الشكوى لغير الله ..........مذلة!!

 

......(أشاطرك الرأي في جانب كبير مما ورد في سياق تعليقك الأخير عن جماعة ربعنا من الرفاق , وخاصة فيما يتعلق بأهمية اختيار المناسب من البرامج وأساليب العمل...الخ , ولكن هل تعتقد أن ذلك من الممكن تحقيقه, دون تسليط الضوء, على نواحي الخلل الأساسية, في الوضع السياسي الراهن في العراق اليوم , كما هو الحال مع التأكيد في الوقت الحاضر, على أن التشكيلة الحكومية, تمثل مواقف الفائزين في الانتخابات وليست حكومة وحدة وطنية؟ إلا تعتقد أن التركيز على هذه الملاحظة الجوهرية, مهم للغاية, من أجل أن لا يصار إلى تحميل جميع الأطراف السياسية, مسؤولية عجز الحكومة ( لا سامح الله ولا قدر) عن تحقيق المطلوب من الأهداف وفي المقدمة منها , التصدي للإرهاب وضمان استعادة الأمن والاستقرار ....الخ)     

ما تقدم من السطور, فقرة ضافية من رسالة زميل عزيز, يتابع ( وجزاه الله كل خير) تعليقاتي بالنقد والملاحظة وبصريح التعبير, وفي الواقع هذه الملاحظة, عن سالفة الفائزين وموضوع الوحدة الوطنية*, تكررت وبصيغ أخرى في العديد من الرسائل الأخرى, تعقيبا على تعليقي الأخير تحت عنوان : رفاق ....خللوا الله بين عيونكم! 

و.......دعونا وبعيدا عن هذا الولع الغريب (بالتوصيف) نتساءل : هل أن حكومة السيد الجعفري, تمثل فقط الفائزين بالانتخابات, كما يتنافس العديد من الزملاء على تأكيده, وبعد أن أكد على ذلك بوضوح ,ممثل قائمة اتحاد الشعب, مباشرة بعد حصول حكومة السيد الجعفري, على ثقة أعضاء الجمعية الوطنية؟!

الجواب نعم ولا! نعم لان التشكيلة تعكس عمليا, إرادة من يملكون الأكثرية في الجمعية الوطنية, وبالتحديد الائتلاف العراقي والتحالف الكوردستاني, ولا لان التشكيلة الجديدة, تضم في صفوفها, من يمثل  القوى الطائفية والعشائرية, لما بات يعرف في التداول (بالعرب السنة) والتي لم تشارك أساسا في الانتخابات!

السؤال : لماذا إذن يجري التركيز على سالفة ( الفائزين) مع إغفال النصف الأخر من الحقيقة, حقيقة أن القوى والأطراف, التي قاطعت الانتخابات, وفي الواقع, العديد من هذه القوى, عملت كل ما في مقدورها, من أجل إفشال الانتخابات, جرى (التوسل) وبكل السبل,  من أجل أن توافق وتتكرم وتتعطف, باستلام ( حصتها من الحكومة هههههه) , بما في ذلك ما يعرف بالمناصب السيادية في الوزارة, في حين جرى حرمان الحزب الشيوعي العراقي, حتى من المنصب الوزاري الوحيد, الذي كان يحتله السيد مفيد الجزائري في حكومة علاوي؟!  

لماذا يجري التهرب من مناقشة هذه الحقيقة في سياق تكرار توصيف الحكومة باعتبارها حكومة تمثل الفائزين في الانتخابات؟!

لان مناقشة ذلك, والجواب على ذلك, ينطوي ضمنا على ( تفنيد) سالفة ( حكومة الفائزين) من جهة, كما أن ذلك , لا بد وأن يقود ماركسيا, للحديث, وبدون لف أو دوران, عن طبيعة موازين القوى, التي تتحكم اليوم, وعلى المدى المنظور من الزمن, بتقرير مسارات العملية السياسية في عراق ما بعد صدام !

و......من جديد أعيد التأكيد, على أن من السهل تماما, القول أن التشكيلة الجديدة للحكومة العراقية, يغلب عليها طابع المحاصصة القومية والطائفية والعشائرية, ومن السهل تماما, ترديد ما شاء من الكلام, حول أن هذه الحكومة, حكومة الفائزين في الانتخابات ...الخ ما يمكن للمرء أن يردده لتوصيف حكومة السيد الجعفري, ولكن كل ذلك وغيره, لا يمكن أن يشطب على الحقيقة, حقيقة أن هذه التشكيلة الحكومية, تعكس وبوضوح لا يقبل التأويل, السائد من موازين القوى على أرض الواقع الراهن في العراق اليوم!

