين العراق وإيران...و...صناع القرار الأمريكي، يعرفون وحق المعرفة أن جميع من يتنافسون اليوم على موقع رئاسة الحكومة في العراق وباستثناء علاوي لا يمكنهم، وأقول جازما من المستحيل مشاركتهم في تنفيذ هذا القرار، وبتقديري الخاص أن دعوة المالكي إلى فخ لتقاسم السلطة مع علاوي، لا تخرج وضمنا عن إطار تحقيق هذا الهدف الأمريكي، لان علاوي بمفرده ودون التوافق مع المالكي، والمالكي تحديدا، لا يستطيع ضمان غلق الحدود رسميا مع إيران،  بموجب قرار مجلس الأمن، ولا حتى السيطرة على نشاطات شبكات التهريب عبر منافذ المشترك وطويلا من الحدود ، خصوصا وأن هذه الشبكات أو بالأحرى هذه الإمبراطورية على جانبي الحدود باتت تملك خبرة طويلة منذ أن جرى تشكيلها وتدعيم نشاطها خلال سنوات الحصار الأمريكي العراق ، يوم قاد عملها في الجانب العراقي أبن الطاغية عدي وفي الجانب الأخر نجل الرئيس الإيراني يوم ذاك رفسنجاني!   

******* عمليا وطوال السنوات الأربع الماضية كان بمقدور جميع من يتنافسون اليوم على تحميل السيد المالكي جميع سالب ما حدث وبالتحديد على صعيد شيوع الفساد ونقص الخدمات ...الخ إزاحته دون عناء من موقعه وذلك من خلال مجرد الدعوة للتصويت في البرلمان بما يقود لنزع الثقة واختيار ما يجري التوافق بصدده لموقع رئاسة الحكومة ....و... أريد القول من خلال التذكير بما تقدم من معروف المعلومة، أن من الغباء، مفرط الغباء، تسخيف ما يجري اليوم من محتدم الصراع على موقع رئاسة الحكومة، كما لو كان الأمر يتعلق بمن حصل على مقاعد أكثر من سواه ...الخ أفلام المشاركة في بازار المتبادل من اتهامات التزوير أو الاعتقاد بأن مجرد إعادة الفرز سوف يحسم هذا الصراع وبحيث يجري وأخيرا اختيار من سوف يشغل موقع السيد رئيس وزراء العراق!     

******** بتقديري الخاص هذا المشروع الأمريكي، يستهدف وضمنا دفع حكام طهران للمساومة ولكن من دون موقع قوة، باعتبار أن تنفيذه سوف يساهم في تحرير الورقة العراقية من القبضة الإيرانية، أقصد إبعاد إيران عن ممارسة نفوذها الواسع على صعيد تحديد مسارات العملية السياسية في العراق وعلى نحو يتعارض تماما ما تريده ماما أمريكا وحلفاءها من الحكام العرب وفي المقدمة نظام ما قبل عصور التاريخ السعودي !

هامش : في حال توفر الوقت، والمناسب من المزاج، أتمنى على من يريد، أقصد ولد الحلال فقط، زيارة موقع الحقيقة بعد أن ارتدى ثوب الجديد من التصميم: www.alhakeka.org