عن همج الدواعش

لماذا هذا الملعون من الحرب؟!1-2

أدري وسلفا، أن سؤال العنوان، وفي هذا الظرف البالغ التعقيد راهنا ، ينطوي على الكثير من الاستفزاز لمشاعر جميع من يشاركون اليوم وعمياوي في التحريض على تصعيد ما يدور من ملعون الحرب في الموصل والرمادي وتكريت وعلى أساس أن ذلك يندرج عندهم في إطار المقدس من الجهاد ضد عصابات الإرهاب ولقطع دابر العصيان ضد مواقع ما يسمى وجزافا السلطة المركزية ،....و...لكن؟!

هل أن ممارسة فعل التغابي واصطناع المزعوم من الجهل، بمقدمات وأسباب هذا الذي يجري من العصيان بقيادة حزب البعث الوهابي وبالاعتماد أساسا على دور سافل أتباعه في صفوف همج عصابات الإرهاب، يكفي لتبرير زج جحافل من تطوعوا وسط أهل الأكثرية في بغداد والوسط والجنوب، في مستنقع هذا الملعون من الحرب، لمواجهة خطر ومخاطر الموت، بعد النجاة من بشع حروب العفالقة وجرائم عصابات إرهابهم الهمجية، ودون أن يجري غسل وتكفين جثثهم، تسهيلا لمهمة طمرهم جماعيا، تماما كما كان الحال طوال سنوات مرير حروب نظام أنجاس العفالقة ؟! 

أريد القول: هل كان من المثير للدهشة أو المفاجئ حقا،* نجاح حزب البعث الوهابي تأكيد عار وجوده المعلوم في مناطق تواجده الأساس وسط صفوف من كانوا في موقع الجلاد، وبالتعاون مع همج عصابات الإرهاب، وبالاعتماد ومحوريا على الحاسم من قذر دور الكثير...الكثير من كوادره في الجيش والشرطة والمختلف من الدوائر والمؤسسات الرسمية بما في ذلك من يتواجدون في سيرك البرلمان، ووسط الزواحف من أهل القرار، وأقصد تحديدا حمير طروادة ضمن إطارات المشوه سياسيا من متعاقب الحكومات في ظل نظام عار تحاصص التخلف والفساد؟!

السؤال : لماذا يجري ( وأكاد أن أقول عن عمد) تجاهل ما تقدم من صارخ الحقيقة، حقيقة أن هذا الذي حدث من مشين هزيمة ما يسمى جزافا السلطة المركزية في الموصل والرمادي وتكريت، كان بفعل عصيان، أكرر عصيان من ظلوا ولغاية سقوط سيدهم السفاح يتحكمون بقوة القمع، وهم الأقلية بثروات ومصائر البلاد والعباد، وما كان ومن حيث الأساس، نتيجة خيانة جم ضابط نجح نظام ما قبل عصور التاريخ السعودي وقطر والإمارات وتركيا في شراء ذممهم ...الخ ما يجري ترديده من واهن المبررات وبليد التوصيفات، منطلقا للاستمرار في قرع طبول هذا الملعون من الحرب؟!

أكرر القول : هذا الملعون من الحرب، لان من الصعب وحد المستحيل، تجريدها من عباءة البغيض من الصراع الطائفي همجيا، بغض النظر عن دوافع من يرفضون مبدئيا وفكريا وسياسيا وجود حزب العفالقة والهمج من عصابات الإرهاب، وأقول ذلك من منطلق حقيقة، نجاح حزب البعث الوهابي وأتباعه وسط عصابات الهمج المجاهرين بالقتل، تحويل مجرى الصراع وسط عرب العراق، لصراع طائفي بغيض يرتدي عباءة الهمجية، بعد أن كان وطول حكم أنجاس العفالقة، صراعا محكوما بالتضاد، مطلق التضاد، بين مصالح وطموحات وتطلعات من كانوا في موقع الضحية، وسافل من كانوا في موقع الجلاد ويدعمون سطوة سلطة وجوده الفاشي طائفيا وعشائريا وعسكريا وسياسيا.

