لقد ترددتُ كثيراً في كتابة هذا المقال...
لحساسية الموضوع ولكي لا أتهم الرجل جزافاً من غير دليل... فعند أول ظهور له على
قناة دبي الفضائية صرختُ في وجه زوجتي..هذا ضابط الأمن أو المخابرات الذي يلقن
المعدومين الشهادتين ويكتب ما يريدون من وصية في أخر لحظات حياتهم ليرسلها إلى
أهلهم وذويهم حسب قوله وهو كاذب ربما بسبب التعليمات ولم تصل أي وصية لأهل الشهداء
ولا حتى أجسادهم الطاهرة ..فردتْ عليَّ زوجتي..أتق الله.. ربما يكون مظلوماً..
فقلت في نفسي ربما... ونسيتُ الموضوع ولم
نستمع له بعد ذلك حين عرفنا
بأنه لا يذكر جرائم صدّام ومثالبه لا من بعيد ولا من قريب لا بل يحاول وبذكاء خبيث
تصويره على انه عادل ومجاهد ومؤمن ومن سلالة رسول الله -ص- ولكن ظهوره المفاجئ والمريب في بغداد وفي
الجمعة التي تلت تحريرها.. شاتماً العباد ولم يذكر كلمة واحدة تمنيناها لتعرية
وكشف جرائم الطاغوت العفلقي الكافر بحق أبنائنا وشباب العراق ونسائه. وصبّ جام
غضبه على أمير قطر والحكام العرب ولم يتحدث عن مبادرة الشيخ زايد... إن وقوف الشيخ
وبهذا الشكل المسرحي والمفتعل في مسجد أبي جنيفة..جعلني أعيد أوراقي وأزدادَ
شكّي.. فاتصلت بأحد الذين كانوا معي في سجن أبي غريب في جناح المحكومين بالإعدام.
فأنا وهو وثالث كردي في أمريكا الآن.. نجونا من القتل وخفض الحكم الى السجن
المؤبد.... بينما أعدم معنا ثلاثة أشقّاء من ناحية الدير في محافظة البصرة وهم
الشهيد سعد وصباح وأخت لهم نسيت أسمها.....واليكم القصة كاملة
في عام 1987 وبعد أن حكم علينا بالإعدام مع
مصادرة أموالنا المنقولة وغير المنقولة واعتبار جريمتنا مخلة بالشرف وفق المادة
156 عقوبات حسب منطوق الحكم الذي تلاه القاضي مع أن جريمتنا سياسية حسب اعترافهم
.. كنّا ستة.. ثلاثة أخوة وأنا ومحمد وآزاد الموجود في أمريكا باسم آخر... وهو من
أهالي زاخو ومعاون طبي تعرفت عليه في مستشفى دهوك.........وبعد انتظار طال أشهراً
وفي صباح سبت لن أنساه. دخل علينا أربعة ضباط وعدد أخر ليس لهم رتباً ومن بين
الضباط الأربعة كان الشيخ الكبيسى وهو الوحيد الذي تكلم معنا قال بالحرف الواحد:
بابا لماذا فعلتم بأنفسكم ذلك..
