عن المثقف وجلباب السياسي !!

2-2

كان السؤال في ختام الماضي من التعليق: هل ترى أن العبد لله, ومن خلال ما كتب من مفصل الهوامش,عن مصاعب وتعقيدات, عقد مؤتمر عام للمثقفين راهنا, كان يريد إشاعة مصيبة التشاؤم,  ودعوة  أهل الثقافة, لممارسة فعل الانتظار مثل أهل الكهف, وهم في وضع ( أيده على خده) ؟!*

الجواب وباختصار شديد, أن الأمر لا يندرج قطعا, في باب إشاعة التشاؤم, أو الدعوة لممارسة فعل الانتظار, وإنما على العكس من ذلك تماما, المطلوب المباشرة بالعمل ودون تأخير, في ترجمة الجميل والمتميز من جهد العزيزة سميرة الوردي والعزيز محمود حمد, والهادف ضمان تحقيق التواصل ما بين أهل الثقافة, بغض عن مناطق تواجدهم, وذلك من خلال اعتماد الضروري من الخطوات, وضمن سياق الممكن والمتاح عمليا, والقابل للتحقق راهنا, بالاستناد أولا وأخيرا, على الفقير للغاية من الإمكانية ماليا, خصوصا وأن البعض من هذه الخطوات, من الممكن جدا, إنجازها ولا تحتاج عمليا, إلى ما هو أكثر من, المباشرة فعلا, في تحقيق جانب مهم من هذا الهدف, هدف التنسيق بين أهل الثقافة, باستخدام المتاح ومجانا, من وسائل التواصل والاتصال المباشر, على صعيد شبكة الانترنيت!   

السؤال : ماذا يمكن أن يتحقق عمليا, من هذا المتاح ومجانا, من وسائل التواصل والاتصال المباشر, بين أهل الثقافة, بغض النظر عن مناطق تواجدهم في العراق, أو سائر ربوع المعمورة, والحديث يدور تحديدا, عن الكادح والمعدم من المثقفين, الذين رفضوا ويرفضون, عرض الضمير والقلم, في سوق النخاسة, ويطمحون ويعملون اليوم, على فك الارتباط مع أهل السياسية, والتخلص نهائيا, من فكرة ممارسة الفعل والنشاط الثقافي, تحت جلباب الجديد من ولاة الأمر, باعتبار أن ذلك هو الصائب من السبيل, بهدف رد الاعتبار, فعلا وحقا, لدور أهل الثقافة الديمقراطية, في مواجهة مثقفي الزيتوني والمسدس, وإقرانهم من عبيد الاحتلال, وأهل الجهل والتخلف, ومهما ارتدوا من عار القناع!

بتقديري يمكن أولا وقبل كل شيء, تنظيم ورش عمل ثقافية, وحسب طبيعة المختلف من مجالات الإنتاج والنشاط  الإبداعي: أدب ...مسرح ....سينما ....تشكيل...موسيقى...فضلا عن ورشة أو أكثر, مكرسة لتبادل الخبرة, وتطوير مهارات من يعملون في الميدان الإعلامي,  وبالخصوص من يمارسون فعل الكتابة على شبكة الانترنيت...و..... صدقوني هذا الأمر, أقصد تشكيل ورش عمل ثقافية, لا يحتاج وكفيلكم الله وعباده,  لسكرتير عام, أو رئيس أو مستشار..الخ ما أدري شنو من الألقاب والأوصاف, التي تستهوي, ومو شلون ما جان, جميع من  يفكرون بعقلية ( القائد والاتباع) كما لو أن أهل الإبداع, مجرد ( قطيع) أو جنود فيلق, في جيش ( أمرك سيدي) وعلى النحو, الذي كان يسود, أيام الترويج لثقافة الزيتوني والمسدس,من قبل قادة وجنود فيلق صدام الثامن, على جبهة الهمجي من الحرب ضد العقل العراقي!

