الجديد من الدفاتر العتيكة: عن المواقف والمواقع

 

بعد نشر العديد من تعليقاتي حول تحول موقع ( كتابات) إلى منبر مفتوح  لمرتزقة وحثالات صدام, دار حديث هاتفي طريف ( طريف من وجهة نظري طبعا!)  مع زميل كان يواصل يوم ذاك, نشر نتاجاته في دكان حسون الزاملي.

هذا الزميل الطيب ومو شلون ما جان, حاول طوال أكثر من ربع ساعة, إقناعي بخطأ وجهة نظري الداعية إلى عدم تزكية هذا الموقع المشبوه, وظل  يعيد ويكرر على مسامعي المألوف من المحفوظات, عن ضرورة مواجهة مرتزقة صدام في عقر دارهم, وأهمية عدم ترك الموقع يوكع أبيديهم .....و ...

- لماذا لا تنشر إذن كتاباتك في قدس عبد الباري عطوان؟! قاطعته متسائلا, وصدقا بمنتهى البراءة وعفو الخاطر, وفي لحظة بلاهة, كثيرا ما تنتاب داعيكم, في أوقات غير مناسبة تماما!

- تشتمني تالي عمري, أشكرك عزيزي, قال بوجع عراقي , يكطع نياط القلب والجلاوي ,وهو يغلق سماعة الهاتف, تاركا العبد لله يمارس من جديد, نقدا شديد اللهجة, ضد رقبته القصيرة, التي لا تفرزن الكلمة زين, قبل أن تنطلق مثل الصاروخ الأهوج, لتسقط بعيدا عن الهدف المحدد!

والسبب في هذه الإشكالية( حلو!) لمن يريد معرفة السبب, أن جناب حضرتنا, يتصور أن العراقي في العام الغالب, لا يزال كما كان, ذكي وشاطر مثل أيام زمان, يعني يلكفها وهي طايره! ولذلك أفترض دائما, أن من أتحاور معهم بشكل مباشر, وخاصة ممن أرتبط وإياهم بعشرة عمر طويلة, سوف يدركون ويفهمون هذا الذي تعودت قوله أو كتابته بإيجاز شديد!

وقبل أن ينهال بعضكم على يافوخي( الأقرع) بالتقريع! ممارسا بنفاق الحزن على صاحبي المسكين, أود التوضيح أن المياه سرعان ما عادت إلى مجاريها المعتادة, بعد التوضيح والتفصيل, للسؤال الذي طلع بدماغي في لحظة بلاهة:

- لماذا لا ينشر البعض من الزملاء ( ممن نحترم نتاجاتهم) كتاباتهم في قدس العطوان, طالما يواصلون الكتابة في موقع حسون الزاملي؟! أو بتعبير أخر أكثر وضوحا: ما هو وجه الاختلاف جوهريا من حيث الوجهة والتوجه, بين موقع كتابات وقدس العطوان؟!    

مقارنة سريعة بين ما ينشر في قدس العطون وكتابات, ستقود لا محال وبدو عناء إلى اكتشاف هذا التطابق في الوجهة والاتجاه العام, ويكفي أن نشير إلى أن العديد مرتزقة وحثالات صدام ممن ينشرون سمومهم في قدس العطوان يفعلون الشيء ذاته, وأحينا بالحرف الواحد في موقع كتابات, وفي حالات غير قليلة, بشكل أكثر سفالة مما يفعلونه في مستنقع عطوان, الذي يتجنب بدافع من الخشية من الملاحقة القانونية, نشر العديد من كتابات المرادي ونديم علاوي وإيمان السعدان والخرنكعية نادية فارس* وصباح الموسوي وسواهم من حثالات صدام, وخاصة تلك التي تتضمن تحريضا مباشرا على القتل وبالأسماء , هذا إلى جانب أن القدس تعتمد على الأساليب الخبيثة غير المباشرة للتعبير عن مواقفها الطائفية والعنصرية الحقيرة, دون الوقوع مثل (كتابات) في المحظور من خلال نشر شتائم وتخرصات الحنقباز وقاسم هجع, المباشرة والفجة ضد الحوزة العلمية في النجف الأشراف أو ضد المراجع الدينية وخاصة آية الله العظمى السيستاني...الخ.

