عن المثقف وجلباب السياسي!!

1-2

من يعرفون سميرة الوردي, كما أعرف, ومن لا يجهلون من هو محمود حمد, لا أعتقد يحتاجون عناء التفكير طويلا, للموافقة ودون تردد, على الجميل, من متكرر دعواتهما المشتركة, لجمع أهل الثقافة في العراق, بهدف العمل على إشاعة الثقافة الديمقراطية, البديل والنقيض جوهريا, لثقافة الزيتوني والمسدس, وثقافة المحاصصة والبسطال والتخلف,* وبتقديري الخاص, هذا الجهد المتميز لمحمود حمد, ورفيقة الدرب وشريكة العمر, سميرة الوردي, يكتسب أهمية استثنائية, باعتباره يمكن أن يساعد, وبشكل فعال, على ردم وتجاوز, ما ظل في موقع الافتقاد طويلا, أقصد تقطع عرى المباشر من التواصل وغصبا, بين أهل الثقافة في الداخل والخارج, بفعل الهمجي من عسف وقمع نظام العفالقة الأنجاس, يوم كان هذا التواصل ومهما كان مستواه, يعد في عرف أجهزة قمع العفالقة, ضربا من الخيانة ( الوطنية) يقود للسجن أو الإعدام, وتحديدا وبالذات, بعد المباشرة, في تنفيذ جريمة تبعيث المجتمع العراقي في عام 1978 ولغاية فتح باب السجن, سجن الجحيم, بعد عام 1991, حيث عاد التواصل تدريجيا,بين المثقفين في المختلف من منافيهم, مع أقرانهم وأصدقاءهم من أهل الثقافة, وبالخصوص بعد نجاح الكثير منهم الخروج من العراق, أقصد من كان بمقدورهم تأمين بطاقة سفر, للهروب بعيدا عن الوطن ( السجن) ومحنة العيش يوميا على حافة القبر!

و...أقول عامدا أن جهد الوردي وحمد, يمكن أن يساعد, وبشكل فعال, على ردم وتجاوز, ما ظل في موقع الافتقاد طويلا, لان هذا الجهد, ينطلق ويعتمد من حيث الأساس, وبشكل منظم ومدروس وللمرة الأولى, على شجاعة الكشف وبالدامغ من الشهادات والوقائع, عن الخراب الذي ساد المشهد الثقافي, وسائر مناحي الحياة في المجتمع العراقي, في ظل قمع وحروب نظام العفالقة الهمجي, على العكس تماما, من جهد فرسان الترويج لثقافة الزيتوني والمسدس, الذين جرى تصديرهم للخارج, مع المطلوب من الوثائق المزورة, لتسهيل حصولهم ودون عقبات, على الإقامة, ومخصوص في بعض المختار من الدول الأوربية, وبما يدعم في ذات الوقت,مزاعهم الكاذبة, عن مقارعة النظام, من جوه إبط أجهزة القمع, ** لضمان دورهم في خلط الأوراق والمواقع, بين من كانوا في موقع الضحية, مع من كانوا في موقع الجلاد, وبما يفيد من حيث الأساس, إشاعة الفرقة والاختلاف والارتباك في الوسط الثقافي....الخ المعروف عن دنيء أهداف, ما سمي يوم ذاك معركة ( كسب المغتربين) في الخارج ( قادسية المنافي على حد توصيف العبد لله) والتي كان يقودها مباشرة البلطجي عدي, *** وعلى النحو المعروف للكثير من المثقفين, ممن عاشوا وعن قرب ما ساد من جحيم فرض التفاهة ونجوم التفاهة, من مطايا الإستاد عدي على أهل الثقافة, ومن بينهم, الكثير ممن حرص الإستاد الزبيدي, على ضمان مشاركتهم في أعمال المؤتمر الفضيحة في عمان, بهدف إعادة فرضهم من جديد على الوسط الثقافي وعلى النحو الذي توقف عنده مؤخرا الزميل مهدي قاسم!****

