هل بمقدور الحكيم معالجة ضرر الأحمق من التصريح؟!!


هل حقا أن هذا الذي يدور اليوم, على مشارف المصطنع من فاصل الحد, وحتى أشعار أخر, بين الجنوب والشمال من أرض كوردستان, يعود ومن حيث الأساس والجوهر, لما يجري توصيفه وبمنتهى السفاهة: مشكلة وجود أنصار حزب العمال الكوردستاني في العنيد من قنديل الجبل؟! وهل هناك من يعتقد أو يتصور, أن الطغمة الانكشارية, وسط بقايا نفايات إمبراطورية الرجل المريض في الجيش التركي, بمقدورها فعلا وحقا, وبكل ما تملك من العدد والعتاد, توظيف هذا المزعوم من المشكلة, للتوغل عسكريا في عمق أرض كوردستان الجنوبية, خلال القادم من الأسابيع والشهور, برفقة الكوردستاني من قارص البرد, وجحافل على مد البصر, من غابات الثلج, وجحيم من بنادق بلا عدد, تعرف طريقها جيدا لقلب العدو ؟!

الجواب على ما تقدم, وبعيدا تماما عن الكتابة, من منطلق مجرد التحدي, صدقوني أكثر من معروف وسلفا, بدليل تكرار فشل اعتماد هذا السبيل, سبيل المدافع والطائرات والهمجي من المجازر, في حسم الصراع عسكريا, ما بين أهل كوردستان الشمالية وقوات الاحتلال التركية, حتى يوم كانت أرض كوردستان الجنوبية, لا تزال تخضع لاحتلال الجيش العفلقي, وحيث كان من المتاح عمليا, للهمج من الجيش الانكشاري, الدخول ساعة يشاءون, لعمق ما كان يسمى سابقا ( شمال العراق) في ظل تغاضي المجتمع الدولي, وصمت سائر السافل من حكام بني القعقاع, وتحت سمع وبصر ومساندة نظام صدام العفالقة, ووسط فرح وهلال سائر حثالات الشوفيينن والعنصريين, من القومجية والوطنجية, وهم الذين كانوا في ذات الوقت والساعة, يواصلون عار التحريض ضد ( الفرس المجوس) ويعملون كل ما في وسعهم, لتحشيد المزيد من الضحايا, للموت عبثا في محرقة قادسية العار, تحت زعم الدفاع بالروح ...بالدم ...عن كل شبر من تراب ( جنوب عوراقهم) وتحت علم ( عوراقهم) الموحد بالنجس من دم سيدهم السفاح!

و.....بغض النظر عن بقاء أو عدم بقاء, عناصر الحزب العمالي الكوردستاني في الحصين من موقعهم في جبل قنديل, وشخصيا أرجح الاحتمال الثاني, ذلك صدقوني لا يمكن ومن رابع المستحيلات, أن يحقق للطغمة العسكرية في أنقرة, ما عجزت عن تحقيقه من الهدف, ومنذ عقود عديدة من الزمن, أقصد القضاء عسكريا وبالقوة, على النضال العادل والمشروع, للكورد في كوردستان الشمالية, خصوصا وأن موازين القوى محليا وإقليميا ودوليا, ما عادت راهنا, توفر المطلوب من الصمت, للتغطية على مجازر الطغمة العسكرية ضد الكورد في تركيا, كما كان الحال, قبل المعدود من السنوات, وحيث باتت الولايات المتحدة الأمريكية وسائر الدول الأوربية, ومعظم دول العالم الأخرى, تتسابق اليوم, لكسب ود, أهل القائم من نواة دولة الكورد في إقليم كوردستان, سواء من خلال مد جسور التعاون التجاري, أو توطيد العلاقة على الصعيد السياسي وحتى الدبلوماسي, وبالتالي من الصعب التصور, أن هذه الدول والولايات المتحدة الأمريكية, بالذات وبالتحديد, بحكم دورها المحوري في العراق اليوم, وفي ظل الجاري على قدم وساق, تمهيدا لسحب قواتها باتجاه الآمن من القواعد في إقليم كوردستان, يمكن  أن توافق, أو لا تعارض, استمرار الراهن من العمل العسكري, خارج إطار المحدد من الزمن, وحدود ما هو مسموح, حتى لا أقول المقرر من محدود الهدف وبمنتهى الصرامة, خلف الكواليس!

