حين يجاهر البعض بعار عهرهم العفلقي!!
ترى كيف يمكن التعامل, مع المئات, وربما أكثر, ممن
كانوا يجري تصنيفهم, في عداد فيلق صدام الإعلامي, وبغض النظر عن طبيعة موقعهم
ومراتبهم ضمن سلم درجات هذا الفيلق, وبغض النظر, عن السبب أو الأسباب, التي دفعتهم
للعمل في إطار هذا الفيلق؟!
ما تقدم من السؤال, ورد في ختام الماضي من
التعليق, منطلقا لتفعيل البحث عن المناسب من الجواب, حول سبل التعامل, مع من كانوا
في عداد فيلق, وتحديدا السافل من الأنجاس, ممن شاركوا بوعي وحماس وعن قناعة, في
تمجيد الطاغية وإشاعة ثقافة الزيتوني والمسدس العفلقية, بكل النتائج السلبية
الحادة, لهذه الثقافة الفاشية والشوفينية والطائفية, على صعيد تخريب الوعي العام
في العراق.
بالعراقي الفصيح: هل يمكن الدعوة, إلى الاستغناء عن عمل,
جميع من كان يجري تصنيفهم ضمن فيلق العفالقة للدعاية, في الجيش والصحف والإذاعة
والتلفزيون, وسائر المؤسسات والأجهزة الدعائية, والدوائر الثقافية, ومن بينهم عدد
كبير, لا تعوزه المهارة الحرفية في ميدان العمل الإعلامي, كما يوجد بين صفوفهم,
عدد غير قليل, ممن يمتلكون, حتى القدرة والإمكانية على الإبداع, في ميدان الأدب
والفن...أو ممارسة النقد والبحث في مختلف حقول ومجالات العمل الثقافي ؟!
بتقديري الخاص, للرد وبشكل صائب على ما
تقدم من السؤال, يفترض أولا وقبل كل شيء, التخلي تماما, عن عقلية الشطب والاجتثاث,
التي صار يرددها من هب ودب, على مستوى الشعار, طمعا بكسب عواطف وتصفيق, جميع من يكرهون
ويمقتون العفالقة الأنجاس, وبعضهم لم يتوانى, وبمنتهى الغباء, ( على افتراض حسن
النية) حتى على حشر أسماء, جميع من كانوا ينشرون, في صحافة نظام العفالقة, حامي
شامي, ودون تمحيص لنصوصهم, وما إذا
كانت تمجد بالفعل وحقا, الطاغية وثقافة العفالقة الأنجاس, أو تريد عبر براعة
استخدام الممكن من الترميز والإيحاء, أن تقول المستطاع من العكس والضد, في ظل نظام
فاشي, كان يحاصرهم بقوة, ما بين حد الموت ورعب الخوف, أن تجاهل أحدهم سهوا, عند
الكتابة, ذكر الطاغية دون إقران أسم
هذا السفاح بعبارة ( حفظه الله ورعاه) !
و........عمليا أن الإقدام على هذا الفعل الأهوج,
فعل الخبط حامي شامي, بين أسماء جميع من كانوا ينشرون في صحافة العفالقة, عملية لا
تخدم بالتأكيد, سوى الأوغاد, ممن كانوا فعلا وحقا, من بين فرسان فيلق تمجيد
الطاغية, وإشاعة ثقافة الزيتوني والمسدس, والذين يستحقون تماما, ويفترض فضحهم ودون
هوادة, ومحاصرتهم بالعار, لدورهم القذر, في جريمة تخريب العقول والنفوس, وعلى نطاق
واسع وخطير, استكمالا, أو بالأحرى بالترافق, مع جرائم أقرانهم من الهمج, في فيالق
صدام المخابراتية, ممن كانوا يتنافسون وبمنتهى السفالة, على محاصرة, جميع من كانوا
في موقع الضحية, بالقمع والموت, ليظل ما تبقى على قيد الحياة, يعيش رعب الحياة على
حافة القبر!
المطلوب إذن ومن وجهة نظري, وبهدف الرد وبشكل صائب على ما
تقدم من السؤال, حول سبل التعامل مع المئات, وربما أكثر, ممن كانوا يجري تصنيفهم,
في عداد فيلق صدام الإعلامي, يفترض أولا, معاينة مواقفهم, ليس بالتوقف فقط عند
ماضيهم, وإنما ارتباطا بحاضر مواقفهم, ودورهم في ميدان الأعلام, وتحديدا منذ سقوط
السفاح في نيسان عام 2003 , لان ذلك بتقديري,
يمكن أن يقود, للفرز وعلى نحو حقيقي, بين جموع العفالقة الأنجاس, ونهازي الفرص في
الوسط الثقافي, ممن عملوا وبمنتهى الوعي, على المساهمة في تخريب الوعي العام
العراقي, من خلال مشاركتهم وبمنتهى الحماس في تمجيد الطاغية, وإشاعة ثقافة
الزيتوني والمسدس, وبين من عملوا في فيلق صدام الإعلامي,بحكم الإكراه ومن موقع
الغصب, وفي ظل عدم وجود, المغاير من الخيار, سواء نتيجة العجز, عن الهروب من
الوطن, لتعذر ذلك, أو الخشية من الإقدام على هذه الخطوة, أو غير ذلك من الأسباب,
والتي جعلت الكثير من المثقفين العراقيين, ومن بينهم العديد من المبدعين, في
الموقع الذي لا يريدون, ولا كانوا يتمنون في يوم من الأيام!
