عملاء مخابرات عراقية سابقون وأيتام عدي في (المشرق)

أكدت (المدى) منذ أعدادها الأولى عملها على إشاعة ثقافة التسامح والمصالحة الوطنية، كمدخل حيوي وجدناه ضرورياً لإعادة بناء عراق ديمقراطي متحرر من عقد ماضي الدكتاتورية، وكوسيلة لتأكيد الانتقال بأكبر إجماع وطني شريف ومخلص إلى العراق الجديد.

كنا نفكر بهذا وعملنا مخلصين من أجله، وكان في حسابنا عشرات الآلاف من مواطنينا الذين غررت بهم سلطة القمع والاضطهاد أو اضطرتهم، مكرهين، إلى العمل في دوامتها من دون أن تتلوث أيديهم أو شرفهم بما يسيء إلى أبناء شعبهم. ولم يكن أبداً (ولن يكون) في حسابنا أولئك الذين باعوا شرفهم وضمائرهم وأيديهم لسلطة القتل والإرهاب فكانوا أداة الدكتاتور على الشعب المظلوم.. لم يكن مفهوم التسامح والمصالحة مجالاً لتبرير الجريمة وإعطائها غطاءً سياسياً أو أخلاقياً، وبما قد يسمح بتكرار الدورة نفسها، دورة التزلف والطغيان والاستقواء على الناس بالسلطة، وإنما أردنا (وشاركنا في هذا قطاع عريض من السياسيين ورجال الدين والمثقفين) بالتسامح توفير فرصة لأن يتطهر من يحمل في سريرته ضميراً طاهراً، من أدران السلطة السابقة وقذارة أخلاقها وسلوكياتها.

كان الأقرب إلينا، ونحن نعمل في مجال الإعلام، شريحة من الإعلاميين العراقيين الذين شاء قطاع واسع منهم، برغم كل إرهاب السلطة، أن يحفظ نفسه وكرامته قدر ما يستطيع من لوثات إعلام الدكتاتورية، حتى وهم يعملون في داخله، وكان لهؤلاء شرف أن ينهضوا مباشرة بالعمل الإعلامي، مناضلين من أجل ديمقراطية العراق واستعادة سيادته وتمتين بنائه. وإلى جانب هذا القطاع العريض كان هناك من اضطر مكرهاً إلى ممالأة السلطة ومحاباتها، وكان هؤلاء هم المعنيين بمفهوم المصالحة الذي نريد ما داموا مستعدين للوقوف إلى جانب شعبهم في خياراته في الحرية والتقدم والاستقلال. فيما كان هناك نفر ممن كانوا الأداة القذرة للطاغية الصغير المقبور بين زملائهم. وكانوا الثعلب المتنقل بين حديقة حيوانات عدي وسيرك المخابرات، ممن زينوا الجريمة وبرروا القتل وسوغوا الجريمة.

لم يكن هذا النفر ليدخل في حساباتنا، ونحن نفكر ونعمل من أجل إشاعة ثقافة التسامح والمصالحة الوطنية. وبرغم هذا لم يحصل أن حرضت (المدى) ضد أي من هؤلاء، برغم عشرات المواد التي تردها عنهم وعشرات الوثائق التي يحرص المواطنون على إيصالها إلى (المدى) وتكشف عن قذارتهم، كان مفهومنا في (المدى) ينطلق من التسامي على مثل هذا الفعل ومن الاهتمام بما هو أكثر صلة وفعالية في راهن العراق وصورة مستقبله الذي نريد.

