عن فرسان تمجيد ثقافة الزيتوني والمسدس!!

 

معظم الأغبياء, وما أكثرهم في الواقع, وتحديدا بين صفوف, من طفحوا فجعأة على سطح المشهد الإعلامي, وخصوصا على شبكة الانترنيت, عشية أو مباشرة بعد سقوط الطاغية, كانوا ولا يزالون, ولغاية الساعة, يتعاملون عند الكتابة حول سالفة  (اجتثاث البعث) كما لو كانت تعني, أولا وأخيرا, وماكو داعي للضحك, تطهير ما يسمى, على مستوى الزعم (مؤسسات الدولة) من العفالقة, وتحديدا من كان حشه كّدركم, بمستوى عضو فرقة, بدرجة نذل وسافل, هذا بالطبع, إذا كان هذا الدوني, مو مدعوم عشائريا, ولم يسرع بعد سقوط سيده, لشراء صك الغفران من جماعة  (توب حبيبي توب) أو رفض أن يضع جميع المتراكم من الخبرة, وكل ما تعلمه في ظل نظام الطاغية,من صنوف السفالة والدناءة, في خدمة الجديد من ولاة الأمر, وحسب نوع الاختصاص, وتبعا للسائد من حكم الطوائف, في مناطق تواجد هولاء الأنذال, الذين يواصلون وبمنتهى الصفاقة, عار الحياة, بدون أدنى حياء أو خجل!  

السؤال : ماذا عن المهم والأساس؟! ماذا عن اجتثاث البعث من صدكّ, اجتثاث ثقافة العفالقة الفاشية والشوفينية والطائفية؟! ماذا عن العمل من أجل تحرير الوعي العام في العراق, تحرير العقول والنفوس, من وساخات المتراكم, من ثقافة العفالقة الأنجاس, ثقافة الزيتوني والمسدس ؟!  

صدقوني أن قلت وبالصريح من العبارة, أن ما تقدم من الهدف, وخارج إطار ترديد عار (المصفط من الحجي) والجميل كلش من الشعارات, لا يوجد هناك, بين جميع القوى المشاركة في العملية السياسية, وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على سقوط بعبع الطاغية, من يعمل,حتى في إطار الحد الأدنى من الجهد, من أجل إنجازه عمليا, أو على الأقل اتخاذ المحدود من الخطوات الملموسة, على طريق العمل, لتحقيق هذا الهدف, الذي لا يحضى وللأسف الشديد, حتى بالمطلوب من الاهتمام, بين صفوف المثقفين الديمقراطيين, بمختلف انتماءاتهم الفكرية, والمتنوع من توجهاتهم السياسية, ممن يدركون وأكثر من سواهم, أو هكذا يفترض, استحالة تحقيق النجاح, في إشاعة الوعي الديمقراطي عراقيا, قبل أو بالترافق مع تحرير هذا الوعي, من ثقافة القمع والاستبداد العفلقية! 

و........هل هناك حقا من يجهل أو يزعم عدم المعرفة, من أن هذا الجنوح السائد, بين صفوف الناس,في ما تبقى من العراق, لممارسة واستسهال ممارسة العنف, وبشكل يتجاوز كل حدود العقل والتصور, بما في ذلك التعاطي باستسلام مع نتائجه المروعة, وحتى ممارسة فعل الاستسلام للموت, كما لو كان ضربا من المألوف, ولا يختلف عن ممارسة فعل الحياة,إنما  يجسد عمليا وبلغة الموت, حجم الخراب في العقول والنفوس, نتيجة نجاح العفالقة الأنجاس, وبقوة القمع والدعاية, في إشاعة وعي القطيع, المحكوم بثقافة الزيتوني والمسدس, والذي جعل معظم أبناء الجيل, الذي نشأ في ظل حروب الطاغية, وثقافة الزيتوني والمسدس, لا يملكون وبدون وعي, غير ترديد عبارة : حفظه الله ورعاه, كلما ورد ذكر السفاح صدام, والكثير منهم, كان ( وربما بعضهم لا يزال) لا يعرف بحكم التعود, كيف  يحول دون ( هز الجتف) كلما تناهي إلى سمعه, إيقاع أهزوجة : الله يخللي الريس .....الله يطول عمره! و....صدقوني لا أقول ذلك, من قبيل السخرية, وإنما بهدف التأشير, وبصريح العبارة, رغم الحزن والألم, على بعض المعروف من نتائج تخريب العقول والنفوس في ظل نظام العفالقة الهمج! 

