هل تراهم حقا يرفضون الاتفاقية؟!


كان السؤال في ختام الماضي* من النص : لماذا الموقف إيجابيا من الاتفاقية مع الأمريكان والذي يسود علنا وبمنتهى الوضوح بين أهل إقليم كوردستان, هو خلاف واقع الحال عما يسود عمليا في المناطق الأخرى من العراق, وحيث لا تزال الازدواجية تحكم مواقف أهل النفوذ السياسي, وعلى صعيد اتجاهات الرأي العام, لا يزال وضع التردد والارتباك  والحيرة هو الذي يسود وحتى أشعار أخر؟!

للرد وبتكثيف شديد على ما تقدم من السؤال, لا نملك غير إعادة التأكيد ومن جديد, على ضرورة الانتباه واجبا عند ممارسة التحليل السياسي, لما يسود بالفعل وعمليا, على أرض الواقع في المختلف من مناطق العراق, وحيث يكمن بتقديري أساس هذا الاختلاف الواضح في الموقف من الاتفاقية, وفي الواقع من معظم محاور الاختلاف الأخرى...و...بالعراقي الفصيح: هذا الاختلاف وحد التعارض راهنا بصدد الاتفاقية ما بين أهل إقليم كوردستان وأهل الباقي من مناطق العراق الأخرى, إنما يعود للقائم من التعارض وعمليا على أرض الواقع, سياسيا واقتصاديا وثقافيا وإداريا, وفي ظل المتميز من التجربة ديمقراطيا كوردستانيا, فضلا عن السائد من مشاعر الامتنان والصداقة على صعيد اتجاهات الرأي العام بصدد العلاقة مع  بين الأمريكان, دون إغفال حقيقة أن مستوى المتقدم من العلاقة بين قيادة التحالف الكوردستاني والحليف الأمريكي, تعتمد وتنطلق على مستوى التعامل, من موقع الند والمتبادل من المنفعة....الخ ما يجعل الوضع العام في إقليم كوردستان رسميا وشعبيا, يختلف إلى حد بعيد, حتى لا أقول جذريا, عما يسود واقع الحال, في المناطق الأخرى من العراق!

و...بعيدا عن حتمية الاختلاف والتعارض بصدد الأساس من محاور الصراع, بحكم القائم من مختلف الوضع عمليا على ارض الواقع, دعونا نمضي صوب المزيد من التفصيل, ومن خلال التوقف عند حقيقة الموقف من قضية الاتفاقية الأمنية مع الأمريكان, وسط من يملكون سلطان النفوذ عشائريا ومذهبيا وسياسيا, في مناطق الغرب وشمال الغرب من العراق فضلا عن ديالى, خصوصا وأن هذه المناطق كانت وكما هو معروف, تشكل القاعدة الأساس,اجتماعيا وفكريا وسياسيا, لدوام وجود وبقاء نظام العفالقة طوال ما يقرب أربعة عقود من الزمن, ولمده بكل المطلوب من سافل الهمج من (الناس) لضمان محاصرة أهل الأكثرية في العراق, بالبشع من القمع والاستغلال والحروب!

السؤال : ما هو حقيقة الموقف من الأمريكان,وتحديدا من قضية الاتفاقية الأمنية راهنا, في هذا الشطر من أرض العراق, والذي كان ولا يزال يخضع وعلى نطاق واسع, فكريا وسياسيا ومذهبيا, لسطوة فكر العفالقة الفاشي, ودعوات أهل التعصب القومجي عنصريا, والمتشدد وهابيا من نزعات أهل التطرف المذهبي همجيا؟!

منطقيا, أقول منطقيا, يفترض أن الموقف من هذه الاتفاقية, لابد وحتما, أن يكون في موقع المطلق من الرفض بالروح ....بالدم, بحكم أن السافل من أنجاس حزب العفالقة, ومن ضمنهم الشطر الأعظم, ممن يتصدرون واجهة العمل السياسي في هذه المناطق, يتحملون عار المسؤولية عن كل ما جرى تنفيذه من الجرائم والبشاعات, وتحت غطاء المزعوم من الجهاد ضد قوات الاحتلال ...و...لكن ؟!

