عن ( هكّيكّة) ما يجري في ( شومال ) العراق!

الأطماع التركية في الأراضي العراقية أكثر من معروفة وعلنا ومنذ إقامة الكيان العراقي قبل ثمانية عقود من الزمن، وبحيث جرى قبل بضع سنوات التصويت بالموافقة في البرلمان التركي على توصية تؤكد ما يسمى الحقوق التركية المزعومة بولايتي الموصل وكركوك! 

و...التيار الإسلامي السلفي في تركيا, وهو من القوى الفاعلة سياسيا في الشارع التركي, يناضل ليس من أجل السيطرة على الموصل وكركوك , وإنما الاستحواذ على جميع الدول العربية والإسلامية تحت غطاء التصدي للصليبين واليهود من خلال بعث الحياة من جديد بالخلافة العثمانية باعتبارها كانت عنوان ( مجد الأمة) وهي التي ظل وجودها البغيض وطوال قرون عديدة رمزا لكل أشكال ومظاهر التخلف والهمجية!

وقدر تعلق الأمر تحديدا بالوطيد من العلاقات بين حكام أنقرة وتل أبيب، يمكن القول ودون تردد أن هذه العلاقات  كانت على الدوام دهن ودبس وراشي، ولذلك بالتحديد كان  محللو أو بالأحرى (مخللوا  الطرشي) في فضائيات العهر العربية يعتبرون حكام أنقرة والى ما فبل  شهور معدودة، من بين ألد أعداء أمتهم العربية وقضيتهم المركزية فلسطين، وبحيث كان يجري إدراجهم على خانة الكفار باعتبارهم ناس ما عندهم لا ذمة ولا ضمير....و....الجميع يتذكر بالتأكيد نوعية الشتائم التي كانت تنهال على تركيا كلما بادرت حكومة السلطان في أسطنبول إلى عرقلة وصول مياه الفرات ودجلة لسوريا والعراق، ليكون ذلك بمثابة المضاف من السبب لشتم حكام أنقرة والحديث من جديد عن لواء الاسكندرونة السليب ...الخ ....الخ كل المعروف من الوقائع والتفاصيل والتي يا سبحان الله جرى تجاوزها (فجعأة) وبحيث باتت وعلى عجل في خبر كان, وبالتحديد مباشرة فور سقوط حكم طاغية العراق!

بعد الطويل من الحقد وكل ضروب الشتائم صار حكام أنقرة وبشكل خاص جهاز المخابرات التركية ( المييت) في موقع الحبيب من الشقيق وشركاء الدين الذين يجب اعتماد أخبارهم عما يجري في (شمال العراق) لمواجهة (أطماع اليهود) وقبل أن تتحول بدورها إلى فلسطين أخرى....و...هكذا طوال الماضي من الشهور وبالتحديد منذ نيسان الماضي بات يجري تكرار اعتماد ذات الأخبار وذات المصدر ( المخابرات التركية) ليس فقط من قبل مرتزقة أنقرة في كركوك وحسب، وإنما من قبل جميع مرتزقة وجحوش أنجاس العفالقة بما في ذلك من طفحوا على سطح العملية السياسية بعد سقوط سيدهم السفاح، ومن خلالهم وبالاعتماد على جهدهم يجري إعادة ضخ هذه الأخبار ( المخابراتية ) من على شاشات عار القنوات الفضائية عروبجيا وفي المقدمة ومع المزيد من البهارات عبر  شاشة قناة أبو موزة ( الجزيرة) فضلا عن مستنقعات العفالقة على شبكة الانترنيت وفي المقدمة مستنقع كتابات الزاملي!

و...أعيد التأكيد على كل ما تقدم، لان البعض من مرتزقة أنقرة وسط التركمان باتوا يتعمدون مهمة الترويج للكاذب من أخبار ومزاعم المخابرات التركية وغيرها من الجهات المعادية للكورد ، ولكن من خلال ارتداء جبة الباحث الموضوعي والحريص كلش على تقديم (الهكيكة) للقارئ من أجل تنويره وبحيث يفهم : ماذا يجري في ( شومال) العراق...و...من بين أخر النماذج عن هذا المزعوم من البحث الموضوعي ما جرى نشره بقلم ( باحثه) تقيم في أنقرة عن ما يسمى

توتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل بعد نشر تقارير من المخابرات التركية (عن نشاطات إسرائيلية في شمال العراق)!

و....القارئ الذي لا يملك مثل العبد لله سوى القليل من الوعي، يتوقع وارتبطا بكل ما هو معروف عن العلاقات الوطيدة بين أنقرة وتل أبيب، أن توضح الأخت ( الباحثه) الأسباب والعوامل والدوافع التي تقف وراء هذا المزعوم من التعارض بين الموقفين التركي والإسرائيلي ومباشرة بعد سقوط حكم أنجاس العفالقة في العراق ...و...لكن؟!  

لا هذا ولا ذاك، لان الهدف الأساس من نشر هذا الموضوع، هو المساعدة في إشاعة وتمرير  مزاعم المخابرات التركية عن  (وجود نشاطات إسرائيلية مريبة في شمال العراق ) وذلك من خلال السؤال وبمنتهى السفاهة (ماذا يحدث في شمال العراق يا ترى؟ وهل هي فلسطين ثانية؟ هل هي إعادة لما حدث قبل ما يزيد عن خمسين عاما عندما كان  اليهود  يشترون أراضى وبيوت من الفلسطينيين بأسعار مرتفعة قبل الإعلان عن تشكيل دولة إسرائيل؟ ترى كم من الويلات والتشرد وحمامات الدم سيشهد العراق الى أن ينفذ النفط من آبار العراق؟) هكذا وبالحرف الواحد وكفيلكم الله وعباده!