وأتحدى, أتحدى أن يبادر, ولو كاتب عراقي واحد, , كتابة ولو عشرة سطور, لتبيان ما يعتقده (فروقات جوهرية) من حيث الوجهة والتوجه بين موقع كتابات وقدس العطوان !

طوال عقود العمل إعلاميا, ضد نظام العفالقة الهمج, كان العشرات من الصحفيين والكتاب العراقيين, يبذلون وبدون هوادة , كل ما في المستطاع من الجهد, من أجل فضح منابر صدام الدعائية, وتعرية مرتزقته من العراقيين والعرب.

يوم ذاك , كان مجرد التزام الصمت ( وليس الكتابة في هذه المنابر) يعد ضربا من الخيانة أو على الأقل , كان يعد مساهمة غير مباشرة في تعزيز وجود هذه المنابر الصدامية, في حين أن البعض من (كتاب أخر زمن) وبعد سقوط نظام العفالقة الهمج, يفعلون العكس تماما, من خلال هذا الإصرار الغريب والغريب جدا على تزكية موقع مشبوه مثل كتابات, وتزكية واحد مثل حسون الزاملي الذي  يقدم ( عراقيا) لحثالات صدام أكثر بكثير مما يقدمه عبد الباري عطوان! ......لماذا؟!

حين نشر حسون الزاملي, بيان الجربوع علي العاني, بيان العفالقة, زعل البعض من نجوم الموقع كلش, لا والله, الكذب مو زين, هذا البعض غضب جدا ومو شلون ما جان, لان نشر هذا البيان وتحديدا في يوم ذكرى سيطرة العفالقة الهمج على مقدرات العراق يوم 17 تموز الأسود, كان بمثابة كارثة, وتأكيد دامغ على وقوع موقع كتابات في قبضة العفالقة....و... وهدد هذا البعض وتوعد بالويل والثبور, مهددا الكشف عن المستور, قبل أن ينسحب احتجاجا وارتجاجا من الغضب, ومن ثم تراجع بعد هنيهة( هاي هم حلوة) من الزمن, وعاد  وأنسحب من جديد قبل أن يتراجع ويعود نادما ومن ثم أنسحب وتراجع ....الخ دون أن يوضح للمتلقي المسكين المغلوب على أمره, كيف يمكن للمرء ممارسة هذا التنقل بين المواقع دون أن يعني عدم التنقل بين المواقف؟!

هل حقا يجهل هذا البعض من الزملاء, ممن نحترم كتاباتهم ومواقفهم, النتائج السلبية, على مكانتهم وعلى مصداقية مواقفهم, جراء  هذا العبث الذي يمارسونه في التنقل بالموقف, من شخص حسون الزاملي وموقع كتابات ؟!

كيف يمكن لمن يتهم وطوال شهور عديدة الزاملي بالعمل لحساب مخابرات صدام , أو باعتباره وبالدليل الملموس واحد نصاب أو بات رهن إشارة العفالقة من مرتزقة صدام, ثم يلحس فجعأة كل ما تقدم, ويعود  نادما للتمسح بأذيال رائد زعاطيط ومزعطة الانترنيت؟!

بالعراقي الفصيح: ما الذي كان يمكن للجربوع على العاني, أن ينشره في موقع حسون الزاملي, أكثر من هذا الذي ينشره اليوم وبكل حرية وصفاقة : مادونا المرادي ( بكل أسماءها المستعارة) وصباح الموسوي والصراف ( القومجي السوري) وهجع والحنقباز وإيمان السعدان ونديم علاوي وكهلان و….  .....الخ من هم لا يختلفون أبدا , أبدا عن الجربوع علي العاني! 

