عن التقسيم وواقع الحال المفلكح سياسيا !!

2-3


في الراهن من اللحظة تاريخيا، وعطفا على ما ورد من الاعتقاد في سياق ماضي النص* كان ولا يزال من الضروري السؤال : هل يملك أهل حاسم النفوذ  في مناطق الغرب وشمال الغرب فضلا عن ديالى، القدرة وعمليا على المضي قدما في توظيف الملعوب الفيدرالي للتمهيد وتدريجيا للانفصال لاحقا عن العراق، بشكل مشترك أو على انفراد ، وقبل أن تتوضح أمامهم وتماما تبعات ونتائج ما يجري من عاصف التطورات إقليميا، وبشكل خاص واستثنائي راهنا في سوريا المجاورة حدوديا وشاسعا مع مشروع القادم من دولتهم على أرض القائم بالفعل وعمليا من كيانهم الذي يخضع وكما هو معروف شكليا لما يسمى السلطة الاتحادية في العراق ؟!

أسوق ما تقدم من السؤال، لان هناك من يعتقدون أن نجاح قوى الإسلام العثماني، أقصد تحديدا قوى الإسلام الأمريكي عثمانيا في إسقاط حكم العفالقة في سوريا، سوف يسهل وكثيرا من مهمة إقرانهم في الجانب الأخر من الحدود ، وبالذات في الموصل والرمادي وبما يقودهم للتحرك بدورهم باتجاه قطع هذا القائم من الارتباط شكليا مع السلطة الاتحادية استعدادا لما هو أبعد من ذلك بكثير لاحقا...و.. هذا الاعتقاد وأن كان لا يجانب الصواب منطقيا ، ولكن شخصيا أعتقد أن قوى الإسلام العثماني في العراق بما في ذلك خصوصا جناح البعث النقشبندي بقيادة الشيخ عزة الدوري** تملك على الأرض لراهنا ما يكفي من القدرة وعمليا لحسم أمرها ودون الحاجة لممارسة فعل انتظار حسم الجاري من محتدم الصراع في سوريا!

أريد القول في حال وقوف قوات الاحتلال على الحياد، وأعتقد سوف يجري التمديد لوجودها بهذا الشكل أو ذاك دون الإعلان عن ذلك، لا يوجد هناك ما يحول ويمنع عمليا، أكرر ما يمنع وعمليا، دون قدرة قوى الإسلام الأمريكي عثمانيا من فرض سطوة نفوذها وعلنا على الموصل والرمادي وتكريت والعديد من مناطق ديالى، ليس فقط بحكم أن جميع هذه المناطق لا تخضع إلا شكليا لحكم السلطة الاتحادية، وإنما من الغباء، مفرط الغباء، المراهنة على دوام ولاء عناصر الجيش والشرطة ومجاميع الصحوات وغير ذلك من العاملين في المختلف من الدوائر والتشكيلات العسكرية والمدنية في هذه المناطق ، في حال قرر أصحاب الحاسم من النفوذ ، إعلان العصيان تمهيدا للانفصال عن العراق، وشخصيا لا أرى في تعمد تكرار عمليات اقتحام مراكز محافظات ديالى والموصل والرمادي وتكريت، وتحت سمع وبصر ما يسمى قوات السلطة المحلية، مجرد استعراض للقوة لعصابات الإرهاب وإنما عمليات مقصودة سياسيا ولا تخرج عن إطار ممارسة فعل التمرين والاستعداد عمليا بانتظار الموعود من اليوم!

على ضوء حقيقة ما تقدم، بمقدوري القول أن تريث أهل حاسم النفوذ في مناطق ما كان يسمى عفلقيا محافظتهم البيض، في اتخاذ قرار توظيف الملعوب الفيدرالي تمهيدا للانفصال لاحقا عن العراق، لا ينطلق وحسب من  مجرد انتظار معرفة نتائج الجاري من محتدم الصراع في سوريا، رغم أهمية ذلك كثيرا، وإنما لعوامل أخرى لا يمكن تجاهلها ومن بين ذلك ما يدور من متواصل الصراع على النفوذ في هذه المناطق أولا  وعدم إمكانية تجاهل ما يسود على أرض الواقع على صعيد موازين القوى محليا ثانيا ومدى التعجيل أو خلاف ذلك على صعيد تحقيق المتوقع من نوعي التطورات إقليما ثالثا ....الخ ما يحتم على  قوى الإسلام الأمريكي عثمانيا ممارسة فعل الانتظار وعلى أمل إيجاد المناسب من الوسائل للتعامل مع هذا المختلف من العقبات وغيرها، قبل إقدامهم على المباشرة وعمليا في تنفيذ المطلوب من دورهم على صعيد مشروع تقسيم العراق وبالشكل الذي جرى تحديده وحرفيا، أكرر الذي جرى تحديده وحرفيا، من قبل صناع القرار الأمريكي!

