هل حقا أن الأستاذ سمير سالم داود يكتب بالعراقي الفصيح؟؟؟!!!

 

الأستاذ سمير سالم داود، كاتب عراقي وطني، شيوعي قديم، ماركسي مستقل اليوم . يفتخر بتأريخه الشيوعي الا فترة الجبهة التقدمية سيئة الصيت، التي عقدها حزبه الشيوعي مع حزب البعث العفلقي، الحزب الذي لا تمر مقالة له الا وصب جام عضبه عليه.

رافقنا ورصدنا هذا الرجل الوطني منذ سقوط الصنم، وهو يرصد ويكتب ويحلل، بطريقة ساخرة وباختيار مفردات هابطة، قد تتناسب مع من يريد أن يعاقبهم على ما اقترفت يداهم ضد هذا الشعب، لكنها لا تتناسب ومستواه وتأريخه الرفيع، ليس ضد البعث ومخلفاته بل ضد من يشاركه بالوطن وان كان أقل منه وعيا وسياسة. كثيرا ما طالبوه محبوه باستبدالها، فرفض معتذرا بأنه يستعمل هذه المفردات لشخصيات تستحقها، وأنه لا يضعها في غير موضعها، الا أنه كان لا يقنع بهذا الا نفسه. 

 فالسياسي الحريص على أن تكون له مصداقيته أمام شعبه الذي ناضل ويناضل من أجله، لابد من أن يطهّر كلامه من النابي من الكلمات، ليدخل الى قلوب القراء جميعا حتى أؤلائك الأعداء التقليديين له، والا  فسيكون خطابه موجه لفئة من الناس يريد سمير توظيفهم للتصديق بخطابه هذا، وبالتالي يخلق جدارا من الفصل الفكري بين المشتركات الفكرية حتى، وهذا طرح استئصالي تعود عليه ـ ولم أقصد هنا سمير ـ الحزبين الغريمين البعث والشيوعي منذ 58 وتهدم الجبهة الوطنية الأولى التي أتت بالجموهورية وما تلاها من ويلات دفع ثمنها الباهض شعبنا البريئ . فمن (حسنة ملص) الى يسرى بالت بالجسر ومتزلك الونداوي، فيأتي الرد عليهم من البعث (نزيهة بالت بالجسر ومتزلك المهداوي)، الى ( ياجمال خشمك اشطولة وحسني يدكله بماصوله) وهذا كان ضد الوحدة بين سوريا ومصر، ثم (صخله ميغلبها غلاب عربانه وجرها جلاب ...تغيير لانشودة وحده ميغلبها غلاب... الى آخره من الخزعبلات التي لاتليق بسياسي يفكر بهموم شعبه فيرسخ الحقد والكراهية بين صفوفه.

 لهذا نقول: لايمكن للسياسي الوطني أن يسمح لنفسه تداول مثل هذه المفردات، فياتي رد الفعل قاسيا وفجا، حيث يبرر لاعداء الشعب الحقيقيين ـ والذين دائما ما كان رصد السيد سمير دقيق لهم ـ برد فعل يبرر لهم  تناول الشرفاء من ابناء العراق بمثلها وأقسى منها،  فتفسد الرؤية المراد طرحها، لاسيما اذا عرفنا أنه في جل مقالاته يخلط الجد بالهزل بحيث يضيع على القارئ هدفه الذي يريد، فيترك القراء كل يحلل ما هو محبب اليه من المفردات، والنظريات المقرونة في أغلب المقالات بالدفاع عن( شيعة علي) مما يضيع على القارئ الفصيح فضلا عن البسيط مضمون مراده، فيبقى المعنى في قلب سمير سالم داود، والتباين لدى القراء. وبهذا يوصل سمير ما يريد دون أن يحس البسطاء من الطيبين مراده، وكثيرا ما يكون حلفانه بـ ( وبو فاضل العباس) اضافة الى استعماله لـ (كلمة شيعة علي) التي تلقي في قلب المحب لشيعة علي قبولا لما يقول، أما الآن فلم نشاهد هذا المصطلح كثيرا، لان سمير دخل مرحلة جديدة من الرأي، وقد تكون بدأ نفاد فترة القرار الدولي، الذي يعطي الملف الأمني بيد المحتل وهذا ما نسأتي عليه.

 تراسلت مع السيد داوود عبر العنوان الألكتروني، ومرات عديدة عبر الماسنجر الا أنه رفض أن يعطيني رقم هاتفه، ولم يشجعني على زيارته للسويد بدواعي لم يوضحها لي ، ولم أخوض معه جدلا حولها لأنني لست ممن يحب التطفل على ظروف الآخرين.

 تحاورنا كثيرا ونقدنا الوضع العام، اسلاميين وشيوعيين ويسار مستقل، ودول الجوار كلها، اتفقنا باشياء كثيرة، وأعطيته ملاحظات كانت غائبة عن معلوماته، لاسيما تلك التي تخص الحركة السلامية وعلاقة فصائلها بايران، وقد ضمن بعضها بعض مقالاته. كان يعاتبني حينما أذكر الجبهة التقدمية بين حزبه الشيوعي وحزب العفالقة البائد في مقالاتي، ويقول لي أحيانا ( شجلبتلها) مع أنها أسوء مرحلة نضال مر بها الحزب الشيوعي في حياته، ما جاءت بالدمار على العراق، ولا أدري ربما كان السيد داوود ممن شارك بجدية فيها، وأنغمس في تفعيلها على الواقع حيث كان يكتب في صحيفة وعي العمال.