على ضوء ما تقدم وبتكثيف شديد, أعتقد من الضروري, التعامل وبالجاد من الاهتمام, مع مشروع عقد مؤتمر عام للمثقفين, ليس الاهتمام فقط من قبل أكثر من 500 مثقف ما كان أمامهم من الخيار, غير مغادرة العراق مبكرا, في أعقاب الهجمة الوحشية ضد الحزب الشيوعي العراقي, والمباشرة في تنفيذ جريمة تبعيث المجتمع العراقي, وإنما وذلك عندي الأكثر إلحاحا, من قبل المئات من المثقفين, الذين لم يتمكنوا من مغادرة الجحيم مبكرا, وعاشوا طويلا تجربة المر من الحياة, ومعظمهم ظل مشدودا لسنوات وعلى مدار الساعة واليوم, في عجلة عبث الموت مجانا, على جبهات البشع والقذر من الحرب, ومع ذلك, ما باعوا منهم الضمير, ولا كانوا في عداد فرسان تمجيد الحرب, والترويج لثقاقة الزيتوني والمسدس, وما ارتضوا اليوم عار العمل في خدمة بسطال الاحتلال.

و...أقول أن اهتمام هولاء المثقفين أكثر إلحاحا, على صعيد دعم هذا المشروع, مشروع التواصل بين المثقفين, لان معظمهم وللأسف الشديد,أختار ممارسة فعل الصمت, والبقاء بعيدا عن دائرة ما يجري, من محتدم الصراع في الوسط الثقافي, سواء نتيجة القناعة أن المهم والأساس, الانهماك في مشوارهم الإبداعي, أو الشعور بعدم الجدوى من المشاركة في هذا الصراع, بعد أن بات يخضع لسطوة وضجيج ونعيق, من كانوا ولغاية تصديرهم للخارج, يواصلون المألوف والمعتاد, من العمل والحياة, في ظل نظام العفالقة الأنجاس, ومن موقع المشارك وبحماس في إشاعة ثقافة الزيتوني والمسدس!

السؤال : هل هناك بالفعل وعمليا, إمكانية ومهما كانت محدودة, لعقد هذا المؤتمر الوطني للمثقفين في العراق؟!

شخصيا لا أعتقد, توجد مثل هذه الإمكانية, ليس فقط راهنا, وإنما حتى على مستوى المنظور من الزمن, إلا إذا كان المطلوب, أن يعقد مثل هذا المؤتمر, والذي من بين أهم أهدافه تحرير أهل الثقافة, من عار نظام المحاصصة, برعاية رسمية من نظام سياسي, يستند في وجوده, وحتى أشعار أخر, على مبدأ المحاصصة, وحبث جرى ويجري, توزيع المناصب والمواقع, بين القوى المشاركة في العملية السياسية, بما في ذلك رئاسة المختلف من اللجان في البرلمان والسلك الدبلوماسي, وفق نسب محددة, وباتت بحكم, قرض فرض لازم, منذ أن قررها الاحتلال أيام السلطان  بول بريمر! 

و....حتى على فرض عقد هذا المؤتمر, بعيدا عن المباشر من واجهة النظام, وبرعاية ودعم, هذا أو ذاك, من ولاة الأمر في عراق ما بعد صدام العفالقة, ذلك بدوره صدقوني سوف يضع هذا المؤتمر, وجميع من يشاركون في المؤتمر, ضمن خانة وحساب هذا الطرف أو ذاك, من أطراف نظام المحاصصة السياسية, وتعال ( قنع) باقي الأطراف السياسية, أن عقد المؤتمر بدعم ورعاية فلان أو علان,كان والعباس أبو فاضل, غير مشروط وصاغ سليم من حيث الهدف, وأن هذا الفلان أو العلان, تحمل الصرف والتكاليف باعتباره مجرد فاعل خير, ومن قبيل الكرم فقط لا غير, وطمعا بثواب رب العباد, ولا يستهدف امتطاء أهل الثقافة بالفلوس, كما فعل هذا الذي نصبوه في عمان ( أمينا عام) لمجلس عارهم الثقافي! 