هل يجهل الماركسي, النتائج البالغة الضرر, للوقوع في دوامة توصيف الواقع, عوضا عن قراءة ما يسود على أرض هذا الواقع من موازين القوى, بهدف تعيير هذا الواقع؟!

مجرد التوصيف لما هو معروف, ولا يحتاج حتى كفيلكم الله, للتأشير عليه, لا يمكن أن يؤدي إلى المباشرة بالعمل الجاد, من أجل تغيير موازين القوى السائد, وإنما على العكس يمكن أن يقود إلى الوقوع في دوامة ( الرضى عن الذات) واستسهال ( انتقاد) الأطراف الأخرى, التي كشفت عن ( وجهها القومي والطائفي والعشائري ) وبحيث تجاهلت, مو بس نضال الحزب الطويل وإنما حتى تضحياته .....الخ عبارات الشكوى واللطمية, التي يمكن أن تبجي الصخر, ولكن دون أن تؤثر, ولو قليلا على مشاعر الافندي (موازين القوى) العديم الإحساس, وحيث كل ( طرف) لا يبالي ,مهما رفع من الشعارات الجذابة, إلا بما يحقق ( مصالحه) ويساعد على ضمان تعزيز ( نفوذه) لفرض ما يريده من المواقف والأفكار في المجتمع !

إذن  المطلوب وبإلحاح, تجاوز هذه المصيبة, مصيبة التوصيف , والانتقال للعمل ودون تأخير, من أجل تعزيز دور الحزب الشيوعي العراقي في الحياة السياسية, وعلى نحو فعال, بشكل يتناسب مع تاريخ نضال الشيوعيين والديمقراطيين عموما, الطويل والشاق من أجل الديمقراطية, وبالاستناد إلى المتراكم من خبرته الطويلة في ميدان العمل, في مختلف الظروف والعهود, وبحيث يجري مناقشة سبل تحقيق هذا الهدف, عن طريق تحديد وتقرير متطلبات العمل الملموسة: فكريا وتنظيميا وسياسيا وإعلاميا!    

و.......فور ظهور نتائج الانتخابات, أكد سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي, من أن جميع منظمات الحزب, ستتحول إلى ورش عمل, لدراسة أسباب وعوامل, الإخفاق الكبير في الانتخابات, وسبل تجاوز ذلك في القادم من الانتخابات بعد شهور قليلة.

صدقا لا أدري, ما إذا كانت منظمات الحزب الشيوعي في الداخل والخارج, قد تحولت إلى ورش عمل بالفعل, أو أن هذا الطموح ( التحول إلى ورش عمل) ظل بعيدا عن التحقق, لهذا السبب أو ذاك, ولكن بتقديري الشخصي, نص الخطاب الشيوعي, وأتحدث حصرا عن الخطاب الإعلامي, وبالتحديد بعد الانتخابات, وبشكل خاص على شبكة الانترنيت, بات يغلب عليه وللأسف الشديد, النزوع للشكوى, من تجاهل الدور السياسي للحزب الشيوعي من قبل القوى الأخرى:  الشكوى من عدم إشراك الحزب في المشاورات التي سبقت إعلان التشكيلية الحكومية الجديدة, والشكوى من استبعاد الحزب من التشكيلية الجديدة, والشكوى من عدم الإشارة. إلى شهدائه وما قدمه من التضحيات طوال مسيرته الحافلة بالتضحيات, من قبل رئيس الجمهورية, ومن ثم رئيس الوزراء, ......الخ ما بات يجري تكراره , خلال الفترة الأخيرة, دون إدراك أن هذا النزوع للشكوى , يمكن أن يثير مشاعر الشفقة, ويمكن حتى مشاعر التضامن, ولكن استمرار هذه الشكوى من تجاهل دور الحزب, وهذا التعويل على أمجاد الماضي, وما قدمه الشيوعيين من التضحيات,  لا يمكن أن يؤدي قطعا,إلى تغيير مواقف القوى الأخرى, من التعامل مع الحزب, بهذا القدر من التجاهل , كما أن ذلك, وهذا عندي الأكثر ضررا, لا يمكن أن يعزز من مكانة الحزب بين صفوف الناس, وقطعا ذلك سوف لا يغير من حقائق الواقع على الأرض, وحيث بات الشيوعي, الذي أمضى العمر, وهو يقاتل العفالقة الهمج, يعمد إلى ممارسة كل مخزونه من أساليب العمل السري, للتسلل وزيارة الباقي, من أهله في مدينة بهرز وسواها من المناطق الأخرى في ديالي, على سبيل المثال, وهي مناطق, كانت ولعقود طويلة من الزمن, مقفلة سياسيا للشيوعيين وأصدقاءهم! 

