سطور سريعة عن مجزرة
أيلول 1970
مجزرة أيلول الأسود في عام 1970 شكلت بداية التحرك الرسمي العربي الهادف استعادة زمام المبادرة بعد أن تعرض
جميع الحكام العرب، وبالخصوص في مصر وسوريا والأردن لهزيمة مذلة عسكريا وسياسيا
وعلى مختلف المستويات في حزيران عام 1967 وعلى نحو فضح عجزهم المخزي، بعد أن ظلت هذه الأنظمة ومنذ قيام دولة
إسرائيل وحتى قبل ذلك، تتاجر ودون استثناء بالقضية الفلسطينية، ذريعة لممارسة كل
أشكال القمع والاضطهاد والاستغلال تحت شعار : لا صوت يعلو فوق صوت المعركة, ..و...يوم جاء أوان هذه المعركة، انتهت قبل أن تبدأ, وحتى
قبل أن يتمكن قائد قوات المصرية عبد الحكيم عامر, ارتداء ما يغطي المكشوف من الطيز
في سرير برلنتي عبد الحميد, وهو ذات حال قائد قوات سوريا على جبهة الجولان سليم
حاطوم الذي كان هو الأخر ينام مكشوف الطيز في حضن لودي الشامية, رغم كل المحذور من
خطر القادم بعد الكشف وقبل أسابيع معدودة من الهزيمة, أن إسرائيل كانت تملك كل
المطلوب من المعلومات عن جبهة الجولان، من خلال عميل الموساد ثابت أمين ( كوهين)
والذي كان على وشك أن يغدو عضوا في القيادة القطرية لحزب عفالقة الشام بحكم الوثيق
من العلاقة مع كبير العفالقة يوم ذاك أمين الحافظ!
و....يوم عاد بعث الأنجاس في العراق للسلطة في تموز عام 1968 كان شعارهم الأول والأساس, هو الزعم على العمل بما يقود لتجاوز تبعات هزيمة حزيران وتحرير الأرض ...الخ صور وأشكال المبالغة في دعم فصائل المقاومة الفلسطينية وإغداق الوعود للبعض من قادة هذه الفصائل وحد التأكيد على أن النظام في العراق وبشكل خاص القوات العراقية المتواجدة يوم ذاك في الأردن، سوف تقف ودون تردد إلى جانب العمل الفدائي في حال أن قرر نظام الملك حسين مهاجمة هذه الفصائل, وقد ساهمت هذه الوعود الكاذبة فضلا عن العوامل الأخرى في دفع أهل التطرف في الوسط الفلسطيني إلى ارتكاب الكثير من الحماقات وحد المطالبة وعلنا بوضع حد لازدواجية السلطة في الأردن ( في الأردن!) تحت شعار (كل السلطة للمقاومة) والذي ترافق مع تنظيم أكبر عملية لخطف الطائرات وبشكل الحق فادح الضرر بالعمل الفدائي الفلسطيني على المستوى العالمي والذي جرى توظيفه بمنتهى القذرة من قبل النظام الأردني للمباشرة في نحر المقاومة الفلسطينية, وتحت سمع وبصر كل أولاد القحبة من الحكام العرب, وفي المقدمة منهم نظام سافل البعث في العراق, الذي وبعد جميع الوعود والعهود بدعم العمل الفدائي, أعاد ارتكاب جريمة (ماكو أوامر) من جديد وعلى النحو الذي حدث في حرب عام 1948 وهذه المرة بما قاد وفتح المجال أمام قوات ملك الأردن للمباشرة في تنفيذ واحدة من أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين, تحت سمع وبصر القوات العراقية, التي كانت تتواجد يوم ذاك في الأردن, وكان المنطلق للإجهاز وعمليا على الوجود المسلح للمقاومة الفلسطينية في عمان ومناطق الأغوار خلال أيام معدودة ومن ثم بعد أقل من عام جرى تصفية وجودها حتى في معقلها الأخير في شمال الأردن، وبشكل خاص في مدينة أربد...... ...الخ المعروف من التفاصيل عن دنيء فعل غدر العفالقة الأنجاس, والتي كشف وقائعها بالتفصيل الضابط الشهم وقائد القوات العراقية في الأردن حسن النقيب, بعد أن أنشق عن النظام, وأنحاز للمقاومة, ليعمل في موقع المستشار العسكري للرئيس الفلسطيني الراحل يسار عرفات*
