عن النقيب.... سيد تحالف!!

 

العديد من الأصدقاء, والبعض من زوار موقع (الحقيقة) تساءلوا عن مبررات, عدم الرد على ما جاء في نشرة ( الكادر) التي تصدرها دوريا سفارة صدام في السويد, وتحديدا ما جاء في سياق النشرة وبالحرف الواحد:(..والشرطي الأخر لصبحي - صبحي الجميلي الناطق الرسمي للحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا- هو المدعو سمير سالم داود صاحب وريقات باسم الحقيقية, الذي لا يجيد غير شتيمة العراقيين....)؟!

ترى لماذا عناء الرد, على أكاذيب تفتقر (مع سبق الإصرار والترصد) إلى الحد الأدنى من الوقائع, وبالشكل الذي يجري اعتماده, على سبيل المثال, عند الترويج للإشاعات والدعايات....الخ؟

ولماذا من الضروري, التوقف عند محتويات هذه النشرة الصدامية, المكرسة بالطول والعرض للإساءة, ونشر الأكاذيب ضد الشيوعيين العراقيين, وجميع المناضلين ضد نظام البلطجية في بغداد, على النحو الذي يعيد إلى الأذهان, النشرة التي كانت تصدرها سفارة صدام في بيروت في مطلع الثمانينيات, يوم كان عبد الأمير الركابي ( المقصود عبد الأمير المركوب!) وسواه من مرتزقة السفارة, ممن كانوا يتسترون تحت عباءة التطرف الشيوعي! يتولون جمع الإشاعات والأقاويل, لتصدر بعد ذلك على شكل نشرات دورية مشابهة ( بالصدفة!) من حيث الصياغات والتصميم ونوع الورق, مع نشرة ( الكادر)التي بات اليوم يشرف على إعداد موادها ( الشتائم) سيد تحالف من جحره في مدينة هلسنبوري في الجنوب السويدي!

ليس هناك بتقديري ما يبرر التكرار, والعودة للحديث من جديد, عن سيد تحالف وسواه من جماعة الدفاع عن الوطن (صدام!) خاصة وأن عودة سريعة إلى أرشيف الحقيقية ( 1997-2001) كفيلة بتحقيق هذا الهدف ولتسليط الأضواء على الكثير من الوقائع, بما في ذلك على وجه الخصوص, أسماء الكثير من مرتزقة صدام, كشف الدور القذر لقناة الجزيرة وسواها من قنوات التخلف, أفلام الركابي.... وغير ذلك من وقائع يجري تكرارها هذه الأيام, كما لو كانت سبقا صحفيا, في سياق كتابات يعض نجوم المواقع العراقية!

الدافع لكتابة هذه السطور, ليس الرد أو التوضيح, خاصة وان حارث النقيب ( زوج كريمة سيد تحالف) يعرف حق المعرفة, أن سمير سالم داود, لم يتواجد في يوم من الأيام, في الاتحاد السوفيتي, وشخصيا لم التقي مع الرفيق صبحي الجميلي, سوى مرة واحدة, خلال زيارته إلى دمشق في أواخر الثمانينيات, وبالتالي ليس هناك ما يبرر أبدا زج اسم الداعي لكم بطول العمر, في سياق شتائم نشرة سيد تحالف, ضد منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الاتحاد السوفيتي.

ما يهمني التوقف عنده بشيء من التفصيل هو التالي: لماذا يتحول المرء إلى النقيض, ويجند كل قواه, للتهجم والتعريض بمن شاطرهم رفقة الفكر والطريق سنوات طويلة من العمر, بما في ذلك الكشف عن أسماء ومعلومات, يدرك تمام الإدراك, احتمالات استخدامها, من قبل أجهزة النظام الصدامي, سواء في الدعايات ضد قوى المعارضة, أو لملاحقة عوائل المناضلين داخل الوطن ؟

الغريب أن الكثير, ممن كانوا ذات يوم على صلة حزبية أو اجتماعية مع حارث النقيب, يشيدون بمصداقيته وحرصه على التعامل بود مع رفاقه ...الخ وذلك لا يمكن عزله بالتأكيد, عن نشأته في إطار عائلة شيوعية, قدمت الكثير من التضحيات, في مجرى النضال, من اجل عراق تسوده الحرية والعدالة والديمقراطية.

لماذا إذن هذا التحول في المواقف ؟!

ليس من حق أحد الاعتراض, على أن يستبدل السيد حارث النقيب, مواقفه وقناعاته, ذلك حق مشروع وغير قابل للمناقشة, ولكن أن يقترن هذا التحول, بالعمل والمساهمة بحملة الإساءة ضد الذين كانوا يشاطرونه المواقف والقناعات, فذلك ما يستوجب معرفة دواعيه, خاصة حين تصل الأمور إلى حد ترديد أكاذيب مفضوحة وعلى هذا النحو المثير للشفقة!

من الصعب أن أشاطر البعض, ممن يتصورن, أن هذا التحول حدث ارتباطا بعقد قرانه على كريمة سيد تحالف ! ذلك تبسيط مثير للسخرية! دون استبعاد احتمال أن هذا التحول في المواقف, أقترن بالصدفة مع حكاية استكمال نص الدين!! في حين يعتقد البعض الأخر, أن هذا التحول, يجسد في الواقع, عمق الغضب الكامن في أعماق السيد حارث النقيب, جراء اضطراره (بسبب حظه العاثر بالتأكيد) تمضية معظم أوقاته يوميا برفقة سيد تحالف! وبالعراقي الفصيح : الله يساعده !

 

سمير سالم داود - شباط  2003