عن هذا البشع من الحقيقة؟!


بغض النظر عما إذا كانت تصريحات المسؤول الأمني العراقي، عن أن من نفذا مجزرة الأربعاء الدامي كانا في عداد من جرى إطلاق سراحمها من معتقل سجن بوكا الذي تديره القوات الأميركية في محافظة البصرة ، تستند على المؤكد بالفعل من دقيق المعلومات، أو تأتي في سياق البحث عما يفيد تحويل الانتباه عن الارتباك الذي يعصف راهنا بوضع حكومة السيد المالكي، ذلك بتقديري لا يشطب على البشع الحقيقة، حقيقة ما تنفذه القوات الأمريكية من الجناية بحق أهل العراق، من خلال المتكرر من عمليات إطلاق سراح الهمج من مجرمي عصابات الإرهاب البعثوهابي، وعلى نحو ساهم ولا يزال وعمليا، في وضع المزيد من العقبات،أمام ما يجري اعتماده من الجهود عراقيا، للحد من سافل فعل هذه العصابات الهمجية!

السؤال وبالعراقي الفصيح : لماذا يجري أمريكيا وبالخصوص بعد فضيحة سجن أبو غريب، تكرار ارتكاب هذه الجناية، جناية إطلاق سراح الهمج من مجرمي عصابات الإرهاب البعثوهابي، رغم معارضة واحتجاج الكثير ممن يمثلون سياسيا من كانوا على الدوام في موقع الضحية في ظل نظام أنجاس العفالقة، ومن بينهم أخيرا  رئيس الحكومة العراقية شخصيا، الذي أنتقد وعلنا في أيار الماضي، ما أسماه دبلوماسيا:(الإطلاق المتسرع) للمعتقلين  لدى القوات الأميركية، موضحا وعن صواب، أن هذا الأمر يشكل أحد أسباب ارتفاع وتيرة الهجمات الإرهابية في العراف) ؟!*

منطقيا، أقول منطقيا، لا أعتقد أن سلطان الاحتلال يتعمد وبوعي مقصود، تكرار هذا الفعل الجنائي، لان مضار هذا الأحمق من الفعل، لا يتهدد حياة العراقيين وحسب، وإنما  حياة الجنود الأمريكان على حد سواء، فضلا عن إدامة جرائم الإرهاب، وخصوصا بعد النجاح في تحقيق الهدف الأساس من الحرب، أقصد عقد الاتفاقية الاستراتيجية، التي تضمن ربط العراق اقتصاديا وسياسيا وأمنيا مع الولايات المتحدة الأمريكية للقادم من عقود الزمن، لا يخدم إطلاقا أولا تنفيذ اللاحق من صفحات المشروع الأمريكي استراتيجيا في المناطق الأخرى في الشرق الأوسط، ولا ينسجم ثانيا مع جهد صناع القرار في المجمع الصناعي العسكري والطغمة المالية، الهادف إنقاذ العليل من اقتصادهم ، من سالب تبعات  تصاعد الإرهاب والفلتان الأمني على أرض العراق ، فضلا عن أفغانستان، والذي أنعكس وبشكل حاد وكارثي على مجمل النظام الاقتصادي والمختلف من جوانب العمل والحياة في المجتمع الأمريكي، وكان المباشر من السبب، في إلحاق عار الهزيمة، بحزب الحرب الجمهوري....الخ ما هو أكثر من معروف ولا مبرر للتوقف عنده، بالمزيد من التفصيل! 

أريد القول من خلال ما تقدم، أن صناع القرار الأمريكي، أن كان في عهد وجود بوش، أو أوبما راهنا في البيت الأبيض، يكررون تكرار ارتكاب هذه الجناية، جناية إطلاق سراح الهمج، من مجرمي عصابات الإرهاب البعثوهابي، لاعتقادهم ولفرط غباءهم، أن ذاك يمكن أن يساهم في رشوة قادة هذه العصابات، أو دعوني أقول تقديم ( عربون محبة) يساعد في جر هولاء الهمج نحو سرير المفاوضات، وبما يمكن، أقول يمكن، ووفق هذا البليد من الاعتقاد، أن يقود ذلك في النهاية إلى وقف البشع من جرائمهم الإرهابية، ...و....خصوصا أن إطلاق سراح هولاء المجرمين، يتوافق وينسجم تماما، مع ما يشكل موضع إجماع سائر من يتصدرون واجهة العمل السياسي في الموصل والرمادي وتكريت وديالى، ورفاق عار دربهم في هيئة قاطعي الأعناق والمختلف من أجنحة حزب أنجاس العفالقة، وجميع من يساندون بالروح ....بالدم كل من تقدم عار ذكرهم في المجاور من دول الجوار، وتماما كما هو حال معظم أنظمة القمع العروبجية وجامعتهم العربية**

و...على ضوء ما تقدم عن هذا الساذج من السبيل، ربما هناك من يمكن أن يتساءل: ترى ما هو الضير والضرر في توظيف هذه الرشوة من قبل الأمريكان لتعزيز قدرتهم على الاستفادة من محتدم الصراع على النفوذ، بين المختلف من العشائر، وبما يقود على الأقل بعضها، لمحاربة من يدعمون مجرمي القاعدة وغيرها من عصابات الإرهاب، وبالشكل الذي ساهم في تحقيق مكاسب أمنية مهمة، عند بداية تشكيل ما سمي عشائر الصحوة في الرمادي؟!

