فرسان المجلس الشيعي التركماني ...شيعة علي لو قومجية؟

 

فجأة وبعد سقوط نظام العفالقة الهمج, أكتشف الناس , وعبر فضائيات العهر وقدس العطوان وطبعته العراقية على الانترنيت موقع النصاب الزاملي, أن هناك بين التركمان, اللهم صلي على النبي, الكثير من شيعة علي!

شخصيا, وأكاد اجزم أن 99 % من العاملين في الوسط الصحفي العراقي والعربي والعالمي, كانوا يجهلون ( لفرط الغباء بالتأكيد!) أن مرتزقة النظام المقبور في الوسط التركماني ووسط قطعان المستوطنين من العرب, يمكن أن يلوحون وعلى غفلة, بالورقة الطائفية في سعيهم الذليل من أجل إدامة الحياة بنتائج جريمة التعريب والتطهير العرقي وبهدف فصل كركوك نهائيا عن كوردستان!

التركمان من شيعة علي, ثم ماذا؟!

أبناء الشعب الكردي من الفيلين, ووفقا للمنطق الكريه, في تقسيم البشر طائفيا, هم من   شيعة علي مذهبيا, وعمليا يعيش معظمهم خارج أرض كوردستان العراق, ولكن انتشار الوعي السياسي التقدمي بين صفوفهم, لعب الحاسم من الدور في ارتباطهم المصيري, مع نضال شعبهم الكوردي (ذو الأغلبية السنية) وتحملوا جراء مقارعتهم ظلم وطغيان النظام المقبور كل صنوف القهر والتشريد, تماما مثل سائر أشقائهم في كوردستان العراق.

وسط التركمان هناك شيعة علي, ثم ماذا؟!

هل أن العزف على هذا الوتر الطائفي الكريه يصب في مصلحة التركمان من مختلف انتماءاتهم المذهبية, أو يشكل عمليا عامل قوة للمطالبة بحقوقهم المشروعة, التي تعرضت مثل الكورد والكلدواشورين, للبشع من الانتهاكات الخطيرة لحقوقهم ومصالحهم بفعل جريمة التعريب والتطهير العرقي التي نفذها نظام العفالقة الهمج في محافظة كركوك وغيره من المدن الكوردستانية, طوال ثلاثة عقود من الزمن؟!

وسط التركمان هناك شيعة علي, ثم ماذا؟!

هل أن مجرد اللعب بالورقة الطائفية وعلى هذا النحو المثير للشفقة, سوف يغطي الصراع الدائر جوه العبايه اليوم ( لظروف تكتيكية!) بين جماعة أنقرة وجماعة طهران في الوسط التركماني ؟! بين من يناضلون من أجل عودة العصر الذهبي للامة الإسلامية وعنوان مجدها (الخلافة العثمانية) لضمان انتصار الإسلام تحت راية أمير المؤمنين في استنبول, طبعا في الشطر الأوربي من مدينة استنبول, لان الحريم أحلى,  وبين من باتوا يرتدون عباءة شيعة علي في الوسط التركماني, الذين يرفضون رفضا قاطعا, هذه الطروحات المغرضة, لان انتصار الإسلام لا يمكن أن يتحقق أبدا, أبدا إلا بالعمل تحت راية ولاية الفقيه في طهران!   

وسط التركمان هناك شيعة علي, ثم ماذا؟!

هل ترى أن من يواصلون اللعب بهذه  الورقة المكشوفة , فاتهم أن ذلك يمكن أن يشق وحدة التركمان ويضعف القوى السياسية في الوسط التركماني؟! هل تراهم يتجاهلون ما حدث قبل شهور قليلة, عند الحديث عن احتمال دخول القوات التركية إلى كركوك؟! يوم أسرع الطرف الأخر في هذه اللعبة الطائفية الطايح حظها (ربع أنقرة) إلى التوسل بالأشقاء ( طائفيا) في تركيا للتدخل وحمايتهم من : العدو الكوردي الصهيوني ....الخ....الخ في حين  رفع ربع طهران عقيرتهم بدعوة ولد الحلال في دروزه قزوين للتدخل ساع كبل وقبل ما توكع الفاس بالراس!

