عن الطمطمة في زمن العولمة !!

 

يوم السادس عشر من نيسان الماضي, وفي تمام الساعة التاسعة مساءا, نشر العبد لله في موقع صوت العراق وتحت عنوان ( عاجل....عاجل) التالي من السطور: 

قبل ساعة من الزمن نشر موقع كادر الدعارة المسجل رسميا في السويد باسم نوري المرادي, خبرا عن اختطاف المناضل الشيوعي المعروف شاكر الدجيلي ( أبو منير) وذلك أثناء مغادرته العراق في الطريق إلى سوريا, وفي حال ثبوت صحة هذا الخبر, ترى كيف تسنى لموقع كادر الدعارة الوقوف على هذه التفاصيل, بدون وجود صلة مباشرة بالعصابة الإرهابية التي نفذت جريمة الاختطاف؟!

إما إذا كان الخبر عار عن الصحة, كما نتمنى, ويدخل في إطار التلفيق ونشر الإشاعات التي تخدم القوى الإرهابية, ترى لماذا يبتهج نوري المرادي وعصابة كادر الدعارة, لخبر اختطاف رجل كرس حياته للنضال ضد نظام العفالقة الهمج, وكان كما يعرف جميع العراقيين في السويد, من بين الذين قادوا عمليات التحشيد, للتظاهرات والفعاليات المناهضة, استخدام القوة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بهدف إسقاط نظام السفاح صدام؟!

في حال ورود ما يؤكد وقوع جريمة الاختطاف, أدعو سفير العراق في السويد وقيادة منظمة الحزب الشيوعي العراقي واتحاد الجمعيات العراقية, للتحرك وعلى عجل, ومطالبة السلطات السويدية التحقيق وبدون تأخير مع نوري المرادي وسواه من عصابة كادر الدعارة, لان ذلك هو السبيل الوحيد لضمان عدم تعريض حياة هذا المناضل للخطر!

انتهى النص, وصدقا توقعت, أن من توجهت إليهم بنص هذا النداء العاجل, سوف يبادرون إلى القيام بواجبهم المطلوب, على هذا الصعيد ( ملاحقة كادر الدعارة) وغير ذلك من الخطوات,  وبما يكفل ضمان إطلاق سراح العزيز أبو منير, وبسرعة ودون تأخير, لان عدم التحرك, وعلى ضوء مختلف الاحتمالات, يمكن أن يعرض حياة هذا المناضل للخطر!

صباح اليوم التالي, وجدت في صندوق بريدي الآلي, رسالة مكتوبة, فور نشر النداء, من قبل أحد الزملاء الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في العراق, ويراسلني للمرة الأولى, من أجل دعوتي إلى أن ( أطمطم) على الموضوع, لان النشر والتعليق على هذا الموضوع قد يعرقل, ما يبذل من الجهود, من أجل عدم استمرار السلطات السورية, في احتجاز حرية الدكتور شاكر الدجيلي.

وكان جوابي وبالحرف الواحد التالي من السطور :

أطلعت للتو على رسالتك التوضيحية بصدد موضوع العزيز أبو منير ...وفي الوقت الذي يهمني التأكيد على اعتزازي فعلا بمبادرتك الجميلة...من الضروري الانتباه إلى أن إقدام البربوك مادونا المرادي على نشر الخبر, يلغي عمليا من الناحية الصحفية, موضوع التعتيم على هذا الموضوع, ويجعله بالتالي مادة للتعليق والمتابعة, حتى وأن لم يتوقف العبد لله للكتابة من جديد حول هذا الموضوع.....يعني يا عزيزي داعيكم... إذا كنت تطالع تعليقاتي, لا يكتب والعباس أبو فاضل, من منطلق هاي اللي يسموها حسن النية, وقصدي شريف وما ادري شنو بعد هههههه ...بدليل أن العبد لله سوف لا يعود للتوقف عند هذا الموضوع من جديد, لان في سياق رسالتك بالذات, ما يشير ضمنا إلى وجود احتمال قوي, بأن  السلطات السورية تقف وراء احتجاز حرية العزيز أبو منير, وبالتالي مع عفالقة الشام, لا يفيد كتابة التعليق, وإنما تعريضهم للبهذلة والإهانات من قبل وزارة الخارجية السويدية, قبل أن ينتهي الأمر كالعادة بسلام, فور مبادرة السويد إرسال المطلوب من الموز الصومالي هههههههه