هل ترى أن ذلك, هو ما يحكم بالفعل وحقا, مواقف من باتوا يتنافسون اليوم, على عرض الذليل من خدماتهم, على الجديد من مولاهم... سلطان الاحتلال, بعد أن ( فزت ضمايرهم مفزوعة) بفعل الغليظ من فعل  (توثية) التطويع, ومقابل (الوضيع) من المكاسب, وفي ظل الحاد, من الصراع بين صفوهم,  على تصدر واجهة العمل السياسي, لتعزيز حظوظهم في الفوز, بالقدر الأعظم من (الجزر الأمريكي) على صعيد منحهم دون سواهم, المزيد من مواقع السطوة والنفوذ, بما يفيدهم المشاركة في نهب المال العام, وعلى نحو يتجاوز كثيرا ...كثيرا, ما كان متاحا أمامهم من الفتات ومحدود الفرص, في ظل نظام سيدهم السفاح, يوم كان الهمج من العوجة يملكون وقبل غيرهم, مفاتيح نهب المال العام العراقي بلا حساب وبلا حدود؟!

أسوق ما تقدم من السؤال, بحكم أن موقف أهل النفوذ عشائريا ومذهبيا وسياسيا, واتجاهات الرأي العام في مناطق الغرب وشمال الغرب من العراق, تبدو راهنا وفي الظاهر العام, كما لو كانت تصب في خانة الرفض, أو بالأحرى تتصدر عملية التصدي  للاتفاقية مع الأمريكان, وحيث يبدو هذا الموقف من الرفض الأكثر تطرفا, أمام عدسات التصوير, وعلى شاشات القنوات الفضائية, ومن خلال تكرار كل المعروف من مفردات المزعوم من العداء والكراهية والحقد, ضد من أحتل أرضهم, وأنتهك عرضهم....الخ ما كان يتكرر وبالحرف الواحد, يوم كانت هذه المناطق تشكل الوسخ من القاعدة, وعار المنطلق للهمجي من بشاعات فعل المطايا المجاهرين بالقتل, بكل ما نجم ولا يزال من فادح الخسائر البشرية وبشكل خاص واستثنائي وسط ضحايا نظام العفالقة بين أهل بغداد ومناطق الوسط والجنوب من العراق!

 

بالعراقي الفصيح: هل حقا وبالفعل,  لا يزال الغالب العام من أهل مناطق الغرب وشمال الغرب من العراق, في موقع العداء للأمريكان وبحيث يرفضون بالروح ...بالدم الاتفاقية الأمنية, وذلك  بعد مرور أكثر من خمسة أعوام على سقوط سيدهم السفاح وفقدان سطوة نفوذهم , وما جرى ولا يزال يجري, في إطار التطويع مقابل المكاسب, والمتزايد من دور ما يسمى مجالس (الصحوات), وقبل هذا وذاك, نتائج وتبعات الجاري خلف الكواليس, من مباشر التفاوض وحد التنسيق, بين سلطان الاحتلال مع المختلف من أهل النفوذ في هذه المناطق بما في ذلك الأنجاس من العفالقة؟!**  

صدقا من يطالع هذا المزعوم من الرفض, بالمقارنة مع ما يسود عمليا في الحاضر من الزمن, على ارض الواقع في هذه المناطق, بمقدوره ودون عناء إدراك, ما يفترض أن يكون المكشوف من الحقيقة, حقيقة أن أهل النفوذ عشائريا ومذهبيا وسياسيا,في مناطق الغرب وشمال الغرب من العراق, يتوسلون والله من كان عندهم في موقع من أحتل أرضهم, وأنتهك عرضهم, على عدم سحب جنوده, والبقاء في (عراقهم) على طول وحتى يوم يبعثون, بذريعة أن ذلك يفيدهم في حماية ( حياض دينهم الوهابي) والشرقي من باب مرحاض أنظمة بني القعقوعة, من خطر انتشار مذهب (الكفار من الروافض) من أتباع (الفرس المجوس)....الخ مفردات المطلوب إشاعته أمريكيا وعروبجيا راهنا, وحتى أشعار أخر, من مزعوم الجهاد ضد البعبع الإيراني,*** وبالاعتماد على فتايا ذات السافل من وعاظ السلاطين, وفي المقدمة الأمريكي واهبيا: يوسف القرضاوي, وعلى القذر من عمل ذات أجهزة تحريض وتحشيد وعي القطيع العروبجي عنصريا,.....الخ ما يعيد للأذهان, كل هذا الذي جرى, من متطابق الدنيء من الفعل, عشية التمهيد لعار حملة جهاد المطايا المجاهرين بالقتل, ضد الشيوعيين الكفار في أفغانستان!