 افتقدته أكثر من مرة فأرسلت له السلام وقلقي عليه فلم أجد منه ردا ، وأخيرا أرسلت له تعليق قصير على مقال كتبه بعنوان(بالعراقي الفصيح: كوردستان عدو الله!! ) ووعدته بالرد عليه فلم يرد علي ولم يتطمئني على صحته، عندها تذكرت موقفه حول عدم أعطائي تلفونه، وعدم تشجيعي على زيارتي له في السويد، واعتبرت اتصاله بي، ربما، أقول ربما يكون ليس كصديق، بل قد يكون اعتبرني كمصدر يستدر مني معلومات عن الحركة الاسلامية لما وجده مني من نقد موضوعي لكل فصائلها، ثم انقطع عني فجأة، وقد يكون ياس مني فتركني.

 اليوم أفاجأ بمقال له بعنوان( بالعراقي الفصيح: الشيوعي العراقي والخيار البديل!! . . سمير سالم داود) على موقع الأرشيف العراقي الذي بدى هو الآخر متطرفا بنقده للآخرين دون مراعاة لمشاعر الناس، فوضع صور علماء ايران بجانب صورة لبشار الأسد، وتعليق على الصورتين: بهؤلاء قتلة الشعب العراقي، وأجد هذا طبيعي جدا في عالم اليوم في العراق الجديد، فقد اختلط على الناس احتلال العراق واشاعة الفوضى، فاختلط في المشهد من حمل روحه على راحته وهو يقف بوجه النظام الفاسد المقبور منذ تسلمه السلطة بمساعدة أمريكا (محررتنا اليوم)، وتنقل بين المنافي ، وبين أؤلائك الذين عاشوا في ظل النظام نفسه، وهم لايفتحون فما ، ولا يحركون قلما ، ولا يمارسون حقهم حتى في أضعف الايمان، بل كانوا يتصورون أن صدام كان يقرأ ما في القلوب حتى، لتؤول الحالة في العراق الى أحزاب الداخل وأحزاب الخارج التي تعتبر جناية كبيرة في التوصيف بل تؤكد نوعية أحزاب الداخل وطريقة صيرورتها، ومن أي شرنقة خرجت ، وما هي أحزاب الخارج وما لها من مواقف شجاعة مع النظام الذي تربت في ظله أحزاب الداخل تلك.

 وهذا الموقع بالذات يديره رجال شرفاء من اتجاهات مختلفة لايجمعهم فكر أو عقيدة، الا حب أمريكا التي دائما ما يسموها بـ (محررة) العراق ومن بينهم من جاء من تحت ظل النظام العفلقي وقد أشبعوا بسياسة واحدة، و لم يعرفوا للعراق الا قائدا واحدا ، ويحكمه حزبا واحدا، حيث كان يلفهم الحصار الثقافي والأعلامي والفكري ، ولهذه الأسباب فهم لايعرفون لهم محرر الا أمريكا التي طالما يتغنون بها على صفحات موقعهم.

 أنا لاأريد أن أشكك بنوايا السيد سالم، لكن أكيد اريد أن اسلط الضوء على تقلباته في التحليل والرؤيا لما يجري في العراق الجديد، التي يريدها له، وانحيازه الواضح الى ماضيه المرير، وحاضره الذي لم يقدم الى الشعب الا  ترسيخ حالة الأستعداد للسجون والتعذيب ، والأبداع في ارتقاء المشانق، والتبعية العمياء للفكر الذي فشل فشلا ذريعا في قيادة المجتمع، سواء أكان في مجتمعاته السوفييتة، أو تلك التي استوردت فكرها منه فتبخرت وفكرها، كما يتبخر الضباب عند شروق الشمس ، ولا أريد عدّها فهي كثيرة ولكن دعوني ابدأ بكوبا وكاستروها الذي جثم على صدر شعبها ليغيبه من العالم الحديث، الى نيكاراغوا واليمين الجنوبي، وبوليفيا، ومجاهيل جنوب اسيا والفلبين وكل اسقاع الأرض التي وصل اليها ماركس بأفكاره، والشيوعية بنضالها العقيم.

 لنبدأ مع السيد سمير بكردستان ( عدو الله )، من هنا نستطيع أن نقيم هل فعلا أن السيد سمير يكتب (بالعراقي الفصيح ذلك يعني, وبوضوح من يكتبون بلغة الشمس,  ) انما من يكتب بلغة الضباب الذي تمحيه الشمس حال بزوغها، وأنا أريد أن أقول له وبالعراقي الفصيح، وبوضوح، من يكتبون بلغة الشمس وهم ثابتون على مواقفهم التي يستوحوها من مبادئهم التي لم تتغير، ولم تتأثر بترهيب البعث العفلقي عندما رفعوا شعار الوطنية وفق الأسلام ، ولم يركعوا أمام اغرائات ايران عندما كانوا يمارسون المعارضة في بحر معارض متلون وهم يفرضون علينا ولاية الفقيه، هم فيه الوحيدون ثابتي الموقف، حاملي الهم العراقي ، اقول له وبملئ الفم :نعم كوردستان عدو الله لانها عدوة العراق الجديد، ومن يعادي الشعب فهو بالضرورة سيكون معادي لله، ويكفي أن ترديد (كوردسان) هو تأكيد كذب ما يروجون له قادة الكورد ، فكلمة ( ستان ) تعني بلاد أي دولة ، كتركامنستان وباكستان ، وأفغانستان ... ألخ. ولهذا فان صدق الكورد بديمقراطيتهم والتحاقهم بالعراق الجديد كان حري بهم أن يكتبوا المنطقة الكوردية ، وأن يضمنو شعاراتهم التي يرفعون وتصميمات منظماتهم التي يختارون، اللغة العربية، وأن لايقتصروا على اللغتين الكوردية والأنكليزية، بل ويتشرفوا باللغة العربية لانها لغة القرآن والشعب الكوردي الحبيب جله مسلم بل وفيه حركة اسلامية كوردية ضاقت الأمرين من الطالبانيين والبارزانيين، والبارزانيين أنفسهم مسيطرون على شعبهم باسم الدين ولقب المرحوم ملا مصطفى يكفي لتأكيد ذلك وما نقله لي بعض الأخوة من عاش في كنفهم.بل النظام الفدرالي يفرض عليهم استعمال الكتابة العربية في تعاملاتهم الرسمية لانها اللغة الأولى في البلاد دستوريا، ولم تكن الفدرالية عمرها كـ (برنامج طلبات المستمعين) .