بتقديري الخاص وعلى ضوء متابعة تصريحات ومواقف شيوخ ما يسمى عشائر الصحوة، بعد رحيل قائدها أبو ريشة وغيره من صادق من عملوا على مواجهة مجرمي القاعدة، يمكن القول، أن هذه المليشيات العشائرية المسلحة، باتت وتدريجيا في موقع المنحاز طائفيا لمواقف العفالقة وأهل التشدد الإسلامي سلفيا، وخصوصا بعد أن نجح العفالقة، جناح عنزة الدوري، كما السعودية والأردن وسوريا وحتى الإمارات وقطر والكويت، في اختراق صفوفها، وبحيث ما عادت قيادتها، تملك الرغبة أو القدرة أن أرادت، في ضمان عدم استمرار من يجري إطلاق سراحهم من المطايا المجاهرين بالقتل، تنفيذ المزيد من مجازرهم الوحشية في العراق، وبغض النظر عما إذا كانت هذه الخطيئة من الفعل ( إطلاق سراحهم) تمت من قبيل تقديم (عربون محبة) لقادة عصابات الإرهاب البعثوهابي، أو في إطار عار الاستجابة لرغبات السافل من أتباعهم الذين يشاركون في العملية السياسية في العراق!

أريد القول وبتكثيف شديد ومن باب القاطع من الجزم : أن من المستحيل، أكرر من المستحيل، إرغام الهمج من المطايا المجاهرين بالقتل، الذين يجري إطلاق سراحهم، عدم تنفيذ المزيد من مجازرهم الوحشية، لان ذلك يتعارض ويتناقض تماما وجذريا، مع الهمجي من فكر أهل الوهابية، والذي بات يمارس وعلى نحو خطير، المتعاظم من السطوة على توجهات ومواقف المزيد والمزيد من أهل التشدد الإسلامي بين أتباع القوى السلفية، وبالخصوص في الموصل وتكريت والرمادي وديالى، فضلا عن مناطق مثلث الموت من حول بغداد ***

بتقديري الخاص، تجاهل هذا المرعب من الحقيقة، هو بالذات وتحديدا، يجعل من عملية الاستمرار في ارتكاب جريمة إطلاق سراح المطايا المجاهرين بالقتل، بمثابة المضاف من الفرصة وعمليا أمام هولاء الهمج، لممارسة فعل الانتحار، وسط أكبر عدد ممكن من الضحايا، وبالاعتماد على من يسهلون عليهم من داخل وخارج العراق، تحقيق القذر من هدفهم،هدف التخلص وعلى عجل من عار وجودهم، في هذا المقرف من حياة الدنيا، وفق الهمجي من اعتقادهم، وبما يضمن التعجيل بفوزهم بنعيم ومغانم الحياة في فردوس الرب...الخ وساخات فكر أعداء الحياة وسط الهمج من أهل الوهابية، وبالشكل المعروف تماما عند جميع من يملكون حتى القليل من الوعي السياسي، بين العراقيين، وسائر من ابتلاهم الله بعذاب العيش في جهنم الدول العربية والإسلامية!

السؤال : لماذا إذن ولمصلحة من يجري تجاهل هذا المعلوم من بشع الحقيقة، وبالخصوص وبالذات من قبل سلطان الاحتلال؟!**** ولماذا لا يجري من قبل الذين يملكون زمام موقع القرار الأمني والسياسي في السلطة الاتحادية في العراق، اعتماد كل المتاح من الوسائل والسبل لمنع سلطان الاحتلال، منح الهمج من المطايا المجاهرين بالقتل المضاف من الفرصة وعمليا لتنفيذ المزيد من جرائمهم الوحشية؟! ولماذا لا يجري على مستوى الإعلام الرسمي، اعتماد كل ما يفيد من السبيل، لفضح جميع فاقدي الذمة والضمير وسط المشاركين في العملية السياسية الذين يقاتلون بالروح ...بالدم من أجل إطلاق سراح المطايا المجاهرين بالقتل؟!

و...قبل هذا وذاك : كيف ولماذا تصاعد المد الوهابي همجيا، وسط أتباع المذاهب السلفية في العراق، وهم الذين كانوا على المستوى الشعبي، ومنذ قيام الكيان العراقي مطلع الماضي من القرن، أهلا للاعتدال والتسامح، وان كان يجري تحت غطاء التعصب لمذاهبهم، ارتكاب المظالم والموبقات من قبل الطغاة، وأخرهم وأكثرهم شرور المقبور من الطاغية صدام؟!

