موقع المشغل الثقافي ......لماذا؟!

 

لماذا موقع ثقافي جديد على شبكة الانترنيت؟! وهل لا توجد هناك راهنا, العديد من المواقع الثقافية, التي تكرس وجودها, لتقديم النصوص الإبداعية, وعرض المختلف من الموضوعات, التي تتصل بعالم النشاط الثقافي وأهل الثقافة ؟!

الجواب وباختصار شديد, هذا الموقع  ( موقع المشغل الثقافي) وأن كان بدوره محكوم, بالهاجس الإبداعي والثقافي, ولكن  على مستوى الهدف والطموح, المطلوب أن يمارس دورا مختلفا, وبشكل استثنائي, عن سواه من المواقع الثقافية الأخرى, باعتبار أن الدافع الأساس, ليس فقط فتح كوة جديدة, لنشر النصوص الإبداعية والموضوعات الثقافية, وإنما تحويل صفحات الموقع, إلى دائرة عمل وتنظيم ومتابعة, تنطلق من توظيف هذا المتاح مجانا من الإمكانية على شبكة الانترنيت, وبما يفيد أولا وقبل كل شيء, تحقيق التواصل الملموس وعمليا, بين أهل الثقافة, وخصوصا وبالذات أهل الإبداع ,ومن يعملون في الميدان الإعلامي, بغض النظر عن مناطق تواجدهم دخل وخارج العراق!

فكرة إقامة هذا المشغل الثقافي, لا تنطلق من الحاضر, وتشكل في الواقع, تطويرا لما جرى تقديمه ومنذ فترة مبكرة, تسبق بداية استخدام الانترنيت على نطاق واسع, وبالتحديد في عام 1999 يوم جرى آنذاك, ومن على صفحات موقع (الحقيقة) دعوة المثقفين العراقيين في الخارج, إلى إقامة مشغل ثقافي,..: بهدف تعزيز التواصل بين المهاجرين على مستوى الأفراد والجمعيات الثقافية, في بلدان اللجوء, بالاستفادة من إمكانيات تحقيق هذا الهدف, هدف التواصل المباشر, عبر عالم الانترنيت,..الخ ما ورد في سياق نص مشروع (مشغل الشرق للثقافة الديمقراطية), والذي للأسف لم يجري تنفيذه, حيث كانت فكرة المشروع, تنطلق من الحلم وليس من الواقع, خصوصا وأن عالم الانترنيت, كان يوم ذاك, لا يزال وعمليا مجهولا للغاية, وسط ضحايا النظام العفلقي في الخارج!*    

والسؤال: ما هي احتمالات النجاح, في تحقيق المطلوب من الهدف, وفي سياق هذا الجديد من الدعوة, لتشكيل ورش ثقافية في إطار مشغل عام مهمته الأساس تحقيق التواصل الملموس وعمليا, بين أهل الثقافة, وخصوصا وبالذات أهل الإبداع ,ومن يعملون في الميدان الإعلامي, بغض النظر عن مناطق تواجدهم دخل وخارج العراق؟!

من الممكن التعويل على اختلاف واقع الحال راهنا, على صعيد التعاطي مع عالم الانترنيت, وخصوصا وسط الملايين من العراقيين في الخارج, ولكن ما هو أهم من ذلك, بتقديري الخاص, وجود حاجة متزايدة في أوساط أهل الثقافة, للعمل والتعاون بعيدا عن إطار المباشر والفج, من الشروط والقواعد, التي تسود وتتحكم, في ميدان العمل السياسي, كما أن هناك تصاعدا واضحا, في رفض وإدانة مساعي من يعملون اليوم, وبمختلف الوسائل, وبغض النظر عن المختلف من الدوافع, على امتطاء أهل الثقافة, بهدف توظيف الثقافي, وحتى الإبداعي من جهودهم, لتحقيق مطامح وأهداف سياسية, وبما يعزز على مستوى الدعاية, مهمة سوق الناس,حيث يريدون, وبالشكل الذي يخدم دوام وجودهم ونفوذهم السياسي, وبالاعتماد من حيث الجوهر والأساس, وأن اختلفت الدوافع, عما كان يجري اعتماده من الوسائل والأساليب, في زمن حكم العفالقة, زمن إشاعة ثقافة الزيتوني والمسدس!

السؤال : كيف يمكن تجسيد هذا الطموح, طموح أهل الثقافة للعمل خارج إطار جلباب أهل السياسية, ومن خلال وجود دائرة عمل وتنظيم ومتابعة, لتحقيق المباشر من التواصل بشكل ملموس وعمليا, بين أهل الثقافة, وخصوصا وبالذات أهل الإبداع ,ومن يعملون في الميدان الإعلامي؟!

