عن خطيئة الخبط ومصيبة التردد!


في أعقاب نشر الماضي من النص ( حذري من عقارب أنجاس العفالقة)* صدر بيان مسعور فاشيا بكل معنى الكلمة، يحمل توقيع ما يسمى (اللجنة التنسيقية في الثورة العراقية الكبرى)  هكذا وبالحرف الواحد وكفيلكم الله وعباده، والمحتوى لا يتعدى حدود تبيان المطلوب إنجازه من سافل الفعل بلطجيا، عند المباشرة وعمليا في تنفيذ مفردات ما يسمى عفلقيا  (يوم الغضب العراقي) وانطلاقا من ساحة التحرير يوم الخامس والعشرين من شباط الجاري، للسيطرة وتدريجيا في هذا اليوم واللاحق من الأيام على شوارع المركز من العاصمة بغداد والبصرة والديوانية وغير ذلك من المدن الأخرى!**

بعد صدور هذا العار من بيان أنجاس العفالقة وعلنا، أكرر علنا، أعود للسؤال من جديد وبذات القدر من الإلحاح:  هل ترى لا يزال هناك ما يستوجب تردد قوى التيار الديمقراطي في تحديد الواضح والصريح من الموقف، تجاه مشروع جريمة سيجري المباشرة في تنفيذها عفلقيا وبعد المعدود من قليل  الأيام، وعلى نحو يكاد لا يختلف من حيث عار الهدف، وليس على مستوى التفصيل، عن  القذر من سافل فعل العفالقة، عشية التمهيد لنحر جمهورية الفقراء والكادحين في شباط مجزرتهم الوحشية عام 1963 يوم جرى استغلال تصاعد النقمة والتذمر احتجاجا على رفع سعر بيع البانزين، للتحرك وعلنا بهدف فرض الإضراب بالقوة على العديد من أحياء بغداد وضمن ذلك الكثير من المدارس والمعاهد وبعض كليات جامعة بغداد، وبالاعتماد أساسا على الفاشي من فعل ( شقاوات الحزب ) ومن بينهم يوم ذاك علاوي البعث وناظم كزار وعلي بطاوي وفاضل باوه وصباح مرزه وغيرهم من سافل مجرمي عصابة  (حنين) الفاشية !

أريد القول ومن جديد، ما عاد يوجد هناك بتقديري ما يستوجب تردد قوى التيار الديمقراطي في تحديد الواضح من صريح الموقف مما يسمى عفلقيا ( يوم الغضب العراقي)*** لان التردد على هذا الصعيد يلحق الضرر بفعالية المتزايد من حركات الاحتجاج المطلبية، ويساهم في إشاعة الارتباك وسط من باشروا عفويا، أو بتحريض من قوى التيار الديمقراطي، التحرك سلميا، أكرر سلميا، وليس بهدف إعادة فرض أنجاس العفالقة على العملية السياسية، ولا خدمة أهداف من يريدون توظيف حركة الشارع لتعزيز مواقعهم في إطار القائم من السلطة، وإنما احتجاجا على شيوع الفساد ونهب المال العام، ونقص الخدمات وارتفاع معدلات البطالة ...الخ مظالم وشرور نظام التحاصص الطائفي والعرقي، العاجز بنيويا على تحقيق ما يكفل ضمان مصالح وحقوق، جميع من كانوا ولا يزالون في موقع الضحية، قبل وبعد، أكرر قبل وبعد، سقوط  حكم أنجاس العفالقة الفاشي!

هذا  التردد في تحديد الموقف وعلنا من كل ما يجري عفلقيا راهنا على صعيد التحشيد والتحريض للقادم من الجريمة في غضون القليل من قادم الأيام، لا يساهم فقط في إشاعة الارتباك ، وإنما، وذلك هو الخطير عندي، يترك المجال مفتوحا، أمام أنجاس العفالقة، استغلال ما يسود من كثير عوامل النقمة والتذمر في الشارع العراقي، لحرف مسار حركات الاحتجاج، بعيدا عن طابعها السلمي، وعن إمكانية تحقيق المستطاع والممكن من أهدافها، لحساب ما يخدم الدنيء من قذر أهدافهم، وباعتماد على سلاح المختلف من عار السبل**** إلا إذا كان يوجد هناك وسط دعاة الديمقراطية مبدئيا، من يجهلون أو لا يعرفون  أن هدف أنجاس العفالقة وسائر جحوشهم كان ولا يزال وسوف يظل، يستهدف ومن حيث الأساس، استعادة المفقود من عار سطوتهم الفاشية على أهل الأكثرية في العراق،