وأكملَ هل عند أحدكم طلب أو وصية لأهله.. أنا من يلقنكم الشهادتين وسأرسل
وصاياكم إلى أهلكم.. شكرناه إذ لا نملك غير ذلك ورجوناه والضباط الآخرين بأننا
أبرياء لم نسرق ولم نقتل لعلهم يستأنفون الحكم فردَّ الشيخ الكبيسي نفسه: السيد
الرئيس رحيم وعطوف... ونظر إلى من معه مبتسماً ثم ذهبوا
هذه الحادثة نقلتها بكلّ صدق . لقد اتصلت
بالذين كانوا معي في السجن وأكدوا صحة شكوكي وأقسموا على ذلك... أنا لا أتهم الشيخ
بأنه عذبنا أو أساء ألينا ولكن الذي أستطيع تأكيده إن الشيخ ضابط أمن أو مخابرات
كان في مديرية أمن بغداد وأنا مسؤول عن كلامي هذا ,,, عاش العراق وشعبه ...وأهلاً
بالحرية
داود الحسيني 22 نيسان 2003
أنا ضابط مهندس برتبة عقيد .. أسمي الحقيقي
(........) ، عملت في دائرة الشؤون الهندسية لديوان الرئاسة ... هربت من العراق
عام 1997 ...عملت في الأماكن الحساسة جدا العائدة للرئيس المخلوع ... وكنت مديرا
لمشروع أحد الجوامع قرب القصر الجمهوري وهو جامع عدنان خير الله ...وكان المتابع
لأعمال التنفيذ ونقل التقارير إلى صدام حسين هو الحاج النقيب ـ في حينه ـ عكرمة
صالح محمود ـ رئيس دائرة المراسم في ديوان الرئاسة ،وكان هذا الشخص يزور الموقع
باستمرار وبصحبته الشيخ أحمد الكبيسي ، ومن خلال هذه الزيارات تعرفت عليه وأخذت
ألتقي بهما في دار الحاج عكرمة الذي أصبح لاحقا أحد حماية صدام حسين .. وكان الحاج
عكرمة يهدي الشيخ بين فتره وأخرى مكرمة الرئيس صدام أليه والى حفنة من رجال الدين
الذين تصاهروا معه ،ملايين من الدنانير ألعراقيه, في كل لقاء كان يتم في بيت الحاج
عكرمة في داره الواقعة في منطقة حي القادسية الواقع في مدينة بغداد مقابل السكة
الحديدية (بغدادـ بصره)...أن الشيخ كان موظفا معنا في ديوان الرئاسة وأنا مسؤول عن
كل كلمه وحرف أقوله...
أما عن قصة عمله في دول الخليج فتمت عن
طريق صفقات النفط المهرب من قبل العراق الذي كان يشرف على جزء منها الحاج عكرمة مع
أمراء الخليج وكذلك لأسباب فتح مقرات أو توسيع العمل المخابراتي لأجهزة صدام
السرية في دول الخليج...
علما أن الحاج عكرمة هو أحد أقارب صدام
حسين ..أكرر من أنني مسؤول عن كل حرف أكتبه وأن أسمي العقيد المهندس
(............) وكنت أكتب باسم
مستعار هو باسم (.....) في هذا الموقع وفي مواقع مختلفة،خوفا على أهلي في
العراق.... أعيش في (............) ولدي معلومات دقيقه عن هؤلاء المرتزقة.
.............. 22 نيسان 2003
( فتح الظهور المفاجئ للدكتور احمد
الكبيسي، الذي أمّ صلاة الجمعة في مسجد أبى حنيفة أول من أمس 18 نيسان 2003
في حي الاعظمية، الباب أمام تفسيرات وتأويلات وجدل في الأوساط السياسية والإعلامية
العراقية والعربية.
ومصدر المفاجأة أن الكبيسي المولود عام
1935 في محافظة الانبار بالعراق يقيم في دبي بدولة الإمارات منذ 5 سنوات وهو معروف
كداعية إسلامي بفضل برامجه وأحاديثه الدينية في القنوات التلفزيونية العربية خاصة
قناة دبي، وهو ليس محسوبا على المعارضة بل أن البعض يعتبره اقرب للنظام السابق،
فتصريحاته إلى ما قبل سقوط بغداد بقليل كانت تصب في مجملها لمصلحة نظام صدام حسين،
وكان يهاجم المعارضة العراقية ويصفها بأقذع الأوصاف. وكان الكبيسي يعمل حتى 1997
أستاذا للدراسات الإسلامية في جامعة بغداد.
ومن بين ابرز التأويلات لظهوره، القول بأن
الدكتور الكبيسي ذهب إلى بغداد على عجل لسد الفراغ الموجود في الشارع السني
ومواجهة الحشد الذي تشهده الساحة الشيعية التي بدت وكأنها تسيطر على كامل المشهد
السياسي.
وهناك تفسير آخر وهو أن الدكتور الكبيسي
حاول الاستفادة من حالة الالتباس حول موقعه من النظام السابق ليكون جسرا بين قوى
المعارضة الجديدة خاصة السنية منها وبعض أركان النظام السابق الذين يمكن إعادة تأهيلهم
وإدماجهم في الحياة السياسية من جديد.
والتفسير الثالث هو أن الدكتور الكبيسي شكل
رأس رمح لقوى سياسية واقتصادية إقليمية تحاول أن يكون لها دور في العراق الجديد.)