لماذا الشكوى والتعويل على أمجاد الماضي, إذا كان المرء يملك ما يكفي من القناعة, أن الحاضر الراهن, بكل مصاعبه وتعقيداته وتشوهاته, مجرد مرحلة انتقالية, ستنتهي مهما طالت, بفعل الإرهاب والتخلف والاحتلال , لحساب المستقبل الذي سوف لا يسلم قياده, وكفيلكم الله وعباده, سوى للمؤمنين حقا بالديمقراطية, مهما كانت توجهاتهم الفكرية والعقائدية, في حال نجاح حملة الفكر الديمقراطي طبعا, إيجاد الصيغ العملية المناسبة, لترجمة وإشاعة هذا الفكر على صعيد الفعل , وبالتالي التعبير عن أهدافه, وفق برامج عمل ملموسة, لا تنطلق فقط من رحاب الفكر والنظرية, وإنما من الواقع المعاش والوعي السائد, هذا الواقع والوعي, الذي تعرض لعملية تشويه مبرمجة, في ظل نظام العفالقة الهمج, وبحيث باتت كفيلكم الواحد الأحد, حتى كلمة ( عراقي) تحتاج للتفصيل, بما يفيد تقديم صورة متكاملة, عن بعض هذا الذي جرى ويجري, منذ سقوط صدام قبل أكثر من عامين من الزمن!

في بغداد ومدن الفرات والجنوب والغرب من العراق, الشيوعي ومنذ سقوط صدام, لا يزال في الغالب العام, كما كان على الدوام, مشروع شهيد تحت الطلب! ومن قبيل البطر والكفر بالتالي, ممارسة لعبة ( التنظير والتحليل) بما ( يجب ويفترض) على الفدائيين الشيوعيين وأصدقاءهم هناك, اختياره من أساليب النشاط والعمل, على الصعيد التنظيمي والفكري والسياسي والإعلامي, ولكن ترى ما هي المصاعب والعقبات الجدية, التي تقف وراء هذا القصور الواضح, في عمل منظمات الحزب الشيوعي العراقي, بين الملايين من العراقيين خارج العراق؟!

الحرب ضد الإرهاب ومن يحرضون على الإرهاب, إشاعة الوعي الديمقراطي, التصدي لحملات الإساءة والتشويه ضد الشيوعيين وتاريخهم, تعزيز دور إعلام الحزب ( وبشكل خاص على صعيد شبكة الانترنيت) للتعريف بمواقف الحزب وتعزيز ثقل دوره, سواء على صعيد العمل من أجل تحرير وتنظيف الوعي العام من وساخات ثقافة القمع والاستبداد البعثلوطية**, أو على صعيد إدارة الصراع الفكري وبالعمق مع التوجهات والتيارات الفكرية الأخرى, وبشكل خاص التي تمثل مواقف القوى والأطراف, التي ترى أن توجهات الحزب الشيوعي العراقي, تشكل النقيض لما تريد تحقيقه من الأهداف, ليس على الصعيد السياسي وحسب, وإنما بالأساس على الصعيد الفكري والاجتماعي والاقتصادي!

توقفت عند ما تقدم من المهام, التي أعتقدها تستحق, بذل المزيد من الجهود, من قبل منظمات الحزب الشيوعي في الخارج, للسؤال : هل أن هذه المهام, ومنذ سقوط صدام,تحضى بما تستحقه حقا وفعلا من الاهتمام ؟!  

في رسالة لصديق عزيز, وهو من المناضلين المعروفين في الحزب الشيوعي العراقي, كتب العبد لله مؤخرا التالي من السطور: .... يخليك الله, حاول بدورك, أن تساعد الربع على الخروج من دوامة الدوران حول الذات, والتعويل على ما فات من الأمجاد ....في الداخل أدري الوضع صعب ومعقد ....الخ ....لماذا تراهم في الخارج يمارسون صمت القبور, حتى حين يتعرض تاريخ الحزب للتشويه ويتعرض  الشيوعيين لكل أشكال الإساءة, كما هو الحال هذه الأيام مع كتابات الخائن أبو جلال...و.....عوني القلمجي يتفاوض علنا مع النروجيين باسم الإرهابيين, ومادونا المرادي تلعب شاطي باطي في السويد تحت سمع وبصر الجميع وبدعم من بعض الأحزاب السويدية ....و....و.........الجماعة ...صاموت لا موت ...على أساس أن التصدي لحثالات صدام ومن يحرضون على الإرهاب في العراق, ومن يتهجمون على الحزب ...يندرج في إطار الدخول في المهاترات .....الخ***

هل تراني بحاجة لقول المزيد, والدخول في ثنايا التفاصيل, عن المعروف من القضايا والأمور؟!

