كماط طفل عراقي ولا علم صدام!!

 

علم العراق الجديد صار هو الأخر مشكلة!

ليش وشنوا القضية, أو على حد تعبير مثقفي أخر وكت: لماذا هذا الخلاف ,وما هي الأسباب الكامنة وراء هذا التباين في المواقف ....الخ؟! 

داعيكم ,وكفيلكم الله, ما يدري أو بالحقيقة لا يريد أن يدري, أسباب كل هاي الهوسة بعد قرار مجلس الحكم اختيار علم عراقي بديل عن علم صدام ! 

بتقديري, وبس لا أطلع غلط, أن هناك للأسف الشديد, مثقفين من حلوين الجهامة, ما عندهم شغل وعمل سوى الوقوع وعمياوي في فخ حثالات صدام,من يعمدون إلى توظيف كل خطوة وكل قرار يصدر عن مجلس الحكم المؤقت, لزرع الشقاق والخلاف والشقاق بين الأطراف الأساسية, في معسكر القوى التي تحملت عبء النضال ضد نظام العفالقة الهمج.

هذا المعسكر الذي تعرض ومنذ سقوط نظام العفالقة الهمج إلى الكثير من التصدع, جراء عوامل عديدة, من أبرزها وأكثرها خطورة الدور القذر لدول الجوار, وتحديدا سوريا وتركيا والجناح المتخلف في إيران, بالاعتماد على حثالات النظام العفلقي وسائر القوى الشوفينية الطائفية في العراق.

و......الهدف أكثر من معروف! زرع الشقاق بين معسكر القوى المعادي للعفلقية الهمجية, بما يعرقل المساعي الهادفة إلى نقل السلطة للعراقيين, باعتبار ذلك الخطوة الأساسية على طريق استعادة الأمن والتمهيد للعملية الديمقراطية والمباشرة بالمفاوضات وبأشراف دولي على تحديد موعد مغادرة قوات الاحتلال للأراضي العراقية.

بالعراقي الفصيح : دعونا يخليكم الله, نتفق على أن موضوع العلم وسائر قضايا الخلافية, يمكن ومن الضروري مناقشتها لاحقا, وفور استكمال الخطوات الأساسية لضمان انطلاق العملية الديمقراطية, في عراقنا الجديد الذي نريده ديمقراطيا وفيدراليا ويقوم في وجوده على احترام حق العراقي التعبير عما يريد بكل حرية ودون الخشية من القمع والإرهاب.

في عراق المستقبل, عراق الديمقراطية, كل القضايا قابلة للنقاش, للاختلاف, للاتفاق,...الخ المهم ألان تعزيز معسكر القوى المناهضة للعفلقية, ليس فقط للتخلص من بقايا حثالات النظام, وإنما لمواجهة استحقاقات ما بعد نقل السلطة, وهي أكثر من كثيرة, وخاصة, خاصة مواجهة مساعي قوات الاحتلال للبقاء في العراق, بالاعتماد على حزب العفالقة, هذه العصابة التي ستكون الأداة الطيعة والفاعلة في تنفيذ ما تسعى الإدارة الأمريكية إلى تحقيقه في هذا الجزء الحيوي من العالم, ألا إذا كان هناك لا يزال يوجد حمير يعتقدون أن ماما أمريكا عملت على إسقاط صدام  لسواد عيون الشعب العراقي!

باختصار شديد: ارحموا العراقي يرحمكم رب العباد, تعاملوا بشرف مع ما يريده هذا العراقي المغلوب على أمره, لان الكتابة في ميدان السياسية,ليست ضربا من الترف أو ممارسة بليدة لتحديد الموقف مع أو ضد, وإنما تعبير أو محاولة للتعبير , عما يريده العراقي اليوم!

هل ترى هناك بين العراقيين من ضحايا العيش على حافة الحياة في نظام العفالقة الهمج , من يريد حقا , أو سعيد حقا, بوجود ما يذكره بكابوس العفالقة ورموز العفالقة وفي المقدمة من كل ذلك : علم صدام؟!

إذا كان الجواب لا, وهو بالتأكيد لا, ترى لماذا المطلوب إذن استمرار رفع علم صدام وبعد مرور أكثر من عام على سقوط نظام صدام؟!