 لقد اعتاد السيد سمير أن يصف السيد مقتدى الصدر بـ (الصغير) و (الزعطوط )، و(الملطوب للعدالة)، (والجاهل) ، بل كل كلمة لايمكن للمرء أن يطلقها وهو يحترم نفسه، بل يجب أنل لا تطلق مثلها حتى على مخالفيه فيحولهم أعداء في ظرف تتداخل فيه الأجندات، ويعج الوضع السياسي  بجيش مختلف ملون يرفع شعار الوطنية، والكثير لايحمل منها الا اسمها، وهو بهذا يوصم تيارا مليونيا له ثلاثة وثلاين ممثل في البرلمان، وصم كل هؤلاء بالجهل (والزعطوطية) لكننا لو قارنا ما قام به التيار الصدري خلال فترة النظام العفلقي المقبور بقيادة الشهيد السعيد محمد الصدر، بما قدمه الحزب الشيوعي ذو الـ (مايقارب) قرن من الزمن سياسة، لجائت كفة الحزب الشيوعي مقاربة لكفت اليد التي تحمل الميزان،.

 ولو قارنا أداء التيار الصدري بأداء أهل ( كوردستان ) لجاءت النتيجة نفسها لكن للأسف يبقى سياسيينا ينطبق عليهم المثل الشعبي ( الشاذي بعين امه غزال، وتريد ارنب أخذ أرنب ، تريد غزال أخذ غزال ) .

  ان القادة السياسيين الأكراد وعلى راسهم شيخهم الهمام مام جلال وضعوا العراقيل أما م العملية السياسية لتصب نتائج العراقيل في صالحهم وحدهم، بل كانوا أداة طيعة للمحتل في فرض أجندته ومن يقول عكس ذلك ، اما واهم أو جاهل بما يجري في العراق ، أو ليس لديه بصر ولابصيرة.

 ان الشعب الكوردي جزء لايتجزء من شعبنا العراقي ، ولهذا عندما ننتقد سياسة القادة الذين نصبوا أنفسهم عليه بالطرق المعروفة لدى الشيوعيين قبل الآخرين من أبناء الشعب، لايعني بالضرورة نبغي التفريط بحقه فالرموز المفروضة على الشعب بالقوة لاتمثل الا نفسها، أما الشعوب فهي لها الحق ان تختار قادتها بالصناديق وليس بمغاليق الأمور ، ولهذا نجد القادة الكورد يتمشدقون بالديمقراطية وهم من أوائل أعدائها، وهنا لايمكن أن ننسى معارك أم الكمارك ، ومعارك اربيل التي قام بها السيد مسعود لغزوي أربيل بمساعدة جيش هدام المهزوم، ثم قبّل العلم بعد سيطرته على أربيل، العلم الذي ينتظر التبديل حسب الأولية لهموم العراق وقد نص الدستور على تغييره، ويأتي السيد مسعود متحديا الدستور ومتحديا ركن من أركان الدولة الأتحادية فيتجاوز المركز، ليصدر قرارا بالغاءه بعيدا عن البرلمان العراقي والحكومة المركزية. ولا ننسى قتله لمقاتلي الطالباني في تلك المعركة في أربيل وعوائل المؤتمر الوطني ، ولا نريد أن نعدد المعارك وتقلبات القادة الكورد أثناء الحرب العراقية الايرانية، مرة مع هدام ضد الخميني، وأخرى مع الخميني ضد هدام، فهذا ليس تأريخا قرأناه بل واقع عشناه بمرارة، وتعاملنا مع الأطراف الموجودة على أرض الواقع اليوم وهي تخطط لتمزيق العراق ويصفق لها السيد سمير وهو يفتي فتوى هي أقرب الى فتاوى القومجية والتكفيريين، فقتل العراق هو قتل الشعب العراقي ورهن شعبنا الكوردي المسكين مطية لتحقيق أحلام القادة الكورد، وبالتالي تحويله مطية لمصالح الغرب الأمبريالي كما كان يسميها قديما حزب السيد سمير. والعجيب كيف يتحول رجل أممي الى رجل يدعوا الى تفتيت بلد مثل العراق، العراق الذي كان ولايزال وسيبقى رغم كل المخططات لتقسيمه، قلب العالم النابض بالحب والحضارة والحرية.