وحقيقة، فإن ما ساعد في هذا هو الخوف الكبير الذي تلبس مجرمي عدي الصغار مع بداية سقوط نظام سيدهم وهلعهم وركونهم في جحور ضيقة متوارين عن أنظار الناس. كنا نحسب أن ثمة وازعاً أخلاقياً متأخراً استيقظ في دواخلهم فجعلهم في استحياء من شعبهم ومن تاريخهم يلجئون إلى التواري والاختباء. ولكن ومع سماحة روح الشعب أمام الضالين من أبنائه، لم يلبث هؤلاء حتى أخذوا في الظهور علناً شيئاً فشيئاً، ولم يلبثوا بعد هذا حتى أخذوا في تكرار حضورهم محللين سياسيين وكتاباً ينافحون في الدفاع عن (مجد) آفل وطغيان زائل بلا أدنى خجل أو حياء أو خوف. ثم ما لبثوا حتى أعادوا (تنظيم) أنفسهم في (أوكار) صحفية مظلمة.. وحدث أن كانت (المشرق) أحد أكثر هذه الأوكار ظلاميةً وخسةً ولعباً على الحبال.

ظهرت (المشرق) الجريدة.. وبرغم حجبها أسماء أفراخ عدي الذين يديرونها عن الظهور على أي من صفحاتها حتى هذا اليوم.. إلا إنها لم تستطع أن تقنع القارئ العراقي اللبيب، فحدث لها أن امتنع حتى موزعو الصحف عن تسويقها في بداية ظهورها احتجاجاً على أولئك القابعين سراً في غرفها وعلى تاريخهم الوسخ.

لم يكن بميسور هم أن يمرروا سمومهم على القراء، حين اختطت (المشرق) لنفسها خطأ لتعويق مشروع العراق الديمقراطي الفيدرالي المستقل. وحين ارتضت لنفسها أن تكون الدمعة الإعلامية الأخيرة على جنازة نظام داسته أقدام الشعب، وحين سخرت سواد صفحاتها لبقايا مرتزقة صدام من أقذر الكتاب العرب. هكذا تسلل مقال تافه لواحد من ألد أعداء الشعب العراقي (محمد المسفر) وهو يهاجم (المدى) ورجالها في واحدة من أشرف قضايا (المدى) مهنية ووطنية، قضية الكوبونات. وكانت مفارقة سمجة، آثرنا حيالها الصمت والاكتفاء بأن مجرد انحطاط (المشرق) إلى مستوى نشر كلام (المسفر) هذا هو أكثر خدمة تقدمها لتسفيهها وكشف عوراتها أمام القراء العراقيين.

لقد آثرنا الصمت حينها بالقناعة ذاتها التي نؤمن بها من أن (المدى) أرفع من أن تجر إلى مهاترات، وأسمى من أن تمنح (المشرق) الندية التي يتمنون.

كان إيماننا بحرية الاختلاف قد تعمد بالنضال من أجل إسقاط الدكتاتورية وأخلاقها. وكان شعارنا أن نعمل من أجل حرية الآخرين، مهما اختلفنا معهم. ذلك إن أي مساس بحق أي عراقي في التفكير الحر هو مساس بنا مهما نأينا فكرياً وابتعدنا عن ذلك العراقي. ولكن، ونحن نتابع (المشرق) لم نكن نجد أن خلافنا معها، كخط وكبشر، يقع في حدود اختلاف الأفكار وتصارعها كأفكار. ذلك إن (المشرق) لم تكن جريدة أفكار، ولم يكن العاملون فيها ممن يعبأون بعالم الأفكار وقيمها.. كانوا واضحين بالنسبة لنا ولكثيرين أنهم بقايا فلول طغيان مهزوم، آلة منصوبة تتحرك بما تركه فيها المالكون الهاربون، وتنطلق هوجاء ذات اليمين وذات الشمال.. ولذلك لم نجعل منهم خصماً فكرياً أو نداً مهنياً.

نضطر الآن، بعد نشرهم تعليقاً بائساً في صفحة (المشرق) الأولى لعدد الأحد الماضي، أن نقول إن من أساء إلى (المدى) هو جهاز المخابرات المنحل، وهم أفراخ عدي، وهذا وحده شرف آخر يضاف إلى (المدى) التي اختارت أن تكون منبراً للدفاع عن العراق الديمقراطي وصوتاً قوياً في وجه جميع أولئك الخارجين من جحور الدكتاتورية والطغيان.