السؤال : هل توجد هناك إمكانية واقعية,
للقيام بمثل هذا الفرز فعلا ؟!
ما تقدم من السؤال, كان محور تعليق, للعبد
لله في حزيران عام 2004
وتحت
عنوان : ماذا عن الفيلق الثامن في جيش عفالقة
صدام؟!* وتضمن من
التصورات, ما يكفي بتقديري, للقيام بهذه العملية, عملية الفرز, من خلال معاينة دور
جميع من كان يجري, تصنيفهم في عداد من عملوا, في فيلق تمجيد الطاغية وإشاعة ثقافة
الزيتوني والمسدس, وأن كنت إدراك سلفا, مدى صعوبة إنجاز مثل هذه العملية, وبالشكل
المطلوب, على المدى المنظور من الزمن, نظرا لخلط الأوراق وتداخل المواقف والمواقع إعلاميا,
وخصوصا على صعيد الفضائيات ومواقع الانترنيت, وليس فقط, نتيجة دور العديد من أصحاب
الماضي المعطوب عفلقيا, ممن نجحوا في اختراق صفوف المثقفين المعادين لثقافة
الزيتوني والمسدس, وإنما أيضا نتيجة التعقيدات الخطيرة, التي طغت على عملية الصراع, الفكري والسياسي, بين
المختلف من القوى والأحزاب, بعد أن تحول هذا الصراع, إلى صراع همجي طائفيا, يستهدف
الحصول, على اكبر قدر من الغنائم والحصص, في ما تبقى من عراق صدام العفالقة....الخ
العوامل التي ساعدت حثالات العفالقة, وتحديدا ممن عملوا طويلا, على تخريب الوعي
العام العراقي, بمنتهى الوعي والحماس, على تجميع صفوفهم من جديد, لتنسيق مواقفهم,
بما يساعدهم, على الاستفادة وبمنتهى المهارة ( لابد من الاعتراف بذلك) من جميع
التعقيدات التي نجمت, عن ترافق سقوط
صدام, مع احتلال ما تبقى من العراق, للعمل على تسويق أنفسهم من جديد, بهدف
إشاعة الاختلاف, في أوساط المثقفين المعادين العفالقة, لضمان حرف الصراع, وتحديدا
في الميدان الإعلامي, بين القوى التي شاركت في النضال ضد نظام العفالقة الأنجاس,
عن مساره الصحيح, مسار العمل على تحرير الوعي العام, من وساخات المتراكم من ثقافة
الزيتوني والمسدس, باعتبار أن ذلك, هو السبيل والمنطلق الحقيقي, لتدعيم عملية
إشاعة الوعي الديمقراطي في العراق!
ولكن ومع كل ما تقدم ذكره, من المصاعب
والتعقيدات, التي يمكن, أو هي كذلك بالفعل, أن تحول دون النجاح, في القيام بعملية
الفرز, على الصعيد الإعلامي بالشكل المطلوب, أعتقد أن من الممكن, والى حد ما, وبعد
مرور أكثر من ثلاث سنوات على سقوط السفاح, المباشرة بوضع تصور عام , يمكن أن يفيد
هذه العملية, عملية الفرز, وانطلاقا من متابعة وضع الكثير, ممن كانوا في عداد فيلق
صدام, لتمجيد ثقافة الزيتوني والمسدس, وبالارتباط تحديدا مع المعروف عن مواقفهم,
عشية أو بعد سقوط سيدهم السفاح في نيسان عام 2003.
و.........باختصار شديد, يمكن القول, أن عدد كبير,
وخصوصا من ظلوا يعملون وعن قناعة وبحماس, في خدمة الطاغية إلى أخر يوم من عار
وجوده, توزعت مواقفهم, تبعا لمناطق تواجدهم, وبالارتباط مع تفاقم الصراع بعد سقوط
صدام, حيث واصل من ينحدرون من مناطق
الغرب من العراق, مهمة الدفاع عن الساقط من نظام العفالقة, من خلال تقديم
العون المطلوب لقنوات العهر الفضائية, وخصوصا الجزيرة, بما يفيد التحريض على
الإرهاب والقتل في العراق تحت غطاء
الجهاد ومواجهة الاحتلال, في حين أن معظم من ينحدرون من المناطق الأخرى, توزعوا
وحسب قدرتهم, ومهارتهم الإعلامية, وشطارتهم الانتهازية, ما بين العمل في العدد
الهائل الذي صدر من الصحف,أو بعض المؤسسات الإعلامية الخاصة, لمواصلة دورهم
المعهود, دور عار (التمجيد والإشادة) ولكن في خدمة الجديد من ولاة الأمر!