و... عمليا، هذا القذر من الهدف، هدف تغيير مجرى الصراع، ما كان ممكن التحقق ومن غير عوائق كثيرة، دون سالب عار وجود نظام التحاصص الطائفي، وسافل عون جحافل جحوش العفالقة وسط أتباع المذهب الجعفري، ممن باتوا ومنذ سقوط مولاهم السفاح، وبعد أن نزعوا الزيتوني وارتدوا وسخ العمامة، يعملون بدورهم على إشاعة كل ضروب التطرف الهمجي طائفيا في مناطق أهل الأكثرية، وتنفيذ كل المطلوب، أكرر كل المطلوب، من البشاعات بما يتوافق ويخدم المنحط طائفيا من توجهات الجناح المتخلف وسط كهنة المؤسسة الدينية والبرلمان والمجتمع في إيران، وهو الجناح الذي لا يزال يمارس سالب التأثير فكريا وسياسيا واجتماعيا على توجهات أوساط واسعة على صعيد الرأي العام وسط أتباع المذهب الجعفري وحيث يتواجدون، رغم وبعد كل ما تحقق من التحولات الإيجابية في الوجهة والتوجهات بقيادة خاتمي وروحاني وغيرهم من أهل الجناح المعتدل في إيران.**

و...دعونا نتجاوز كل ما تقدم، ونفترض، مجرد افتراض أن ما تبقى من القوات الحكومية، وقدر تعلق الأمر بما يسمى استعادة هيبة السلطة المركزية، سوف (تنجح) في قمع الراهن من العصيان وإعادة الوضع عسكريا، لسابق عهده في الموصل والرمادي وتكريت. وبالاستناد على جحافل من تطوعوا لخوض غمار هذه الحرب، وبدعم من إيران والولايات المتحدة..ثم ماذا ؟!

أقصد هل أن ذلك سوف يشطب على مرير واقع الانقسام الطائفي على مستوى النفوس والمشاعر، أو يضمن إرغام أهل هذه المحافظات على الرضوخ لسطوة ما يسمى جزافا السلطة المركزية أو على الأقل ضمان اعترافهم بوجودها ولو شكليا وهم الذين في غالبيتهم العظمى يرفضون الاعتراف بفقدانهم ما كانوا يملكون من سلطان وسطوة القرار في الدولة والمجتمع  وعملوا كل ما في وسعهم منذ سقوط الطاغية، لتأكيد عدم استعدادهم مطلقا، الرضوخ للأمر الواقع، واقع هزيمتهم تاريخيا كطبقة حاكمة، للمباشرة في العيش، مشترك العيش مع أهل الأكثرية بعيدا عن الحقد والكراهية!*** 

و...تعمدت في سياق ما تقدم من السطور، تكرار ذكر السلطة المركزية مقرونا بعبارة ( ما يسمى جزافا) ليس فقط بقصد تبيان مدى عبث ما يجري راهنا تحت شعار استعادة المفقود من هيبة وهم السلطة المركزية، وإنما للتأكيد على مدى سخف الحديث عما يسمى سلطة مركزية وبعد أن باتت ومنذ سقوط الطاغية لا توجد عمليا وعلى ارض الواقع في محافظات أهل الأقلية، خارج إطار دفع الرواتب وتحمل نفقات العام من الخدمات، نتيجة رفض من كانوا يملكون سلطان وسطوة النفوذ طائفيا وطفيليا وقمعيا, القبول وبما يعني عمليا تخليهم طوعا, عن ما كانوا يملكون من الامتيازات الاقتصادية والسياسية, والمحوري من مواقع القرار في الدولة والمجتمع!