و......دعونا عوضا عن ذلك, نعود للمبتدأ من السؤال: هل أن وجود من يمثل الحزب الشيوعي العراقي في التشكيلة الحكومية, كان سيجعل من حكومة السيد إبراهيم الجعفري, مو حكومة فائزين في الانتخابات, ولا  جرى تشكيلها وفق منطق المحاصصة القومية والطائفية والعشائرية وبحيث تحضى بالتالي بوسام تمثيل الوحدة الوطنية ؟!  

إذا كان الجواب : نعم فتلك مصيبة, وإذا كان الجواب لا, فالمصيبة أعظم, بمعنى جا علمين كل هذه النواعي يا بعد جبدي؟!

وبالعراقي الفصيح وبدون زعل: علينا أن نحمد الله ونشكره كثيرا, لعدم وجود من يمثل الشيوعيين في حكومة السيد الجعفري, لان رفض السيد هاشم الشبلي, لمنصب وزير حقوق الإنسان, باعتباره من حصة ( السنة العرب) طائفيا,  كان سيجعل الشيوعيين, في موقف لا يحسدون عليه, أو بالأحرى في موقف يبجي الصخر من صدك!****

أن تبعوه معلنين الانسحاب من الحكومة, فقدوا زمام المبادرة أمام الرأي العام, لتمثيل الصائب من الموقف, في رفض منطق المحاصصة القومية والطائفية والعشائرية, وأن ظلوا مشدودين لكرسيهم اليتيم في الحكومة, لحقهم الشيء الكثير من العار ! و........عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم يا ذوي الألباب !

 

سمير سالم داود  التاسع من أيار 2005

www.alhakeka.org

* حول سالفة أن التشكيلة الحكومية ليست تشكيلة تعبر عن الوحدة الوطنية, دعونا نتوقف عند مفهوم الوطنية الفضفاض مثل سائر المصطلحات العامة حين يجري استخدامها في مجال العمل السياسي, وللعلم حتى من هم في موقع الاعتدال بين صفوف قوى الإسلام السياسي, لا يجدون حرجا من وضع علامات الاستفهام على وطنية الشيوعيين, بجريرة فكرهم الماركسي المستورد من ( بره ), كما لو أن ماركس وسواه من العلماء في الغرب من جماعة (بره) لا ينتمون لعالم البشر وبالتالي لا تشملهم سالفة : كلكم من أدام وأدام من تراب! ودون إدراك أن الحقبة الذهبية للإسلام في القرنين الثالث والرابع الهجري, ما كان يمكن أن تفرض مجد وجودها على صفحات التاريخ البشري, لولا أن المأمون جزاه الله كل خير, وفر أمام أبناء الذمة من المسيحيين واليهود....الخ كل ما يحتاجونه من المتطلبات وبدون حساب, في سبيل ترجمة علوم وفلسفة الإغريق والرومان, والتي شكلت القاعدة الأساس, للنهضة الشاملة في ميدان العلوم والمعارف والثقافة, خلال ما يسمى بالعصر الذهبي للثقافة الإسلامية قبل أكثر من ألف عام.....!

** للأمانة هذا المصطلح الجديد, مصطلح البعثلوطية, طالعته في تعقيب, لواحد تخفى تحت اسم مستعار, في موقع شبكة عراقنا, دون أن يدري أن نحته لهذا المصطلح الجديد, يجعله بمثابة أرخميدس في مجال الكتابة بلغة النعال ههههههههه!

*** مرفق صورة عن طريقة أعداد المتفجرات, لقتل المزيد من العراقيين, هذه التعليمات وهي تكرار حرفي,لما يجري نشره في مواقع القوى الإرهابية, بقلم مادونا المرادي وجرى نشرها في موقع كادر الدعارة يوم الثامن من هذا الشهر و.....لجميع مناضلي القوى السياسية والمثقفين في السويد وسفارة العراق في السويد, ماذا تراكم فاعلون لمواجهة هذه الجريمة, جريمة إرشاد وتعليم حثالات صدام في العراق, على قتل المزيد من الأبرياء وعلنا وبهذا الشكل السافل؟! و....( .......!) سلفا, على كل من يلوذ بعار الصمت بعد اليوم!

شاهدالصورة

 **** في تبيان أسباب رفض القبول المشاركة في حكومة السيد الجعفري قال السيد هاشم الشبلي وبالحرف الواحد ( أن الحزب الذي انتمي إليه ( الوطني الديمقراطي) يعتبر خيمة يستظل تحتها كل مكونات المجتمع العراقي وأطيافه وحيث أن التركيز علي هذه الهويات الطائفية يؤدي إلي انقسام وتشرذم المجتمع والدولة لذا أعلن اعتذاري عن قبول هذا المنصب).