و...من باب التفصيل وبتكثيف شديد، يمكن وعلى صعيد أولا التأشير على استمرار المحتدم من الصراع على النفوذ في مناطق مشروع القادم من الدولة عثمانيا، مع ملاحظة أن هذا الصراع بات وتدريجيا يتمحور راهنا بين من يتصدرون واجهة اتخاذ القرار في صفوف شيوخ العشائر والقطط السمان وأتباعهم ممن يتصدرون واجهات المشهد السياسي في الموصل والرمادي ، وذلك ليس فقط جراء تنافسهم التقليدي*** وإنما ومن حيث الأساس نتيجة تضارب المصالح بين من يمثلون مرجعياتهم أو بالأحرى ولاة أمرهم في المجاور من الدول، وبالتحديد بين تركيا وبكل المعروف من ثقل دورها في الماضي، والمتزايد حاضرا وبشكل واضح للعيان تماما، في ميدان التأثير على مواقف واتجاهات شيوخ عشائر ووجهاء وتجار عرب الموصل وبشكل بات يتجاوز وكثيرا راهنا النفوذ السوري قوميا، وبين حكام السعودية، الأردن، الكويت، قطر والإمارات ممن يملكون وأكثر من باقي الدول العربية، سطوة التأثير على مواقف وتوجهات شيوخ عشائر ووجهاء وتجار الرمادي بشكل خاص، والى حد ما إقرانهم في تكريت ومناطق أهل الإسلام العثماني في ديالى والسؤال : هل يمكن وعمليا المباشرة في توظيف الملعوب الفيدرالي تمهيدا للانفصال لاحقا عن العراق، دون حسم هذا الصراع أولا، أقصد دون التوافق على العمل  باتجاه إيجاد المشترك من القواسم محليا وإقليميا، لتحديد من يملكون الحق وأكثر من سواهم في ممارسة دور الزعامة سياسيا في إطار هذا القادم من مشروع الدولة طائفيا، خصوصا وأن الأمر يتعلق ومن حيث الأساس، في تنفيذ واحدة من أهم حلقات وصفحات مشروع الشرق الأوسط الكبير أمريكيا، وبالتحديد أقصد تشكيل ما سيكون حلقة الوصل تجاريا بين إسرائيل وأسواق الخليج ، والخندق المتقدم سياسيا وعسكريا للتمهيد وتدريجيا للبشع من حرب المذاهب وعلى نحو ابشع بكثير، مما جرى طوال قرون الهمجي من الحرب بين العثمانيين والصفويين على أرض العراق!

بصدد ثانيا، أقصد عدم إمكانية تجاهل السائد من موازين القوى بين المختلف من قائم الكيانات على ارض العراق، يمكن القول أن ذلك يحتم على من يملكون سطوة النفوذ في مناطق قوى الإسلام الأمريكي عثمانيا في الموصل والرمادي وتكريت والعديد من مناطق ديالى،التفكير وطويلا قبل المباشرة وعمليا في توظيف الملعوب الفيدرالي تمهيدا للانفصال لاحقا عن العراق، وأقول ذلك لان ردود فعل أهل كوردستان ومناطق الوسط والجنوب سوف تختلف وعلى نحو جذري في حال المضي قدما بمشروع الانفصال، قبل حسم الصراع على المناطق المتنازع بصددها، أقصد ما جرى أستقطعه شوفينا من أرض كوردستان الجنوبية وطائفيا من أرض كربلاء، وشخصيا أعتقد أن مصير كركوك وغيرها من مسلوب أرض كوردستان لحساب الموصل وتكريت وديالى سوف يجري حلها وسلميا وبهذا الشكل أو ذاك ووفق بنود المادة 140 من الدستور ****في حين أخشى كثيرا، أن لا يكون ذلك هو المعتمد من السبيل، ووفق ذات المادة من الدستور بصدد معالجة قضية المستقطع طائفيا من أرض كربلاء، وبحيث لا يمكن تجاهل احتمال تحويل مصير منطقة النخيب بالذات، أساسا من الذريعة في إشعال فتيل الحرب طائفيا ضد أهل الإسلام الجعفري وبحيث تصل الدماء (للركب) على حد تعبير السيد المالكي وبالحرف الواحد!*****