إما من كانوا يعملون من موقع الغصب, وخصوصا
من كانوا فكريا, يصنفون أنفسهم, في خانة أهل اليسار, وينتظرون بفارغ الصبر, التحرر
من خطر الموت ورعب الخوف, على أمل ممارسة المكتوم في صدورهم, من صرخات الروح ووجع
النفوس, وجدوا أنفسهم في مواجهة, ما هو أقسى وأكثر مرارة, من محنة العيش في ظل
نظام العفالقة الأنجاس, وذلك نتيجة حرمانهم, من ممارسة فعل الحياة بحرية من جديد,
بفعل محاصرتهم, بتهمة ماضي عملهم في أجهزة دعاية العفالقة, في حال رفضهم التخلي عن
جميع أفكارهم وأحلامهم, ووضع المتقدم من قدراتهم إعلاميا, في خدمة رعاع التخلف
الهمجي, شأن سواهم من حثالات صدام, ممن أسرعوا ونزعوا الزيتوني بعد سقوط سيدهم
السفاح, ليرتدوا العمامة أو المناسب من اللباس, وحسب المطلوب من قياسات, من
تستهويهم حد الجنون, عبارات الإشادة والتمجيد!**
و........لا أريد التوقف وبالتفصيل, عن
وضع من ظلوا في العراق, بعد سقوط
السفاح, سواء تعلق الأمر, بالأوغاد الذين عملوا وعن قناعة وبحماس, في إشاعة ثقافة الزيتوني
والمسدس, وظلوا في خدمة الطاغية إلى أخر يوم من عار وجوده,*** أو من كانوا ينتظرون بفارغ الصبر, التحرر
من سطوة الخوف والقمع, لضمان العودة وممارسة فعل الكتابة بما هو النقيض والمغاير
لثقافة العفالقة الهمج, لان الدخول في هذه التفاصيل, تنطوي على الكثير من
المحاذير, التي يمكن أن تهدد حياتهم بالخطر, خاصة في ظل الفلتان الأمني, وتحكم
الرعاع من الهمج, في الشارع العراقي, والبغدادي بعد البصرة, بالذات وبالتحديد!
و........للغشمه ممن يفتقدون البصر والبصيرة, ولذلك تراهم يعتقدون وبمنتهى السذاجة, أن العبد لله, رايح كلش زايد, في التأشير على عودة جرابيع
فيلق صدام, للعمل من جيدا وعلنا وجهارا, ما عندي من القول, سوى السؤال وبالعراقي الفصيح: ماذا يعني, مجاهرة البعض من فرسان هذا
الفيلق العفلقي, ومن على صفحات مستنقع (كتابات) العفالقة, بعار عملهم في منابر
العفالقة لتخريب الوعي العراقي, وهم الذين كانوا بعد سقوط سيدهم السفاح, ولغاية
ألامس القريب, يتجنبون حتى بشكل غير مباشر أو بالتلميح, ذكر ما يتعلق بعملهم في
منابر العفالقة الأنجاس, لتمجيد الطاغية وإشاعة ثقافة الزيتوني والمسدس ؟!
سمير سالم داود
30 أيار 2006
* طالع نص هذا التعليق في العنوان التالي : www.alhakeka.org/mm489.html
**** في غضون الشهور القليلة
الماضية, جرى نشر العديد من المواقع الأخبارية عفلقيا, على شبكة الانترنيت, وبعضها
ينقل الخبر من موقع الأحداث في العراق, ساعة بساعة مع الصور, وبمهارة حرفية عالية,
تزعم الحرص على الحياد والموضوعية, بهدف تمرير أكبر قدر ممكن, من الأكاذيب
والمطلوب من شحنات التحريض الطائفي ضد شيعة علي , و.........هذه المواقع تحرص يوميا, على إرسال الجديد
من ( الشحنات) لمعظم المواقع التي تصنف في خانة العداء للعفالقة, ومن ضمنها موقع
العبد لله ( الحقيقة), والغريب أن بعض من هذه المواقع, اللي على أساس معادية
للعفالقة, ونتيجة غباء أصحابها بالتأكيد, تمرر هذه الشحنات, وبالحرف الواحد, كما
أن هناك مواقع أخرى, يعمد أصحابها, وبوعي مقصود, على تمرير ما يصلهم من هذه
المصادر الأخبارية عفلقيا, وتحديدا تلك الأخبار الخاصة بالشأن الإيراني, حتى وأن
كانت ملفقة تماما, وبشكل مكشوف كلش, ومو شلون ما جان!
هامش: طالع القسم الأول في العنوان التالي: www.alhakeka.org/488.html