و....بتقديري الخاص من يهمه الوقوف على تفاصيل ما جرى وصار من الوقائع والأحداث, خلال مرحلة صعود ومن
ثم سقوط المقاومة الفلسطينية في الأردن, بمقدوره العودة للبحث المتميز,الذي صدر
لاحقا عن وقائع مجزرة أيلول عن مركز البحوث والدراسات الفلسطينية, وتحديدا الفصول
المتعلقة بعمل وأساليب النظام الأردني من خلال أجهزة الدعاية والمخابرات, في تقديم
صورة مشوهة للغاية عن المقاومة الفلسطينية, بهدف إشاعة الحقد والكراهية وسط
الأردنيين, وليس بالاعتماد على خر بطات وسخافات ما كان يجري من الزعرنة وسط فصائل
المقاومة, وإنما تشكيل المختلف من الفصائل, بعضها يرتدي العمامة تطرفا, والأخر
يرتدي ثوب الإباحية كلش بحيث كان يجري تمزيق القران علنا من غير تنظيم حفلات الجنس
الجماعي ....الخ ما يتوقف عند وقائعه وتفاصيله هذا الكتاب المهم للغاية, والذي جرى
تجاهله تماما من قبل معظم أو العديد من الفصائل الفلسطينية وبحيث جرى تكرار ذات
الأخطاء وذات الخطايا في لبنان ...الخ ما جرى توظيفه من إسرائيل والقوى الحليفة
للدولة العبرية, للإجهاز هذه المرة على الوجود الفلسطيني في لبنان عام 1982 تحت أنظار قوات جيش عفالقة الشام وتحت سمع وبصر جميع السافل من الحكام
العرب!
و...أقول ما تقدم، عن أهمية دراسة الوارد في
سياق هذا البحث عن مجزرة أيلول، لان الكثير من أساليب عمل المخابرات الأردنية على
صعيد اختراق صفوف فصائل المقاومة أو تشكيل المزعوم من متطرف الفصائل جرى تنفيذها وعلى
نطاق واسع من قبل نظام أنجاس العفالقة وخصوصا بعد عام 1991
يوم تزايد ظهور العديد من التنظيمات والفصائل التي ترفع شعارات العمل ضد نظام
العفالقة، وبحيث وصل العدد وخلال أقل من عامين إلى ما يزيد عن 90 تنظيم، توزعت الظهور ما بين عمان ولندن ودمشق، قبل أن يتضاءل العدد
وتدريجيا، مع تزايد الكشف لاحقا عن ارتباط العديد من هذه التنظيمات المفبركة بالمخابرات
العفلقية...و... يمكن الإشارة وبشكل سريع إلى أن العبد لله وبالتعاون مع البعض من
ولد الحلال نجحنا ومن خلال مطبوع وموقع (الحقيقة) الكشف عن القذر من
دور العديد من مرتزقة المخابرات العراقية، وبشكل خاص من باشروا العمل تحت غطاء العمل
أو تشكيل منظمات مجتمع مدني من كل شكل ونوع وفي المقدمة جمعيات المغتربين
المخابراتية، وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن الإشارة للمرتزق شمخمخ مالمو ( فلاح حسن شمخي) ويوم كان لا يزال يصدر بيانات تحت أسم
تنظيم الضباط الأحرار أو شيء من هذا القبيل وتتضمن من متطرف المواقف ضد نظام
العفالقة وبالخصوص ضد الطاغية صدام، ما كان يتجاوز في تطرفه نص خطاب فصائل
المعارضة الحقيقية، وحيث جرى الكشف عن علاقته بجمعيات المغتربين المخابراتية وبشكل
دعاه وبعد فضحه لتكرار السفر وعلنا للعراق عشية سقوط نظام العفالقة، ومن ثم أسرع وأختار
عند سقوط سيده السفاح تمثيل فلم الندم والبراءة، بهدف التغطية على اللاحق من قذر
الدور قبل أن يغدو اليوم المسؤول الأول عن تنظيمات أنجاس العفالقة ( جناح الدوري)
في جميع الدول الاسكندنافية!
* طالع المزيد في www.alhakeka.org/571.html