بيان ندّي من الزاملي الى المالكي

 

ابا اسراء افتتح كلامي معك بسؤالك : مَنْ ورطك بقضية الزاملي ؟ . اجيبك : ذاتهم الذين ورطوك بقضية الزيدي ، التي لم تحسن إدارتها .. كما لم تحسن إدارة قضيتك مع الزاملي ! .

نعم ، ابا اسراء ، هم مستشاروك ، الذين لم تحسن اختيارهم ، هم الذين ورطوك بقضية الزاملي كما ورطوك بقضايا اخرى كثيرة !! .

نعم ، ورطوك بقضية خاسرة اعلاميا ، قانونيا ستكسبها نعم - لأنك تستند فيها الى قانون ظالم وجائر - .. كما خسرت اعلاميا قضيتك مع الزيدي ، لكنك كسبتها قضائيا بقانون جائر ايضا سُن في زمن الدكتاتورية والحقبة المظلمة التي مر ومازال يمر بها العراق .

نعم ، ابا اسراء ، ستكسب هذه القضية ، لأنك لست ابا حقيقيا لكل العراقيين ولأنك لاتصغي لنداء عقلك وقلبك وضميرك ! .. وسيخسرها الزاملي ، لأنه لم يطمع بجاه او مال او منصب ولم ينتم يوما لحزب او طائفة او عرق ، سوى انتمائه للعراق .. نعم ، سيخسرها الزاملي ، لكنه سيكسب التاريخ .

اخاطبك بندية يا ابا اسراء لأنك انت من اراد لي ذلك ، فأخترت ان يكون رأسي برأسك وهامتي بهامتك وقامتي بقامتك ، وهي كذلك يا ابا اسراء . انت رئيسا للعراق وانا رئيسا لـ كتابات ، وكلانا رئيسا في موقعه ومنصبه .. انت امين - كما تزعم - على العراق والعراقيين .. وانا امين بصدق على احتجاجهم وصراخهم ونحيبهم ، اوصله لك ولمستشاريك ، لكنك لاتسمع ومستشاروك لايصغوا ! .

توسلت بمحاميك ، الذي لايحسن الكتابة باللغة العربية ولا يفقه بالانترنيت ولايميز بين عنوان الموقع وبريده الالكتروني ، وهو وكيل اعلى هرم في السلطة .. اقول توسلت اليه ان يكون حريصا على هيبتك كما حريص عليها انا ، الا انه ابى وتغطرس ، وقال لي سنجلبك الى العراق بالقانون ( كذا ) !! . اي دولة هذه !؟ .. واي مجلس وزراء هذا ؟ .. واي رئيس وزراء هذا ! ؟ ، لايجيد محاميه الكتابة باللغة العربية ، اي فضيحة هذه !؟ .. واي بؤس هذا الذي يعيش فيه العراق . محام من الدرجة الثانية او الثالثة يوكله رئيس الوزراء !! ، كم شعرت بالخجل والمرارة والحزن وانا اطالع دعواك التي كتبها المحامي المليئة باخطاء لغوية واملائية فادحة . حاشيتك هم من ورطوك بهذا المحامي ، كي يحرجوك امام العراق والعراقيين والعالم . لِمَ لاتستشعر الخطر يا ابا اسراء انها مؤامرة ضدك وعليك ، فقد اختاروا لك قضية خاسرة ، اخلاقيا واعلاميا .. كما اختاروا لك محام جاهل في ابسط قواعد اللغة العربية !! .. هل بحثت عن تاريخ محاميك ؟ .. اليوم وصلني سردا كاملا عن تاريخه الشخصي ، لكني ابيت نشره ، اكراما لك .

نعم ، ابا اسراء ، انا قوي بالله وبنفسي وبـ كتابات .. قوي بكتابها وقرائها وكل الشجعان الذين تضامنوا معها .. الا انك ضعيف بحكومتك وبوزرائك وبمستشاريك وضعيف ايضا بجيشك الذي تجاوز النصف مليون !! . نعم ، اقولها متحديا ، لو كنتم جميعا بالقوة التي يتمناها لكم الشعب العراقي لأعلنتم بجرأة وصراحة وشجاعة رسميا في وسائل الاعلام من انكم فعلا قد اقمتم هذه الدعوى ، الا انكم ابيتم واخترتم الصمت .. وها هم مستشاروك في حيص بيص من امرهم لايعرفون كيف يعالجون ورطتهم ، التي اوقعوك بها كما اوقعوا بها حزبك الذي يستعد لإنتخابات حامية الوطيس .