و....عمليا حتى قيادة الحزب الحاكم اليوم في تركيا , ورغم الموافقة وبعد طول تردد, على منح الضوء الأخضر, للجيش في مهاجمة موقع العمالي الكوردستاني, تدرك سلفا عواقب ومخاطر, المعلوم من الضرر سياسيا وإعلاميا, نتيجة احتمالات ارتفاع عدد الضحايا, وخصوصا في الجانب الكوردي, في حال استمرار العمل العسكري, لفترة أطول, وخارج حدود, مما هو مقرر من الوقت والهدف, كما تدرك أن ذلك, بكل ما يتطلبه من باهض التكاليف المالية, وفي ظل المعروف عن الراهن من المأزق الاقتصادي, سوف ينعكس وعلى نحو حاد سلبا, على القائم من الحكومة بقيادة أوردغان, وبما يفيد أولا وأخيرا, في تدعيم مواقع ونفوذ الطغمة العسكرية على الصعيد السياسي, وعلى نحو سوف لا يقود وحسب, لبقاء تركيا, بعيدا وللغاية, عن حلم الانضمام للاتحاد الأوربي, وإنما قد يقود ( جمهورية أتاتورك) عمليا نحو المجهول من المصير!*

و...أعيد مرغما التذكير, بما يفترض أن يكون معروفا وللغاية, عن وبصدد وقائع التاريخ, بما في ذلك القريب كلش من الماضي, ليس قطعا وبالمطلق, للحديث عن الراهن والجديد, من قديم عار مواقف, سائر من كانوا في موقع الجلاد, وفي عدادهم جميع حثالات الشوفيينن وطنجيا, والعنصريين قومجيا, وفي المقدمة منهم, بعض سافل من يتصدرون, واجهة المشهد السياسي في مناطق الغرب من العراق, الذين تراهم اليوم, وعلى وقع طبول زحف الجيش الانكشاري, يتمنون وعلنا, وهم الوطنجيون كلش, أن ينجح الهمج من جند الترك, في (كسر خشم) تاج راسهم من الكورد, حتى يغدو من السهل عليهم, كما يتصورن وبمنتهى البلادة,  (كسر شوكة) عدوهم اللدود وسط شيعة علي, إن عجزوا عن جر الغبي والأحمق, من قادة قواهم السياسية, لعار الخضوع مثل الغنم, لسطوة وسلطان سلطتهم المركزية من جديد!

بالعراقي الفصيح: أتعمد التذكير, بما يفترض أن يكون معروفا من الوقائع, وخصوصا وسط جميع من كانوا في موقع العداء لنظام العفالقة الأنجاس, لان بين البعض ممن باتوا في موقع القرار, في عراق ما بعد صدام العفالقة, وبالتحديد بين قوى الإسلام السياسي في مناطق الوسط والجنوب, فضلا عن العديد ممن يمارسون فعل الكتابة عن الشأن السياسي, يوجد هناك من يتجاهلون عن عمد, وللمختلف من المنطلقات والدوافع, ما تقدم من معلوم ومعروف الحقيقة, عند تشخيص دوافع وأسباب, هذا التصعيد الخطير عسكريا,من قبل قوات الجيش الانكشاري, وذلك بهدف التهرب, ليس فقط من إدانة العدوان التركي, بالصريح من العبارة, وبوضوح لا يقبل التأويل, وإنما لعدم التصريح بما يعتقدون من الموقف, أقصد تحديدا: ما إذا كانوا يعتقدون حقا وفعلا, أن العمل العسكري, وممارسة فعل العدوان ضد أرض كوردستان الجنوبية, هو السبيل الوحيد والمتاح عمليا, لحل القضية الكوردية في تركيا, رغم تكرار فشل اعتماد هذا الغلط من السبيل, المرة بعد الأخرى ومنذ عقود من الزمن, وعدم وجود ما يبرر اعتماده أساسا من جديد, خصوصا وأن عبد الله أوجلان, الزعيم التاريخي لحزب العمال الكوردستاني, دعى أنصاره مرارا وتكرارا, إلى اعتماد سبيل العمل السياسي, لتحقيق ما يمكن من الأهداف, بالتعاون مع القوى الديمقراطية التركية, وبالتنسيق مع أشقاءهم في إقليم كوردستان, وبالاستفادة من الضغط المتواصل الذي تمارسه الدول الأوربية على هذا الصعيد, وقبل هذا وذاك, إعلان قيادة الجناح, الذي ظل بعد الانشقاق في صفوف حزب العمال الكوردستاني, يعتمد أسلوب الكفاح المسلح, الاستعداد وأكثر من مرة, للتوقف عن ممارسة النشاط العسكري, في حال موافقة حكام أنقرة, على التفاوض بهدف البحث, عن  ما يساهم في تطوير وتعزيز, ما تحقق بالفعل من الخطوات الإيجابية, لصالح القضية الكوردية, وخصوصا خلال الأعوام الثلاث الأخيرة من الزمن.            