و...من يعتقدون أن ما تقدم مجرد موقف مسبق, لا يستند ولا ينطلق من الواقع, بحكم حقد العبد لله المعروف ضد أيتام النظام المقبور بالعار وجميع سافل من كانوا في موقع الجلاد, أدعوهم وبرجاء للتأمل, مجرد الـتأمل ومنطقيا, بمغزى هذا الذي يسود مواقف جميع, أكرر جميع, من يتصدرون واجهة العمل السياسي والطائفي في هذه المناطق, على صعيد مطلق العداء ضد الفرس المجوس, وحد وضع كل ما تحت تصرفهم من الإمكانيات سياسيا ودعائيا, لخدمة عملية التحشيد أمريكيا وسعوديا ضد ما يسمى البعبع الإيراني, في حين يفترض وعلى الأقل منطقيا,اعتماد العكس من الموقف تجاه إيران راهنا, إذا كان أصحاب سلطان النفوذ عشائريا ومذهبيا وسياسيا, في مناطق الغرب وشمال الغرب من العراق, يملكون الحد الأدنى من المصداقية في رفضهم المزعوم للاتفاقية الأمنية, بحكم أن هذا البعبع الإيراني بالذات وتحديدا, يقود وعمليا مهمة التصدي لعملية تمرير الاتفاقية الأمنية مع الأمريكان, ويعارض ومن حيث الأساس, استمرار الوجود الأمريكي في العراق, ...و...منطقيا...العكس بالعكس!

بالعراقي الفصيح:  إذا كان فرسان تحالف أهل الشر, في مناطق الغرب وشمال الغرب من العراق, يرفضون بالفعل وحقا وبصدق هذه الاتفاقية, ومن منطلق العداء المطلق ضد الوجود الأمريكي والإمبريالية ....الخ...الخ مفردات بالروح....بالدم عفلقيا ...ترى لماذا إذن يشاركون راهنا وبكل هذا القدر من  الحماس, في حملة التحشيد والتحريض ضد البعبع الإيراني بقيادة أجهزة الدعاية والترويج للمطلوب إشاعته من قبل سلطان من  أحتل ارضهم وأنتهك عرضهم؟!  

و... دعونا نعوف حكم العقل ونعتمد ومن جديد سبيل المنطق للسؤال : إذا كان من الصعب على أيتام نظام قادسية العار, ولدوافع عنصرية عروبجيا, الإشادة بالدور الإيراني المعارض للاتفاقية, ترى ألا يفترض منطقيا, أكرر منطقيا, ممارسة الصمت على الأقل, على هذا الفاعل من الدور  الإيراني في ميدان التصدي لهذه الاتفاقية, ومهما اختلفت الدوافع والمنطلقات, وطالما أن ذلك يخدم المزعوم من رفضهم للاتفاقية, ولوجود قوات من أحتل أرضهم وانتهك عرضهم ؟!

