عن عرب الموصل!!


في سياق الماضي من النص* جرى وبتكثيف شديد الحديث عن الخلل إعلاميا، في ميدان التصدي للقذر من وسائل وأساليب التحشيد والتحريض الجاري اعتمادها وبنجاح ( لابد من الاعتراف بذلك) في سياق الراهن من عار قادسية الخاشلوك! ...و...بتقديري الخاص، من بين أهم عوامل هذا الخلل، وعلى مستوى الكتابة تحديدا على صفحات شبكة الانترنيت، خطأ الكتابة من منطلق الركض، وراء ما يجري من متسارع الأحداث والتطورات على سطح الواقع السياسي في العراق، وعلى نحو يقود وفي الغالب العام، للوقوع في دائرة استعجال، أو بالأحرى استسهال، الخلوص للمبتسر من الاستنتاجات، منطلقا لإصدار السريع من الأحكام من باب العاجل من ردود الفعل، وقبل الحصول، وكما يفترض مهنيا ومنطقيا، على أكبر قدر مستطاع من المعلومات والمعطيات، وبالاستناد من حيث الأساس على معرفة مواقف المختلف من الأطراف، والوثيق مصادر الأخبار، وبالخصوص تلك المصادر التي تتجنب عموما، رواية تفاصيل الأحداث، نقلا عن المزعوم من ( مصادر عليمة) أو (مصادر ترفض الكشف عن هويتها)....الخ ما يفترض أن يكون دائما نصب اهتمام، جميع من يمارسون فعل الكتابة عن الشأن السياسي!

و...ما هو أسوء من ذلك عندي، صياغة هذا السريع من ردود الفعل، بالاعتماد ومن حيث الأساس، على ما يجري إشاعته من قبل فرسان قادسية الخاشلوك والذين يتعمدون وبمنتهى الخبث وباستمرار، فبركة وتلفيق الكثير من الوقائع،** بهدف تبشيع مواقف وتوجهات من يمثلون سياسيا أهل الأكثرية، وبما يخدم السافل من أهداف تحالف أهل الشر، ..و...هذا الذي جرى على مستوى التلفيق والفبركة، لوقائع ما حدث خلال تنفيذ مجزرة فرع بنك الرافدين في منطقة الزوية، مجرد ( عينة أخرى) لا تؤكد فقط مدى براعة أنجاس العفالقة في ميدان التلفيق، وإنما المضاف من جديد الدليل، على وجود عدد كبير وسط صفوف أعداءهم، وأتحدث تحديدا عن من يمارسون فعل الكتابة، ممن تراهم يشاركون المرة بعد الأخرى و دون قصد، في الترويج لهذه التلفيقات، وبشكل خاص ما يجري طبخه من قبل فرسان قادسية الخاشلوك  على صفحات مستنقع نفايات الانترنيت ( كتابات) هذا على الرغم من أن هذا المستنقع بالذات، مكشوف كلش ويعد مضرب المثل على صعيد هذا السافل من الفعل، فعل الفبركة والتلفيق!

ولكن ما تقدم عن خطأ الكتابة، من منطلق السريع من ردود الفعل، يفترض أن لا يقود بالمقابل، إلى تجاهل حقيقة أن هناك عدد غير من الزملاء، يستسهلون، ولا أعتقد بدون وعي دائما، الكتابة بما لا يتعارض ( حتى لا أقول يتوافق) مع العام من توجهات ومواقف  تحالف أهل الشر سياسيا وإعلاميا، ولمجرد أن مواقفهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية، تتعارض مع مواقف وتوجهات هذا الطرف أو ذاك، وسط من يمثلون سياسيا أهل الأكثرية في العراق!***

و... للــتأكيد على ما تقدم من الاعتقاد، دعونا وعلى سبيل المثال لا الحصر، نتوقف عند مواقف هذا الرهط من الزملاء، عما جرى ويجري من محدق الكارثة وسط عرب محافظة الموصل، بعد أن بات هذا الوسط يخضع فكريا وسياسيا وعلى نحو بالغ الخطورة ، لسطوة توجهات ومواقف تحالف أنجاس العفالقة مع أهل التشدد الإسلامي وهابيا، وهو ما كان في الواقع أكثر من واضح، حتى قبل أن يجري شرعنة هذه السطوة رسميا وتحت غطاء ( قائمة الحدباء) عبر الأخير من انتخابات مجالس المحافظات، وذلك بعد أن ارتدى خلف عليان وسائر عصابة النجيفي وغيرهم أنجاس العفالقة، رداء أهل العلمانية والدفاع عن المجتمع المدني، وغير ذلك من معروف أساليب العفالقة، في ميدان الضحك على ذقون الأغبياء من الناس، وعلى نحو مكنهم بالفعل وعمليا، مد جسورهم سياسيا وتنظيميا، مع العديد من فاعل الأطراف السياسية خارج حدود إقليم كوردستان!

