شوفينيون حتى النخاع... مهما أختلف الدافع والقناع!!

لا أعتقد يوجد هناك وسط جميع من يطالعون المكتوب من النص بالعراقي الفصيح, من يجهلون أو لا يعرفون موقف العبد لله من جريمة التعريب والتطهير العرقي, بما في ذلك واضح الموقف من قطعان المستوطنين, الذين شاركوا في تنفيذ هذا البشع والهمجي من الجريمة, وأن كنت وكفيلكم الله وعباده, أتجنب عامدا وحتى الساعة, الكتابة عن هذا البشع من همجي الجرائم, من موقع التحريض, لا أقصد قطعا التحريض, بهدف إشاعة المزيد من التوتر, وإنما أقصد التحريض, بالاستناد ومن حيث الأساس, على عرض المرير والمذل, من تفاصيل ووقائع معاناة  الكورد والتركمان والكلودآشورين,* ممن جرى اقتلاعهم من كركوك وسواها من المناطق الكوردستانية الأخرى, خلال سنوات احتجازهم في معسكرات العفالقة القسرية, وحيث كان بمقدور حتى شرطي أمن حقير, أن يفعل ما يريد, كل ما يريد, وأكرر أن يفعل ما يريد, كل ما يريد, بما في ذلك اغتصاب النساء والصبايا وتنفيذ جرائم القتل داخل هذه المعسكرات, دون حسيب أو رقيب, وتماما كما كان هو الحال, في معسكرات الهمج من النازيين, خلال سنوات الحرب العالمية الثانية! 

و...أعيد التأكيد على ما تقدم, منطلقا للتوقف عند ردود فعل بعض الزملاء والأصدقاء على ما ورد في سياق الأخير من نص العبد لله المعنون ( من جديد تفضح كركوك...عارهم المستديم)** أقصد تحديدا من تعاملوا مع بعض ما ورد في هذا النص, باعتباره ووفق تقديرهم كان يتسم ( بالتطرف والحاد من العبارة )....الخ ما لا يختلف وكفيلم الله وعباده, عما بات عندي و بفعل تكراره بين الحين والأخر, أكثر من متوقع, حتى لا أقول ضربا من مألوف رد الفعل, وبشكل خاص واستثنائي, رد فعل من لا يعرفون من أساليب الكتابة, مع كامل التقدير لمواهبهم كتابيا, غير أسلوب ترديد الجاهز من عام العبارة, والتي لا تساعد المتلقي أن يستوعب ويفهم حقيقة موقفهم, حتى حين يتعلق الأمر, بما لا يحتمل قطعا التعويم والتعميم,*** ويندرج والله في عداد الأسود والأبيض من الوقائع, والتي من المستحيل التعامل معها بالحياد, أو اعتماد منطق القبول والرفض في ذات الوقت, لتحديد المطلوب من الموقف بصددها, كما هو الحال راهنا مع مواقفهم عن هذا الذي حدث في (البرلمان العراقي) يوم تعمد تمرير ما هو موضع الحاد من التعارض والاختلاف عن وحول كركوك, وفي ظل واقع حال المحتدم من الصراع الطائفي والعرقي والمتأزم دائما من الوضع السياسي!

و...مطلوب ( ترطيب الأجواء والمساعدة على تخفيف حدة الاحتقان بين المختلف من المواقف) كما كتب أحدهم وبالحرف الواحد, كما لو كان من المفروض, تحويل ممارسة فعل الكتابة عن الشأن السياسي, لضرب لا يتعدى مهمة ودور ( القصخون) الذي لا يعرف من الواجب, غير تحقيق إشاعة أكثر قدر مستطاع من ( الإمتاع والمؤنسة) في نفوس من يتابعون بدهشة, ما يردده من طريف سوالف الغابر من الأزمان, وأن حدث ما يعكر صفو الحضور, يعلو صوته داعيا الجميع أن ( يذكروا الله) أو غير ذلك من مناسب ومألوف العبارة, بهدف ( تجبير الخواطر) وفض الاشتباك, قبل أن يتطور الأمر إلى مرحلة (ضرب النعل والرفس) وبكل ما ملكت يمنهم ويسارهم, دون إسقاط حساب فعل ( الطوماخ) وتماما على النحو الذي كاد أن يتكرر, عند اندلاع قادسية نقابة الصحفيين قبل الوجيز من الزمن !****

