عن التقسيم ووهم عودة سلطتهم المركزية !!

 

بمقدوري القول, ودون حاجة لكتابة أغلط القسم, أن العبد لله يمكن طالع, جميع أو على الأقل, الغالب العام, مما جرى نشره من النصوص, في موقع ( صوت العراق), خلال الأيام الأخيرة,حول وعن موضوعة تقسيم العراق, وذلك في أعقاب تصويت غالبية أعضاء الحزب الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس الأمريكي, لصالح مشروع عمل, يدعو لتحقيق هذا الهدف, من منطلق أن ذلك, هو ما يسود عمليا وبالفعل على أرض الواقع في العراق...الخ ما ورد في سياق هذا المشروع, والذي سيجري بتقديري, تنفيذه تدريجيا وعراقيا, بغض النظر عن القادم من التغيير, على صعيد من يتصدرون واجهة تمثيل مواقف, صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية.

و...كان الهدف من ممارسة هذا الاستثنائي من الجهد, أقصد إرغام الشحيح من البصر, على مطالعة هذا الركام من النصوص, عن موضوعة التقسيم, وحامي شامي* هو معرفة مواقف, من يرفضون الاعتراف, بواقع القائم من التقسيم عمليا, وبالتحديد معرفة طبيعة مشروعهم البديل, الذي من الممكن ووفق تصوراتهم, اعتماده وضمن السائد من موازين القوى, لمنع تقسيم ما تبقى من الكيان العراقي رسميا, خارج حدود إقليم كوردستان. 

و....دعونا نتجاهل مؤقتا, ما يريد تنفيذه سلطان الاحتلال من المشاريع, بعد أن بات يجري التعامل مع ما تبقى من الكيان العراقي,خارج حدود إقليم كوردستان, كما لو كان مزرعة أمريكية, أو حقلا للمختلف من التجارب, وضمن ما تقدم من الإطار, دعونا نتجاهل نصوص المساكين الذين كتبوا عن المشروع الأمريكي, كما لو كانوا يكتشفون خطيه وفجأة, أن العراق لا يزال عمليا, بلد يخضع لسطوة الاحتلال, وأن مصير ومستقبل, ما تبقى من الكيان العراقي, خارج حدود إقليم كوردستان, أكرر خارج حدود إقليم كوردستان, يجري تحديده علنا, وعلى المكشوف, في واشنطن وعواصم المجاور من الدول, وليس قطعا في بغداد!

ودعونا نتعامل وبمنتهى الاحتقار, مع  بكاء وعويل ونحيب, من كانوا على الدوام في موقع الجلاد, والسافل من حكام بني القعقاع, ممن يهاجمون اليوم المشروع الأمريكي, بزعم الحرص على وحدة العراق, وهم بالذات وبالتحديد, من عملوا ومنذ سقوط حكم الأقلية, كل ما في مستطاعهم, من قذر الفعل, للإجهاز على الأمل الأخير, في بقاء العراق موحدا, على أرض الواقع بالفعل, وليس على مستوى الخريطة!

ولا أعتقد أن العبد لله بالذات, بحاجة لتأكيد المعروف من الموقف, عن  كتابات أو بالأحرى سخافات, من اعتادوا بين الحين والأخر, تهديد الكورد, بالويل والثبور, ساعة عودة سلطتهم المركزية, أو التلويح بعصا جيش المجاور من الدول, بما في ذلك خصوصا, كتابات الناطقين بلسان طائفة الأقلية, تحت عباءة العلمانية والمجتمع المدني...الخ...الخ وبالخصوص الذين وبزعم رفض التقسيم, عادوا راهنا ومن جديد, لتكرار رفضهم المطلق وقطعيا, ممارسة أبناء الوسط والجنوب, للمشروع من حقهم دستوريا, في إقامة الكيان الفدرالي, قبل عودة سلطتهم المركزية, وصولا إلى حد رفض الاعتراف, حتى بما هو معروف تماما من الحقيقة, حقيقة أن من كانوا في موقع الجلاد, في مناطق الأقلية, شكلوا وعلى مدار عقود طويلة من الزمن, العماد الأساس, لممارسة بشاعات فعل استغلال وقمع أهل الأكثرية في العراق! 

و....لا يظل هناك عندي, ما يستحق التوقف عنده, في مناقشة, مواقف من يرفضون ليس فقط خيار قيام اتحاد كونفدرالي, يجمع المختلف من الكيانات العراقية, في  إطار دولة اتحادية, وإنما يرفضون حتى تطبيق النظام الفدرالي, والمقصود تحديدا, فيدرالية الوسط والجنوب, قبل عودة ما يسمى السلطة المركزية, وأن كنت لا أدري صدقا, ما إذا كانت توجد هناك, ضرورة أو حتى فائدة تذكر, من التوقف عند كتابات, من ينطلقون في تحديد مواقفهم على الصعيد السياسي, من منطلق الشطب, على القائم بالفعل وعمليا على أرض الواقع, ولمجرد ضمان وهج المقيم من الوهم في أذهانهم ونفوسهم, عن ( عراقهم الموحد) في محاولة بائسة وتدعو للرثاء, للهروب صوب بحور التمني, وبهدف تجنب مواجهة النقيض من الحقيقة, حقيقة عراقهم, المنقسم عمليا, على أرض الواقع!  