بالعراقي الفصيح: سالفة ( بدون مقابل) ...تلك كذبة مفضوحة, يجري تكرارها, بفعل الجهل والوهم, في بعض الأحيان, ولكن في الغالب العام, لا يرددها سوى الشحاذين من تجار الضمير والقلم, الذين يعملون على إشاعة التعمية وسط أهل الثقافة, بهدف التغطية على عار فعلهم في الماضي كما الحاضر, عار الوقف أمام باب السلطان, طمعا بالحصول على العطايا, والمعلوم من رخيص الثمن, وتماما كما كان الحال, في زمن خلفاء الحريم, وسائر الطغاة وعلى مر العصور, أو هل ترى هناك, من يجهل كيف وأشلون, استطاع سفاح العراق, أن يشترى بعطاياه, والوسخ من الكوبونات النفطية, المعروض للبيع, من ضمائر وأقلام, الكثير...الكثير كلش من (المثقفين) بما في ذلك خصوصا, بعض من كانوا في عداد المتقدم ثقافيا وإبداعيا وسط بني القعقاع!

و...ما تقدم عن هذه السالفة, أقصد سالفة وهم التصور, بوجد إمكانية واقعية, للحصول على دعم غير مشروط , لا تختلف وكفيلكم الله وعباده, عن وهم الاعتقاد, بوجود إمكانية لمشاركة المثقف الحزبي, في مؤتمر عام للمثقفين, شريطة أن يترك انتمائه الحزبي, في باب المؤتمر, لان هذا الوهم, وفي ظل المحتدم من الصراع الفكري والسياسي, في عراق ما بعد صدام, هو الأخر, مجرد فلم فنطازي...و... وفي الواقع من الصعب للغاية, على الأقل راهنا, وجود مثقف حزبي, ينتمي لهذا الطرف أو ذاك, من الأطراف المشاركة في العملية السياسية, يعمل وفق المطلوب بوعي وقناعة المثقف, وليس وفق المقرر من الموقف, بحكم الانتماء الحزبي, والأمر صدقوني لا يتعلق دائما, بسطوة سلطان الحزب, وإنما لان الكثير من المثقفين الحزبيين, بما فيهم بعض أهل الإبداع, باتوا يجهلون ممارسة الحر والمتحرر من الموقف, حين يتعلق الأمر تحديدا, بمجال عملهم الأساس, في الميدان الثقافي والإعلامي, وصدقوني شخصيا لا يساورني أدنى شك, من أن الكثير من المثقفين الشيوعيين, بما في ذلك من أتواصل معهم باستمرار, يرفضون هذا الذي جرى من الفضيحة في عمان, أو على الأقل, لا يمكنهم القبول أبدا, أن يمتطي أهل الثقافة واحد من شاكلة إبراهيم الزبيدي, ولكن مع ذلك تراهم صاموط لا موط ويتهربون من تحديد موقفهم علنا, لمجرد أن عضو في قيادة الحزب ( مفيد الجزائري) شارك في أعمال هذا المؤتمر الفضيحة, وذلك عندي والله, وليزعل من يزعل, ضرب من فعل الازدواجية, لا يليق ولا ينسجم, مع مهمة ودور المثقف في المجتمع, وبالتحديد من يطمحون ويملكون عمليا ما يكفي من الإمكانية, لممارسة الفعال من الدور في الوسط الثقافي! 

و..على ضوء ما تقدم, من هامش التوضيح الضروري, أعتقد المطلوب أن نفعل العكس تماما, أقصد أن من الضروري, والضروري للغاية, العمل على فك الارتباط بين أهل الثقافة, مع أهل السياسية,***** والتخلص بالتالي ونهائيا, من فكرة ممارسة الفعل والنشاط الثقافي, تحت جلباب أهل السياسية, وصدقوني راهنا, وأستطيع القول, طوال القادم من عقد من الزمن, وربما أبعد من ذلك, لا توجد هناك بتقديري, جهة سياسية في العراق, على استعداد, أن تساعد, وتقدم المطلوب من الدعم المالي, لتسهيل عقد مؤتمر للمثقفين, أو حتى قيامهم بنشاطات وفعاليات ثقافية, ومهما كانت محدودة, بدون مقابل, وبدون الحصول على المعلوم من الثمن سياسيا, وفي المبتدأ من الثمن,  تكرار سخيف الجاهز دائما من العبارة, ومنذ عصور مديدة, في ختام ( الفعالية) من قبيل : لا نملك سوى أن نشيد برعاية سعادتكم ....الخ...الخ ما لا يحتاج وكفيلكم الله وعباده, إلى ما هو أكثر من مجرد, استبدال أسم (سعادتكم) تبعا لمكان تنظيم هذه, أو تلك من الفعاليات ( الثقافية) تحت رعاية هذا أو ذاك من ولاة الأمر في عراق ما بعد صدام العفالقة!