الحريص على مشاعر العراقيين حقا, يفترض أن يكتب بما يدعو إلى تحريرهم من الشعور بالقرف , إنقاذهم من عذاب استمرار وجود ما يذكرهم بكابوس العفالقة, ليس فقط علم صدام , وإنما كل الرموز  والتسميات والإشارات التي كانت ترتبط بوجود نظام العفالقة الهمج, بما في ذلك نجوم ورموز العفالقة في فيلق صدام الإعلامي, هذا الفيلق الصدامي الذي أنتقل تحت سمع وبصر ماما أمريكا ومجلس الحكم إلى أبو ظبي حيث سبقهم سيدهم الصحاف ومن هم على شاكلته ممن يقودون اليوم حثالات ومرتزقة العفالقة في الخارج , سواء على صعيد الدعاية والتحريض على إشاعة القتل والتخريب في العراق أو على صعيد الأشراف على عمل شبكات الذراع الخارجية للمخابرات الصدامية , التي تواصل العمل وبذات الفعالية وخاصة في مجال تحشيد وتجنيد المطايا من المرتزقة للقيام بالمزيد والمزيد من عمليات التخريب والقتل في العراق.

أن عدم إدراك ما تقدم, وتجاهل حقيقة أن ماما أمريكا سوف تعتمد بالأساس على العفالقة لتنفيذ ما تريده في العراق , بغض النظر عمن سيقود السلطة في المرحلة الانتقالية, وبالتحديد في حال تصاعد الدعوات إلى خروج قوات الاحتلال ورفض وجود قواعد أمريكية في العراق, أن عدم إدراك ذلك والتأشير بوضوح على ذلك, يعكس السطوة التي يمارسها العديد من وجهاء الانترنيت من حلوين الجهامة, ممن يتعمدون خلط الأوراق ويرفضون بإصرار فضح المواقع الصدامية على شبكة الانترنيت, ليس بدافع من الجهل , وإنما باعتبارهم ( براغي) في الكادر الإعلامي الذي جرى ويجري إعداده من قبل ماما أمريكا ( بما في ذلك تحديد الرواتب كفيلكم الله!) لقيادة عملية التبشير بالعصر الأمريكي بالتنسيق والتعاون مع ( أصحابهم وخلانهم )  من نجوم فيلق صدام الإعلامي ممن يطلون اليوم مع الكيولية عبر زمان الشرق الأمريكي من أبو ظبي!

يعني بالعراقي الفصيح: أبعدوا يخليكم الله عن أبصار العراقيين, الذين عاشوا طوال 35 عاما على حافة الحياة , في وطن تحول بفعل العفالقة الهمج إلى اكثر من جهنم, أبعدوا عن أبصارهم  مو بس علم صدام, وإنما جهرة وشكولات شعراء كرسوا القصيد لذكر محاسن الزراب صدام , ومطربون كانوا لا يجيدون سوى التغني بعظمة الجريدي صدام , ونجوم ونجمات تلفزيون كانت مواهبهم لا تزيد عن  ممارسة الزعيق صبح مساء بانتصارات المهزوم صدام, وقبل هذا وذاك كتاب وصحفيون عملوا كل ما في وسعهم من اجل إشاعة ثقافة القمع والاستبداد , ثقافة الخوف وتمجيد القتل !

ومن هذا المنطلق , هذا المنطلق بالأساس, المهم ألان, اتخاذ جميع الخطوات الضرورية, من أجل إزالة كل المظاهر التي تذكر العراقيين بالكابوس الصدامي, أو على حد تعبير ما أدري منو : بدنا نحكي بالمكشوف زراب عفلقي ما بدنا نشوف!

و......بالتالي : المطلوب ومن الضروري للغاية أن نتخلص وبدون تأخير, ولو حتى ليوم واحد أخر من عار استمرار وجود علم صدام!

وصدقوني العلم الجديد, حتى لو كان مجرد  كماط  طفل عراقي, يظل أشرف وأنظف من علم صدام! و......خاف الواحد ما يفتهم شنو قصدي, العبد لله يقصد : كماط طفل عراقي يعاني من إسهال شديد ولا علم صدام!!

 

سمير سالم داود - 29 نيسان 2004

alhkeka@hotmail.com

طالع غدا : الزرقاوي يهدد مادونا المرادي!