و...عن الدافع ثالثا للتريث في حسم موقف أهل سطوة النفوذ في مناطق قوى الإسلام الأمريكي عثمانيا بصدد المباشرة أو الانتظار في توظيف الملعوب الفيدرالي تمهيدا للانفصال لاحقا عن العراق، يتعلق ومن حيث الأساس بمدى التعجيل أو خلاف ذلك في تحقيق التحول نوعيا وجذريا على الصعيد الإقليمي، أقصد تحديدا النجاح أو الفشل في إيجاد المخرج الملائم لتسهيل قيام الدولة الفلسطينية،منطلقا لحسم الصراع العربي مع إسرائيل، وأقول ذلك لان من غير تحقيق هذا الهدف أولا، سوف يظل من الصعب تماما، المضي قدما خطوة أبعد في فرض قيام الشرق الأوسط الأمريكي، إلا في حال اعتماد ما هو مجهول النتائج من المغامرة عسكريا، أقصد دفع الوضع الشديد التوتر، وخصوصا على خلفية ما يجري في سوريا ولبنان نحو مستنقع الحرب، وبالشكل الذي تريده الطغمة الفاشية الحاكمة في إسرائيل، وعلى نحو يتوافق بتقديري مع مساعي الطغمة الحاكمة في إيران، للخلاص من مأزق تشديد طوق محاصرتها دوليا وعربيا، وبشكل خاص خليجيا، بهدف إرغامها على الانكفاء للداخل وعدم التحرك خارجيا، للحد من فاعل دورها في عرقلة ما يجري من متسارع الخطوات في سياق تمهيد السبيل وعمليا لدخول شعوب هذا الجزء الحيوي من العالم لمرحلة أو بالأحرى عصر ما بعد قيام الشرق الأوسط الكبير أمريكيا! 

السؤال : هل توجد هناك إمكانية واقعية لتجاوز ما تقدم من العقبات وبما يساهم في حسم موقف أهل سطوة الحاسم من النفوذ في مناطق قوى الإسلام الأمريكي عثمانيا وباتجاه المباشرة وعمليا في توظيف الملعوب الفيدرالي تمهيدا للانفصال لاحقا عن العراق؟!

 

سمير سالم داود 22  تموز 2011

alsualnow@hotmail.com

* طالع الماضي من النص في التالي من العنوان: www.alhakeka.org/770.htmlويمكن مطالعة الملف عن وحول موضوعة التقسيم في : www.alhakeka.org/m599.html

** أقول ذلك بحكم أن حزب أنجاس العفالقة جناح عزة الدوري نزع بدافع من الهزيمة وبفعل الاضطرار أو ربما القناعة، المزعوم من رداء أهل العلمانية، وبحيث صار وتدريجيا في عداد  أهل الإسلام النقشبندي عثمانيا، وبغض النظر عن الأسباب والدوافع، لا يمكن تجاهل المعروف من الحقيقة، حقيقة أن اختيار الطاغية للمجرم عزة الدوري بالذات لمهمة قيادة ما سمي عفلقيا الحملة الإيمانية مطلع التسعينيات ما كان من باب الصدفة إطلاقا، وإنما باعتباره كان الوحيد بين أركان همج قيادة العفالقة الذي يحرص على المشاركة في حلقات الذكر التي يقيمها أتباع الطريقة النقشبندية ويرتبط بالوثيق مع العلاقة شخصيا مع العديد من شيوخهم ، وبحيث نجح ومنذ تلك الفترة المبكرة في كسب ولاء الكثير من أهل النفوذ وسط عشائرهم في هضاب حمرين وغيرها من المناطق المحاذية لأرض كوردستان الجنوبية، بما في ذلك حتى في أوساط أتباع هذه الطريقة بين صفوف بعض العشائر الكوردستانية...الخ ما يوضح كل هذا الذي جرى من التحول وتدريجيا في مواقف الكثير من أتباع هذه الطريقة الصوفية، أقصد من رفض اقتحام الدنيوي من وسخ عالم السياسية، بما في ذلك إدانة استخدام العنف لتحقيق مطامع سياسية، لما هو النقيض بعد سقوط حكم أنجاس العفالقة، وبحيث تحول دورهم من مجرد تأمين حماية صاحبهم الدوري وغيره من سافل قيادة أنجاس العفالقة إلى مناصرة المزعوم من حق جهاد الهمج من عصابات الإرهاب ضد الاحتلال، قبل المباشرة لاحقا في تشكيل المسلح من فصائل النقشبندية وبما يخدم أهداف وتوجهات أنجاس العفالقة، ولكن ما تقدم يجب أن لا يقود بالمقابل لتجاهل حقيقة أن هذا التحول وسط بعض مجاميع أتباع الطريقة النقشبندية، إنما جرى ومن حيث الأساس باعتقادي على خلفية جنوح مواقف عفالقة المجرم عزة الدوري بعيدا عما كان يعتمده حزبهم الفاشي من مزعوم نص الخطاب العلماني، وهذا بتقديري بعض الأساس من بين دوافع رفض الدوري ( أو من يتحدث بلسان الدوري أن مات!) لجميع المتكرر من المحاولات لتوحيد المختلف من عار أجنحة حزب أنجاس العفالقة، وربما، أقول ربما، أن هذا الانتقال لجناح الدرويش الدوري باتجاه تبني نص خطاب قوى الإسلام السياسي العثماني قد يكون من بين أسباب دفع العديد من قيادات هذا الجناح في الخارج، إما لترك العمل الحزبي وأخرهم ولعل من أهمهم المجرم صلاح المختار، أو الانتقال للعمل مع هذا أو ذاك من عديد أجنحة حزب أنجاس العفالقة الأخرى!