لماذا الاستمرار إذن في إشاعة الأوهام على أن ما يجري راهنا من ملعون الحرب، أو العصى الغليظة، سوف يساهم هذه المرة في إعادة فرض وجود ما يسمى السلطة المركزية في مناطق أهل الأقلية،أو سوف يكفل ضمان تغير مواقف الناس في هذه المناطق من خلال رفع سقف ما يجري تقديمه من كثير جزر المغريات ، فلوس ومواقع، لكسب ولاء المزيد من أهل النفوذ العشائري والسياسي بين صفوفهم...الخ المعروف عن بليد ما ساد من النهج والوجهة وجاء راهن العصيان، ليؤكد مدى فشله الذريع وعلى نحو فاضح لا يتجاهله والله، إلا من يفضلون المراوحة محلك سر في موقع أهل الحماقة!

وبعيدا عن الافتراض والحديث عن مواقف ومشاعر الناس في ربوع ما كان يسمى عفلقيا المحافظات البيض، لتميزها على مستوى الولاء عن مناطق أهل الأكثرية أو ما كان يجري توصيفه عفلقيا محافظات الغوغاء، دعونا نتساءل وقدر تعلق الأمر باعتماد سبيل الحرب لدحر العفالقة وأتباعهم وسط همج عصابات الإرهاب ...و...السؤال : هل ترى أن المتعاقب من الحكومات في عراق ما بعد حكم أنجاس العفالقة، لم تستخدم وبالتعاون مع قوات الاحتلال ولغاية عام 2011 كل أشكال وضروب القوة، المفرط من القوة، لتحقيق هذا الهدف، دون النجاح مطلقا في إنجاز هذه المهمة؟!

أريد القول: هل هناك من يجهل حقا أن في مقدمة أسباب هذا العجز، تجاهل الصارخ من الحقيقة، حقيقة استحالة القضاء على عصابات الإرهاب أو الحد من بشاعات جرائمهم الهمجية، دون ضرب مواطن تمويلهم وتجفيف منابع تفريخهم همجيا عبر التحريض وعلى مدار الساعة في حضيض جوامع القرضاوي والعريفي وعبر شاشات عار الجزيرة والعربية ...الخ المعروف تماما، وبشكل خاص واستثنائي، عن سافل دور حكام السعودية وقطر وقبل غيرهم في توفير كل المطلوب ماليا وطائفيا ودعائيا لضمان تفريخ المزيد والمزيد من همج المطايا المجاهرين بالقتل دفاعا عن بيضة إسلامهم والكالح السواد من ربهم المحشور في حضيض ما يرفعون فوق الوسخ من رؤوسهم من عار الرايات !

و...صدقوني دون ضرب مواطن تمويل وتجفيف منابع تفريخ المطايا المجاهرين بالقتل سيظل من رابع المستحيل دحر عصابات الإرهاب الهمجية، ولا أتحدث عن دحرها وحسب في العراق، وإنما حيث باتت تمارس بشاعاتها في سائر مناطق عار تواجدها، طالما كان ولا يزال يجري دعمها ومن دون حساب، سعوديا وقطريا، بالمال والعتاد والمطلوب من التحريض على إشاعة البشع من حرب الطوائف...الخ ما ساهم ويساهم في وجود مستنقعات توفر وعلى مدار اليوم المزيد والمزيد من همج المطايا وسط الألوف ممن ينتظرون دورهم للمشاركة في جهاد النكاح في ضواحي الفقر والجهل في تونس والمغرب والجزائر ومخيمات الفلسطينيين وغير ذلك من مناطق تواجد من يتوسلون المشاركة في جرائم نحر البشر ويحذوهم مطلق الاستعداد للموت، طمعا بالصعود  للسماء لمواصلة جهادهم المقدس مع  الحواري والغلمان في فردوس الرب!      

السؤال : هل من المطلوب التغاضي عن تصاعد خطر عصابات الهمج المجاهرين بالقتل وبعد صاروا يطرقون أبواب بغداد؟! وهل من المعقول ممارسة انتظار بركات من بمقدورهم ومستطاعهم وفي المقدمة أمريكا وإيران ضرب مواطن تمويلهم وتفريخهم في السعودية وقطر؟!  