هذا الرهط  من شيعة علي في الوسط التركماني, الذين يؤكدون على حجم ومدى تعرضهم  للاضطهاد في ظل نظام العفالقة الهمج, لماذا تراهم اليوم  وعوضا عن العمل مع أشقاءهم من الكورد وسواهم ممن كانوا بين ضحايا جريمة التعريب والتطهير العرقي, لا يجدون حرجا من التعاون اليوم مع من كانوا في موقع الجلاد, وسط قطعان المستوطنين في مدينة كركوك وحثالات العفالقة بين عرب الحويجة, ومن بينهم يوجد هناك من قاد أو شارك في  جريمة التعريب والتطهير العرقي, التي نفذها النظام المقبور في العديد من مدن كوردستان وبشكل خاص في مدينة كركوك؟!

السؤال:  لماذا يجب الرضوخ لجريمة التعريب العنصرية الفاشية, بعد سقوط النظام العفلقي, والقبول باحتلال قطعان المستوطنين  القادمين من المناطق الأخرى من العراق لمدينة كركوك؟! ووفق أي حق أو قانون أو منطق, يتم منع أبناء كركوك من العودة إلى ديارهم بعد أن تم طردهم وإرغامهم على العيش سنوات طويلة داخل المجمعات القسرية للسلطة الفاشية, محرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية؟! ...هل ترى أن هذا الرهط من التركمان يشاطرون جرابيع صدام في فضائيات العهر العروبجية, ممن يعلنون وبكل عهر أن عمليات التعريب والمقابر الجماعية ...الخ بشاعات نظام العفالقة الهمج مجرد أكاذيب وإشاعات لا تستند إلى الحقيقة والواقع؟! أو تراهم يدافعون إذن عن سياسة التعريب التي أعتمدها النظام الصدامي, وبالتالي يرفضون عودة الكورد من المناطق التي تم طردهم منها في إطار جريمة التعريب ؟!  إذا كان الجواب لا ...ترى لماذا إذن هذا السعي المحموم من أجل إشاعة الاحتراب وإثارة المشاكل بين الكرد والتركمان في مدينة كركوك... ؟! وكيف يمكن للمرء أن يرتضي التعاون مع من كانوا في موقع الجلاد, ويرفض أن يمد يده للمشترك من العمل مع من كانوا بدورهم في موقع الضحية؟! 

بالعراقي الفصيح: من المفهوم معرفة الأسباب والدوافع, التي تجعل العفالقة وكل من شاركوا في تنفيذ جرائم التعريب والتطهير العرقي, يعارضون عودة ضحايا هذه الجرائم إلى مناطق سكناهم, واستعادة المسلوب من حقوقهم, ويرفضون وبشدة مجرد النقاش, مجرد النقاش , حول تأمين مستلزمات ترحيل المستوطنين, ممن تم إسكانهم في كركوك, مقابل امتيازات ومكاسب معروفة, وبهدف تغيير طابعها القومي وفصلها قسرا عن كوردستان... و...لكن؟!

ما هي الأسباب والدوافع التي تقود فرسان ما يسمى المجلس الشيعي التركماني, يرفض لممارسة التهديد والوعيد في حال الإصرار على عودة ضحايا عمليات التعريب والتطهير العرقي الى مدينة كركوك,بزعم أن الكورد يريدون تغيير الطابع السكاني للمدينة, مع التحذير من أن  التهاون في ...(....فضح ومجابهة سياسة التكريد العنصرية الحالية والجارية في مدينة كركوك وضواحيها ضد التركمان (والعرب) ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية، سيؤدي اجلا او عاجلا الى اقتطاع مركز اقتصادي ونفطي عراقي مهم اولا. وثانيا، وهو الاهم، هو جعل شمال العراق مرتعا وموطأ قدم، يصعب ازالته في ما بعد، للتوغل الاسرايلي الصهيوني المتواجد حاليا والنامي في شمال العراق،....) *

و...ما تقدم والمحصور بين قوسين, هو ما ورد في سياق بيان للمجلس الشيعي التركماني, وعلى نحو يكشف وبشكل صارخ ومقرف المنطلقات العنصرية, لمن باتوا فجعأة وبعد سقوط نظام العفالقة الأنجاس, يرتدون عباءة شيعة علي بهدف استخدام الورقة الطائفية البغيضة, لعرقلة إلغاء البشع والهمجي من نتائج وتبعات جرائم التعريب والتطهير العرقي في كركوك وغيرها من المناطق الكوردستانية الأخرى!  

