مصطفى صالح كريم

كم من الجرائم ارتكبت باسمك يا حقوق الإنسان؟!

 

بعد تحرير العراق والتوجه نحو تشكيل منظمات المجتمع المدني استغل بعض الانتهازيين والباحثين عن جني المال بأية طريقة كانت هذه الفرصة، فشكلوا عدداً من المنظمات غير الحكومية لتكون منافسة للمنظمات الأصلية المدافعة عن حقوق وآمال الشعب، وقد كثر عدد هذه المنظمات إلى حد التساؤل، وهكذا اختلط الحابل بالنابل، فانبرى عدد من أولئك المغمورين وأشباه الرجال، لتشكيل منظمات صغيرة تحت أسماء متعددة وحصل أصحابها على الإجازات الرسمية التي خولتهم في الانتفاع من مبالغ الإعانات الدورية، عدا المشاريع الوهمية التي كانوا يحصلون على مبالغ مغرية من ورائها.

* وقبل أيام فضح أمر إحدى هذه المنظمات ذات الاسم الرنان (منظمة بأسم حقوق الإنسان) على أساس أنها تعنى بالسجون والمعتقلات، حيث استطاعت قيادة عمليات بغداد القبض على رئيس هذه المنظمة المدعو فراس فليح الذي كان أحد ابرز قياديي مجموعة تضم 34 شخصاً، وقد ثبت ارتكاب هذه المجموعة لحد إلقاء القبض عليه عدداً كبيراً من جرائم إرهابية أبرزها قتل سبعين مواطناً كانوا قد حضروا حفل زفاف في منطقة التاجي بينهم نساء وأطفال.

* أن أمثال هذه المنظمات كانت تريد أن تسيطر على الساحة، بحيث تمكنت العملة الرديئة في غفلة من الزمن من حجب العملة الجيدة، ففي الوقت الذي برز فيه فليح ورفاقه الإرهابيون في ارتكاب جرائمهم، تمكن الإرهابيون القذرون من اختطاف الدكتور احمد الموسوي ابرز مناضلي حقوق الإنسان، الذي كان رئيساً لمنظمة عراقية مدافعة عن حقوق الإنسان أسسها في المنفى وعمل على توسيع نشاطها في بغداد، وغيب من غير أن يعرف أحد مصيره ليبرز اسم إرهابي خطير ويرأس منظمة باسم حقوق الإنسان لتدافع عن حقوق السجناء.

وحسب الاعترافات التي أدلى بها أحد مجرمي هذه الشبكة القذرة لفضائية (العراقية) ويدعى حكمت فاضل إبراهيم الجبوري انه شخصياً شارك في عدة جرائم من ضمنها جريمة (التاجي) التي تم خلالها قتل جميع الحاضرين عدا المنكرات والآثام الأخرى التي ارتكبوها.

* وكان المجرم فليح قد استغل منصبه كرئيس لمنظمة مجتمع مدني ليمتلك عدة دور ومنازل في بغداد والتاجي لتنطلق منها عناصر الشر لارتكاب جرائمها، وقد عثرت السلطات على تسجيلات فيديو وثقت فيه الجرائم التي ارتكبها هو وزمرته، كما استغل هذا المجرم المنصب ليلتقي سياسيين بارزين ورجال دين، فتارة يصلي مع المصلين وتارة أخرى يختلط بالمتظاهرين للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين، " ويعني به إطلاق سراح رفاقه الغارقين في ارتكاب أوحش الجرائم".

* المهم الآن تقديم هؤلاء المجرمين إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل الذي يستحقونه، وأنا اقترح أن يكون تنفيذ الحكم بحقهم علناً ليكونوا عبرة لغيرهم وليطمئن ذوو الضحايا إلى أن المجرمين قد نالوا جزاءهم الذي استحقوه.

* الأهم من كل ذلك هو إعادة النظر في كيفية تشكيل هذا الكم الهائل من منظمات المجتمع المدني والتحقق من أصحابها.

نائب رئيس تحرير صحيفة الاتحاد البغدادية

M_s_kareem@yahoo.com

الثلاثاء 07 . 06 . 2011