السؤال: لماذا إذن يجري تجاهل كل ما تقدم من الوقائع والحقائق, وبالتحديد من قبل بعض من هم في موقع المسؤول في الائتلاف العراقي, ممن يتصورون وبمنتهى البلادة ( ما عندي غير توصيف) أن العصا التركية, سوف تؤدي بتقديرهم  لتحجيم النفوذ السياسي, لقوى التحالف الكوردستاني, وبالتالي يمكن أن ترغمهم, على التخلي, أو على الأقل, عدم التشدد, في تحقيق ما يريدون من الأهداف, وخصوصا حين يتعلق الأمر, بتنفيذ الاستحقاق الدستوري الخاص بقضية كركوك وسواها من المناطق التي تعرضت للهمجي من جريمة التعريب, أو ممارسة المشروع من حق التصرف, بثروات وخيرات إقليم كوردستان, لصالح ما يفيد أولا أهل الإقليم , وعلى النحو الذي يفترض أن يكون هو الحال, في سائر المناطق الأخرى من العراق, بعد أن ظل ريع ثروات وخيرات كوردستان وجنوب العراق, يذهب قسرا وطوال ما يزيد على ثمانية عقود من الزمن, لحساب من كانوا, أقل من القليل, وبالتحديد وبالذات, من كانوا على الدوام في موقع الجلاد! 

بالعراقي الفصيح: هذا البعض من أهل النفوذ, في مناطق الجنوب والوسط, وبالتحديد من رددوا الشاذ من التصريحات, التي تضمنت والله, ما ينطوي ضمنا على مباركة العدوان التركي, ويهمني بشكل خاص التأشير على تصريحات العسكري والشهرستاني, هل كانوا بالفعل وحقا, يجهلون دوافع وأسباب, هذا التصعيد الخطير عسكريا,من قبل قوات الجيش الانكشاري؟! وقبل هذا وذاك, وهذا ما يهمني من حيث الأساس: هل كانوا حقا وفعلا, لا يدركون سلفا,  تبعات الفادح من ضرر هذا الضرب الأحمق (حتى لا أقول النذل) من التصريحات, على صعيد أوساط الرأي العام الكوردستاني, وعلى اللاحق من مواقف قوى التحالف الكوردستاني؟! ولماذا تراهم بحق السموات والأرض, يتجاهلون المرة بعد الأخرى, حاجتهم الملحة وقبل ممارسة فعل النطق, لما هو أطول من رقبة البعير, كما تمنى أمام أهل الحق, وهو الذي كان لا ينطق في الغالب العام, بغير الحكمة من القول ؟!