و....الغريب و بعد أقل من يومين من دعوتي إلى أن ( أطمطم على الموضوع) جرى نشر نداء من إحدى منظمات حقوق الإنسان في الأردن, يطالب السلطات السورية العمل من أجل إطلاق سراح الدكتور الدجيلي, ومن ثم استمعت وكفيلكم الله بالصدفة, وبعد يوم واحد من نشر هذا النداء,  إلى لقاء إذاعي, عبر برنامج القسم العربي في الإذاعة السويدية, مع أحد أصدقاء الدكتور شاكر الدجيلي, مكرس بالكامل للحديث عن العزيز أبو منير و.....و.....ما حدث بعد ذلك أكثر من معروف: ....تعليقات ..بيانات ...احتجاجات ....الخ....الخ ...

وداعيكم باعتباره واحد ( يسمع كلام هههههه)  واصل ( الطمطمة) بانتظار الجديد من التعليمات, أو على أمل, أن يجري التعامل بما يفيد من الخطوات, على ضوء الاحتمال الأخر, وعلى النحو الذي ورد في سياق ندائي العاجل, والذي توقف عنده, على نحو أكثر وضوحا وبالتفصيل الدكتور كاظم الحبيب, وأعني احتمال أن يكون العزيز أبو منير, لم يجري اختطافه من قبل إحدى أجهزة المخابرات السورية, بعلم السلطات السورية, وإنما جرى اختطافه من قبل مرتزقة البعثلوطية الذين يسرحون ويمرحون بمنتهى الحرية في دولة عفالقة الشام, أو أن عملية الخطف جرت بالتعاون مع أحد عناصر المخابرات السورية, مقابل حصوله على المعلوم من الأخضر الرنان, و.....حيث مقابل 100 دولار فقط لا غير, يمكن الحصول من أحد عناصر المخابرات السورية, على كل ما هو مطلوب من الخدمات, بما في ذلك صدقوني, تلك الخدمات التي كان يقدمها أبو تبارك في الجامع ههههههههههه*

و.........ربما من الصحيح تمام القول, من حيث النتيجة, يظل المطلوب التركيز على دعوة حكومة عفالقة الشام بذل جميع الجهود, باعتبارها تتحمل كامل المسؤولية, عن ضمان حياة وسلامة الدكتور الدجيلي, ويفترض بالتالي أن تفعل المستحيل, من أجل ملاحقة من نفذوا عملية الاختطاف في سوريا, وبما يضمن إطلاق سراحه فورا ودون تأخير, ولكن.....ولكن ؟!

إلا يفترض تقديم العون المطلوب, من أجل تسهيل مهمة السلطات السورية, في البحث عن الدكتور الدجيلي, بالاستناد إلى الاحتمالات الأخرى, هذا إذا كانت هذه السلطات العفلقية في دمشق, لا تتحمل حقا مسؤولية اختطاف الدكتور الدجيلي؟! 

السؤال : ماذا جرى صعيد تقديم العون المطلوب, وبما يفيد مساعدة السلطات السويدية, وبالتالي السورية على تسريع عملية البحث للكشف عن مصير الدكتور الدجيلي؟!

الجواب أكثر من معروف, على ضوء المنشور من خطوات التحرك, نحو السفارة السورية في السويد بالتعاون مع سفارة العراق, إلى جانب الاتصالات مع وزارة الخارجية السويدية للتحرك بدورها على هذا الصعيد, مع مناشدة المنظمات وجمعيات حقوق الإنسان العربية والدولية للتدخل لدى السلطات السورية, والتأكيد على الاستمرار في كتابة المزيد من التعليقات حول هذه الجريمة, بالتركيز من حيث الأساس على تحميل السلطات السورية المسؤولية عن سلامة حياة الدكتور الدجيلي, مع اتهام أجهزة المخابرات السورية الوقوف وراء عملية الاختطاف .....الخ ما نتابع جميعا تفاصيله على شبكة الانترنيت!