بحق السماء,خبروني لماذا مطلوب من كاتب عراقي, ناضل ضد نظام العفالقة الهمج, ويناضل اليوم حقا من أجل تنظيف العراق من ثقافة العفالقة الهمج, أن يتحمل شتائم وسفالات حثالات صدام بكل رزانة لمجرد التأكيد على ديمخراطيته المزعومة؟! ما هي القوة الخفية التي تجبر مثل هذا الكاتب, على مواصلة عار الكتابة في موقع, تجري على صفحاته الإشادة والتحريض وبصريح العبارة, على قتل أبناء شعبه, ما تبقى من أبناء شعبه ,ممن لم يموتوا في حروب صدام, وحملات الإبادة ومجازر السجون ونجحوا بالإفلات من مقابره الجماعية؟!

ما هي الحكمة من القبول بذلك, وما علاقة كل ذلك بما يسمونه بحرية التعبير, أو عدم ترك الساحة , أو مقارعتهم من خلال المستنقع ...الخ هذه الترهات التي أعتاد البعض, , تكرارها للتأكيد على براعتهم في ميدان تعذيب الذات!!

هذا ضرب من الماسوشية( تعذيب الذات) يمارسه للأسف الشديد, ممن يزعمون امتلاك الحكمة والمعرفة, ومن هم في الواقع, بحاجة ملحة إلى مراجعة أقرب عيادة للأمراض النفسية والعصبية ودون أي تأخير! 

و.......يظل السؤال الذي سنواصل تكراره بدون تعب أو ملل, : لماذا؟!

لماذا لا ينشر البعض من الزملاء ( ممن نحترم نتاجاتهم) جانب من كتاباتهم في قدس العطوان, إذا كانوا  لا يجدون حرجا من نشر مساهماتهم في موقع حسون الزاملي ؟! أو بتعبير أخر أكثر وضوحا: ما هو وجه الاختلاف جوهريا من حيث الوجهة والتوجه بين موقع كتابات وقدس العطوان؟!    

سؤال بسيط للغاية, بمقدور هولاء السادة, ممن يتنقلون بين المواقف والمواقع, الرد عليه في هذه الأيام المباركة, إلا إذا كان هناك ثمة ( معلومة) يراد لها أن تظل ( مجهولة) من خلال هذا الإصرار البليد على ترديد العبارات الطنانة والرنانة, التي لا تؤدي مهما كانت النوايا, سوى إلى استغفال المتلقي وجره لتلقي المزيد من الجرعات المسمومة في موقع حسون الزاملي!**   

 

سمير سالم داود- 25  تشرين الثاني 2003

alhkeka@hotmail.com

* هذه أول مرة طوال حياتي الصحفية, أصادف كاتبة أو امرأة  عراقية, امرأة من جنس حواء, بحق وحقيق,  تستخدم مفردة ( الخرنكعي)! هذه المفردة  التي وردت في سياق دفاع نادية فارس  المثير للسخرية عن حنقبازيات... الحنقباز ! وبشكل جاء ليؤكد ما كان يساورني من شكوك حول أن نادية فارس يمكن أن تكون, مجرد اسم مستعار لمادونا المرادي! ليس بدلالات  تطابق المواقف حرفيا, ولا حتى باستخدام هذه المفردة ( الخرنكعي) والتي أعتاد ترديدها فقط (العفطيه) من أولاد الشوارع, من شاكلة المرادي, وإنما لتطوعها, وهي المرأة ( كما تزعم!) للدفاع بالتحديد وخصوصا وبالذات, عن رجل ( كما يزعم) مثل الحنقباز, الذي استخدم, وبكل سفالة الانترنيت الإساءة والتشهير بامرأة عراقية, في الواقع زميلة عراقية! ...للعلم مفردة ( العفطية) كان يستخدمها النصاب الزاملي عند الحديث عن مادونا وسواها من نجوم مستنقع كتابات, وفقا لما ورد في سياق رسالة لواحد من  أقرب أصدقاء الزاملي أيام زمان, وكان من بين من أشرفوا على نشر موقع النصاب على شبكة الانترنيت!

** لمن يرغب وعنده المزيد من الخلك بمقدوره مطالعة التعليق عن ( مثقفي الهجع والمجع) في العنوان التالي :  http://www.geocities.com/sanningen_99/talik99.html