و...عمليا تشكيل وتفعيل عمل هذه الورش ( المشاغل) الثقافية, لا يتطلب غير وجود عدد من المثقفين, الذين يتطوعون, بدون شروط واشتراطات, ومجانا وبدون مقابل, لمساعدة هذا الثنائي الجميل والمتميز, ثنائي سميرة الوردي ومحمود حمد, وبالتحديد على صعيد تقديم المطلوب من العون, في تسهيل مهمة, إقامة هذه الورش من الناحية التقنية, وعبر استخدام المتاح ومجانا من وسائل الاتصال المباشر, وغير المباشر, مع أهل الثقافة في داخل وخارج العراق, وبما يضمن لاحقا, تنسيق عمل المثقفين, في المختلف من هذه الورش, باتجاه عرض وتقديم منتوجهم الإبداعي, في ميدان الأدب والمسرح والسينما والتشكيل والموسيقى...الخ في موقع خاص على شبكة الانترنيت, تمهيدا لتنظيم فعاليات ثقافية, في هذا البلد أو ذاك, لتحقيق المباشر والضروري من التواصل, بين أهل الإبداع والمتلقي, سواء بشكل مشترك,  أو على انفراد, وبالاعتماد أولا على المتاح واقعيا من الإمكانية, أقصد انطلاقا من التنسيق, مع القائم بالفعل, من عشرات الجمعيات الثقافية العراقية, العربية والكوردستانية,  في جميع الدول الأوربية, فضلا عن أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية, وحيث يجري وكما هو معروف, دعم عمل هذه الجمعيات ماليا, وبمختلف الأشكال الأخرى, من قبل الدوائر الثقافية, في هذه البلدان, وبشكل لا يفيد ويدعم فقط جهد أهل الثقافة, وإنما يقدم ما يمكن من المساعدة, لتفعيل دور ونشاطا هذه الجمعيات الثقافية, خصوصا وأن الغالب العام من هذه الجمعيات, لا تزال وللأسف الشديد, ورغم ما تملك من الإمكانية ماليا, في موقع العاجز, عن تقديم المتميز والمطلوب من الجهد الثقافي, ولعوامل وأسباب عديدة, يأتي في مقدمتها, الفشل في وضع المناسب والمطلوب من الحدود, ما بين ممارسة فعل السياسي, عن النشاط الثقافي, إلا فيما ندر, وتحديدا من قبل بعض الجمعيات التي يقودها أهل الإبداع من المثقفين! 

السؤال: لماذا جرى بالذات وبالتحديد, حصر ما تقدم, من مجالات العمل, في ميدان النشاط  الإبداعي, منطلقا لتشكيل هذه الورش الثقافية ؟!

الجواب وبالعراقي الفصيح, لان هناك وسط المثقفين, بعض من يتعمدون عن جهل, أو بوعي مقصود (الخبط) ما بين مفردة المثقف قاموسيا ,والتي تشمل جميع ميادين التعليم وبالخصوص ميادين عمل أصحاب الشهادات الجامعية, مع مفردة الثقافي عمليا, والتي تتعلق وكما هو معروف, وفي جميع المجتمعات, ومن حيث الأساس, بجهد من يمارسون العمل الثقافي, من أهل الإبداع, والهدف من هذا الخبط المتعمد, هو تعويم أهل الإبداع, وسط بحر, أو بالأحرى محيط, يضم حامي شامي مئات الألوف, ويمكن مليون أو أكثر, من أصحاب الشهادات الجامعية, ومن مختلف الاختصاصات, كما لو أن, كل من حصل على التعليم الجامعي, لابد أن يكون في عداد أهل الثقافة, حتى وأن كان لا يملك في الجمجمة, غير البلادة والبلاهة, ومن بينهم تحديدا وبالذات, الألوف من مطايا العفالقة, ممن كانوا يحصلون, وخصوصا في زمن تبعيث المجتمع العراقي, على ما يريدون من الشهادات الجامعية, بحكم الدنيء من عملهم في حزب بعث الأنجاس, أو انتماءهم لعشيرة الطاغية, وسواها من عشائر أهل السلطة, فضلا عن الذليل والساقط, من أتباع العفالقة, في المناطق الأخرى من العراق !**