صدقوني تشغيل الذهن بما يفيد البحث عن جواب ما تقدم من السؤال, لابد وأن يفضح ما يجري من معاكس الفعل عمليا وعلى أرض الواقع, وبحيث بات من يزعمون أمام عدسات التصوير, رفضهم بالروح ...بالدم للاتفاقية وعداءهم المطلق للاحتلال, يشاركون وأكثر من سواهم, في تنفيذ المطلوب أمريكيا, على صعيد التلويح والتهديد بخطر البعبع الإيراني, بهدف إشاعة الهلع والخوف,من مخاطر ما يمكن أن يحدث في العراق, في حال عدم التوقيع على الاتفاقية, ...و...هذا التحول لحساب التركيز على التحريض ضد البعبع الإيراني, والذي بات يطغى ويسود نص خطاب أهل النفوذ في هذه المناطق, بما في ذلك العفالقة, ولسان حالهم راهنا صلاح المختار, لا يمكن بتقديري معاينته بما يكفي من الوضوح, بمعزل عن نتائج ما جرى ويجري, من التنسيق في المواقف مع سلطان الاحتلال خلف الكواليس وبدعم مطلق من أنظمة بني القعقوعة, ودون الانتباه والتوقف مليا, عند الجاري من عملية التمهيد لمرحلة ما بعد المتحقق خلف الكواليس , وباتجاه مشاركة العفالقة رسميا, وبشكل مباشر في العملية السياسية, ومن بين ذلك ومنذ بعض الوقت, المساهمة في تلميع صورة القادم من الرئيس الأمريكي, وحتى قبل انتخابه رسميا, من خلال الزعم أن الرجل كان (مثلهم) معارضا للحرب في العراق,**** ومن يدري ربما سوف يزعمون لاحقا, معارضته حتى إعدام سيدهم السفاح, وغير ذلك من مفردات المفضوح, من مظاهر وصور التراجع, ولحس المزعوم من أهداف كفاحهم ضد الاحتلال والإمبريالية وفلم تحرير الوطن ....الخ مفردات نص خطابهم أيام عار مساهمتهم في إشاعة البشع من فعل إرهاب المطايا المجاهرين بالقتل,والذي ما كان والله, يستهدف غير استعادة عار المفقود من مغانم النفوذ والامتيازات في الماضي, حتى أن كان المطلوب من الثمن , هو التعاون غصبا أو طوعا, مع من أحتل أرضهم وأعدم سيدهم وأنتهك عرضهم !

وبالعودة للمبتدأ من السؤال : هل أن ممارسة هذا المقرف من الازدواجية, في موقف أيتام النظام المقبور بالعار من الاتفاقية الأمنية, وبالتحديد وسط صفوف من يتصدرون عمليا مواقع السطوة والنفوذ في مناطق الغرب وشمال الغرب من العراق, ينطلق وحسب من قبيل الرضوخ للأمر الواقع غصبا, وبفعل ( توثية التطويع) بعد حرمانهم من كل امتيازات سطوتهم بالقوة على أهل الأكثرية في العراق, أو أن الأمر يتعلق كذلك بالموعد تقديمه أمريكيا من مزيد المكاسب, بعد التوقيع على الاتفاقية وليس قبل ذلك, وبالخصوص لجهة ضمان تسهيل مهمة مشاركة حزب العفالقة علنا, وبشكل مباشر في العملية السياسية, باعتبار أن السافل من العفالقة, هم الأكثر استعداد, أكرر الأكثر استعدادا, للسهر على حماية مصالح الأمريكان, ولتنفيذ اللاحق من صفحات مشروعهم الاستراتيجي في المناطق الأخرى من الشرق الأوسط,؟!  

و....هل يمكن عمليا تنفيذ هذا الموعود أمريكيا للعفالقة, ولجميع أيتام النظام المقبور بالعار,في مرحلة ما بعد التوقيع على الاتفاقية, وبعد تحديد القادم من ملامح توجهات الجديد من الإدارة الأمريكية, من دون تغيير وجهة ومسار العملية السياسية عراقيا, وعلى نحو حاسم خارج حدود إقليم كوردستان؟! ...و...كيف ترى يمكن المباشرة في إحداث هذا الحاسم من التحول, دون العمل في ذات الوقت, على تقزيم دور أهل الأكثرية في بغداد ومناطق الوسط والجنوب من العراق؟!