صدقا لا أدري ولا أعرف, كيف يمكن للمرء ومهما كان يمتلك من محدود الوعي سياسيا, أن يصدق وعمياوي أن أتباع ( المشهداني والعليان والجعفري وعلاوي ومقتدي الصغير ومطلك واليعقوبي.......) ارتكبوا هذه الحماقة, بشكل غير مقصود, وبفعل المفرط من الجهل في قراءة ما يسود الوضع السياسي, وعدم إدراك الضار من وخيم العواقب؟! ...و... إذا كان الأمر كذلك بالفعل وحقا, ترى لماذا يواصل فرسان هذه الحماقة, ممن جرى حصرهم بين قوسين منعا للضرر, قرع الطبول والدفوف وهز الأرداف, تعبيرا عن الفرح والابتهاج بما عدوه بمثابة ( أونتصار  للديمخراطية) وبداية زمان الشطب على ( تحكم التحالف الكوردستاني والمجلس والدعوة ) بمفاتيح النفوذ والقرار على صعيد العملية السياسية....الخ ما يعيد أتباعهم تكراره وبفحيح الأفاعي, من على صفحات مستنقع كتابات, وسواه من مستنقعات وساخات العفالقة الأنجاس؟!  

شخصيا لا أنتظر ولا أتوقع من هولاء الزملاء, وأقصد تحديدا من كتاباتهم تنطلق من موقع العداء المطلق للعفالقة, الجواب على ما تقدم من واضح السؤال, لان ذلك بتقديري, لابد وأن يقودهم حتما, للاعتراف بما لا يريدون من مكشوف الحقيقة, أقصد أن هذا الذي حدث في البرلمان, والذي سيجري تجاوزه يوم الأحد القادم, ما كان والله غلط غير مقصود, وإنما كان وكفيلكم الله وعباده, ضربا مقصود من فعل الحماقة, جرى تنفيذه مع سبق الإصرار والترصد, بهدف تحقيق هذا الدنيء من وخيم العواقب تحديدا وبالذات,...و... أقول ما تقدم, لان مجرد إقرارهم بهذه الحقيقة, لابد وسيقودهم لخوض غمار مراجعة الذات, وبما يفيد تفحص ضرر ومضار, تعمد بعضهم ودون كثير من الانتباه, إضفاء الطابع السياسي على جريمة التعريب والتطهير العرقي, رغم معرفتهم سلفا, أو هكذا يفترض أن يكون الحال, أن الأمر ومن حيث الأساس والجوهر يتعلق بجريمة جنائية, تندرج في إطار الجرائم ضد الإنسانية جمعاء, حتى لا أقول متسائلا : هل تراهم حقا لا يعرفون ويجهلون أن جميع المعادين للكورد, وسط من عملوا وطوال السنوات الخمس الماضية, على وضع المختلف من متعمد العقبات أمام إلغاء جميع تبعات ونتائج جرائم التعريب والتطهير العرقي, إنما والله شوفينيون حتى النخاع,مهما اختلفت دوافعهم ومهما ارتدوا من مختلف القناع, ولا يمكن قطعا ومن المستحيل حشرهم في معسكر من يعملون في موقع الداعم والنصير, لحقوق ومصالح سواهم من ضحايا نظام العفالقة الأنجاس في المناطق الأخرى من العراق, إلا إذا كان هناك وللمختلف من الدوافع, من يعتمد المغاير من الموقف, تبعا لطبيعة انحدار الضحايا قوميا وطائفيا ....وتلك سالفة أخرى, تضيف المزيد من العار على هذا السافل من الناس!

السؤال : هل من الصعب على هذا البعض من الزملاء, إدراك  ضرر تكرار الدعوة إلى تجاوز تبعات ما جرى في إطار البشع من جرائم التعريب والتطهير العرقي, من خلال مطالبتهم الإبقاء على واقع الحال, كما كان في الماضي, أو ما هو الاسوء من ذلك عندي, مساندتهم وأن كان بشكل غير مباشر, موقف من يعارضون بالروح ...بالدم, إلغاء الفاشي من تبعات جرائم التعريب والتطهير العرقي, والذين يعملون كل ما في وسعهم من أجل تقرير مصير كركوك وسواها من المناطق التي تعرضت لجريمة التطهير العرقي سلفا, من خلال الدعوة لبقائها بمعزل عن جميع المحافظات الأخرى, أو وضعها مباشرة تحت سلطان السلطة المركزية في العاصمة بغداد, وغير ذلك من سخيف الدعوات التي لا تتجاهل وحسب المشروع من حق أبناء المدينة في تحديد وتقرير ما يردون من المستقبل, وإنما لا تنطلق من إدراك حقيقة أن محتوى وفحوى هذا الضرب من محاولة فرض ما يسمى الحلول لمشكلة كركوك, لا يمكن أو بالأحرى من المستحيل أن تخدم من كانوا في موقع الضحية لجرائم التعريب والتطهير العرقي الهمجية, وبغض النظر عن منحدراتهم العرقية والمختلف من الدين والفكر!  