السؤال : هل من الصعب حقا، إدراك ومعرفة أن المعتمد راهنا من نص خطاب التحريض عفلقيا، وراهنا تحت غطاء البكاء والعويل على المرير من واقع حال الناس، لا يختلف إطلاقا، أكرر إطلاقا، عما كان ولا يزال يجري اعتماده للتحريض على إشاعة القتل والإرهاب في العراق، تحت غطاء المزعوم من جهادهم ضد الاحتلال، خصوصا وأن من السهل تماما، الوقوف على هذا العار من التطابق، في محتوى ما يجري اعتماده هذه الأيام، في سياق نص التحريض وبهدف تحشيد قواهم استعدادا لما يسمى ( يوم الغضب العراقي) وبالاعتماد على القذر من دور مستنقعاتهم على شبكة الانترنيت وقنوات عارهم لتلويث الفضاء،***** وبشكل خاص راهنا، الناطقة بشكل مباشر أو غير مباشر بلسان حال جناح المجرم عزت الدوري، وهيئة النحر وقطع الأعناق بقيادة ضاري الدناءة وغير ذلك من سافل قيادات مجاميع وعصابات الهمج من أهل التشدد الديني وهابيا؟!

و...دعونا نتجاوز كل ما تقدم، ونفترض، مجرد نفترض، أن كل هذا الحديث عما يمكن أن يحدث من خطير التداعيات يوم الخامس العشرين من شباط، بفعل استغلال العفالقة لعوامل النقمة والتذمر في الشارع العراقي، لتحقيق بعض القذر من أهدافهم، مجرد حديث ينطلق من الهواجس ويندرج في إطار المفرط من التشاؤم، ولا يتعدى حدود المغلوط من التوقعات، ترى ماذا يحول ومنطقيا دون افتراض ما هو العكس، من باب حساب أسوء الاحتمالات، وبما يكفل ممارسة المطلوب من ضروري فعل الاستعداد، سياسيا وإعلاميا وتنظيميا، في حال أن جرى وعمليا تحويل هذا اليوم عفلقيا، منطلقا نحو إشاعة الفوضى والفلتان الأمني، وفي ظل وضع عراقي، قابل للانفجار والتشضي للمعروف تماما  من كثير الأسباب والعوامل، خصوصا وأن  العفالقة وجحوشهم ينتظرون ساعة الصفر لممارسة ما يسمى ( ثورتهم العراقية الكبرى) ، والميليشيات الهمجية المسلحة طائفيا، على كامل الاستعداد للمزيد من حمامات الدم ، ولا يوجد هناك ما يخدم السافل والهمج من المطايا المجاهرين بالقتل غير شيوع الفوضى أمنيا ، وحرام مال حكام المجاور من الدول ودون استثناء، جاهز للصرف ومن غير حساب، لتغيير القائم من موازين القوى وبهدف تعزيز مواقع ونفوذ القطيع من عبيد أتباعهم، استعدادا لمرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي نهاية العام الجاري !

السؤال : لماذا التأكيد وبكل هذا القدر من الإلحاح على ضرورة اعتماد الواضح من المواقف تجاه مخطط أنجاس العفالقة في الخامس والعشرين من شباط الجاري، لان ما سوف يصدر لاحقا من الموقف عن قوى التيار الديمقراطي، في حال تحويل هذا اليوم، منطلقا للمباشرة عفلقيا في إشاعة الفوضى والفلتان الأمني، سيجعل هذا الموقف متخلفا تماما عن حركة الأحداث، ومجرد تحصيل حاصل، لا يخرج إطلاقا عن دائرة توصيف ما سيجري وعلنا أمام عدسات جميع وسائل الإعلام محليا ودوليا، وعلى النحو الذي جرى مع حركات الاحتجاج في تونس ومصر وراهنا في الجزائر واليمن والبحرين....الخ القائم من حكم أنظمة القمع والفساد، المطلوب، أمريكيا توظيف واستغلال الباسل من انتفاضات شعوبها، بما يقود للتخلص من وجود وعبء دعم ( زبالة حكامها) ولكن دون المساس وجذريا بما يسودها من عار النظام....و....السؤال وارتباطا بكل ما تقدم : ترى ماذا تريد ماما أمريكيا أن يجري وبالتحديد في العراق، وقبل أن يحين موعد سحب قواتها بعد القليل من معدود الشهور؟!!