و....لا أدري صدقا,منذ متى باتت ( الشهادة الجامعية) معيار للعمل في ميدان الثقافة حامي شامي, كما لو أن أهل الإبداع في الوسط القافي, في الماضي كما الحاضر, لا يوجد بينهم المختلف من أصحاب الشهادات الجامعية, في مجال القانون أو الطب أو الهندسة ...وغير ذلك من الاختصاصات, التي لا تتصل بشكل مباشر, بعالم الإبداع في ميدان الأدب والفن, ومع ذلك قدموا للثقافة, وعالم الإبداع في العراق, الشيء الكثير والمتميز, وعلى النحو المعروف, لجميع من يمكن اعتبارهم حقا وفعلا, من أهل الثقافة, والذين لا يجهلون حتما, أن  الكثير ...الكثير من الذين مارسوا  ويمارسون فعل الإبداع, أو العمل في الميدان الإعلامي, لا يملكون شهادات جامعية, أو حتى شهادة الدراسة الثانوية, لان المهم والأساس, كان ولا يزال وسيظل, هو قدرتهم عمليا, وبغض النظر عن مستوى تحصيلهم الدراسي, على ممارسة فعل الإبداع, أولا وقبل كل شيء, بما في ذلك, على صعيد المتميز, من الجهد في ميدان العمل الإعلامي....الخ ما يشكل, وليس في العراق وحسب, المنطلق الأساس, الذي يحكم مفردة المثقف والثقافي, سواء على صعيد التعامل مع شخص المثقف, على المستوى الفردي, أو حين يتعلق الأمر, بالمشترك من العمل بين أهل الثقافة, بهدف تنسيق العام من جهودهم, في حال عدم وجود, إمكانية واقعية, لتأطير عمل وجهود أهل الإبداع, حسب توزع اهتماماتهم, وتنوع مجالات عملهم الإبداعي, وحيث بات عمليا في العصر الراهن, يجري تقسيم العمل, وإقامة المختلف من الروابط  وورش العمل الثقافية, حتى بين من يعملون, في ذات الحقل الإبداعي, وعلى النحو الذي بات ضربا من المألوف في المجتمعات المتقدمة, وحيث يقيم الكثير من المثقفين العراقيين في الخارج.***                    

بالعراقي الفصيح: هذا الإصرار على تعويم أهل الإبداع, وسط بحر من أهل السياسية, وأصحاب الشهادات الجامعية, وعلى النحو الذي تكشف صارخا في مجلس الفضيحة في عمان, لا يعكس فقط, فشل دعاة نهج ( الخبط) في تجميع ما يردون, من ذليل الاتباع, وسط أهل الإبداع, وإنما يجسد إصرارهم الغريب حد الشذوذ, على محاصرة أهل الإبداع, بما في ذلك, خصوصا وبالذات, غلق الأبواب والنوافذ, أمام المئات, وربما الألوف من أصحاب المواهب الإبداعية, الذين ظلوا يعيشون في جحيم نظام العفالقة, وكانوا فكريا وسياسيا, في الموقع النقيض لثقافة الزيتوني والمسدس, وما كان بمقدورهم في الغالب العام, مواصلة الدراسة في الجامعات أو حتى المعاهد العليا, بعد أن بات معظمها وكما هو معروف, حكرا على من ينتمون لحزب صدام, وعلى نحو قاد الكثير من أهل الإبداع, العيش غصبا ولسنوات طويلة, على جبهات الحرب, بانتظار العبثي من الموت!****

و... بتقديري المطلوب ألان وبإلحاح, الانتقال من تكرار ذكر الجميل من الأحلام, والحديث عن المشترك من الهدف, إلى مرحلة خوض غمار الفعل والعمل المباشر, على صعيد تشكيل وتنظيم ورش عمل ثقافية, وحسب طبيعة المختلف من مجالات الإنتاج والنشاط  الإبداعي: أدب ...مسرح ....سينما ....تشكيل...موسيقى...فضلا عن ميدان العمل الإعلامي, خصوصا بعد أن بات ما يتعلق بالجانب التقني, بحكم المتحقق عمليا, نتيجة الجميل والرائع من مبادرة موقع الكاتب العراقي, في المباشرة عمليا, في أعداد موقع خاص, على شبكة الانترنيت, مهمته الأساس عرض وتقديم أعمال وإبداعات المشاركين في هذه الورش الثقافية, كما جرى ولتحقيق ذات الهدف, فتح غرفة حوار مباشر ( بالتوك) لضمان تأمين التواصل, وتبادل الرأي بين من يريد من أهل الثقافة, حول الخطوات العملية, لتشكيل المختلف من هذه الورش ودون تأخير, ودون توسل عون أهل المال الحرام, أو انتظار المشروط, من عطايا ولاة الأمر, وبعيدا كلش ومو شلون ما جان, عن ضجيج ونعيق, والسخيف من صراع, من يعملون وفق منطق (القطيع) وبعقلية ( القائد والاتباع)!

