ماذا عن عصابات المافيا الصدامية في الخارج؟!

 

ماذا يعني تصاعد سعار زبالة صدام في الخارج, وتحديدا بعد سقوط نظام العار الصدامي في التاسع من نيسان؟! وما هو السر الكامن وراء كل هذا القدر من الصفاقة التي تمارسها زبالة صدام على صعيد التحريض علنا وبالأسماء الصريحة على ارتكاب المزيد من عمليات القتل والتخريب في العراق ؟!

ذلك يعني أولا وقبل كل شيء, أن ذراع المخابرات الصدامية في الخارج, لم تتعرض حتى اليوم إلى ضربات موجعة, تشل قدراتها على التحرك, وعلى العكس من ذلك, عادت هذه العصابات , وبعد تجاوز تبعات السقوط السريع لنظام العفالقة, لمواصلة عملها القذر من جديد وبذات الحماس, رغم مرور أكثر من نصف عام على سقوط النظام العفلقي!

وهكذا بدلا من أن يختفي مرتزقة صدام في الخارج عن الأنظار بعد التاسع من نيسان, وبدلا من أن يلتزم حثالات ما يسمى (الدفاع عن الوطن= صدام )* الصمت مجللين بعار سعيهم الذليل تسويق نظام القتلة الفاشيين, عمد هولاء السفلة إلى تصعيد  نشاطاتهم المخابراتية, واعتماد لغة الشتائم والإساءات, ضد كل من يتجرأ على محاولة التصدي لتحركاتهم القذرة !

و.......بات حتى من المألوف, أن يعمد العديد من هولاء المرتزقة, إلى نشر وساخاتهم بأسمائهم الصريحة في صحيفة قدس العطوان وموقع حسون الزاملي على شبكة الانترنيت, في محاولة مكشوفة (لتقوية العزائم ) عزائم العفالقة في الخارج, وقطع الطريق ( عبر الوعيد المبطن) على كل من يريد التخلي عن دوره في خدمة توجهات مخابرات النظام المقبور, إلى جانب إشاعة الرعب في حياة من يريدون التخلص, من تبعات ارتباطهم بنشاطات جمعيات المغتربين, وتحديدا ممن جرى  استغلال سفرهم للوطن بهدف ربطهم لاحقا بنشاطات هذه الجمعيات المخابراتية....الخ هذه الأساليب القذرة, التي جرى استخدامها من قبل مرتزقة جمعيات المغتربين الصدامية, في إطار ما عرف يوم ذاك, بقادسية المنافي والتي استهدفت كما هو معروف ربط الملايين من المهاجرين بتوجهات نظام العهر الفاشي في العراق.

السؤال :لماذا ؟!

الجواب بسيط للغاية,تشكيلات مرتزقة النظام العفلقي في الخارج ,باتت بعد التسعينيات من القرن الماضي, تعتمد نظام عمل عصابات المافيا, على صعيد التمويل وحرية التحرك,تبعا لظروف والإمكانيات المتاحة لها في كل بلد من بلدان العالم.

هذه العصابات والتي أشرف المجرم برزان التكريتي, على تشكيل نواتاتها الأولى, وخاصة خلال فترة عمله في جنيف, كانت ولغاية سقوط نظام العفالقة, تتحرك بين الملايين من المهاجرين العراقيين, وفي شتى إرجاء المعمورة, تحت وجهة ما يسمى ( جمعيات المغتربين) والتي كان يقودها في الظاهر , عناصر مرتدة سياسيا, وتحديدا من السفلة من جماعة الدفاع عن الوطن= صدام, للتغطية على تحركات عناصر المخابرات الصدامية من جهة, وتوظيف هذه العناصر المرتدة, علاقاتها الاجتماعية لكسب المزيد من الأعوان, وجر المزيد من العراقيين إلى مستنقع العمل مع المخابرات الصدامية.

كما أن عصابات المافيا الصدامية, تمكنت من الاستفادة القصوى, من ودائع النظام الصدامي وأرصدته المالية في البنوك الخارجية, والتي تقدر بالمليارات (والمسجلة بحسابات خاصة) وذلك من خلال توظيف هذه الأموال, عن طريق إقامة المئات من الشركات التجارية, وفي مختلف أنحاء العالم, لضمان زيادة دورة رأس المال, والحفاظ على مصادر التمويل, لمختلف النشاطات المخابراتية, بما في ذلك شراء الذمم ومواصلة دفع المعلوم للمرتزقة من الصحفيين العرب , وتجنيد الإرهابيين....الخ 

كل ما تقدم يكاد أن يكون, وبفعل التكرار, معروفا للجميع, ومع ذلك تواصل منظمات وفروع القوى الأساسية الفاعلة على أرض الوطن ( الدعوة, المجلس الأعلى, حدك, أوك, الشيوعي) في الخارج فضيلة الانتظار, وعدم التحرك على الصعيد العملي وبصورة مشتركة, لمواجهة حثالات صدام, والتصدي لسعارها المتزايد بعد سقوط نظام العفالقة الهمج, وبشكل يعبر ويجسد, مواقف هذه الأطراف الأساسية المشاركة, في مجلس الحكم والتي تقود عمليا في الوقت الحاضر,التوجهات الرامية القضاء على بقايا حثالات النظام المقبور في الداخل !**

لماذا هذا التباين في الموقف, أو بالأحرى, لماذا لا يجري اعتماد هذه الوجهة الواضحة في ملاحقة حثالات صدام في الوطن, لكي تمتد وتشمل حثالات صدام في الخارج, بالاعتماد  على عمل فروع ومنظمات هذه الأطراف والقوى السياسية في الخارج ؟!

