الحصاد الأمريكي ....بعد .....التطويع... !


كان محور الماضي من التعليق* هو السؤال: هل أن الوضع العام في العراق راهنا, يستدعي السقوط في لجة التشاؤم والنكوص على صعيد كتابة النص السياسي, أو أن المطلوب وبإلحاح, إعادة النظر بمضمون وأسلوب التعاطي, مع المختلف من الأحداث والتطورات, وعلى نحو يختلف ويتجاوز عمليا, مجرد التعبير عن المختلف من عاجل ردود الفعل, عن وحول المتكرر من جاري الحدث على سطح العملية السياسية وأمام عدسات التصوير, حتى وأن أختلف توقيت ومكان وشكل تكرار وقوع هذا الحدث...الخ ما كان طوال السنوات الخمس الماضية ولا يزال, يشكل الأساس والمنطلق الذي يتحكم في سياق الغالب العام, من منشور التعليقات السياسية, على صفحات المختلف من المواقع العراقية على شبكة الانترنيت!   

و...بتقديري الخاص بات من غير المعقول ولا منطقيا, الاستمرار في ممارسة فعل الركض وراء الظاهر من الأحداث وتحت غطاء المختلف من التوصيفات والتسميات, ولكتابة ذات النمط, من سريع التعليقات, لان المطلوب وعلى العكس مما تقدم, أو بالأحرى بالضد تماما مما تقدم, كتابة نص سياسي, لا يخضع لشروط ما يجري فوق السطح من ظاهر الأحداث وما يجري تعمد ترويجه علنا, من مزعوم الأهداف, في الفضائيات وعلى مستوى الشعارات, وإنما المطلوب نص يتعاطى مع كل ما يجري من الأحداث والتطورات, انطلاقا من البحث عن المشترك ما بين هذه الأحداث والتطورات, مع المحوري من أهداف سلطان الاحتلال الأمريكي, فضلا عن المتاح من مسموح أهداف المختلف من القوى المشاركة في العملية السياسية.... ....الخ ما يستوجب الواضح من التشخيص, وبالصريح من العبارة,, وبشكل لابد وأن يفيد المتلقي حقا, ويمده بالمطلوب من مختلف وجهات النظر, عن وبصدد القادم من الاحتمالات, وعلى نحو يمكن أن يساعده عمليا, وبهذا القدر أو ذاك, على استخدام ما يملك من الوعي والتجربة والقدرة على المقارنة, سبيلا لتحديد ما يعتقده الصائب من المواقف, على صعيد الحاضر والمستقبل, وباعتبار أن ذلك تحديدا, يشكل بتقديري الهدف الأساس, من ممارسة فعل الكتابة عن الشأن السياسي...!  

و....شخصيا لا أدري, ومن حيث الأساس, كيف يمكن للمرء, وأقصد تحديدا المثقف الديمقراطي المعادي للعفالقة والاحتلال, أن يمارس مغامرة  فعل الكتابة عن الشأن السياسي, بدون امتلاك ما يكفي من القدرة, فكريا وسياسيا وإعلاميا, على قراءة ومعاينة الحاسم من دور سلطان الاحتلال أولا, وبالذات على صعيد توظيف وتطويع كل ما جرى ويجري من الأحداث, بما يخدم ويحقق وتدريجيا, إنجاز المطلوب من مفردات المشروع الأمريكي إستراتيجيا, على أرض الواقع في عراق ما بعد صدام العفالقة, ...و....بدون المشاركة ودون تردد ثانيا في تحديد وتشخيص, حجم الباقي من متاح الدور, أمام المختلف من القوى المشاركة في العملية السياسية, على صعيد ممارسة المسموح من الفعل, في سياق المساهمة في صناعة هذا الحدث أو ذاك, وتحت سمع وبصر سلطان الاحتلال, حتى لا أقول بعد الحصول سلفا, على المطلوب من الضوء الأخضر الأمريكي, بشكل مباشر أو ضمنيا ....!