*** هذا التنافس عشائريا وتجاريا وسياسيا واجتماعيا على ممارسة دور الزعامة وسط من كانوا يشكلون معا القاعدة الاجتماعية لحكم أهل الأقلية وبشكل خاص بين أهل الموصل والرمادي، ومنذ إقامة المصطنع من الكيان في العراق، تراجع كثيرا وأن لم يختفي بعد خضوعهما معا لسطوة عشائر تكريت وسامراء طوال سنوات حكم أنجاس العفالقة، ليعود للظهور ومن جديد في عراق ما بعد سقوط حكم آل العوجه، وخصوصا بعد فشلهم جميعا وعبر الهمجي من سلاح الإرهاب في استعادة المفقود من عار سطوتهم على أهل الأكثرية، وعلى نحو قادهم في النهاية لذليل التنافس على كسب ود سلطان الاحتلال، وفي حين لا يزال وجهاء عرب الموصل يتفاخرون بما يملكون من كثير الكوادر وفي المختلف من ميدان العمل فضلا عن مجتمعهم المتطور مدنيا بالمقارنة مجتمع أهل الصحراء والبادية في الرمادي، ترى زعماء عشائر وتجار وأهل السياسة في الرمادي يتباهون بما تحتويه أرضهم من كثير الثروات وبالخصوص المعدنية وهذا من غير التعتيم عمدا على المكتشف حديثا من كثير الثروة نفطيا فضلا عن أفضلية تحكمهم جغرافيا في الطريق الاستراتيجي للقادم من مشروع الشرق الأوسط الاقتصادي، والذي سوف ينطلق من إسرائيل وعبر الرمادي بعد الأردن صوب ميناء مبارك الكويتي ومن ثم أسواق الخليج،في حين لا توجد مثل هذه الحاجة للتواصل إستراتيجيا بين إسرائيل وتركيا عبر الموصل بريا بحكم تواصلهما المشترك عبر البحر ...و...أتعمد ذكر هذه التفاصيل باعتبارها وكفيلكم الله وعباده سوف تحدد شكل ومحتوى التوافق على تقاسم مواقع القرار والغنائم عند إقامة القادم لا محال، أكرر لا محال، من الدولة على ربوع أرض قوى الإسلام الأمريكي عثمانيا في العراق!

**** أقول ذلك انطلاقا من تراجع حتى لا أقول التحول الواضح في موقف حكام أنقرة من قضية كركوك وغيرها من المناطق الكوردستانية التي جرى استقطاعها شوفينيا خلال سنوات تنفيذ مفردات جريمة التعريب الهمجية، أقصد التحول من موقف مطلق الرفض وحد التهديد والوعيد من الجانب التركي إلى ما هو عكس ذلك والى حد بعيد، نتيجة ما يجري من متسارع الخطوات والجهود باتجاه توطيد العلاقة مع أهل كوردستان وعلى خلفية مشترك الاستعداد بين حكام أنقرة وأركان القائم من الدولة عمليا على أرض كوردستان الجنوبية، للمساومة اقتصاديا وبالتالي سياسيا، وربما لما هو أبعد من ذلك بكثير لاحقا، ساعة حلول الموعد المناسب للإعلان ورسميا عن انفصال جمهورية كوردستان الجنوبية عن العراق !

***** أعتقد أن الخشية من مواجهة هذا الخطير من الاحتمال، كان وبالتحديد منطلق السيد المالكي في الحديث عن مخاطر الهمجي من الحرب في حال تنفيذ تهديدات النجيفي بانفصال مناطق قوى الإسلام الأمريكي عثمانيا عن العراق بقوة العصيان ودعم المجاور من الدول وحتى قبل إعادة المستقطع عرقيا وطائفيا من الأرض، وأقول ذلك بحكم أن من غير المنطقي إطلاق هذا التحذير، لو كان ما ردده النجيفي، لا يتعدى حدود الدعوة لممارسة ما يندرج في إطار المتاح أمام أبناء جميع المحافظات من مشروع الحق ودستوريا في إقامة الأقاليم فيدراليا، على النحو القائم بالفعل وعمليا على أرض كوردستان الجنوبية!