و...ماذا سيحدث لاحقا, أقصد كيف سيجري تنسيق جهد وعمل المشاركين, في المختلف من هذه الورش الثقافية, وما إذا كان هذا الجهد المشترك,سوف يتطور لاحقا, باتجاه البحث عن صيغة مناسبة, لتأطير هذا الجهد مهنيا, كل ذلك وغيره, متروك للمناقشة ولتقدير من يختارون العمل في هذه الورش, وبالشكل الذين يريدون, ويعبر عن الحر من قناعاتهم, أولا وقبل كل شيء, دون وصاية من فلتان وعلتان, ممن يتوهمون, وما أدري ليش, أن بمقدورهم امتطاء أهل الثقافة, وبالتحديد أقصد, من يعملون على إشاعة السخيف, من منطق القائد والاتباع, حتى في الوسط الثقافي ....و....المهم عندي ومن حيث المبتدأ, وضع السليم من الأساس, وضمن المتاح والممكن عمليا راهنا, وبعد ذلك سيغدو بتقديري من الممكن تطوير عمل هذه الورش الثقافية, وبحيث تكون تدريجيا, بعض الصائب والمناسب من السبيل, لرد الاعتبار تعزيز دور أهل الثقافة, في مواجهة كل هذا الذي يجري من الخراب على الصعيد الثقافي والسياسي في عراق ما بعد صدام العفالقة! *****        

سمير سالم داود السادس من حزيران 2007

alhkeka@hotmail.com

* طالع نص الماضي من التعليق في العنوان التالي : www.alhakeka.org/575.html

** حتى لا يطلع واحد من سفهاء أصحاب الماضي المعطوب عفلقيا, ويتهم العبد لله, بالحسد والغيرة من أصحاب الشهادات ههههههههه داعيكم بكالوريوس صحافة, من زمن جدي, أقصد منذ ما يزيد على 35 عاما من الزمن, وكفيلكم الله وعباده, لم أكتسب من القدرة صحافيا, على صعيد الكتابة والمعرفة, أكثر مما كنت أملك من المهارة, وأعرف من المعلومة, قبل سنوات الدراسة, و....صدقوني المرء إذا كان يفتقر, من حيث الأساس, لمواهبة القدرة على صياغة أفكاره عبر الكتابة, من المستحيل أن يغدو صحفيا, حتى وأن حصل على شهادات جامعية, من السما للكّاع ههههههههههه !   

*** في السويد على سبيل المثال, هناك ورش عمل وروابط مختلفة, تضم من يعملون في مختلف مجالات التصوير, ولا أقصد فقط المختلف من الروابط ,تبعا لممارسة العمل في ميدان التصوير السينمائي أو التلفزيوني أو الفونغرافي, وإنما حتى على صعيد ذات الحقل, كما هو الحال مع أهل الإبداع في ميدان التصوير الفونغرافي, حيث يوجد من غير الاتحاد العام للمصورين, روابط وورش عمل خاصة للمصورين الصحفيين, أو  من يعملون في حقل التصوير بالأسود والأبيض, أو في مجال تصوير البورتيات....الخ كذلك الحال مع من يمارسون العمل في الميدان الإعلامي, حيث بات من الصعب, الخبط بين جميع من يعملون في هذا الميدان حامي شامي,, بعد أن باتت مهمة الصحفي في المطبوع الورقي, تختلف وبشكل متزايد, عن من يعملون على صعيد شبكة الانترنيت, أو الفضائيات أو وكالات الأنباء...الخ المعروف, وما بات عمليا, يفرض وجوده على هذا الصعيد, وبالشكل الذي أعتمده وبنجاح, أهل الصحافة في كوردستان, من خلال إقامة الاتحاد الكوردستاني للإعلام الإلكتروني, لجميع من يمارسون فعل الكتابة على شبكة الانترنيت, رغم وجود اتحاد عام للصحفيين الكوردستانيين.

**** أنعل أبو شهادات, جميع من يفكرون بعقلية القائد والاتباع, أمام قصيدة, لشاعر كان مجند غصبا, في حروب عار صدام, يشتهي فيها والله, القليل من الدفء, متمنيا بلوعة وحرقة المشتاق, وفي ليلة عيد الميلاد, لو أن الجنوب من العراق, يجاور مقبرة الثلج في النرويج!    

***** للحصول على المزيد, من التفصيل عن الخطوات العملية, لتشكيل الورش الثقافية, وما يتعلق بالموقع الخاص, غرفة الحوار المباشر, على شبكة الانترنيت, يمكن الكتابة مباشرة, للزملاء سميرة الوردي ومحمود حمد وفؤاد مرزه, على التالي من  عناوين البريد الآلي : mehmood.hamd@gmail.com و wwwiraqiwriter@yahoo.com

هامش محبة واعتزاز, للزميل والعزيز الغالي وداد فاخر, ودعوة صادقة أن يغادر المستشفى ويتماثل للشفاء سريعا, وبحيث يستعيد القدرة على القراءة والكتابة من جديد, بعد العملية الجراحية, لبصره يوم أول أمس.