بالتأكيد وقطعا, ما تقدم من الجهود, ضروري للغاية, ومن الواجب استمرار هذه الجهود, حتى تحقيق الهدف وتحرير الدكتور الدحيلي من قبضة خاطفيه, ولكن لماذا وبعد مرور ما يقرب الشهرين, على هذه الجريمة, لا زالت هذه القضية لا تحضى بالحد الأدنى, من الاهتمام المطلوب والضروري, من قبل وسائل الأعلام السويدية, وعلى النحو الذي يجري في العادة, عند تعرض السويديين من أصول مهاجرة, إلى الاختطاف أو الاعتقال خلال تواجدهم خارج السويد, هذا على الرغم من أن الدكتور الدجيلي بالذات, معروف للغاية في وسائل الأعلام السويدية؟!** 

الأهم من ذلك السؤال:  ماذا جرى على صعيد الاحتمال الأخر, احتمال أن يكون العزيز أبو منير, لم يجري اختطافه من قبل إحدى أجهزة المخابرات السورية, وبعلم السلطات السورية, وإنما جرى اختطافه من قبل أحد عناصر المخابرات السورية, مقابل حصوله على المعلوم من عصابات البعثلوطية الذين يسرحون ويمرحون في غابة عفالقة الشام, بمنتهى الصفاقة والحرية؟!

صدقا لا أدري, ولكن أعرف تماما, أن وضع هذا الاحتمال بعين الاعتبار, لابد وأن يؤدي  وبالضرورة, إلى تسليط الضوء وبقوة على ما جرى نشره عن هذه الجريمة في موقع كادر الدعارة, , وبحيث يمكن أن يقود ذلك, للمساعدة بهذا القدر أو ذاك, للكشف عن من نفذوا جريمة اختطاف الدكتور شاكر الدجيلي خلال تواجده على الأراضي السورية!

كيف وشلون, بعثت بالمقسوم من الجواب, قبل نشر هذا التعليق, للزميل الذي دعاني إلى أن أطمطم على الموضوع, متمنيا أن يكون والربع, قد بادروا إلى اعتماد المقترح من السبيل, عسى ولعل أن يساهم ذلك, في التعجيل بتحرير العزيز أبو منير, الذي جمعتني وإياه رفقة العمل المشترك, في ظل ظروف استثنائية, يتذكرها كل من ساهموا, في تنظيم عمل منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد في مطلع التسعينيات, يوم كانت من بين أكبر منظمات الحزب خارج العراق.   

و.....أتمنى صدقا أن يؤدي نشر هذا التعليق, إلى المساعدة في التخلص, وتلك دعوة لجميع من يناضلون ضد البعثلوطية, من مصايب الطمطمة, والعمل خلف الكواليس, والتعامل مع مختلف القضايا بوضوح, وبشكل خاص في الصراع ضد العفالقة الأنجاس, عوضا عن التعويل على ما كان معروفا من المواقف, أو دعوة الناس إلى انتظار الدخان الأبيض, وتحميل البصر مشقة قراءة ما بين السطور ! 

سمير سالم داود  22 أيار  2005

www.alhakeka.org

* من بين أخر المعلومات عن قضية اختطاف الدكتور الدجيلي,  أن شاهد عاين, أكد أن العزيز أبو منير اختفى عن الأنظار, مباشرة بعد أن جرى استدعائه لمقابلة ضابط أمن مطار دمشق الدولي. 

** للعلم هذا المستنقع البعثلوطي, مستنقع كادر الدعارة, نشر قبل أكثر من ثلاثة شهور, خبر اختطاف مواطن عراقي أخر, مقيم في السويد, خلال تواجده في العراق, ولكن لتحقيق هدف مختلف تماما, عما جرى نشره مع الخبر والتعقيب عن اختطاف الدكتور الدجيلي!

في الحالة الأولى كان الهدف, لفت انتباه أنظار جماعة ربعهم من الإرهابيين, إلى التعامل بود ومو شلون مع المخطوف, باعتباره من ( المعاديين للاحتلال) و دهن ودبس مع الدريع سيد تحالف....الخ ما انتهى على خير هههههه بعد أن قامت قيامة وسائل الأعلام السويدية....الخ...تفاصيل الفلم, الذي تابع أبناء الجالية العراقية, في هذا البلد تفاصيله وعلى مدار أسابيع عديدة ( وقد أعود للحديث عن هذا الفلم وسواه بالتفصيل ذات يوم) ....في حين أن نشر خبر اختطاف الدكتور الدجيلي والتعقيب, كان بهدف التحريض وبمنتهى الوضوح على تصفية هذا الكادر الشيوعي, بزعم اعتباره من أعوان الاحتلال, وهو الذي عمل الكثير, من أجل أن لا يقع العراق, تحت الاحتلال ثمنا للتخلص من السفاح صدام! 

هامش : طالع نص النداء العاجل الذي نشره العبد لله يوم السادس عشر من نيسان الماضي, مع صورة عن تفاصيل نص الخبر والعنوان عن اختطاف الدكتور الدجيلي في موقع كادر الدعارة