تلك تساؤلات أتمنى مخلصا أن يجري التوقف عندها، من قبل جميع الصادق مبدئيا وسط دعاة الديمقراطية وسائر من هم فكريا وسياسيا وأخلاقيا، في موقع المطلق من ثابت العداء، ضد أعداء الحياة من عصابات الإرهاب البعثوهابي!

سمير سالم داود 2 أيلول 2009

alhakeca@gmail.com

* وفق المنشور من المعلومات أن القوات الأمريكية وفقط منذ توقيع الاتفاقية الاستراتيجية مع العراق أواخر العام الماضي، أطلقت سراح الألوف من المحتجزين بتهمة الإرهاب، كما سلمت الكثير غيرهم للسلطات العراقية، وبحيث أنخفض عدد المعتقلين في السجون التابعة لقوات الاحتلال في العراق إلى نحو 11 ألفا بعد أن كان العدد يناهز 16 ألفا في مطلع العام الحالي...و...عمليا لا توجد ولغاية الساعة إحصائيات دقيقة، عن عدد من جرى اعتقالهم من قبل القوات الأمريكية أو العراقية، بتهمة الإرهاب طوال السنوات الماضية، ولا عدد من جرى إطلاق سراحهم، ولا عدد حملة الجنسيات غير العراقية، ولا تبيان أسباب اعتقالهم أساسا، أو مبررات عدم تقديمهم للقضاء ....الخ ما كان ولا يزال من المطلوب على ما يبدو أمريكيا وعراقيا، أن يظل في علم الغيب، كما لو أن حياة عشرات الألوف من القتلى، ومئات الألوف من الجرحى والمعوقين من ضحايا مجازر المطايا المجاهرين بالقتل ، وضمن ذلك حياة ما يزيد عن ثلاثة ألف جندي أمريكي، لا تساوي الكثير في حسابات صناع القرار الأمريكي والعديد من ولاة الأمر في العراق!

** هذا من غير سافل إجماعهم على استعادة المفقود من عار سطوتهم، والمشترك من معاداتهم عنصريا ضد ( الفرس المجوس) وطائفيا ضد أتباع المذهب الجعفري وقواهم السياسية، من غير مطلق عداءهم شوفينيا ضد الكورد!

*** هل هناك حقا ما يدعو للدهشة والعجب، من أن معظم من جرى اعتقالهم ولغاية الساعة بتهمة المشاركة بتنفيذ مجزرة بغداد، ينحدرون جميعا  من محافظتي الموصل وتكريت، ومن دعاة همج التكفير والتحريم من أتباع ما يسمى دولة العراق الإسلامية، والذين باتوا يسرحون ويمرحون علنا ،وخصوصا وسط عرب الموصل، في ظل سطوة تحالف أهل الشر في قائمة الحدباء بقيادة طغمة النجيفي وخلف عليان؟!

**** من الغريب والغريب تماما، أن يجري تجاهل ذلك أيضا، من قبل جميع دعاة الليبرالية، وأقصد بالذات وتحديدا من يكتبون على صفحات مستنقع عيلاف السعودي، والذين توزعت مواقفهم بعد الكشف عن فضيحة ما جرى في الحمام التركي، ما بين المطبق من الصمت أو المخجل من مفضوح التبرير، ودون أن يبادر أحدهم وحتى الساعة، للتعامل حتى ولو بشكل غير مباشر، مع عار التفاوض أمريكيا مع عصابات الهمج، باعتباره يشكل ضربا من حرام الفعل، ومناقض تماما للعملية الديمقراطية في العراق، وبالاستناد على ما كانوا يكتبون من النصوص طوال الماضي من السنوات ضد جميع الهمج من فعل المطايا المجاهرين بالقتل، أو على الأقل، أقول على الأقل، كتابة ما يفيد تبصير من وضعوا بمنظورهم (أهل العراق على طريق الديمقراطية) بخطأ وخطيئة الاستمرار في تكرار ارتكاب جريمة إطلاق سراح الهمج من المطايا المجاهرين بالقتل، اللهم إلا إذا عميت أبصارهم وبصائرهم فجأة، وبحيث باتوا لا يجيدون قراءة محتوى الهمجي من نص خطاب عصابات الإرهاب البعثوهابي، لمجرد مباشرة بعض الهمجي من فصائلها والتي تعمل تحت غطاء ما يسمى المجلس السياسي للمقاومة العراقية التفاوض مع سلطان الاحتلال، ليصار ويا للعجب توصيفها من قبل هولاء الجهابذة (بالتنظيمات المسلحة) هكذا وبالحرف الواحد وكفيلكم الله وعباده !