عن همج الدواعش

لقاء سريع مع الخليفة!



أولا وقبل كل شيء من الضروري التأكيد على أن فكرة اللقاء مع أمير المؤمنين الخليفة أبو بكر البغدادي كانت تراود ذهني منذ بعض الوقت، وبالتحديد منذ أن جرى الكشف عن هوية زعيم داعش الوهابي وطلع مو بغدادي، وإنما بالأصل سامرائي، ودون أن يجري ولغاية الساعة توضيح ما دعاه تغير موطن منحدره، إلا إذا كان القصد تعمد الإساءة لبغداد وأهل بغداد، ولقطع الشك بالقين ما كان عندي من الخيار غير اللقاء مع الخليفة أبو داعش.

و....أسوق ما تقدم من الملحوظة، لتجنب خطأ الاعتقاد، أن الدافع لفكرة هذا اللقاء هذا الذي جرى ولا يزال في الموصل وأخواتها من المحافظات، أقصد هذا الذي كان ولا يزال موضع الجدل وسط ربع آخذنٌها وما ننطٌيها، نتيجة الحاد من الانقسام عن المناسب من التوصيف لما حدث من المصيبة، وعما إذا كان ذلك: هزيمة سياسية أو نكسه عسكرية أو وكّسه أخلاقية وغير ذلك من مختلف التوصيفات والتي يجري عنها وحولها محتدم النقاش في اجتماعات الكتلة الجبيرة ويوميا ومنذ العاشر من ماضي حزيران!*

كما ينبغي، شكّد حلوه كما ينبغي حين تكّنبص براس السطر، التأكيد على أن الهدف من اللقاء مع الخليفة، ما كان بقصد السؤال عما هو معروف من الحقيقة، أقصد أن داعش كما القاعدة، من نتاج متخلف فكر أبن تميمة ومذهب عار الوهابية ، تماما كما هو حال حكام نظام ما قبل عصور التاريخ في الجزيرة العربية وجميع همج اتباعهم حيثما يلوثون بوجودهم فضاءات ما يسمى الدول العربية والإسلامية وبين صفوف من جرى إيفادهم للحصول على فلوس الجزية من أهل الشرك في أوربا وأمريكا وغير ذلك من أمصار الكفار!

و...من الضروري كذلك التأكيد على أن القصد من أجراء اللقاء مع الخليفة ما كان بدافع معرفة الجواب عن الهدف الأساس من وراء اصطناع وجود داعش، باعتبار أن ذلك بدوره بات أكثر من مكشوف ومعروف، أقصد القيام بكل ما هو مطلوب من البشاعات وبالصورة والصوت،وعلى نحو يتجاوز بشاعات جميع عصابات همج الإرهاب، بهدف إنجاز القذر من المهمة، مهمة إشاعة حرب المذاهب وعلى نطاق واسع بما يقود لتغير مجرى الصراع في هذا الجزء الحيوي من العالم، ويكفل وللقادم من عقود الزمن، دوام عار مصالح سافل من يشاركون في نهب ثروات المحكوم عليهم بالحرمان والقمع والتخلف، وتصريف المزيد والمزيد من لمكدس في مخازنهم من أسلحة الإبادة والدمار ....الخ ما صار والله مكشوف كلش ولا يجهله غير البليد من أهل الحماقة!**

أخيرا من المهم عندي التوضيح بما يقطع الطريق على من سوف يبادرون وحتما التشكيك بصحة إجراء هذا اللقاء مع الخليفة باعتبارهم ( نعلت الله عليهم) من أهل سوء الظن ويعانون من دودة الشك ومنذ الولادة...و.. بمقدوري القول، ودون الدخول بالكثير من التفاصيل، أن هذا اللقاء وعبر السكايب، جرى بالاعتماد على جهد واحد أبن حرام، رفض الكشف عن هويته، وترك لداعيكم خيار توصيفه باعتباره مصدر عليم أو شخصية مهمة وثيقة الصلة بدوائر القرار في داعش، ولم يشترط لتنفيذ طلب اللقاء غير مبايعة الخليفة على السمع والطاعة وعلى أن أخاطبه بمولانا أمير المؤمنين.