 لاأعتقد ان السيد سمير صدق عندما قال في مقاله ما قاله لكردستان الجنوبية والكبرى والكنفدرالية فهذا ما يخطط له أمريكان من أصل كوردي وقد كتبت عنه مرة موضحا ما يجري خلف الكواليس، انما أقرأها أنا ردة فعل ضد مقتدى الذي بغضه بدون مبرر، وما قاله:(و.........من بين الصائب والسليم مبدئيا, والذي تعلمته, خلال مرحلة العمل, أو بالأحرى الدراسة في مدرسة الحزب الشيوعي العراقي, عدم الكتابة من موقع الوصاية, وباعتماد لغة ( يجب ...ولازم ...وحتما ) .....الخ )) ليس صحيح بالدقة حيث كل من كان يناضل في ظل مدرسة الحزب الشيوعي لم يتعلم الا تحت الوصاية السوفييتية، الا من يأس منها وتمرد فخرج عن طوعها وأكبر دليل على ما أقول ( كارودي) منظر الحزب الشيوعي الفرنسي سابقا، وأسوء وصاية قام بها هذا الحزب العريق هو سماعه قرار موسكو بالتحالف مع صدام واعتبار صدام اشتراكي وليس قاطع طريق وخريج شوارع ، وهذا أيضا لم يكن تأريخ قرأته،  بل واقع عشته من خلال حوارات ساخنة جرت بيني وبين عناصر الحزب الذين اقتنعوا بالجبهة السيئة الصيت ، لان ليس كل الشيوعيين اقتنعوا بالجبهة، بل ماجد عبد الرضا اعتبر اشتراكية عبد السلام عارف مقاربة لاشتراكيتهم. أما مسألة عدم اعتماد... يجب ... ولازم ...  وحتما  ... هنا أيضا كيف يسمح شيوعي لنفسه أن يخالف القراءة الشيوعية للتأريخ قراءة (حتمية) و (وجوب)، مفهوم الديالكتيك بصراع طبقيتين و(لزوم) نشوء طبقة ثالثة على أنقاضها... لازم  ..... ووجوب الحسم الثوري الذي مارسه كل الخط اليساري خلال فترة الخمسينات والستينات من القرن المنصرم، ووفق هذه الأسس ناضل الحزب الشيوعي فرجع بخفي حنين ... لادولة للعمال ولا للفلاحين ، بل حال استكمال الجبهة، ركب الراحل عامر عبد الله سيارته  المرسيدس ولم يلتفت لعناصر حزبه وقد نقل لي أحدهم، عندما زاره مجموعة من المفصولين السياسيين طالبين العودة للوظيفة فرد عليهم ( موزين طلعتوا من السجن ) ولا المجتمع الشيوعي الذي نصت عليه الماركسية اللينيية بالوصول اليه حتميا، وهنا سلب لارادة البشر.

 أنا لا أريد الخوض في كل ما جاء بمقالي السيد سمير ، ولكن فقط النقاش على نجماته التي غالبا يضمنها مقاله لشرحها في هامش المقال ولنأخذ النجمة الأولى:

* بين صفوف المهاجرين من أبناء إقليم كوردستان, كان من المألوف وللغاية, وإلى ما قبل عقد من الزمن, الجواب بعبارة ( من كوردستان العراق) عند السؤال عن موطن إقامتهم قبل الهجرة, في حين بات الجواب راهنا, وبدون تردد ( من كوردستان الجنوبية) هذا حتى قبل  الإعلان عن قيام هذا الكيان رسميا, وأن كان البعض, يعمد إلى ترديد ذلك, من منطلقات التعصب القومي الكريهة, ضد العرب والفرس والترك, وهي منطلقات محكومة بالمتخلف من الموقف,  ولا تلطخ بالسواد فقط, نقاء وصقاء صفحات الحلم الكوردستاني الجميل, وإنما لا تختلف صدقوني, من حيث الجوهر فكريا, عن مواقف جميع الشوفينين والقومجية, وسط بني القعقاع والطورانيين والفرس, ممن يحاربون وبدون هوادة, حق الكورد الطبيعي والمشروع في تقرير المصير, وتوحيد المنقسم من ربوع كوردستان!

 يا سيدي جيد جدا أنك ذكرت أن البعض يردد لقيام الكيان من منطلقات التعصب القومي الكريهة ضد العرب والفرس والأتراك، ولكن أنا أؤكد لك أنه لم يكن هذا البعض يستطيع الكلام الا بضوء أخضر من قياداتهم ، فالقيادات الكوردية للأسف ــ والذي لم نكن نتصور يصدر منها الذي صدر ويصدر كل يوم ــ أنهم خانوا ونكثوا كل العهود والمواثيق مع حلفائهم في المعارضة، ووزعوا الأدوار على قيادات للأسف اقول ليست ( بعض ) انما قيادات لها وزنها في التنظيمات الحزبية وليس لها وزن أمام رؤسائها، فهم أمعات كما كانت قيادات حزب عفلق تردد ما يريده (القائد الضرورة) وهنا لدي وثائق وحقائق للقيادات الكوردية، قد أكون ذكرت لك منها والمخفي أعظم. ثم لماذا تصرون على حق الشعب الكوردي بتقرير المصير وتهاجمون الشعب الشيشاني بل كل شعوب آسيا الوسطى يوم كانت ضمن الأمبراطورية السوفييتية وتسلبوها هذا الحق.

 واذا اعتبرت موقف الطالباني  تجاه الجعفري سياسي، فأنا أكفر بكل ما تكتبه أيها العزيز ، لان لو عرفت ما قاله الطالباني للجعفري بعد تحقيق ما أراده ( جيني ) نعم ( جيني ) وليس البيت الأسود لصدقت كلامي كله ، لقد جاء اعتذار السيد الطالباني أمام مجموعة من السياسيين عذرا اسوء من الفعل، وهو ( أنا أحبك وأحترمك لكن تعرف الضغوط الأمريكية والبريطانية ) أما الآخرين ولا أريد أن أذكر الأسماء الا أنهم قيادات يستطيعون أن يصيحوا بوجهك وبوجهي، لكن لايستطيعون أن يردوا على رؤسائهم الا بـ ( جشم) وان كان ذلك في اهانتهم.