سمير سالم داود 17شباط 2011

alsualnow@hotmail.com

* طالع هذا النص في التالي من العنوان : www.alhakeka.org/752.html

** هذا خلافا لما صدر سابقا من التعليمات بصدد تركيز الجهد، عار جهد أنجاس العفالقة للسيطرة أولا على شوارع بغداد ودعوة أتباعهم في الموصل وكركوك والرمادي ...الخ للمشاركة في إنجاز هذا القذر والفاشي من الهدف وعلى النحو الذي يتطلب التوقف عنده بشيء من التفصيل لاحقا، خصوصا وأن هذا الفاشي من البيان تضمن الصريح من أسماء عدد من معروف أنجاس العفالقة مع أرقام هواتفهم ومناطق تواجدهم مع ملاحظة تعمدهم اختيار المدعو عدي الزيدي شقيق أبو القندرة من بين واجهات هذا المسعور من التحرك في بغداد، وربما لتوظيف شهرة شقيقه عروبجيا بما يخدم القذر من هدفهم راهنا، وبما يمكن وفي ذات الوقت،دعم منظمته (الإنسانية كلش) أقرأ مشروعه التجاري لكسب المال الحرام من شيوخ وأمراء الخليج، تحت غطاء تقديم المساعدة للفقراء من أيتام وأرامل العراق!   

*** أتعمد تكرار هذه العبارة، للتأكيد على ما سيجري تحديدا يوم الخامس والعشرين من شباط الجاري، وليس إطلاقا عن عموم حركات التظاهر والاحتجاج، لان هناك وللأسف الشديد وسط دعاة الديمقراطية، بعض من يمارسون، ولا أقول عن عمد، وإنما من باب مفرط السذاجة، الخلط والخبط عمياوي بين الجاري من مشروع وضروري عمليات الاحتجاج ضد شرور ومظالم نظام التحاصص، وبين السافل من فعل التحشيد عفلقيا لما يسمى يوم ( الغضب العراقي) وتماما كما يفعل ولكن عن متقصد سافل العمد، الكثير من أصحاب الماضي المعطوب عفلقيا، وبالذات أقصد من باتوا وبعد سقوط سيدهم السفاح،يرتدون عباءة (العلمانية) أو قناع أهل (اليسار) للتغطية على القذر من دورهم عفلقيا، في ميدان إشاعة الارتباك والالتباس بين صفوف دعاة الديمقراطية وخصوصا في الوسط الثقافي والإعلامي، وضمنا إلحاق كل ما يمكن من الضرر سياسيا، بمواقف وتوجهات المختلف من قوى التيار الديمقراطي في العراق!

**** وبالشكل الذي جرى على صعيد تغيير وجهة الصراع في عراق ما بعد سقوط الطاغية، وذلك من خلال اعتماد أنجاس العفالقة كل ما في وسعهم وبالاستفادة أساسا من مطاياهم من المجاهرين بالقتل وجحوشهم وسط أهل الأكثرية، لتحويل وحرف مجرى الصراع بين من كانوا في موقع الضحية ضد من كانوا في موقع الجلاد، لصراع همجي طائفيا، ساهم وتحت سمع وبصر سلطان الاحتلال ومشاركة أهل التخلف من قوى الإسلام السياسي ودعم السافل من حكام المجاور من الدول ، في قيادة الوضع العام في العراق، للكالح من قائم واقع الحال!

***** ومن غير مستقعات أنجاس العفالقة على شبكة الانترنيت وفي المقدمة مستنقع  (أبو النفايات) أياد الزاملي، يمكن التأشير على القذر من خطير دور قنوات عارهم لتلويث الفضاء، وبشكل خاص واستثنائي فضائية الخاشلوك والبزاز ومشعان والتي تمارس الدور الأساس راهنا على صعيد التحريض وبما يخدم عملية التحشيد لما يسمى عفلقيا (يوم الغضب العراقي) وذلك بالتعاون والتنسيق مع قناة شر الجزيرة وعربية آل سعود وغير ذلك من وسخ قنوات السافل من حكام بني القعقوعة!