شخصيا وكفيلكم الله وعباده, أتمنى مخلصا, أن ينجح حكيم المجلس الأعلى, في ردم ضرر هذا (الأحمق) من التصريحات, لبعض من هم في موقع المسؤول في الائتلاف العراقي, على صعيد العلاقة راهنا ومستقبلا مع قادة التحالف الكوردستاني, ولكن صدقا لا أدري, كيف يمكن وعمليا, تجاوز هذا الحاد من الضرر, والسالب للغاية من التأثير, على صعيد أوساط الرأي العام في كوردستان, بما في ذلك أهل الثقافة والإعلام, وبشكل خاص, على مواقف العديد من المثقفين الكوردستانيين, من اعتادوا الكتابة باللغة العربية, من موقع الحرص الدائم, على تعزيز التحالف استراتيجيا, ما بين الكورد وشيعة علي؟!** 

و....في الختام من الحديث, ما عندي من القول  سوى التأكيد ومن جديد, على راسخ القناعة, من أن قوى التحالف الكوردستاني, والقيادات التاريخية للكورد, تملك ما يكفي من الخبرة والتجربة والمهارة, للتعامل مع التهديدات التركية وغيرها, بما هو مطلوب اعتماده, من أشكال المواجهة سياسيا, وبما يفيد عمليا بتقديري, في تحقيق المزيد من المكاسب, أكرر المزيد من المكاسب, لسائر أبناء كوردستان, وحيثما يتواجدون في ربوع وطنهم المنقسم حتى أشعار أخر, وأن اقتضى الحال, سبيل القتال, دفاعا عن حرية أبناء كوردستان الجنوبية وحقهم المشروع والطبيعي, في العيش بعيدا عن القمع والاستغلال, لا يساورني الشك أبدا, من أن أحفاد نار الحداد وربيع نوروز وغابات الثلج, لا يعرفون والله من الموقف عند الحرب, غير ما أعتاد أن يردد صداه, الوادي وصخر الجبل قبل الناس: بندقية ولفافة تبغ و...ليأتي كل زناة الأرض! 

سمير سالم داود  27 تشرين أول 2007


* أقول ذلك, نظرا لوجود احتمال, قد يبدو راهنا بعيدا عن التحقق, ولكن مع ذلك سوف يظل بتقديري قائما بالفعل, نتيجة استمرار ازدواجية السلطة في تركيا, وحيث كانت ولا تزال الطغمة العسكرية, تمارس دورا محوريا, على صعيد تحديد مسارات الوضع السياسي العام, وبشكل يتعارض ويتناقض, مع أبسط مقومات ومتطلبات النظام الديمقراطي, وحيث يفترض خضوع السلطة التشريعية ( البرلمان) والتنفيذية ( الحكومة) لحكم صناديق الاقتراع وبعيدا بالمطلق عن تدخل العسكر في حياة الناس وشؤون الحكم وإدارة البلاد...و... من يدري, وخصوصا بعد أن قادت الانتخابات البرلمانية الأخيرة, للعكس تماما, مما كانت تريده الطغمة العسكرية, قد يجري توظيف تصاعد وقع طبول الراهن من العدوان, لفرض الدكتاتورية من جديد في تركيا, كما حدث قبل ما يزيد قليلا على العقدين من الزمن قبل, وهذه المرة ليس لحسم القائم من الازدواجية سياسيا, على صعيد السلطة ومواقع القرار, وإنما بحثا عن سراب الخلاص بالقوة من تبعات الحاد من المأزق الاقتصادي الخانق , عن طريق توسيع نطاق المحدود من الحرب, على أمل تحقيق المريض والبليد, من وهم نفايات إمبراطورية الرجل المريض في الجيش التركي, وهم استعادة ( ولاية الموصل= كامل أرض كوردستان الجنوبية) بكل ما ثرواتها النفطية وخيراتها الوفيرة, باعتبارها ووفقا لقادة الجيش الانكشاري, تشكل بعضا من ممتلكات ( وطنهم التركي) الأمر الذي تسانده, وأن كان للمختلف من الدافع, سائر القوى السلفية المتشددة, داخل وخارج تركيا, والتي تريد بدورها فرض الإسلام على الناس بالقوة, كما كان الحال أيام الإمبراطورية العثمانية!

** و....لعل مطالعة سريعة لكتابات البعض من هولاء الزملاء مؤخرا, أقصد تحديدا في معرض الرد ضد هذا ( الأحمق) من متكرر التصريحات, تكفي بتقديري لفهم ما أريد من القول, ومن لا يفهم دعوني أقول وبمنتهى الود: طبهم طوب!