ذلك ما يستوجب التوقف عنده لاحقا بالمناقشة ولكن بعيدا عن أفلام من يروجون لسالفة بالروح ..بالدم نفديك يا عراق وهم يرفعون فوق رؤوسهم عار الحضيض من العلم، علم الطاغية أو بليد البائس من مواقف أهل الإدمان على الخيبات ممن يواصلون النحيب والبكاء مثل أم ولد غركّان وهم يرددون نشيد : موطتي!

سمير سالم داود  29حزيران عام 2014

samirdawod@hotmail.com

* (من الغباء، مفرط الغباء، المراهنة على دوام ولاء عناصر الجيش والشرطة ومجاميع الصحوات وغير ذلك من العاملين في المختلف من الدوائر والتشكيلات العسكرية والمدنية في الموصل والرمادي وتكريت في حال قرر أصحاب الحاسم من النفوذ ، إعلان العصيان تمهيدا للانفصال عن العراق، وشخصيا لا أرى في تعمد تكرار عمليات اقتحام مراكز محافظات ديالى والموصل والرمادي وتكريت، وتحت سمع وبصر ما يسمى قوات السلطة المركزية، مجرد استعراض للقوة من قبل عصابات الإرهاب، وإنما عمليات مقصودة سياسيا، ولا تخرج عن إطار ممارسة فعل التمرين والاستعداد عمليا بانتظار الموعود من اليوم وربما بعد المعدود من قليل السنوات!)

أعلاه ما ورد وحرفيا في سياق نص بالعراقي الفصيح جرى نشره قبل أكثر من ثلاثة أعوام من الزمن، وأعيد إيراده لتبديد سخافة من يمثلون اليوم دور المدهوش والمذهول من هذا الذي حدث من العصيان، هذا على الرغم أن داعيكم وكما هو معروف يعيش وسط جزيرة بنص البحر على حافة الكرة الأرضية وتبعد مليون ميل عن أرض ما لا يزال يسمى على مستوى الخريطة ومن قبيل الطرافة : جمهورية العراق الاتحادية!

** لا أتحدث فقط عن المفضوح من عملاء الباسدار من شاكلة السفاح أبو دريع والخزعلي...الخ  وإنما عن جميع من ينشطون عبر المختلف من مواقع الترويج أو يعملون في إطار جمعيات ومؤسسات تحمل المختلف والمتعدد من التسميات في إيران والعراق وحتى في أوربا، ومهمتهم لا تتعدى غير إشاعة البغيض من الأحقاد ضد أهل المذاهب الأخرى عن طريق المبالغة في مزعوم الدفاع عن الأمام علي وسائر آل البيت، لشتم غيره من الخلفاء والصحابة وبالتركيز وعن عمد على ما جرى من الصراعات قبل أكثر 1600عام، وعلى نحو لا يختلف وقطعا عن قذر دور عملاء نظام ما قبل عصور التاريخ السعودي ممن يروجون بدورهم لما هو العكس من همجي التوجهات، وبعد أن بات عند سافل أهل الوهابية نحر أتباع المذهب الجعفري حلال وواجب التنفيذ وفق شريعتهم الهمجية...و...قراءة سريعة لما يجري نشره في العديد من المواقع على شبكة الانترنيت، من متكرر الشتائم ضد زوجة الرسول عائشة أو عمر بن الخطاب أو عمر بن العاص وغيرهم من رموز أهل السلفية وحتى على صفحات مواقع مو طائفية، يكفي لفضح قذر دور مرتزقة الجناح المتخلف في إيران، وأن ارتدوا في الحاضر المختلف من القناع للتغطية على وساخات ماضيهم أيام الزيتوني والله يخللي الرئيس !

*** تعمدت تجاهل التوقف عند موقف أهل كوردستان من السلطة المركزية، لان من الغباء تماما، الاعتقاد بوجود إمكانية واقعية, ومهما كانت ضئيلة، لفرض عودة وجودها من جديد على أهل كوردستان، وللعلم ليس راهنا وبعد استعادة جميع ما جرى استقطاعه شوفينيا من أرض كوردستان الجنوبية وإنما منذ أن جرى التخلص ونهائيا من سطوة قمع السلطة المركزية عام 1991...و...نقطة وراس سطر!