ابا اسراء انا لست من الحاقدين والغاضبين عليك .. ولست من الكارهين لك .. نعم ، انا غير راض عن عراق طائفي متشرذم ، كنت انت احد اسباب خرابه ، لأنك ارتضيت ان تشارك في كتابة دستور ، يجعل من العراق ضيعات وكانتونات واقاليم تديرها عصابات .. وها انت تعود الى عراقيتك وتنتفض على هذا الدستور ، وكم سررت بهذا وصفقت له مع نفسي ، الا انك بدلا من الانشغال بهذه القضية الوطنية الملحة ، فتحوا عليك مستشاروك جبهة اخرى اعلامية انت في غنى عنها .

انصحك يا ابا اسراء باخوة صادقة ، حرصا مني على هيبتك وهيبة مستشاريك ، ان تأمر محاميك على الفور بسحب الدعوى ، اقسم لك بالله العظيم وبرسوله الكريم ، نصيحتي هذه ليست خوفا او خشية منك ولا حتى خوفا او خشية من مستشاريك .. وانما حرصا على هيبة الدولة ، ان لا تزج نفسها في قضايا هامشية تثير ضحك الرأي العام .. وستجدني يا ابا اسراء ، بعد ان يردني بلاغا رسميا من محاميك بسحب الدعوى ، ستجدني اخاطبك بلغة اخرى مختلفة ، لأنك ستثبت فعلا انك ابا حقيقيا لكل العراقيين .. واناشدك يا ابا اسراء ان تمد جسورا حقيقية بينك وبين صحفيي عراق الداخل وان تسعى الى ردم الهوة التي تسببها مستشاروك بينك وبين الصحفيين والاعلاميين العراقيين المستقلين .. وان تأمر بايقاب كل الملاحقات القانونية التي تلاحق الصحفيين العراقيين اينما كانوا ، بحجج واهية يستند فيها الى قانون ظالم جائر سُن قبل اربعة عقود .. وان تأمر من اجل مستقبلك السياسي والشعبي بتجميد القانون 111 الصادر في عام 1969 ، الذي استخدمته ووزرائك سيفا مسلطا على رقاب الصحفيين والاعلاميين العراقيين ، الذين صمدوا وتمسكوا بتربة عراقهم وقاتلوا باقلامهم كل رموز الارهاب والمليشيات في وقت كنتم تتحصنون فيه بين جدران المنطقة الخضراء ، تحميكم الدبابات والطائرات الامريكية والصحفي العراقي الشجاع وحده يواجه الموت بصدر عار الا من حبه للحقيقة ..

اخاطبك ابا اسراء بـ انا لأنك اخترتني ندا لك ، ساطالبك باسم صحفيي العراق ، ان تكون ابا صادقا لهم وان تحميهم من طغيان نفسك وغطرسة وزرائك .. وان تطهر محيطك من مستشاريك ، الذين لايجيدون سوى سياسة الحسينيات والجوامع والمقاهي ولايفقهون غير القيل والقال ..

احيلك ابا اسراء الى تصريح النائبة الشجاعة شذى الموسوي ، التي اكدت فيه انها مصرة على تصريحها ولم تكذبه كما ادعى المستشار الاعلامي للسيد العلاق من ان هناك فسادا مستشريا في أمانة رئاسة الوزراء ، الذي دافعت عنه في دعواك .

ختاما :مازلت احتفظ لك بصورة ناصعة ، لأنك حاربت الطائفية .. ونسجت علاقات طيبة مع رموز المنطقة الغربية .. وانتفضت على دستور كنت احد كتابه .. وواجهت بشجاعة كل الدعوات الانفصالية .. اما دعوتك البطولية الى قوة المركز لا يمكنني الا احترامها وتقديرها .. لكنك ستحرق كل هذا اذا اصريت على الاستماع والاصغاء لمستشاريك ، الذين اثبتوا بالواقع والملموس انهم غير جديرين بمكانتهم التي اخترتها لهم .

 

اياد الزاملي - مؤسس ورئيس تحرير موقع كتابات الالكتروني

 

webmaster@kitabat.com