في هذا البيان الذي يفترض أن يعبر عن موقف الشيعة من التركمان, لا يتم رفض عودة الكورد إلى كركوك باعتبار أن ذلك سوف ( يخلخل!) التوازن الطائفي في المدينة, لحساب طائفة العدو .....! خاصة وأن ثلاثة أرباع التركمان مو من ربع شيعة علي! وبالتالي من الأحسن والأنسب والأفضل, الحفاظ على الوضع الراهن كما كان, من خلال رفع شعار : كوردستان عدو الله, أو استعارة ما يردده أشقاءهم من مرتزقة أنقرة عن إلغاء نتائج جريمة التعريب والتطهير العرقي تعني تكريد كركوك! ...و...السؤال : إذا كان فرسان المجلس الشيعي التركماني, لا يجدون حرجا من التعاون مع عدوهم المزعوم طائفيا وسط مرتزقة أنقرة, ولا يجدون حرجا من اعتماد نص خطاب القوى القومجية في الوسط التركماني, الطارونية بالتحديد, ترى لماذا إذن باتوا يرتدون عباءة شيعة علي طائفيا؟!.. هل أن ذلك يمكن أن يحول حقا دون الكشف عن الدنيء من هدفهم الحقيقي, هدف مواصلة تحريض التركمان ضد أشقاءهم من الكورد, تماما على النحو الذي اعتمدته سائر القوى المعادية للكورد والتركمان والكولداشوريين في كركوك, وخصوصا منذ قيام ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958وبالاعتماد دائما ومن حيث الأساس على عار فعل مرتزقة أنقرة من الطورانيين والسافل من الشوفينين وسط عرب الحويجة!

صدقوني أن كل هذا التحريض والسعي من أجل توتير الوضع في مدينة كركوك, بعيدا عن ما يجري على أرض الواقع في المدينة, حيث باتت أعداد متزايدة وخاصة بين أبناء الجيل الجديد, وفي الوسط الثقافي, تدرك مخاطر عدم اعتماد سياسة واقعية, في التعامل مع التطورات التي أعقبت سقوط النظام العفلقي المقبور, وبما يوفر الأمن والاستقرار والتعاون بين جميع القاطنين في كركوك, بغض النظر عن أنحداراتهم العرقية والدينية,

ويبقى السؤال :هل حقا أن من مصلحة التركمان وسواهم من أبناء  كركوك بكل تلاوينهم العرقية البقاء خارج إطار حدود إقليم كوردستان؟! وما هي هل مصلحة التركمان وجميع القاطنين في كركوك, في جر الفوضى السائدة, في المناطق المجاورة إلى ربوع مدينتهم؟! وقبل هذا وذاك: لماذا يجب الرضوخ للأمر الواقع في مدينة كركوك, والقبول بنتائج وتبعات جريمة التعريب والتطهير العرقي, طالما توجد هناك اليوم فرصة واقعية, للاستفادة من التجربة الديمقراطية التي تسود  إقليم كوردستان منذ التحرر من قبضة نظام العفالقة قبل أكثر 11 عام, خصوصا  وبعد أن جرى ويجري تجاوز الكثير من الإشكاليات الحادة التي رافقت بداية هذه التجربة الوليدة؟!

بالعراقي الفصيح : لماذا يجري إقحام شيعة علي بالنص, أو التطلع صوب جندرمة أنقرة أو طهران, بدلا من العمل من أجل أن تكون كركوك كما كانت وكما يجب أن تكون: في موقع القلب من كوردستان,  ومدينة للجميع ومن أجل الجميع؟!        

 

سمير سالم داود -  22 كانون الأول 2003

* جرى نشر نص هذا البيان يوم أمس على صفحات مستنقع كتابات!  

هامش : أعيد نشر هذا النص ومن جديد بعد مرور أكثر من خمسة أعوام من الزمن, للتأكيد على المبكر من خبيث دور فرسان ما يسمى المجلس الشيعي التركماني, في إدامة التوتر في كركوك وعلى نحو كان ولا يزال وسوف يظل, يستهدف تخريب عرى التحالف بين جميع من كانوا ضحايا جريمة التعريب والتطهير العرقي, وذلك بالتنسيق والتعاون مع مرتزقة أنقرة وحثالات العفالقة وسط عرب الحويجة!