نضطر الآن إلى نشر جانب من الغسيل الوسخ لمالك (المشرق)، وسنحتفظ بغسيل مملوكيها الصغار، ليس بقصد تهديدهم وإنما أملاً في أن يعودوا إلى الاصطفاف إلى جانب إرادة شعبهم مواطنين وإعلاميين متطهرين من كل ما قد مضى.

بين أيدينا وثائق جهاز المخابرات، وثائق تتضمن مخاطبات بين أكبر مسؤولي هذا الجهاز وتقارير ورسائل ومعلومات أخرى صادرة إلى دوائر الجهاز وواردة إليه حول أفراد من عائلة المتصوفة (الكسنزانية) في مقدمتهم الشيخ محمد عبد الكريم الكسنزاني، وبينهم (نهرو) و(غاندي) و(ملاص) أولاد محمد عبد الكريم وشقيقاه آزر حسين الكسنزاني وابنه د. قلندار حسين تفضح هذه الوثائق الخدمات المشينة التي قدمها هؤلاء لجهاز المخابرات ضد أبناء شعبهم من الكورد والعرب. والغريب أن هذه الوثائق (وقد تأرخت إحداها في 8/ 3/ 2003) تشير إلى استمرار العلاقة المخزية بذلك الجهاز حتى لحظاته الأخيرة. لكن الأكثر غرابةً في الوثائق ويغلق أي باب لاحتمال أن يكون (السادة) مكرهين على التعامل مع هذا الجهاز، هو إن إحدى الوثائق كانت عبارة عن رسالة كتبها أحد أفرادها بعد سفره من السليمانية إلى عمان وبحثه عن صديق له، هو ضابط مخابرات عراقي، ويعرض فيها خدماته على الجهاز. ما الذي يضطر هذا (السيد)؟ وما الذي يدفعه إلى هذه الخدمة.. ذلك ما قد يبرره (السادة) المتصوفة أنفسهم، فهم ما زالوا أحياء.

يصف الشيخ محمد عبد الكريم الكسنزاني في لقاء له مع أحد قادة الجهاز صدام بأنه (قلم الله على الأرض).. هذه البلاغة الصوفية المتأخرة أعجبت الضابط فأبلغ مسئوليه بها، حين سمعها على لسان الشيخ الصوفي الذي كان يتلقى (شكر السيد مدير الجهاز المحترم بخصوص ولائه وتطوعه) حسب ما تشير الوثيقة الخطية.

وكان الشكر، شكر الشيخ، لازماً بعد تنفيذه أوامر رئاسة الجمهورية (بشأن توجيه المدعو محمد عبد الكريم الكسنزاني بما يخدم عمل الجهاز، حيث سافر مؤخراً إلى السليمانية..).

تصف (بطاقة معلومات المتعاون السري) التي فتحت للشيخ بتاريخ 8/ 10/ 2000 مصادر القوة فيه على إنه (عنصر فعال وذو شخصية قوية ومؤثرة في وسطه ولديه أتباع كثرة وله احترامه الكبير وسط المجتمع الديني). فيما تصف هذه البطاقة نقاط ضعفه بأنه (عنصر مادي ويحاول كسب أكبر عدد ممكن لصالح تكيته الكسنزانية) وتقول بطاقة أخرى له أنه (حصلت موافقة رئاسة الجمهورية - السكرتير على مقترح الجهاز بشأن دعمه باتجاه فتح تكايا في السليمانية بما يخدم توجيهات القيادة والجهاز لغرض الحد من نفوذ التشيع الإيراني).

قبل هذه البطاقة، وفي 9/ 3/ 2000 تحصل موافقة الجهاز على سفره إلى لندن (حيث تم تسهيل سفره عن طريق نقطة فايدة - الوثيقة)، وحين يطلب من الشيخ إلقاء محاضرة في لندن في ذكرى وفاة الشيخ عبد القادر الكيلاني يتصل بمخابرات بغداد، فتمنعه هذه.

وفي 25/ 22/ 2002 يبلغ الشيخ من قبل مدير الجهاز بعدم الطلب من أتباعه العرب الضباط والمدنيين المتواجدين في الداخل الذهاب إلى السليمانية. فيوافق ويطلب الموافقة على نقل تكيته من السليمانية إلى بستانه في الحد الفاصل بين أربيل والسليمانية (وذلك لتعرضه وجماعته للضغوط من قبل زمرة جلال الطالباني - الوثيقة).