السؤال : هل ترى أن هولاء الزملاء وسط من يعادون وبالاستناد على المعلن من مواقفهم تحالف أهل الشر، وجلهم من أهل الليبرالية والدفاع عن المجتمع المدني، ومن بينهم من لا يزالون يؤكدون انحيازهم لفكر أهل اليسار، لا يعرفون بالفعل وحقا كل هذا الذي يجري وسط عرب الموصل، وعلى نحو يتعارض تماما وبالمطلق مع المعلن، أكرر المعلن،عن قناعاتهم الفكرية وتوجهاتهم السياسية التقدمية؟!

هل تراهم يجهلون حقا، أن تعاظم توجهات ومواقف تحالف أنجاس العفالقة مع أهل التشدد الإسلامي وهابيا وسط عرب الموصل، لا تنطلق من الفراغ، وهذا عندي مصدر الخطر، وإنما تعكس تحولا نوعيا، وباتجاه السالب، ويستند من حيث الأساس، على ما تراكم تاريخيا من الضخ الفكري والسياسي بين عرب ثاني محافظات العراق من حيث عدد النفوس من قبل العفالقة وغلاة القومجية وأهل السلفية ؟!

أريد القول وبتكثيف شديد، أن هذا الذي يسود اليوم من عار التوجهات والمواقف، يستند على ما جرى في الموصل في أعقاب قيام جمهورية الفقراء والمحرومين وحيث باشرت القوى الرجعية وبقيادة أنجاس العفالقة وغلاة أهل القومجية والقوى السلفية، وبدعم من المخابرات السورية والأردنية والمصرية، تجميع صفوفها لدعم عملية الإجهاز على الوليد من الثورة، وما كان من قبيل الصدفة أن يختار المجرم الشواف، الموصل بالذات، قاعدة لمحاولة الوثوب على السلطة، ليس لوجود وحدته العسكرية في المدينة، كما يعتقد الكثيرون، وإنما لوجود قاعدة اجتماعية عريضة، تساند العار من فعله، وبدليل أن فشل هذه المحاولة، ما كان بداية النهاية لنشاط القوى المعادية للثورة، وإنما كان على العكس من ذلك، المنطلق وعمليا لتنفيذ ما عجز الشواف عن تحقيقه على نطاق العراق، وحيث بدأ العمل لفرض سطوتهم المطلقة على الموصل، حتى قبل تنفيذ جريمة شباط عام 1963 وأقصد بالتحديد ما جرى ارتكابه وخصوصا بعد عام 1961 من بشع جرائم قتل العشرات من الشيوعيين، من قبل المشترك من عصابات أنجاس العفالقة وغلاة القومجية والمتشدد من القوى السلفية، وعلى نحو دفع المئات من الشيوعيين والتقدميين من أبناء الموصل للهروب مع عوائلهم صوب مدن كوردستان أو نحو بغداد وغيرها من محافظات العراق الأخرى؟!

و...هل أن هولاء الزملاء لا يتذكرون بالفعل وحقا, وقائع ما جرى في الموصل بعد تنفيذ جريمة نحر جمهورية الفقراء والكادحين في الثامن من عار شباط عام 1963 يوم جرى ومن قبل أنجاس العفالقة وغلاة القومجية، ممن ارتدوا معا لباس الحرس القومي النازي، استكمال القذر من هدفهم، هدف ( تطهير الموصل) من وجود حتى الديمقراطيين الذين ما كانوا يرتبطون تنظيما مع الحزب الشيوعي العراقي، وذلك لفرض سطوتهم فكريا وسياسيا على أهل المدينة، ومنذ تلك الحقبة المظلمة من الزمن !

وبالتأكيد وحتما أن هولاء الزملاء، وخصوصا جميع من ينحدرون من مدينة الموصل، يعرفون واكثر من غيرهم ، ماذا جرى وصار بعد عودة أنجاس العفالقة للسلطة في عام 1968 وبحيث تحولت الموصل بعد تكريت وقبل الرمادي وديالى، لقاعدة اجتماعية تساند نظام العفالقة، وتمده بكل المطلوب من الكوادر لدعم عمل المختلف من أجهزة النظام الفاشي، وبالخصوص الجيش والشرطة والأمن والمخابرات، وخصوصا بعد اندماج غلاة القومجية في الموصل**** مع حزب أنجاس العفالقة، في حين أن الكثير وسط القوى السلفية المتشددة، باتوا وتدريجيا في عداد أهل التطرف الإسلامي وهابيا، وبشكل خاص بعد سنوات ما سمي (الحملة الإيمانية) بقيادة عنزة الدوري وشيخ المجاهدين أبو تبارك ...الخ ما بات أكثر من معروف ومكشوف، وأكرر حتى قبل نجاح تحالف أهل الشر توظيف لعبة صناديق الاقتراع، بعد التحريم والتكفير، لشرعنة وجودهم سياسيا، وتحقيق ما يردون من قذر الهدف، هدف إحكام سطوتهم فكريا وسياسيا، على عقول وضمائر الناس وسط عرب الموصل، وبدعم يتجاوز كل الحدود من حكام دمشق وعمان والرياض فضلا عن حكام أنقرة، وتحت سمع وبصر سلطان الاحتلال!*****