و.. مو عيب الواحد يعترف ، حين حان موعد اللقاء وشفت جهرة الخليفة كّدامي على الشاشة، خفت خصوصا بعد أن راح الدوني يحدق برقبتي بشبق المتعود على النحر، أو كما لو كان يريد أن يآخذ بوشي حتى لا أغمج بالسؤال، ومرت بضع لحظات من الصمت، قبل أن  أتجاوز وبطلعان الروح ارتباك الخضهٌ وعندها تساءلت عن صحة ما ورد على لسانه من القول نراكم في نيويورك ساعة إطلاق سراحه بعد اعتقاله من قبل الأمريكان بتهمة الإرهاب وبالجرم المشهود؟!

- لا ...هذا كذب وافتراء ما قلته وبالحرف الواحد : ولد الكّحبة آني أرويكم بعدين. رد الخليفة وهو يضحك بسفاهة صدام دون أن أدري ليش ولماذا.

عند السؤال عن صحة ما جرى نشره من الوثائق عن تعاون المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية في تشكيل داعش ....قال : واحد شينتظر من هذوله الكفار ...الكيد عندهم عادة وما يدرون أن كيد الله أعظم ... رد بإيجاز وهو يلوذ بالصمت، حين توسلت المزيد من التوضيح قال: الكذب حرام ...ما أكّدر أكّول صحيح لو مو صحيح ...وما عندي من الجواب غير : ما أدري ... بس أكيد وحتما الأمير بندر يدري...هو أبو الفلوس وما شفت غيره بعمان يوم ما طلب نسوي داعش حتى نحارب الروافض، وكّال إبراهيم ( أسم الخليفة قبل أن يصير أبو بكر) كل ما تريده تحت تصرفك ورهن إشارتك، ما دام فكرنا وهدفنا واحد ومن أهل نفس العقيدة....والشهادة لله ...بندر ما قصر ...

على ذكر العقيدة والهدف المشترك ما هو مبرر الخلاف مع القرضاوي قال الخليفة : قبل الانشقاق بين صفوف المجاهدين من ربع أبو موزه وربع أبو متعب، كنت لا أتردد في استشارة القرضاوي بالصغيرة والجبيرة بحكم التوافق على مشترك العمل ضد الروافض باعتبارهم العدو الأساس وليس ولد العم اليهود، ولكن سرعان ما دب الخلاف لتعارض مواقفنا من فريضة النكاح، بعد أن اكتشفت أن القرضاوي ورهطه من مراجع ربع أبو موزه لا يجوز عندهم نكاح من تجاوزن عمر القوزي من البنات كما يحرمون مضاجعة من بلغوا سن الصلاة من الصبيان، في حين أن النكاح وفق علوم مرشدنا بن تميمة جائز ومشروع وحلال بغض النظر عن العمر ومشاع ليل نهار وجماعيا ما دام الشرع يكّول ....لحم بلحم والزايد من الله شحم. قال وهو يعود من جديد للضحك بسفاهة صدام.      

أخيرا جاء وقت السؤال عن ما دعاني بالذات وتحديدا للتفكير باللقاء مع الخليفة، أقصد ما هو أكثر أهمية عندي من كل ما تقدم بحكم أن داعيكم بغدادي متعصب ومن الضروري عندي معرفة ماذا دعاه لتعمد اختيار لقب البغدادي وهو  سامرائي.

- شنو عندك موقف سلبي من أهل سامراء؟ رد الخليفة بغضب معروف العواقب وما كان عندي ونتيجة الارتباك الشديد غير الرد وعفو الخاطر: والعباس أبو فاضل ما عندي موقف سلبي من ولايتك وبالعكس آني أموت على شوربتكم وما كو داعي أحلف وأكّول شكّد احب ركّيكّم والقبلة عندي من أصلي سامراء باعتباري من ربع أطلع عاد... ليش ضام روحك ...و...عند هذا الحد أنقطع الاتصال وما أدري ليش : ربما الخليفة زعل لسماع اسم العباس أبو فاضل أو من سالفة عجل، أو ربما ولد الحرام الأمريكان خربوا الاتصال من عندهم، خوفا من أن يغمج داعيكم بالسؤال بما يفضح المفضوح من ملعوب داعش الأمريكي سعوديا، وبالذات في حال الاستفسار عما حال دون نجاح طائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية الأمريكية من رصد من هو على أساس عدوهم رقم واحد، ساعة ما كان يتبختر في شوارع الموصل وبنص الظهر قبل أن يدخل للجامع ويظل يخوط ويخربط مرتاح البال طوال أكثر من ساعة، في حين تمكنت ذات الأقمار الصناعية الأمريكية ( يا سبحان الله) من تصوير عملية اغتصاب واحد من طالبان لصخلة وفي منطقة وعرة في أفغانستان وبنص الليل!****

