جمهورية كوردية...ليش لا...؟!

طالعت نص تعليق سالم الوردي, حول الجمهورية الكردية أكثر من مرة, بحثا عن وجهة نظر, يمكن مناقشتها, سواء من موقع الاتفاق وبما يساعد على تطوير وإغناء وجهة النظر هذه, أو من موقع الاعتراض بهدف التفنيد ....الخ ولكن لا هذا ولا ذاك!

 في سياق التعليق بعنوانه المثير ما وجدت ولو شوية وجهة نظر، والنص لا يتعدى خارج إطار المختلف من الأسلوب حدود تكرار شتائم عتاة أهل الشوفينية ضد الكورد والمتواصل نشرها  على صفحات مستنقع كتابات الزاملي ...شتائم تعتمد وحرفيا على ذات القذر من مسعور مفردات الحقد والكراهية التي كانت أجهزة دعاية نظام أنجاس العفالقة تستخدمها على وقع ما كان يجري تنفيذه على أرض كوردستان من جرائم التعريب والتطهير العرقي وحملات الإبادة من قبل قطعان وجحافل النظام الفاشي المقبور!

شخصيا لست في وارد الاعتراض, ولا أملك القدرة (أو الرغبة) على مصادرة حق سالم الوردي في استخدام هذه المفردات البغيضة, طالما قرر وبوعي وقناعة, مشاركة عتاة أهل الشوفينية عار بعث الحياة في قاموس الحقد العفلقي ضد أهل كوردستان، ولكن  دعونا نفترض وجدلا أن أهل كوردستان الجنوبية قرروا أن الظروف الموضوعية والذاتية راهنا, باتت مناسبة لقيام الجمهورية الكوردية!

ثم ماذا؟! أقصد هل المطلوب إرغام أهل كوردستان وغصبا على البقاء في إطار دولة العراق؟!

يا سيدي العزيز, في عروقي تجري دماء عربية وكردية, ولا يمكن على مستوى المشاعر , أن أتصور , مجرد أن أتصور, استخدام جواز سفر ذات يوم , لزيارة مدينة السليمانية أو أي مدينة أخرى في إطار جمهورية كوردستان, ولكن الإنسان ليس مجرد حفنة من المشاعر وبس, الإنسان أولا وقبل كل شيء موقف, موقف ينطلق من سلطان العقل وحقائق الواقع.

بالعراقي الفصيح: كيف يمكن للمرء على الصعيد المبدئي فكريا وسياسيا وأخلاقيا، الفكري والموقف السياسي, مصادرة حق وحرية أبناء كوردستان في تقرير مصيرهم، مع الحديث وفي ذات الوقت عن المزعوم من مطلق الأيمان بحق جميع شعوب الأرض بتقرير المصير؟!

الوطن يا عزيزي ليس مجرد شوية تراب وشجر ونهر وقطيع من الغنم, الوطن ناس, ناس أحرار, ناس يملكون حق الاختيار, اختيار مصيرهم, بعيدا عن منطق القمع والأحقاد العنصرية. وعليك يا عزيزي أن تختار: ما بين تقديس الأرض إلى حد التضحية بالإنسان، أو احترام الإرادة الحرة للإنسان, لكي يتعمق ولائه ( أكاد أقول عبادته) للأرض والشجر والنهر والعصافير .

صدام وبذات الذريعة, ذريعة الحفاظ على وحدة الأرض المهددة من العصابة الانفصالية*, أرتكب أبشع الجرائم ضد أهل كوردستان, بما في ذلك استخدام السلاح الكيماوي بهدف إبادة الإنسان وصولا إلى جريمة تصدير صبايا الكورد الكرديات للعمل في دور العاهرات ومواخير حسني مبارك!

أريد القول وبالواضح من صريح العبارة: من حق أهل كوردستان , وتماما مثل سائر شعوب الأرض, أن يحلموا بوطن خاص اسمه : كوردستان. حتى على افتراض عدم وجود إمكانية واقعية راهنا،  لتحقيق هذا الحلم....و....تحديد ما إذا كانت الظروف مناسبة أو غير مناسبة، ذلك متروك تقديره لمن يعيشون على أرض كوردستان وقواهم السياسية، ومن يزعمون الحرص على بقاء كوردستان الجنوبية ضمن دولتهم العراق، يفترض فيهم العمل وبصدق من أجل تعزيز التلاحم بين العرب والكورد والتركمان وسائر أبناء القوميات الأخرى في العراق وليس اعتماد ما هو العكس شوفينيا من عار المواقف وحد الافتراء دون وازع من ( ......) وأترك لك يا سيد سالم الوردي حرية اختيار الكلمة المناسبة للفراغ ما بين القوسين**

 

سمير سالم داود  29 تموز 2003

 

* هل هناك من لا يعرف أو يجهل أن طاغية العراق وبذريعة المزعوم من الحرص على التراب العراقي، تنازل لشاه إيران عن نص شط العرب, كما تنازل لحكام الرياض وعمان عن ومساحات شاسعة من الأراضي العراقية المحاذية للسعودية والأردن, وبمناسبة الأرض والوطن وصراخ زايد أبن ولهان وسائر العربان المخبوصين بتحرير العراق من الاحتلال ....الخ ترى إذا كان أبن زايد المدعو أبو موسى شبع اغتصاب ولم يعد أحد يذكره ولو بالسنة مرة, ترى كيف لشيخ مشايخ آل نهيان نسيان كريماته العذروات : طنب الكبرى وشقيقتها طنب الصغرى؟!

** هل تراني بحاجة لتكرار الملاحظات القيمة للزميل العزيز هيفار عبد الله حول هذه الافتراءات والمزاعم؟