و...هذه ( الباحثه الموضوعية) من أنقرة، لا تكتفي فقط بالتأكيد على مزاعم المخابرات التركية من خلال هذا الربط بين ما يجري اليوم في ( شومال) العراق بما حدث قبل خمسين عاما في فلسطين، وإنما تعتمد, كما لو كانت تعمل ناطقة رسمية لجهاز (الميت) التركي إلى تزوير التاريخ وبما ينسجم مع مواقف أنجاس العفالقة بالذات وتحديدا وذلك من خلال السؤال وبمنتهى الدناءة عن : ( كيف انتزعت الكويت من العراق؟ لا أحد يجرأ على تناول الموضوع  لانه يثير فزع الكويتيين، ولكن العراقيين يعرفون بأنهم استيقظوا في صبيحة يوم على نبأ إعلان الكويت دولة مستقلة وباعتراف الأمم المتحدة بها ، مع أن  الكويتيين عرب وليس هناك أسباب أثنيه أو طائفية لانفصالها غير النفط....) هكذا وبالحرف الواحد تكتب هذه الشريفة العفيفة من أنقرة وعلى نحو يتجاوز بشكل فض وصفيق كل المعروف من الحقيقة، حقيقة أن الكويت ما كانت جزء من الدولة العراقية التي ظهرت للوجود في عام 1921 لكي تنفصل عنها من اجل سواد عيون حقول النفط !

ومن أجل تمثيل دور الشطارة في ممارسة الكذب، ولقطع الطريق سلفا عن اتهامها بالانحياز السافر لمزاعم المخابرات التركية تعمد للقول: (لا ادري مدى صحة تقارير الاستخبارات التركية عن النشاطات الإسرائيلية في شمال العراق ولكن.... ) لتشطب سريعا على كلمة ( لا أدري) من خلال التأكيد وبحماس على أن : ( شمال العراق  يشهد عدد من التحركات والأعمال المريبة  في السنوات الأخيرة ومما يزيد من مشاعر الارتياب هو إنها تجري في صمت ولا احد يمسها أو يتطرق إليها الى أن تستفحل ويتم وضعها أمامنا على أنها أمر واقع) ....و...من بين كل هذه التحركات ( والأعمال المريبة) لا يثير اهتمامها وبدافع من الفضول على حد تعبيرها سوى متابعة عمل لجنة محددة ذهبت الى شمال العراق للتأكيد على أن  (الأكراد ما هم إلا احد القبائل العشرة المفقودة من بني إسرائيل) قبل أن تعود وفي إطار ممارسة ما لا تجيد من الدور، دور الذكاء، للتأكيد على عدم استعدادها (  الخوض في جدل حول هذه النظرية، تبدو لي سياسية اكثر من كونها علمية وربما تنبعث منها رائحة النفط )!

إذا كان الأمر كذلك بالفعل وحقا وطالما أن (هذه النظرية سياسية ومو علمية وتنبعث منها رائحة النفط) ترى لماذا إذن كل هذا الحرص والحماس على تقديم محتواها كدليل على النشاطات المريبة التي تقوم بها إسرائيل في ( شومال) العراق ووفقا وبالاستناد أولا وأخيرا على مزاعم ولاة أمرها في المخابرات التركية؟!

و....ملعون أبو سوء الظن والتشكيك، لان الأخت ( الباحثه) قصدها شريف كلش, بدليل دعوتها  الاستراتيجيين والحقوقيين والاقتصاديين العراقيين إلى تنسيق ( جهودهم  في خطة عمل من اجل التحقق في ما يجري (النشاطات الإسرائيلية في شمال العراق وفقا للمخابرات التركية)   بهدف (التصدي لأية خطط وجهود من قبل مغامرين لا يهمهم أن يلحقوا  الضرر بوحدة ومصلحة العراق وشعبه من اجل منافع ضيقة الأفق)....و....بالطبع المغامرين الذين لا يهمهم أن يلحقوا  الضرر (بوحدة ومصلحة العراق وشعبه من اجل منافع ضيقة الأفق) هم الأكراد الذين تبين أنهم (احد القبائل العشرة المفقودة من بني إسرائيل) وفقا لهذه (الباحثه) من أنقرة, عفوا أقصد وفقا لمجموعة الباحثين من اليهود, لا عفوا أقصد وفقا للمخابرات التركية!

في الختام لا يظل سوى التأكيد على أن هذه ( الباحثه) الموضوعية كلش، تتجاهل تماما وعن عمد جميع البيانات والتصريحات والتأكيدات الصادرة عن جميع القوى الكوردستانية عن وحول عدم صحة مزاعم وأكاذيب دوائر المخابرات التركية ومرتزقة صدام حول النشاطات الإسرائيلية في إقليم كوردستان, وربما للراسخ من قناعة المدام  من ( أن الأكراد هم احد القبائل العشرة المفقودة من بني إسرائيل)  وبني إسرائيل كما تعلمون يعني يهود, واليهود وفقا للهمج من جحافل الظلام مو بشر، وقتلهم واجب وحلال، بعد أن خلقهم الله بالغلط مع الفرس والذباب، وفقا لعراب الطاغية ( طلفاح) ومن قبله هتلر واليوم بن لادن والقرضاوي ....الخ الهمج من سافل ما خلق الله من ساقط البشر ....و...للمدام أقول : هكذا تكون الموضوعية وإلا.... فلا!!

 

سمير سالم داود 23 تشرين أول 2003