سمير سالم داود  تموز عام 2014

samirdawod@hotmail.com

* هذا يعيد للأذهان ما حدث بالتحديد بعد هزيمة الخامس من حزيران عام 1967 يوم دب الخلاف وسط بني القعقاع حول المناسب من التوصيف وما إذا كانت الكارثة.. نكسة لو هزيمة لو طيحان حظ ....الخ ما بات موضع الحاد من الاختلاف قبل أن يجري في النهاية حسم الصراع بالاتفاق على تحميل المشير عبد الحكيم عامر كامل المسؤولية عما حدث بعد أن تبين أن الأخ القائد العام وفي ليلة الرابع من حزيران ، ظل كّاعد مثل الأسد، يلعب تخته شناو مع برلنتي عبد الحميد، من باب الاستعداد لدحر العدوان الصهيوني المطبكّ على الإمبريالي...و...بعد أن ذابوهٌها براسه ما كان يملك غير أن يختار ما بين فضيحة نشر صور طيزه المصلخ وهو يلعب تخته شناو بالسرير أو ينتحر وفي النهاية أختار الموت هربا من الفضيحة، دون أن يدري خطيه المتاح من السبل للنجاة، باعتبار أن ما فعل مع برلنتي كان حلال ويندرج في إطار المشروع من نكاح الجهاد!

** وان كان من الصعب التأكيد ومن باب الجزم على أن إطلاق سراح هذا السفاح من قبل قوات الاحتلال جرى إعداده وتمهيدا لممارسة المطلوب من الدور لاحقا على صعيد تشكيل داعش، ولكن من المعروف والثابت تاريخيا دور المخابرات الأمريكية في تشكيل ما يسمى اصطلاحا منظمات المهمات القذرة ، أقصد لخوض الحرب بالوكالة بعد اصطناع المطلوب من البعبع وبالاعتماد أساسا على المرتزقة، وعلى النحو الذي جرى ويجري راهنا وعلنا كما جرى في العديد من دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا في الماضي من عقود الزمن، ...و...عراقيا يمكن التذكير بقذر دور العصابة الفاشية التي شكلها حزب أنجاس العفالقة ( أبو القطار الأمريكي) تحت أسم منظمة حنٌين لتنفيذ المهمات القذرة وإلقاء تبعاتها على الشيوعيين بعد ثورة تموز عام 1958 وكذلك الحال مع العديد من التنظيمات التي جرى تشكيلها تحت واجهة العمل الفدائي من قبل المخابرات الأردنية بهدف تشويه صورة المقاومة الفلسطينية تمهيدا لنحرها في أيلول عام 1970 هذا من غير الكثير من تنظيمات المهمات القذرة التي جرى تشكيلها في لبنان من قبل مخابرات أنجاس عفالقة العراق وسوريا والعديد من أجهزة المخابرات العربية والدولية وبالخصوص قبل اجتياح بيروت عام 1982

*** عند ذكر سالفة الشوربة عقب الخليفة متباهيا كيف أن ولد الحرام الكفار استفادوا من خلطة الحبوب والخضراوات التي يجري استخدامها عند إعداد هذه الشوربة في تصنيع عقار طبي مضاد للامساك وأكثر فعالية من زيت الخروع.

**** من الملفت للانتباه سرعة تأكيد الاستخبارات الأمريكية على صحة وقائع فلم خطبة قرقوز أبو ساعة في الموصل وفور نشره على شبكة الانترنيت كما لو كان القصد التأكيد لصاحبهم الخليفة على أن كل شيء جرى تحت سمع وبصر كاميرات أقمارهم الصناعية...مما يعني بلغة ماما أمريكا.. آخذ راحتك ولا تخاف....نحتاجك وفلم داعش على الأقل فد سنة بعد، ويجوز شوية أكثر!