و...ما تقدم يفترض بتقديري, أن يشكل المنطلق العام, لكتابة هذا المختلف نوعيا من النص السياسي, إذا كان المثقف الديمقراطي, المعادي للعفالقة والاحتلال, ومهما كانت توجهاته الفكرية والسياسية, يستهدف بالفعل وحقا, التأشير على الأساس من الأهداف الكامنة عمليا, خلف هذا الحدث أو ذاك, وبالخصوص ما يندرج في إطار المحوري من الحدث, منطلقا لتقديم ما يفيد من التوقعات, عن القادم من لاحق الاحتمالات, ولا أقصد التوقعات بصدد نتائج المتحرك والمتسارع من جاري الأحداث على سطح العملية السياسية, وإنما ما يجري بالفعل وعمليا على ارض الواقع, والذي كان ولا يزال وسوف يظل وحتى أشعار أخر, يخضع  لعملية إعادة تشكيل,حتى لا أقول إعادة تأسيس, يتوقف مداها, من حيث مستوى التغيير والاتساع, ارتباطا بنتائج ما تحقق عمليا ولغاية الساعة, ضمن سياقات عمليات التطويع, التي جرى تنفيذها وتدريجيا من قبل سلطان الاحتلال, تحت غطاء ما كان يجري في الظاهر وعلنا, من مختلف الأحداث, على سطح العملية السياسية, طوال السنوات الخمس الماضية**, إلا إذا كان هناك من يعتقدون وعلى سبيل المثال لا الحصر, أن عملية انتقال, من قدموا كل المطلوب من سافل العون للمطايا المجاهرين بالقتل, إلى ما يندرج في الظاهر العام راهنا, ضمن إطار الضد, كان بفعل ( صحوة ضمير) وليس تحصيل حاصل, لما جرى من عمليات التطويع, وعبر استخدام المختلف من أساليب ( العقاب والثواب) أو سياسية ( العصى والجزرة) ...الخ الأساليب والوسائل, وبشكل لا يختلف كثيرا, وكفيلكم الله وعباده, عن ما يجري اليوم, اعتماده في إطار العمل لتطويع تيار مقتدى الصغير !

و... بمقدوري القول وبالصريح من العبارة, أن الوضع العام في العراق, بات راهنا وبتقديري الخاص, أكرر بتقديري الخاص, على مشارف وتخوم مرحلة جديدة, بمعنى مختلفة على الصعيد السياسي, وسوف تتكشف ملامحها العامة تدريجيا, في القادم من قريب الشهور, وعلى نحو سيكون باعتقادي أكثر وضوحا, بعد استكمال عملية تطويع تيار مقتدى الصغير, وحسم معركة الموصل, وبالارتباط بما يجري راهنا وسيجري لاحقا وبشكل متسارع على الصعيد الإقليمي, .....و...هذه المرحلة, ودعونا نسميها مجازا مرحلة (جني الحصاد أمريكيا بعد التطويع) لا تستدعي الخضوع لمشاعر الإحباط واليأس, ولا السقوط في لجة التشاؤم والنكوص, وإنما تتطلب بذل المزيد من مضاعف الجهد, وبما يفيد التوقف عندها على مستوى النص السياسي, بشكل يختلف نوعيا, ومن بين ذلك, ضرورة التركيز وبالصريح من العبارة, على فضح المطلوب تنفيذه أمريكيا من الاستحقاق راهنا, وبالتحديد أقصد هذا المحموم من المحاولات, التي كانت ولا تزال وسوف تظل, تستهدف, ربط الاقتصاد العراقي بالسوق الأمريكية, بوشائج وقيود متعددة, تحاصره تماما, وبحيث يكون وتدريجيا بحكم التابع من الاقتصاد, وفي المقدمة من تلك القيود وبشكل خاص واستثنائي فرض الجائر من اتفاقية النفط, والعمل على ضمان دوام مفعولها للقادم من عقود الزمن, عبر فرض اتفاق أمني طويل الأمد, مع توظيف نتائج ما تحقق وسوف يتحقق من عمليات التطويع, لتأمين كل المطلوب من الغطاء السياسي, لضمان دوام فعل ما تقدم من محوري الهدف, وذلك ما سوف يظل من المنظور الأمريكي, غير ممكن التحقيق وبالشكل المطلوب, دون تفعيل ما يسمى المصالحة الوطنية, والتي تستهدف أمريكيا وكفيلكم الله وعباده, ضمان مشاركة العفالقة في العملية السياسية***, وبما يكفل إعادة توزيع الراهن من حصص النفوذ وفق عار نظام المحاصصة الطائفي والعرقي , بشكل يتناسب مع استحقاقات القادم من المرحلة, وبالاعتماد ومن حيث الأساس, على القوى والأطراف السياسية العراقية, التي باتت وبعد الخضوع للمختلف من أشكال التطويع, على استعداد للتعاون اقتصاديا وسياسيا وحتى عسكريا, مع الولايات المتحدة الأمريكية, أو على الأقل لا تملك, وخارج إطار الثرثرة وعلى مستوى الشعارات, ما يكفي من القدرة وعمليا, على العمل بما هو الضد والنقيض, مع مفردات المشروع الأمريكي في العراق والشرق الأوسط           