و...في الختام ما عندي غير تكرار التأكيد, على أن هذا الذي حدث في البرلمان, كان والله ضربا من مقصود ومتعمد الحماقة, من قبل أتباع المطلك وعليان وعلاوي والجعفري ومقتدى الصغير واليعقوبي, وبصدد قضية خلافية بالغة الخطورة مثل قضية كركوك, وفي ظل وضع سياسي عام يسوده الارتباك, والدائم من محتدم الصراع طائفيا وعرقيا, وعلى أمل أن يقود هذا الدنيء من فعل الحماقة, نحو إشاعة التوتر إلى أقصى مدى مستطاع, وبشكل قد يساعد من تقدم عار ذكرهم, أو بعضهم على الأقل, وبالتحديد من خسروا المتقدم من مواقعهم ( علاوي والجعفري) للانضمام من جديد, لصفوف من يمثلون سياسيا, أهل الأكثرية في العراق, والذين وكما هو معروف تماما, يملكون وبالتنسيق مع سلطان الاحتلال, مفاتيح القرار والنفوذ, على صعيد تحديد مسارات واتجاهات العملية السياسية, راهنا وعلى المدى المنظور من الزمن, إلا في حال تكرار تعمد إشاعة هذا المقصود من عمليات التوتر, وبما يقود تدريجيا, لفتح أبواب جحيم الحرب بين المختلف من المكونات العرقية والطائفية, وعلى نحو سوف يقود قطعا وحتما لتقسيم العراق, وعلى النحو المقرر سلفا في سياق المشروع الأمريكي!

سمير سالم داود 31  تموز 2008

*أقصد تحديدا وبشكل خاص ما كان يصل إعلام الحزب الشيوعي في الداخل والخارج من الرسائل والمعلومات التي تتضمن توصيف وتفاصيل ما كان يجري من البشاعات داخل المعسكرات القسرية, ومن يصدق أن العفالقة الأنجاس كانوا يعمدون عرض الأفلام الإباحية بهدف إشاعة التحلل الأخلاقي وسط الأحداث والصبيان الذين كان معظمهم يفتقدون رعاية آبائهم بحكم التحاق الكثير منهم بفصائل البيشمركة أو أنصار الحزب الشيوعي العراقي.

** طالع محتوى هذا النص في العنوان التالي: www.alhakeka.org/630.html

*** لا أدري صدقا, لماذا من الصعب على جميع من يمارسون فعل الكتابة عن الشأن السياسي, في المواقع العراقية على شبكة الانترنيت, إدراك حقيقة أن اعتماد أسلوب وسبيل الوضوح, في تحديد مواقفهم, بعيدا عن آمان الوقوف على التل, يشكل المنطلق والأساس للوثيق من التواصل مع المتلقي, و نحو إشاعة ما يعتقدون من صائب المواقف, وعلى نحو اكثر تأثيرا مليون مرة من الاستمرار في لعبة تعويم مواقفهم في بحور من عام العبارة, المناسب والممكن اعتمادها, مع القليل من التغيير في الصياغات, للكتابة عن المختلف من الظروف والمناسبات, ودون أن يفهم أو يعرف المتلقي حقيقة موقفهم سياسيا, مما هو موضع البحث والمناقشة!

**** الاسوء من ذلك عندي, موقف من يطالبون جهارا وعلنا ممارسة المفضوح من عار الكذب, بذريعة ( عدم المساهمة في تصعيد التوتر) كما كتب أحد فرسان لجان العفالقة الثقافية في الجامعات, والذي يتحدث دون أدنى حياء, بلسان ( الوهم) من منظماته الثقافية, والتي شارك تحت غطاء وجودها المزعوم, في التمهيد لقيام عار مجلس ثقافة كوبونات الزبيدي, وكما لو أن من المطلوب وغصبا, ممارسة فعل الضحك على ذقن المتلقي, وتوصيف هذا الذي حدث في البرلمان يوم الثاني والعشرين من تموز, باعتباره كان (مجرد سوء فهم وخطأ غير مقصود) ....الخ ما يتجاهل وبمنتهى الفضاضة, ما يفترض أن يكون معروفا من الحقيقة,حتى للبليد من الناس, أقصد أن من الصعب الاعتقاد أن ما حدث كان مجرد ( خطأ غير مقصود) ومن قبل من يفترض عمليا ومنطقيا, امتلاكهم وأكثر من سواهم ما يكفي من القدرة, على تقويم الوضع السياسي العام في العراق, بحكم تماسهم المباشر مع العديد من صناع القرار داخل وخارج البرلمان, وما يجري من الأحداث والتطورات تحت أسماعهم وأبصارهم على مدار اليوم والساعة!

طالع لاحقا : ما هو السبيل لتحرر تنظيمات الكورد الفيليين من نهج التوسل والتسول؟!