السؤال : إذا كان الجديد من ولاة الأمر, وفي ظل صراعهم المحتدم كلش, على توزيع الحصص والغنائم, جعلوا من سالفة اجتثاث البعث, سبيلا لكسب المزيد من الاتباع والأنصار, أو وسيلة لتصفية الحسابات السياسية, أو منطلقا لممارسة الانتقام والثأر بشكل همجي, ترى من يتحمل المسؤولية, عن تعطيل مهمة العمل, للمساهمة وقدر المستطاع, في تحرير الوعي العام, من ثقافة الزيتوني والمسدس, حتى على الصعيد الإعلامي وبشكل خاص بالاعتماد على جهد المثقفين الديمقراطيين, ممن شاركوا ويواصلون كفاحهم عمليا, وبالملموس من فعل الكتابة, ضد كل ما يمت بصلة, لنظام العفالقة الأنجاس ؟!

بالعراقي الفصيح: من يتحمل المسؤولية, عن هذا الارتباك الشديد, الذي يسود المشهد الإعلامي, وعموم المشهد الثقافي, في عراق ما بعد صدام العفالقة, وحيث باتت تضييع الحدود والمسافات, نتيجة تداخل المواقف, ومو شلون ما جان, وفي مختلف مجالات الأعلام, المرئية والمسموعة, وعلى شبكة الانترنيت, بين من عملوا طويلا في مواجهة ثقافة القمع والاستبداد العفلقية, مع من كانوا في الموقع النقيض تماما, وفي عداد فيلق صدام, وعملوا كل ما في مستطاعهم, وبغض النظر عن مدى القناعة,ليس فقط في إشاعة ثقافة القمع والاستبداد العفلقية, وإنما ساهموا ومعظمهم بوعي سافل, في تخريب الوعي العام في العراق, وبشكل لا يختلف من حيث النتيجة, عن تخريب الوعي العام, في ظل شيوع الثقافة النازية, في ألمانيا وإيطاليا, عشية جر شعوب أوربا والعالم, إلى مجزرة الحرب العالمية الثانية!

السؤال : إذا كان بات من الصعب, في ظل الفوضى وحرق الدامغ من الوثائق العثور على الكثير من الأوغاد, ممن كانوا يعملون في مخابرات نظام السفاح, بما في ذلك السافل من كتاب التقارير, ترى هل من الصعب حقا, الكشف وتشخيص دور ,من كانوا في عداد فيلق صدام الإعلامي وساهموا, وأن كان بدرجات مختلفة, في تخريب الوعي العام في العراق؟!  

وطالما أن الجواب أكثر من معروف سلفا, ترى لماذا إذن يجري التهرب من مناقشة وضع من كانوا في عداد فيلق صدام الإعلامي, وبشكل خاص من يواصلون عار ماضيهم في الحاضر, سواء بشكل مباشر من خلال الدفاع عن زمان الطاغية والتحريض على القتل والإرهاب, أو من بشكل غير من خلال العمل على إشاعة أكبر قدر من الارتباك, وبوعي مقصود, في ذهن المتلقي, وخصوصا من يملكون أكثر من سواهم, ما يكفي من القدرة والخبرة طويلا, في ميدان استخدام العام من العبارة, للتغطية على حقيقة مواقفهم, وبهدف تحويل الانتباه, وذلك هو الأخطر,عن ما يفترض أن يكون, محور الاهتمام والنقاش, وفي ظل تقديم المطلوب من الذرائع, بهدف الترويج لمواقف بعضهم البعض, وحتى المساهمة معا, في رد الاعتبار, للسافل والمتقدم, في فيلق صدام الإعلامي.....الخ* ما يفيد عملهم في الحاضر, ويساهم في تعزيز تضامنهم, في مواجهة جميع من كانوا في الموقع النقيض, وخصوصا من يعملون, ودون هوادة, على فضح ماضيهم وماضي جميع من ساهموا في تخريب الوعي العراقي, باعتبار ذلك هو المنطلق والأساس, لتحرير الوعي العام من وساخات المتراكم من ثقافة الزيتوني والمسدس, إلا إذا كان هناك, من يعتقد ولفرط الغباء بالتأكيد, وجود إمكانية واقعية للاستفادة من إمكانيات من كانوا عماد نظام العفالقة الأنجاس, في إشاعة ثقافة الزيتوني والمسدس, على صعيد إشاعة البديل والنقيض من الوعي, الوعي الديمقراطي !