و...لجميع من يمارسون فعل الكتابة عن الشأن السياسي, ليس من رحاب التمني, وإنما انطلاقا بما يسود بالفعل وعمليا على أرض الواقع, ما عندي سوى السؤال: هل هناك من يجهل أو لا يدري, ما هو قائم بالفعل من تجليات واقع التقسيم على الأرض, والذي يتجسد عمليا, بنظام المحاصصة على الصعيد السياسي, وقبل هذا وذاك, من حقيقة أن الوارد في نص الدستور الدائم, ينص وبوضوح, وخصوصا في سياق تحديد صلاحيات الإقليم, على إقامة كيانات ترتبط كونفدراليا ( أكرر كونفدراليا) مع بعضها البعض, في إطار اتحاد تقوده سلطة مركزية شكلية في العاصمة بغداد؟!

وهل هناك حقا من يجهل, أن هذا الوارد بالتحديد, حول صلاحيات الإقليم, والتي يجري الحديث بصددها, كما لو كان الأمر, يتعلق بالفيدرالية وليس الكونفدرالية, جرى عمليا إقراره رسميا في البرلمان العراقي, وما عاد من حيث الأساس, من بين الموضوعات المعروضة للمناقشة, بهدف الإضافة أو التعديل, شأن بعض مواد الدستور الأخرى؟!

و...مع ذلك, وبغض عن ما تقدم, دعونا نعوف سالفة إقرار الدستور للكونفدرالية عمليا, مع توصيفها بالفيدرالية على مستوى النص, لسؤال جميع من يرفضون التقسيم, كما يرفضون تشكيل المختلف من الكيانات الفدرالية, قبل عودة سلطتهم المركزية: ترى لماذا يجري وعن عمد, تجاهل وجود القائم بالفعل من السلطة الشرعية راهنا, ولا يتعاملون مع وجودها  باعتبارها  (سلطة مركزية) ؟! ولماذا يجري وفي معرض تبرير الدعوة لفرض ( سلطتهم المركزية على مقاس التمني) تجاهل جميع القيود والعقبات وما أكثرها, التي تحد من عمل القائم بالفعل من السلطة راهنا, وبالخصوص نتيجة ثقل وجود ودور سلطان الاحتلال, وتدخل السافل من دول الجوار, والقذر من دور جميع من كانوا في موقع الجلاد...الخ ما يجعل عمليا, مهمة ممارسة الحكم في العراق, عملية صعبة ومعقدة للغاية, بغض النظر عن من يمارس مهمة قيادة القائم من  السلطة؟!

إذا كان المنطلق هو مجرد إدانة عجز الراهن من السلطة,عن القيام بما هو أكثر مما تحقق عمليا, وبالخصوص على صعيد إعادة الأمن, وتجاوز الكثير من نواحي القصور والخلل في مختلف مفاصل الحكم, ترى هل أن ذلك يستدعي,الدعوة للشطب وبالقوة على القائم من السلطة شرعيا, والتي تستند في وجودها على نتائج صناديق الاقتراع, ودعم أهل الأكثرية وسط شيعة علي والكورد, ولم يجري فرضها بالقوة على الناس, عن طريق عار فعل الدبابة والبيان رقم واحد؟!

و...حتى لا يجري اتهام العبد لله, بوضع العقبات والعراقيل وعلامات الاستفهام, أمام من يناضلون  (بالروح ..بالدم) من أجل إعادة فرض سلطان وسطوة سلطتهم المركزية على الناس بالقوة, سوف أتجنب طلب الرد ( قرض فرض) على ما تقدم من السؤال, وإنما أتمنى عوضا عن ذلك الرد وبدون غضب ولا انفعال, على التالي من التساؤلات:  في ظل السائد من موازين القوى, ترى متى وما هو السبيل الممكن اعتماده وعمليا, لفرض عودة ما يسمى سلطتهم المركزية على أهل العراق؟! وبقيادة من تحديدا, ستجري عمليا, تحقيق هذه العودة لما يسمى سلطتهم المركزية؟! وما هي طبيعة مواقف وتوجهات القوى السياسية, التي تدعم العمل باتجاه فرض ما يسمى سلطتهم المركزية؟! وقبل هذا وذاك, أين بالتحديد, سوف تمارس  ما يسمى سلطتهم المركزية, نفوذها عمليا على الأرض؟!   

ذلك ما يستحق بتقديري التوقف عنده لاحقا بالمناقشة, وعلى أمل أن يكون ذلك,  محور المزيد من السجال, بعيدا عن العام والجاهز من العبارة, وانطلاقا مما يسود بالفعل وعمليا على أرض الواقع, وبالارتباط أولا وقبل كل شيء, مع حقوق ومصالح وطموحات, من كانوا على الدوام, في موقع الضحية من الناس!

سمير سالم داود  5  تشرين أول 2007

alhkeka@hotmail.com

*  للعلم والاطلاع العبد لله, لا يطالع في العادة غير المختار وبمنتهى العناية, من النصوص, وبالخصوص نصوص من ينطلقون في كتاباتهم, من موقف المغاير فكريا وسياسيا, وسط أهل الثقافة من المعادين للعفلقية,هذا بالطبع  من غير متابعة كتابات السافل من حثالات العفالقة, وأصحاب المعطوب عفلقيا, بهدف القيام بالمطلوب من الواجب مبدئيا وفكريا وشرعيا! 

هامش: طالع في العنوان التالي, العديد من نصوص العبد لله, التي توقفت وبالتفصيل عند مناقشة موضوعة التقسيم : www.alhakeka.org/m599.html