 ولنأتي ايها العزيز لنقارن مقارنة بسيطة بين أداء تيار ( الصغير ) والذي يعجبك دائما أن تسميه ( الزعطوط )وما الى غير ذلك من تسميات ، وبين القيادات (التأريخية) للقيادات الكوردية التي كرشت على حساب جوع شعبنا الكوردي المسكين الذي ليس له حول ولاقوة:

فالتيار الصدري الذي بني بناءا مترجرجا وكما يعرف الجميع، في ظل مواجهة دموية في عز نظام حزب العفالقة الشوفيني حيث لم يقف بوجهه الا هؤلاء وسيدهم الشهيد السعيد محمد الصدر رضوان الله تعالى عليه، الذي رفع نفس الشعار الذي يرفعه اليوم تياره، وهو الوحدة الوطنية المتمثلة بوحدة العراق أرضا وشعبا ، وهذا ما دفع البعث الى اختراقه بشراسة وشفافية بآن، حيث كان يسيطر على الساحة سيطرة قاتلة ـ وهو مخترق منذ وجود البعث ـ والاختراق حالة موجودة منذ زمن بعيد، فكم من مخابرات دولية أخترقت منافساتها فوصلت الى القلب، وكم من أحزاب انهارت بسبب هذا الأختراق، بل حتى جيش علي والحسن عليهما السلام اخترقها معاوية العاوية. لكن لم يغير التيار موقفه وظل يرفع نفس الشعار فسقطت الشخوص الذين اخترقوه وبقي شعار التيار يسير بالأتجاه الصحيح، واليك بعض الأدلة ، فاذكرك بما كان يدعيه الضاري وكل أزلامه عندما يجري نقاش حول المقاومة فيقول ليس السنة يقاتلون لوحدهم بل الشيعة معهم، ويذكر لهذا التيار الصدري . أما اليوم تيار الضاري البعثي الذي دخل العملية السياسية بملشيات شكلها وسلحها المحتل، وبقي هو خارج العملية السياسية يهرج، والداخلين فيها يتعاونون مع المحتل لتصفية التيار حتى جاءت طلبات (بيكر ) الذي تراس وفد الكونكرس من نواب وموظفين قدماء باعطاء مهلة للمالكي بتصفية جيش المهدي خلال ثلاثة أشهر، لتنتهي المقاومة الشريفة الى مقاومة غير شريفة يقودها أناس يسعون الى السلطة والمال والشهرة ، وهنا سؤال يطرح نفسه هل انتقل التيار الصدري الى الأبتعاد عن المقاومة؟ أم المقاومة شوهت أداء التيار فغير من ستراتيجيته لمواحهة الأحتلال؟ وأنا أجيب على السؤال جازما لقد أحس التيار بالخروقات فطرد كل البعثيين، لابل قام بتصفية كل الخارجين على القانون من البعثيين المندسين بين صفوفه، وكل المتسترين بالوطنية زورا وبهتانا. وجيش المهدي هو الذي حمى بغداد ولازال، لذلك يصر الهاشمي، والزوبعي على استئصال هذا الجيش علنا وبلا حياء، ولاتزال قوى الأحتلال تطاردهم بحيث يمنع على الجيش العراقي مداهمة الأرهاب الحقيقي ويطالب كل المنافقين السياسيين من أمثال اللواء البعثي خلف العليان بمرافقة القوة الأمريكية للجيش والشرطة العراقية، وأن لاتتم المداهمة ليلا وبمذكرة قضائية ، فيما يطارد جيش المحتل عناصر جيش المهدي المنضبطة ليلا ويقتحم بيوت، وعدة مرات ضرب مقرات تابعة لحزب الدعوة، ويستعمل الطيران متى شاء وبدون أذن الحكومة وبمعرفة أطراف منها من أمثال المجلس الرئاسي .وأكثر من هذا سربت مصادر الاعلام من اجتماع رايس الدليمي أخبارا مفادها أن الدليمي سلم رايس مشروعا يصر عليه ورهطه ممن دخل العملية السياسية على تصفية جيش المهدي شاكرا لزادة نجاح محاولاته تغيير الموقف الأمريكي من السنة. فهل يا ترى لاجل من كل هذا الأصرار على تصفية جيش المهدي ان لم يكن هذا الجيش هو الرقم الأصعب في المعادلة الوطنية الأمريكية ومرعقل لعودة البعث بوجه آخر جديد باسم التوافق السني الشيعي أكثر شفافية وأكثر قبحا للأجيال القادمة من شعبنا المظلوم.

 أما القيادات الكوردية منذ السقوط ولحد اليوم تهاجم بضوء أخضر أمريكي وتعتذر بضوء أخضر أمريكي، ودلالة على ما اقول نرى كيف اسكتت رايس السيد مسعود فغير خطابه حول النفط والفدرالية. ونرى كذلك كيف أفشل التحالف الكوردستاني اسقاط الحصانة من حازم الشعلان باشارة من السفارة البريطانية عندما اتصلت السفارة بهم لينسحبوا من القاعة لافشال التصويت، وكيف يحمي الشعلان وهو مطلوب للحكومة ومشعان الجبوري بحيث صارت منطقة الشمال العراقي الحبيب مؤوى للفاشلين سياسيا واللصوص لانهم يطالبون بكوردستان للشعب الكوردي كيفما تأسس هذا الكوردستان ولو على حقوق الشعب الكوردي نفسه فضلا من تعيين المشبوهين كمستشارين ولا أدري من يتشرف بأن يكون مستشاره وفيق السامرائي وحتى حمايته من البيشمركة. وليس أخيرا أقول كان القياديين الكورديين مسعود وجلال يجتمعان بصدام لينتهي الأجتماع باستحصال الملايين من الدولارات، وكل يجتمع به على انفراد ونعرف الأماكن الذي كانوا يجتمعون بها مع ولي النعم في وقت كان شباب الصدر بتلقون رصاص المخابرات ودوشكات دبابتها بصدور عارية حين كان ليث النجف الشهيد الصدر الثاني يوجه انتقاداته الحادة والشجاعة الى رأس النظام ويرددون مع هؤلاء الفتية. نأتي الى النجمات الأثنان والتي تقول فيها:

** إلى ما قبل عام من الزمن, كان من الصعب للغاية, التصور أن المناضلين في حزب الدعوة, بكل  تاريخ حزبهم الباسل في الكفاح, وبكل ما اكتسبوه من الخبرة, في مضمار العمل السياسي, لا يدركون أو بالأحرى يجهلون مضار النهج الفكري والسياسي, الذي يعتمده تيار مقتدى الصغير وسط شيعة علي, وبشكل يتعارض والى حد بعيد, مع مواقف وتوجهات حزب الدعوة, وكان من المستحيل الاعتقاد, أن التعاون مع تيار مقتدى الصغير, بزعم التعويل على إمكانية تغيير وجهته وما أدري شنو, سوف ينتهي إلى العكس تماما, وبحيث يغدو تيار هذا المطلوب للعدالة بالذات وبالتحديد, الحليف الأساس والوحيد لحزب الدعوة راهنا !  )

 لاأدري كيف يسمح وطني بحجم العزيز سمير، تحليل أمور من خارج حزب كان عصي على النظام المقبور وايران ، وقت حربهما معا؟، حيث يمتلك القدرة على موازنة العلاقات مع الحفاظ على المبدا، سواء أكانت هذه الموازنة مع الأعداء أم مع الأصدقاء، وفق الثوابت الأسلامية التي يؤمن بها، والتي تعطيه القدرة على صياغة الخطاب دون المساس بمصداقيته أمام الناس، رصيده الحقيقي للنهوض بمشروعه الأسلامي الحضاري المسالم. فحزب الدعوة أكبر من أن يعرف أدائه من الخارج محللا سياسيا فضلا من جهة مخابراتية؟ وكيف عرفت هذا الأستنتاج وما مداليلك عليه؟

 عزيزي سمير ، لم يكن التيار الصدري ظاهرة غريبة على حزب الدعوة كما هي غريبة على الآخرين، فالسيد الصدر الثاني كان من عناصره الأفذاذ منذ ريعان شبابه، وعلمائه المجدين والمجتهدين سياسة وفقها واجتماعا، وكان الصدر الأول أستاذه وملهم علمه وفكره. وللسيد أراء عديدة بالسيد الصدر الثاني تضعه في مصاف المجددين والباحثين المرموقين. وعندما ظهر الصدر الثاني كان حزب الدعوة يراقبه عن كثب ويحدد مسارات عمله وعلاقاته  المتهم بها مع السلطة ، وتباين الأداء للسيد الصدر الثاني في ميدان السياسة والتباين الذي حصل بين العمل السري المنظم، والعمل العلني المحشد للجماهير لكسر حاجز الخوف ، وكان أول من دافع عن الحركة الجديدة عندما أتهمها الآخرون بالعمالة لصدام وقد اعتقل من عناصره في ايران عديدين ثم أطلق صراحهم.

 أما قولك بـ ( ما أدري شنو ) يصعب علي أن أقول هل حقا صحيح قولك ( ما أدري شنو هذا ) فهذا الما أدري شنو الغامض عليك، هو مقدرة السيد الجعفري على تشذيب عناصره وترتيب صفوفهم ليحولهم من معاكسين ومعارضين للعملية السياسية، الى داعمين لها ومحافظين على انجازاتها وأول عمل قاموا به هو انجاح الدستور ليرتفع عدد المصوتين عليه بثلاث ملايين قياسا بالناخبين في الأنتخابات الأولى، الذين كان عددهم ثمان ملايين. واستطاع كذلك وبمهارة عالية دون أن يمس بأي طرف من الفرقاء المشاركين سواء الذين دخلوا الحكومة أو الذين بقوا خارجها، أستطاع أن يفصل هذا الفصيل الشيعي غير المنظم من تحالفات ادعاها الضاري ورهطه من الماكرين، الى عنصر فاعل في البرلمان الجديد، حيث وصل عدد أعضاءه فيه ثلاث وثلاثون، ولو قدر لهذا التيار أن ينزل لوحده لحصل على ثلاث أرباع الأئتلاف، وهنا حصلت المعادلة بين وجوده الفاعل في البرلمان، ووجوده الفاعل في الشارع وبطريقة مسيطر عليها من قبل الحكومة، أما ما يأتي من هنا وهناك من مخالفات وفوضى هو من تلك العصابات التي أخرجت منه فتحولت الى عصابات تشوه سمعة التيار دون رسم خطة أو هدف تسعى اليه انما هو  ــ نستطيع أن نسميه انتقام من التيار وتشويه سمعته جزاء لطرهم منه ــ  لهذا نسمع السيد مقتدى يهدد بين فترة وأخرى من التبرئ ممن يعمل الفوضى باسمه، بل وهناك رايا آخر ــ أنا أجزم عليه ــ وهو تبني المحتل لهذه الحثالات التي تخلق المشاكل للحكومة ولدينا أدلة على تشكيل ودعم المحتل لمليشيات الزوبعي والهاشمي والدليمي التي تتحرك باسم حمايات،وأدلة على وجود معتقلين تابعين لحمايات مسؤولين حتى على مستوى رئاسة مجلس الرئاسة، وقاربت  قوى الأحتلال بين هذه المنفلتة في التيار الصدري وهذه الجديدة التأسيس لتخريب مشروع المالكي المسمى مصالحة وطنية والذي هو بالأصل مشروع أمريكي فرض بمساعدة أصدقاء المحتل في الحكومة الوطنية جدا الا أن المالكي استطاع تحويله الى مصالحة حقيقية ستأتي ثمارها بعد حين.