ما تقدم يقود وبالصريح من العبارة للسؤال وبالعراقي الفصيح: ترى كيف يمكن التعامل, مع المئات, وربما أكثر, ممن كانوا في عداد فيلق صدام الإعلامي, وبغض النظر عن طبيعة موقعهم ومراتبهم ضمن سلم درجات هذا الفيلق, وبغض النظر, عن السبب أو الأسباب, التي دفعتهم للعمل في إطار هذا الفيلق؟!

و........ هذا السؤال المهم والملح, يحتاج راهنا, بتقديري, إلى ما هو أكثر من مجرد الجواب, خاصة بعد أن عاد فرسان فيلق الدعاية, لثقافة الزيتوني والمسدس, للعمل من جديد, وعلى نطاق يتزايد يوما بعد أخر, وأكاد أقول, بالشطر الأعظم من عددهم وعدتهم, وما يملكون من المهارة والخبرة طويلا, في ميدان ممارسة, فعل الدجل, وفن الاندساس, والشطارة على صعيد استخدام الجهاز والمناسب من العبارة...الخ الدنيء من الأساليب, التي تطغى على دور الأوغاد من فرسان فيلق صدام, وخصوصا الذين تمكنوا من الهروب, بعد سقوط سيدهم السفاح,صوب دول الخليج, والتي باتت معظمها, وكفيلكم الله وعباده, محتلة إعلاميا, من قبل فرسان هذا الفيلق العفلقي, ممن يفرضون وجودهم على معظم أجهزة الأعلام والدعاية وحتى الثقافية والسياسية في هذه الدول, بالتعاون والتنسيق مع الدوني من أقرانهم, ممن جرى تصديرهم من قبل نظام العفالقة, في عقد التسعينيات , لممارسة المطلوب من دورهم القذر, لتخريب الوسط الثقافي المناهض لثقافة الزيتوني والمسدس, وإثارة الارتباك, فكريا وسياسيا, بين صفوف الملايين من العراقيين, ممن هربوا من جحيم العفالقة, لدوافع سياسية, أو للخلاص من الجوع والحرمان!

سمير سالم داود  28  أيار 2006  

alhkeka@hotmail.com

* أخر الأمثلة على هذا السعي الدنيء, الهادف رد الاعتبار, للسافل المتقدم, في فيلق صدام الإعلامي, ما حدث مؤخرا في العديد من إمارات بني القعاع الخليجية, على صعيد تنظيم حفلات الاستقبال والولائم على شرف عديم الشرف, شاعر السفاح عبد الرزاق عبد الواحد, والتي أشرف على تنظيمها, أحد فرسان مستنقع كتابات, ممن أعتاد أجراء اللقاءات أو الكتابة مخصوص مع من كانوا في عداد فيلق صدام الإعلامي ...والغريب أن هذا الدوني تجاهل ذكر أخبار تنقلات سيده شاعر السفاح ولو بحرف واحد, كما لو أن ذلك يمكن أن يؤثر سلبا على دوره الجديد, بعد أن صار هو الأخر مثل حشه كّدركم الزاملي والحنقباز وهجع ...الخ من يزعمون نضالهم من جوه العبايه في ظل صدام ....وبحيث عمل على إشاعة ما معناه, أن السبب الذي يدعوه للوفاء لشاعر السفاح, إنما يعود إلى أن عبد الرزاق عبد الواحد, قام بإنقاذه من حبل المشنقة, وذلك بعد أن نسى ذات ليلة, وبتأثير كّعدة شرب, أن يقرن كلمة السيد القائد بعبارة حفظه الله ورعاه هههههههههههه و....طالع المزيد عن محاولات تسويق شاعر السفاح, وذلك تحت عنوان: عبودي عنده قصيدة  www.alhakeka.org/mmm488.html

هامش : مو غلط أبدا, العودة لبعض ما سبق, للعبد لله وتوقف عنده بالتعليق بصدد هذه الموضوعة, موضوعة من عملوا في فيلق دعاية العفالقة, لتخريب الوعي العام وإشاعة ثقافة الزيتوني والمسدس, وحيث يمكن وبشكل خاص العودة للتعليق تحت عنوان : المثقف والضمير في العنوان التالي :  www.alhakeka.org/m488.html