سمير سالم داود 8  تشرين ثاني 2008

* طالع الماضي من النص في العنوان التالي : www.alhakeka.org/654.html

** هناك من بمقدوره أن يتجاهل مدى نجاح الأمريكان في تطويع وكسب ولاء الكثير من كوادر حزب العفالقة ومن مختلف أجنحتهم المتصارعة, بما في ذلك المتقدم من كوادرهم في الجيش والمخابرات وغيرها من أجهزة القمع الفاشية, هذا فضلا عن النجاح ومبكرا في كسب تعاون  كبار رجال الأعمال من القطط السمان في زمن العفالقة, بما في ذلك من كانوا يشرفون على عمل المئات من شركات مرتزقة العفالقةالتجارية في الخارج, بهدف زيادة إدارة أرصدة النظام المقبور في البنوك الأجنبية, بما يساهم من تعزيز نشاط مرتزقة المخابرات ضد أهل المعارضة, وتعزيز قبضتهم ونفوذهم عبر الحرام من المال على الكثير من صناع القرار في المختلف من دول العالم, فضلا عن شراء ذمم السافل وسط أهل الإعلام والثقافة من العرب وغير العرب...و...عمليا ما عاد هناك في مناطق الغرب وشمال الغرب من العراق, فضلا عن ديالى, من يواصل راهنا معادة الأمريكان بشكل ملموس, غير الهمج من أهل الوهابية, وبهدف توظيف هذه الذريعة, للاستمرار في ارتكاب المزيد من جرائمهم الهمجية طائفيا, في بغداد وضد أهل الوسط والجنوب من العراق!   

*** كما لو كانوا يجهلون أن العمل يجري وبشكل متزايد لتطبيع العلاقات الأمريكية الإيرانية, وهذا حتى قبل أن يحتل داعية التطبيع مع نظام طهران, موقعه الرسمي جوار الجديد من الرئيس في البيت الأبيض الأمريكي!

**** هل تراهم بالفعل وحقا يجهلون أن من يقود وعمليا, مهمة تحديد الأهداف الاستراتيجية المرحلية, أو البعيدة المدى, في العراق والخليج وفي المختلف من مناطق العالم الأخرى, هو أركان المجمع الصناعي العسكري والطغمة المالية في الولايات المتحدة الأمريكية, وبغض النظر عن من يجلس خلف المنضدة في البيت الأبيض الأمريكي, و...من يعارض المقرر والمطلوب تنفيذه استراتيجيا, مصيره سوف لا يختلف حتما وبالتأكيد عن مصير الرئيس كندي, هذا علما أن من سوف يحتل البيت الأبيض بعد المعدود من الأسابيع, سيكون برفقة داعية التطبيع مع إيران, وصاحب مشروع تقسيم العراق!

هامش : الزميل العزيز (......) غريب والله السؤال عما إذا كان العبد لله, وفيما يكتب من النص, يتعامل مع الوضع القائم في إقليم كوردستان, كما لو كان الأمر يدور عن الوضع في بلد مجاور للعراق....و...أقول غريب هذا السؤال, بحكم أن الجواب يفترض أن يكون معروفا, لجميع من يطالعون المكتوب من النص بالعراقي الفصيح, انطلاقا من الشاخص عمليا على أرض الواقع, وبعيد عن وهم الاعتقاد والتصور.....و....على هذا الصعيد بالذات وتحديدا, بمقدوري ومن موقع التمني, الاستمرار في التعاطي مع الوضع في إقليم كوردستان, كما لو كان لا يزال بالفعل وحقا, ضمن حدود الكيان العراقي, ولكن كيف يمكن وعمليا, أن يظل هذا الضرب من التمني, مقيما في الذهن, في ظل هذا المسعور من العداء والحقد الشوفيني, الذي ينتشر مثل الطاعون وسط الكثير ...الكثير من عرب العراق, بما في ذلك وسط من كانوا في موقع الضحية في مناطق الوسط والجنوب, وفي صفوف الكثير ...الكثير من أصحاب المضموم من عار العكّل, وسط أهل العلمانية والليبرالية ممن يزعمون الأيمان بحقوق الإنسان, والمشروع من حق الشعوب في تقرير المصير ...و...والله ....والله ...لقد طفح الكيل عند أهل كوردستان, بعد طول العناد والمقيم من الحرص, على دوام التوحد طوعا مع أهل العراق, وبعد أن بات من المستحيل عندهم, أن يتلاشى كل هذا الهمجي من سالب مفعول طاعون الشوفينية, وبحيث ما عاد هناك في نفوسهم ثمة أمل, في أن يتجدد جميل ماضي الزمان, أيام ما كانوا يرددون مع جميع أهل الذمة والضمير من عرب العراق, وبذات القدر من الحب والحماس:  هربجي ...كورد وعرب ...الخ ما بات اليوم مدعاة للتصنيف والسخرية, نتيجة شيوع طاعون الحقد الشوفيني, وفعل السافل والمنحط من أهل الشوفينية!