السؤال : كيف يمكن إذن في ظل هذه الدعوة, لفك الارتباط بين أهل الثقافة, مع أهل السياسية, ممارسة العام والمطلوب والضروري من الفعل والنشاط الثقافي؟! هل ترى أن العبد لله, ودون أن يدري, يستهدف إشاعة مصيبة التشاؤم, أو يدعو أهل الثقافة, لممارسة فعل الانتظار وهم في وضع ( أيده على خده) مثل أهل الكهف ؟!

ذلك ما يستحق, أو بالأحرى يستوجب, التوقف عنده بالمناقشة, في سياق القادم من التعليق, وبالعراقي الفصيح! 

سمير سالم داود  الثالث من حزيران 2007

alhkeka@hotmail.com

 * طالع المزيد في : http://iraqiwriter.com/iraqiwriter/Observer/observer_10.htm

** ومن بين ذلك ( أفصد النضال من جوه إبط النظام) اعتماد الماكر من الأساليب, للضحك على ذقون العفالقة, والتي يعيد ذكرها بين الحين والأخر, ومن قبيل التفاخر, البعض من جماعة الإبط ههههههههه ومن بين هذه الأساليب ( الماكرة) التي كان يستخدمها هذا الرهط من الأشاوس, تقديم المطلوب من البرامج الإذاعية والتلفزيونية, وكتابة ما يريد العفالقة, من التعليقات النارية, ضد الغوغاء من أهل الانتفاضة, والعصاة من الكورد, فضلا عما ما لا يعد ولا يحصى قصائد الشعر والاغاني, التي تمجد السفاح وتشحن العواطف والمشاعر, لتسهيل سوق شباب العراق, للموت عبثا في حروب العفالقة الأنجاس!

*** هذا الجربوع الذي جرى فرضه, على أهل الرياضة وأهل الثقافة, كما جرى فرض شقيقه الزعطوط على أهل العسكر, مع ملاحظة, أن طاغية العراق, ما كان في موقع الشاذ, على صعيد, فرض المزعطة من أبناءه على أهل الرياضة والثقافة والعسكر, إذ أن ذلك هو الشائع والسائد في سائر أنظمة السافل من حكام بني القعقاع, ولا أتحدث عن أنظمة ما قبل عصور التاريخ في الخليج, أو ما يسمى بالأنظمة الملكية ( المغرب والأردن) وإنما عن تلك الأنظمة التي على أساس( جمهورية) وهي التي تمارس تعهير فعل الاقتراع, لضمان العمل, بنظام الوراثة المقيت, كما هو الحال مع الجاري وعلنا في مصر واليمن وليبيا, وبالشكل الذي حدث وعلى نحو فضائحي كلش, ومو شلون ما جان, في ظل نظام العفالقة الأنجاس في  سوريا! 

**** طالع نص هذا التعليق:  http://www.sotaliraq.com/articles-iraq.php?id=54132

***** منعا لسوء التأويل, ليس المقصود أبدا, تحريض المثقف, على ترك العمل الحزبي, لان ذلك عندي ضرب من الخطأ الجسيم, طالما أن هذا المثقف, لا يزال وتبعا للمختلف من الظروف, على قناعة بعمله, وقادر على ممارسة الفعال من الدور, بما يفيد تطوير العمل الحزبي من جهة, والارتقاء بالنضال السياسي العام من جهة أخرى!

هامش : في ظل تصاعد حملة الإساءة والشتائم, التي تستهدف منع العبد لله, أن يقول ما يريد بالعراقي الفصيح, أقصد بالمكشوف وبدون رتوش, صدقوني أفكر جديا, تخصيص جائزة ( قنينة غاز مثلا) لجميع الممسوخ من حثالات بوش, وسائر أصحاب الماضي المعطوب عفلقيا, في حال نجاحهم, ابتداع الجديد من الشتائم ضد غضب الله سمير سالم داود , شريطة أن تكون خارج إطار المعتاد والمعروف من شتائم حثالات صدام! ...و....على كيفكم, ...العصبية والانفعال, مضرة كلش بالطحال, وتكشف عن فرط الشديد من الوجع, ودليل فاقع الوضوح, على مدى العجز والسقوط والإفلاس!