و.... بالعودة للمبتدأ من السؤال: لماذا إذن وما هو الدافع الأساس، الذي يمنع الكثير من الزملاء وسط من يرفعون شعارات أهل الليبرالية والدفاع عن المجتمع المدني، القيام بشرف المساهمة، بالمطلوب من الواجب مبدئيا وفكريا وسياسيا، على صعيد تسليط الضوء، ولو حتى بشكل غير مباشر، وبما يفيد الكشف عن هذا الضار من خطير الاتجاهات والتوجهات الفكرية والسياسية وسط عرب الموصل، والتي تتعارض وبالمطلق مع المعلن، أكرر من جديد، المعلن من توجهاتهم الليبرالية فكريا، ومع مواقفهم التقدمية سياسيا؟!

وبالعراقي الفصيح: لماذا هذا الرهط من الزملاء يمارسون كل هذا المطبق من الصمت، على الخطير من دور تحالف أهل الشر في ميدان إشاعة متخلف وهمجي الأفكار وسط  عرب الموصل، وهم الذين يعانون وكما هو معروف، من متواصل الإسهال في ميدان التعريض وباستمرار، بمواقف وتوجهات قوى التحالف الكوردستاني وقوى الإسلام السياسي وسط أتباع المذهب الجعفري؟!

و...من قال أن النص لا يفضح، يفضح أصحاب عار المزدوج من المواقف!

سمير سالم داود 15  آب 2009

* طالع الماضي من النص في العنوان التالي: www.alhakeka.org/687.html

** وفي الغالب العام وربما من حيث الأساس، بالاستناد على ترديد الأحمق من القول، أو ممارسة الصبياني من الفعل، من قبل هذا أو ذاك، وسط من يملكون النفوذ في الميدان السياسي، كما حدث وعلى سبيل المثال خلال مهزلة مقاضاة مستنقع كتابات، أو من خلال ترديد ما ينطوي على التهديد والوعيد ضد الزميل أحمد عبد الحسين! 

*** منعا لسوء الفهم أو السيئ من التأويل، لا أقصد قطعا تلك الكتابات التي تنطلق من باب نقد نواقص وثغرات عمل هذه الأطراف، بما في ذلك مناقشة طبيعة توجهاتها السياسية ومشروعها الفكري...الخ ما يندرج عندي في إطار واجب ممارسة المطلوب مبدئيا في ميدان الكتابة عن الشأن السياسي أو الفكري، وطالما يجري ممارسة هذا المشروع من الحق، علنا وبالصريح من الأسماء، تجسيد لقناعة الكاتب بما يكتب واستعداده لتحمل شرف المسؤولية عما يكتب، وللتأكيد قبل هذا وذاك على احترام وعي المتلقي!

**** هذا على العكس تماما من واقع حال معظم المنظمات والأحزاب القومية في الباقي من مناطق العراق الأخرى، والتي تحولت وتدريجيا لصفوف أهل اليسار، وبعضها كما هو حال الحركة الاشتراكية العربية بقيادة السيد عبد الإله النصراوي، باتت ومنذ أواسط ستينيات الماضي من القرن، تتبنى الكثير من مفردات النظرية الماركسية.

***** شخصيا لا يساورني أدنى شك من الوفد العسكري الأمريكي الذي يزور عاصمة أنجاس عفالقة الشام راهنا، سوف يضمن لخلف عليان وغيره من رموز تحالف أهل الشر في الموصل، المزيد من الدعم سياسيا، بحكم توحد مواقفهم وأكثر من سواهم في المناطق الأخرى في الغرب من العراق، هذا الدعم الذي قد يجري توظيفه لاحقا، للإقدام على فعل الانقلاب على العملية السياسية في العراق انطلاقا من الموصل كما حاول الشواف، في حال فشل تحالف أنجاس العفالقة مع قوى التشدد الإسلامي وهابيا، من تغيير القائم من المعدلات السياسية، وبالخصوص وتحديدا وسط عرب العراق، عبر القادم من حاسم الانتخابات!