 ولكن دعني أوضح لك أسباب اصرار (جيني) على عزل الجعفري، كان هذا عندما زار الـ ( جيني ) هذا العراق سرا وجلس الى السيد رئيس الجمهورية  حفظه الله ورعاه مدة تجاوزت الثلاث ساعات أو أكثر من ثمان ساعات مكث فيها جيني في بغداد، ثم أرسل خلف الجعفري ليتفاجأ وهو يفتح الباب ليرى جيني بشحمه ولحمه عندها أطلق قوله بلياقة عالية وجرأة أعلى فقال : يؤسفني أن أتفاجأ لأراك خلف هذا الباب لكن لو كانت زيارتك رسمية لاجرينا لك استقبالا رسميا… انتهى. عندها راح المناضل العريق مام جلال يطلق تصريحاته التي لاتتناسب ليس مقتدى الصدر الذي ابتلي بتعليقاتك القاتلة ليقول المام ( آني لو كالولي تنحى مانريدك لتركت المنصب، وهو يعرف أن منصبه هذا المتمسك به لايتم الا بتنصيب رئيس الوزراء ، فتنصيب رئيس الوزراء يأتي بالأغلبية البسيطة بينما رئيس الجمهورية الذي عدل دستوريا رئيس مجلس الرئاسة، لايتم الا بثلثي أعضاء البرلمان، واتهاماته للسيد الجعفري يوميا على وسائل الأعلام ، والتي ظهرت كذبا صريحا وفندها الجعفري أمام الأعلام وأكد أن كل التأخير الذي جرى كان سببه مجلس محافظة كركوك الذي يسيطر عليه الكورد بالتزوير والتهجير المعاكس الذي حصل للعرب والتركمان تماما كما فعل النظام المقبور مع الشعب الكوردي، عندها قال المام: ( نحن أخوة وقد ذهيت الشاكل أدراج الرياح))هذه هي الديمقراطية التي يتمشدقون بها يوميا.

 لكن السبب هو : أن الأحتلال يريد تسوية الوضع في العراق على طريقة الفوضى البناءة، والفوضى البنائة هذه هو اشعال الأختلاف بين الفرقاء السياسيين بمساعدة أؤلائك الذين يساومون على الوطن مقابل وعود بمراكز في السلطة وكسر جماح الشيعة المساكين، لكن كان ذلك الجعفري الأصيل والمثقف الشفاف ذو الخلق الرفيع وحامل المشروع الوطني على أكتافه وحده فكلما بخر هو فسـ   ….   ) العشرات واليك عينتين من مئات العينات التي رصدناها وسمعناها وقرأناها في الأعلام ومن دهاليز السياسة أولها:

 عندما ذهب الجعفري ومعه عراب السنة المزيفين ـ الذين أظهر صحوة عشائر الأنبار زيفهم هذا ـ  السفير الأمريكي زلماي، نقل لي من كان بجانب هذا السفير الأصفر يقول ، قابلونا شيوخ العشائر بهجوم عنيف جدا سبا وشتما بالحكومة والأحتلال معا ، فتقدم لهم السيد الجعفري متكلما معهم حتى هدؤوا وتغير الخطاب يقول هذا الناقل لي، التفت زلماي الى الذي جنبه قائلا ــ وضعهم الجعفري في جيبه ــ انتهى.

 والثانية قرأت لاحد الكتاب المهتمين بالشأن العراقي في بغداد يقول : قبل الأنتخابات الثانية بأيام قليلة راودتني فكرة اللقاء بالرجل الخارق كما يسمونه البعض به وأتصلت بأحد الأصدقاء الأعزاء لتسهيل عملية لقائي هذا وفعلا" بعد أقل من (7) أيام حدد موعدا" معه والتقيته في مكتبة في حي الجامعة ببغداد وحضر لقائنا مجموعة من المثقفين .... الى أن يقول ناقلا  عن المطلك : أنني أتميز عن باقي العراقيين بأني أنام حال وضع رأسي على الوسادة ( المخدة ) ولا أتأخر أكثر من خمسة دقائق في كل الأحوال وحتى عندما دخلت القوات المحتلة الى العراق لم تؤثر على طريقة نومي أبدا" ولكن عندما سمعت أن التيار الصدري وافق للآنظمام الى قائمة الأءتلاف العراقي الموحد صدمت حتى أنني لم أخلد الى النوم ليومين متتاليه .)

  هنا لابد لكل حليم وطني أن يحلل ويطرح السؤال : لماذا هذا الأصرار باستئصال التيار الصدري الى درجة تجميد المادة ( 91 ) التي تاسست البيشرمركة على ضوئها جيشا، ولايسمح لجيش المهدي ضمهم الى الدولة كموظفين أو عسكريين كل حسب تخصصه، أو الى المخابرات حتى، ويرفض المحتل الا بتصفيتهم. تقول لي البيشمركة قاتلت النظام أيام تسلطه ، أقول لك التيار الصدري قاتل النظام في بغداد والمحافظات ولم يتصالح يوما مع النظام، البيشمركة قاتلت النظام في الجبال وتصالحت مع النظام مرات عديدة.