بالعراقي الفصيح: مطلوب نص سياسي مختلف نوعيا, يستهدف ومن حيث الأساس, المشاركة في فضح الدوافع الحقيقية, لعملية احتلال العراق, مقابل الإطاحة بحكم صدام العفالقة, ويساهم ودون تردد, في تبصير وعي المتلقي, عن مدى ازدواجية مواقف المختلف من القوى المشاركة في العملية السياسية, في ظل عار نظام المحاصصة وتحت سطوة وسلطان الاحتلال الأمريكي....و....هذا الضرب تحديدا من النص السياسي, بات يحتاج بتقديري,التوقف عنده, بالضروري من مطلوب المناقشة, وبشكل خاص واستثنائي, من قبل جميع الزملاء الذين بمقدورهم فكريا وسياسيا, وأكثر من سواهم, المساهمة في تحقيق هذا الملح من المهمة إعلاميا, وأقصد تحديدا من  اعتادوا الكتابة عن الشأن السياسي, انطلاقا من الدفاع وبثبات مبدئي عن مصالح وحقوق وتطلعات جميع من كانوا في الضحية, ومن منطلق الراسخ من القناعة بالديمقراطية, ومن مطلق العداء للعفالقة ورفض الاحتلال!  

 

سمير سالم داود 21  أيار 2008

alhakeca@gmail.com

* طالع نص الماضي من التعليق في العنوان التالي: www.alhakeka.org/617.html

** ومن قبيل ذلك, ما كان ولا يزال يجري, من متكرر الأحداث, وضمن إطار المتقلب من مواقف المختلف من القوى السياسية, وهي مواقف بات من المألوف للغاية, تغييرها في غضون أسابيع معدودة, حتى لا أقول خلال المعدود من الأيام, وتحت غطاء المختلف من الذرائع والمسميات, وفي أحيان غير قليلة, حتى بالضد تماما مع المرفوع من الشعارات, والمعلن من مزعوم الدوافع والأهداف, وكما هو الحال, وعلى سبيل الصارخ من المثال, مع ممارسة عار فعل الازدواجية, والذي يجري ومنذ سنوات خمس اعتماده وبشكل استثنائي, من قبل ولاة الأمر الذين يمارسون وأكثر من سواهم, كل أشكال الرفض والاستنكاف علنا, لنظام المحاصصة الطائفية والعرقية, بهدف التغطية عن ما يجري على ارض الواقع وعمليا, من محتدم الصراع, للاستحواذ على المزيد من مراكز النفوذ, ووفق أحكام عار نظام المحاصصة الطائفي والعرقي, وحيث تراهم جميعا وخلف الكواليس, لا يترددون والله من ممارسة كل ما يخطر على الذهن, في إطار المهامش والمكافش, حد ضرب بعضهم البعض الأخر, بما ملكت يمينهم, أن جرى التفكير, مجرد التفكير, التجاوز على المقرر من ( عار حصتهم)  في هذا الموقع أو ذاك, من مواقع العمل في المختلف من أجهزة ودوائر (الدولة), حتى وأن كان الأمر يتعلق صدقوني بوظيفة ( مخصي) عند باب هذا أو ذاك, من وزراء الجديد, من ولاة أمر عراق ما بعد صدام العفالقة.......! 

*** هل هناك بالفعل ما يستدعي الـتأكيد على أن صناع القرار الأمريكي يعولون كثيرا على مشاركة العفالقة في العملية السياسية, لتوظيف خبرتهم وتجربتهم الطويلة في إدارة المختلف من مرافق ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وبشكل يساعد على استقرار الوضع الأمني والسياسي, وخصوصا عند حلول ساعة سحب قوات الاحتلال من مراكز المدن صوب المختار من مناطق القواعد العسكرية, هذا فضلا عن الاستفادة مما يملكون من واسع التأثير على الكثير من القوى السياسية العربية, المناهضة راهنا للمشروع الأمريكي, وبالخصوص القوى السياسية ذات التوجهات القومحية, دون إسقاط الفاعل من دورهم, في حال الحاجة للعودة من جديد إلى ممارسة عملية التحريض والتحشيد ضد (الفرس المجوس) في حال فشل الراهن من مارثون المناقشات خلف الكواليس, في تحقيق المطلوب من المساومة, وعلى أكثر من صعيد بين حكام واشنطن وطهران....حتى لا أقول بين السافل من أتباع الشيطان الأكبر والأنذال من ربع محور الشر!   

طالع لاحقا: لماذا من المطلوب أمريكيا.... تطويع تيار مقتدى الصغير؟!