أما السيد آزر عبد الكريم الكسنزاني (الأخ غير الشقيق للشيخ، كما تقول الوثائق) فهو الآخر، يقدم تقريراً غريباً. إنه من ألمانيا، وأهل زوجته في سويسرا (لجوء إنساني) يطلبون منه الإقامة معهم، فيرفض، ولا يكتفي بالرفض وإنما يخاطب المخابرات بتقرير مفضوح للنفاق على عمه ويعرض خدماته.

أما السيد (غاندي محمد عبد الكريم) الذي تصفه إحدى الوثائق بأنه (أحد مصادرنا ويتواجد حالياً في السليمانية)، فيقدم طلباً لمدير الجهاز للموافقة على فتح شركة في السليمانية، تحصل الموافقة ويستغلها المدير لإشراك أحد ضباط الجهاز في هذه الشركة ومن طلاب الدورة الكردية، يجيب السيد نهرو برسالة خطية على هذا الطلب، وينتهز فرصة الرسالة لحشوها بأكبر كمية من الخدمات المطلوبة وغير المطلوبة.. وصول وفد من الأزهر إلى أربيل ودهوك.. احتمال طرد وزير الأوقاف في أربيل من منصبه.. وهكذا.

في تقرير مهم آخر يقدم (المتعاون غاندي محمد عبد الكريم الكسنزاني معلومات مع تصوير فيديوي وفوتوغرافي عن معسكر فالباريز التابع لفيلق بدر في السليمانية.

لن نخوض في كل تفاصيل (الوثائق) المتيسرة، بل سنكتفي بهذا الجانب مع نشر صور منها.. وسنحتفظ بالكثير الآخر الذي يخفي الوجه الأسود لـ(المشرق)، ويفضح أهدافها ومبررات لمها شمل أيتام عدي.

نقلا عن صحيفة المدى

هامش: للعلم هذه المعلومات جرى نشرها بعد أن قررت هذه العائلة العملية بامتياز لمخابرات العفالقة الدخول لعالم الصحافة وقبل أن يقرر أنجاس العفالقة منح موافقتهم على دخول هذا المكشوف من مرتزقتها لعالم الفضائيات ...و...يكفي لفضح القذر من متوقع دور هذه الفضائية العفلقية نقشبنديا مطالعة ما جرى نشره أدناه من على صفحات مستنقع كتابات بهدف تلميع  القذر من دور فضائية المشرق سلفا وحيث ورد التالي من السطور...و....(  ثمة فضائية عراقية إخبارية مختصة ستظهر قريبا ، ويترقب العراقيون بصبر بالغ إطلالتها ، هذه الفضائية ستتخصص بالخبر ، ولأن صاحبها آل على نفسه أن يتخذ من إستقلاليته وعدم إنتمائه الى عرق أو طائفة أو قومية أو منطقة منطلقا لإنصاف العراقيين كافة ويقف على حقيقة الأشياء  ويسمي الأشياء بأسمائها الصريحة بعيدا عن المهاترات والتشدق والتخندق على حساب الوطن، وهو يحمل الهوية العراقية الجامعة ، هوية تسع العراق من شماله حتى جنوبه ومن غربه حتى مشرقه ، الفضائية الجديدة ستولد من رحم الفاجعة العراقية في الوقت الصعب ، وستكون الناطقة بإسم الحق والحقيقة ، إنها " المشرق " التي ستشرق ذات صباح عراقي قريب نتمنى أن تكون فاتحة خير للعراق والعراقيين أجمع خاصة وإن صاحبها السيد غاندي محمد عبد الكريم هو عراقي من الطراز الأول لأنه رفض كل الإصطفافات المفرقة للوطن ) هكذا وبالحرف الواحد جرى تقديم الجديد من منابر أنجاس العفالقة الفضائية ..و...عندكم الحساب!