 وتأسيسا على ما تقدم أقول: ايها العزيز انني لاول مرة لم أقرأ لك بالعراقي الفصيح بل كان كلامك كله بالكردي الفصيح، وأنت هذا الذي كنت أعتبرك محايدا لايهمك الا العراق وشيعة علي منهم بالخصوص، أراك متحيزا الى الكورد وتكتب وفق تصورات الماضي السحيق ايام ما كان كل شباب العراق يرفع شعار ( السلم في كوردستان) فكردستان يا حبيب ليست تلك كوردستان التي كان الحزب الشيوعي يدافع عنها وقد رفض الكورد اليوم، وبالكوردي الفصيح ما كان يردده الراحل والفنان الكوردي أحمد الخليل ( هربجي كرد عرب رمز النضال) لقد تبدلت طرق النضال وصار القادة كالراحل ياسر عرفات لم يترك سياسيا الا ويقبله حتى قال عنه شمعون بيرز: عندما اراه أزوغ عن طريقه للتخلص من قبله المزعجة. واليوم صار المام جلال خليفة له بتوزيع البسمات وطبع القبلات على قدود الأمريكان من رجال المحتل وسياسييه ، وذئبا ضاريا بوجه حلفاء الأمس وشركاء الوطن. أرجوك عد الينا وأنت تتكلم بالعراقي الفصيح.

 وأخيرا أود أن أقول لك وأنا مسؤول عن كلامي بعد أن بلغ السيل الزبى، وتداخلت المفاهيم وتلاعب الكثير بالمعاني للي عنق الحقيقة، أقول: ان شسع نعل مقتدى رغم ما رافق أدائهم من أخطاء، هو أشرف عندي من كل المنافقين السياسيين الذين كلام نهارهم يمحوه ليل العراقيين المعذبين، الذين حاروا لمن يصفقوا فسلام على سيد الوصيين وامام البلاغة عندما قال اعرف الحق تعرف أهله. أما مقالك الآخر فساتركه بعد رمضان انشاء الله.

 ولايفوتني أن أؤكد لك أيها العزيز ، انما جاء ردي عليك ليس انتقاما أو تشهيرا أو وضع حاجز بيني وبينك، فأنا لازلت أحترم كل رأي اذا جاء نزيها عفيفا خالي من الطعون الظاهرة والمفبركة الغامضة، وصافي صفاء قلب كاتبه ، انما جاء ردي واقعيا ، فانا أقرأ الواقع  واحلل ما يجري فيه بفراسة المؤمن الكيس الفطن كما قال سيد البلاغة وقرآن الأمة الناطق علي عليه السلام، واتعامل مع الناس كصنفان اما أخ لي في الدين أو نظير لي في الخلق، ولم أكتب منطلقا في تحليلي هذا من فكر اسلامي يتعامل مع الناس على أساس أنهم مسلمون مؤمنون بالمطلق، أما تحليلاتك وتقريراتك ضد الشخوص تضعها تحت مجهر ماركسي أثر فيك وتأثرت به فرحت تحاسب الآخرين وفق رأيك وقد تخطأ وتصيب في مواضع كثيرة، فضلا من أنك تخلق لك أعداء  ـ ونحن نعيش مرارة العراق وشعبه ــ  أنت في غنى عنها.

  دائما ما تكون مثاليا في واقع معقد متشابك الأجندات والمصالح، ومتعدد الأطراف المتشابهة في الشعار والمختلفة بالأداء. ولابد لمثلك أن يوضح الأمور الملتبسة على الناس لضرورة خلق الوعي المبدع الخلاق، تتلاقح فيه الرؤى وتتماها فيه الأفكار ، وخلق مساحة واسعة من الحب للجميع وفق المشتركات الوطنية التي تؤسس لدولة القانون، وتزيح والى الأبد عقلية الحزب القائد، ونظرية القائد الضرورة، وترهات العنصر السيد في الأمة، وما الى غير ذلك من مفاهيم خلقها حزب العفالقة، وشجع عليها الحزب الشيوعي في غفلة ضعف وهو ينّظر الى وطن حر وشعب سعيد، فراح نضاله وللأسف يخلق الفوارق الفكرية فقسم المجتمع الى صنفين، صنف وطني دخله البعث متساويا مع الشيوعي، وآخر رجعي ينضوي تحته كل شرفاء العراق ووجهائه،حتى تأكدت فلسفة الديالكتيك في خلق هذا البعث ليظهر على  ركام صراع ماركسي اسلامي ، أتعب العقلنة لتظهر على ركامها فكرة البعث بشكل فاشي أراد الأجهاض على كل ما هو عقلاني .

 ولابد للأنسان أن لايرصد أخطاء الآخرين من زاوية فكرية محددة، فبدلا من أن يكون المنضج للأداء الجديد، تراه يسعى الى خلق مساحة واسعة من المجتمع الى قتلة ومأجورين الى خارج البلد، مضطرين بعد أن يجدوا أنفسهم أمام صراع جانبي مع الوطنيين من أبناء شعبهم ، من أن يحدد مواضع الخطأ لديهم لضمهم الى ساحة الوطنية التي تضم كل الأختلافات الفكرية والسياسية وتطويرها ديمقراطيا لخلق روح المنافسة الشريفة التي تحدد القائد المرحلي ليلتف حوله كل الشرفاء ،منتقدين له موضوعيا  ان هو تعثر في أداءه، ومسددين له ان هو أبدع بالأداء مهما يكن هذا الرجل والى أي فصيل ينتمي .

فستبقى في نظري أيها العزيز وطني أصيل، ومحايد في تصنيف الشرفاء من العراقيين ، وعامل مهما من عوامل الناء لخطاب وطني مرصوص والله من وراء القصد.

 

زهير الزبيدي

تشرين الأول 2006