البعض يكرر كما على الدوام ,ذات الاسطوانة المشروخة, عدم وجود حاجة للتصدي إلى هذه المهمة, المقصود رصد وتعرية نشاطات مرتزقة صدام في الخارج, وضرورة تركيز كل الجهود نحو الداخل (من بره طبعا!) والبعض الأخر, يعتقد أن هذه الموضوعة , نشاطات مرتزقة صدام, سوف تنتهي مع مرور الوقت, على أساس أن انهيار النظام وإغلاق أوكاره المخابراتية (السفارات) سيؤدي عمليا إلى انهيار شبكات المخابرات الصدامية في الخارج , والبعض الثالث يرى أن الأمر لا يحتاج إلى اكثر من مجرد تنظيم ( جم ) مظاهرة مع رفع ( جم) شعار هنا وهناك, على أساس أن ذلك كفيل بتخويف جرابيع صدام ودفعهم ( غصبا) إلى وقف نشاطاتهم القذرة!

كل هذه الذرائع, مع بعض التعديلات الطفيفة, شكليا, كان البعض من هذه القوى, ولا يزال, يعيد تكرارها للتهرب من القيام بحملة تعبئة سياسية وإعلامية بين صفوف الملايين العديدة من المهاجرين العراقيين, بهدف الكشف عن طبيعة وأهداف هذا التحرك العلني لحثالات صدام وتحديد السبل  و الخطوات العملية الواجب اعتمادها لمحاصرة هذه الحثالات وخاصة أولئك السفلة ممن يحرضون علنا على ارتكاب المزيد من عمليات الإرهاب والقتل في العراق؟!

ويظل السؤال : لماذا تتردد  فروع ومنظمات الأحزاب والقوى الوطنية العراقية,التي تحملت أعباء النضال طويلا ضد نظام العفالقة الهمج, في التحرك عمليا لمواجهة جرابيع وحثالات صدام في الخارج؟!

سؤال أتمنى أن يبادر كائن من كان, من مناضلي هذه القوى الوطنية, للرد عليه أو على الأقل التمعن في مغزاه وعند توفر الوقت المناسب!

و..........بانتظار الرد, لا نملك سوى التأكيد من جديد, أن من يتهربون اليوم كما في الماضي من تحديد مواقفهم بوضوح من مرتزقة صدام في الوسط العراقي, متذرعين بسخافات الحديث عن التمييز بين المواقف السياسية والعلاقات الاجتماعية, إنما يساهمون عمليا كما ساهموا من قبل, في التغطية على تحركات مرتزقة وحثالات صدام, وتعزيز روح عدم المبالاة ضد نشاطاتهم بين المهاجرين العراقيين حتى بعد سقوط نظام العفالقة الهمج.

وبالعراقي الفصيح: العراقي اليوم , العراقي الذي يملك الحد الأدنى من الشعور الوطني, لا يمكن أن يتخذ موقف الحياد أو المهادنة مع العفالقة الأنجاس في الخارج. ومن يلتزمون عهر الصمت, ويغضون أسماعهم وأبصارهم  عن سفالات مرتزقة صدام, إنما يشاركون هولاء السفلة, تحريضهم على ارتكاب المزيد من عمليات الإرهاب والقتل في العراق !

سمير سالم داود  26 تشرين الثاني 2003

alhkeka@hotmail.com

* في حديث مع زميل مقيم في مدينة مالمو السويدية حول مغزى تصاعد سعار المرادي بعد سقوط  النظام المقبور, أشار إلى أن بعض ممن كانوا يشاطرون سيد تحالف والمرادي الموقف بصدد ما يسمى( الدفاع عن الوطن) قبل سقوط النظام, ممن اختاروا التزام الصمت بعد الكشف عن الجرائم المروعة للنظام المقبور, باتوا اليوم يشعرون بالإحراج الشديد لمجرد الإشارة حتى ولو بشكل عابر, إلى علاقاتهم السابقة مع سيد تحالف والمرادي, والعديد منهم لا يخفي التعبير عن قناعته, أن مواقف المرادي حاليا, تنم إما عن سقوطه الاجتماعي أو عمله بالفعل لحساب مخابرات النظام المقبور في الخارج. 

** هل هناك حاجة للتأكيد على أن الفشل على هذا الصعيد, يعود من بين عوامل أساسية أخرى, إلى عدم التفكير جديا بمحاصرة عصابات المافيا الصدامية في الخارج, أو ترى هناك من يجهل دور هذه العصابات على تجنيد المطايا المجاهرين بالقتل وتسهيل تسللهم إلى داخل العراق, أو هناك من لا يعرف دور هذه العصابات في عملية التحريض على الإرهاب والقتل في العراق؟!  

هامش : أعيد نشر هذا التعليق عشية اللقاء المتوقع, في القادم من الأيام, بين عدد من المثقفين مع السيد سفير العراق في السويد, على أمل أن يساهم ذلك في ضمان تحرك السفارة لمواجهة سعار حثالات البعثلوطية في التحريض على الإرهاب في العراق, وممارسة التهديد وعلنا, ضد جميع من يتصدون لسعارهم وعبر موقعهم على شبكة الانترنيت ( كادر الدعارة) المجاز رسميا في السويد, ويمكن الاعتماد, على المنشور من الوثائق في العنوان أدناه, منطلقا لدعوة السفير للتحرك بعد طوال انتظار!  www.alhakeka.org/kdbild.html