والجواب أن ذلك يساهم أولا في توظيف هذا المتاح من الإمكانية ومجانا على شبكة الانترنيت, بهدف تقديم ما يمكن من العون, لمساعدة أهل الإبداع, على تشكيل ورش عمل, تبعا لمجال الاختصاص, ومن ثم لاحقا, تأمين عرض حصيلة جهدهم ومقترحاتهم وإنتاجهم, في إطار هذه الورش, أمام زوار الموقع, والذين سيكون بمقدورهم, ليس فقط متابعة هذا الجهد بشكل مباشر, وإنما كتابة ما يريدون من التعقيب أو تقديم المقترحات ...الخ ما يكفل بهذا القدر أو ذاك, تحقيق المفقود من التواصل, ما بين المتلقي وأهل الإبداع!  

كما أن ذلك يساعد ثانيا على توظيف ذات الإمكانية, بهدف تقديم ما يمكن من العون, لمساعدة من يعملون في الميدان الإعلامي, على تشكيل ورش عمل, تساعد على تطوير مهاراتهم, والبحث عن المناسب من الأساليب, التي تساهم في تفعيل دورهم, المطلوب والضروري وعلى نحو استثنائي, في تحرير وتنظيف الوعي العام من وساخات وتبعات ثقافة الزيتوني والمسدس, والتصدي لعملية التخريب المتعمد للوعي العام طائفيا.

و....بتكثيف شديد لكل ما تقدم من السطور, نقول هدفنا من فتح هذه الكوة الصغيرة على سطح بحور الانترنيت, المساهمة في تحقيق التواصل المباشر, بين أكبر عدد ممكن من أهل الثقافة, ونعني تحديدا أهل الإبداع, ومن يعملون في الميدان الإعلامي, داخل وخارج العراق, التواصل ليس بهدف التجاوز على القائم من منظماتهم ونقاباتهم المهنية, وإنما لتبادل الرأي والخبرة وإغناء المختلف والمتعدد من تجاربهم, بشكل يساعد على تفعيل دورهم المطلوب والضروري, في مواجهة الخراب الثقافي والسياسي السائد, ولتأكيد الذات ثقافيا, بالعمل والملموس من الفعل, في مواجهة جميع من يعملون اليوم, على تقزيم دور أهل الثقافة, أو التعامل مع المثقف, باعتباره مجرد ملحق وتابع ورهن إشارة, ما يريد ولاة الأمر, ولا يملك من الموقف غير الإذعان والطاعة, والمشاركة دون اعتراض, في عار الترويج وتلميع صورة  (الزعيم) والمطلوب أن يسود من داعر الفكر, تماما كما كان الحال, وأن أختلف الدافع, في ظل نظام العفالقة الأنجاس, يوم كان المثقف المعادي والرافض للعفن من فكر العفالقة, لا يملك من الخيار, سوى خيار المفاضلة ما بين ممارسة الموت إبداعيا, من خلال المشاركة في عهر تمجيد سفاح العراق, أو الرفض والتعرض لخطر السجن والموت, في أقبية التعذيب أو على جبهات الحرب!

و.....على انفراد, نستطيع بذل ما نريد من الجهد, ولتحقيق كل ما تقدم من الهدف, ولكن معا, بمقدورنا أن نفعل, ما هو أكثر من ذلك بكثير, وقد يكون الجدول من الماء, مفيدا للزرع والضرع, ولكن تحرير العقول والنفوس, من رجس العفالقة, والمجاهرة بصرخات من كانوا على الدوام في موقع الضحية, يحتاج ومصيريا, تجميع المختلف من الجداول , لتكون تيارا عارما, يكنس من على أرض العراق, جميع وساخات الثقافة العفلقية, الفاشية والشوفينية والطائفية!

لا نملك غير الجميل من الحلم, حلم تقديم ما يمكن من العون, لتحقيق التواصل بين أهل الثقافة, أهل الإبداع, ومن يعملون في ميدان الإعلام, وما عندنا من رأس المال, سوى وضوح الهدف والصادق العزم, والمتاح من الإمكانية مجانا على شبكة الانترنيت, والنبيل من التمني,  بعون جميع من يستنكفون العمل, تحت جناح من اعتادوا عرض ( الثقافي) من بضاعتهم, طمعا بالحصول من ( السياسي) على عار (الثمن) الذي يبتغون, دون أن يهمهم والله, من يدفع الثمن, طالما يملكون ما يكفي, من دائم الاستعداد للممارسة فعل الشحاذة, وعندهم بحورا من جاهز العبارات, تكفي وترضي وتسد حاجة (المشترى) مهما أختلف الزمن, ومهما تغيير واقع الحال! 

هل ترانا نحلم: نعم وبالـتأكيد, وما الضير في ذلك, في البدء ودائما, كان الحلم ! 

سمير سالم داود 

 

* في عام 1998 يوم جرى نشر موقع (الحقيقة) على شبكة الانترنيت, كان مجموع عدد المواقع العراقية, لا يزيد على أصابع اليدين, أن لم يكن العدد أقل من ذلك, وبحيث كان يجري متابعة ما يدور في العراق من التطورات السياسية, من خلال المنشور من الموضوعات والأخبار, في صحف ومطبوعات قوى المعارضة العراقية, فضلا عن الصحف ووكالات الأنباء العربية أو المحلية, في المختلف من مناطق توزع ضحايا النظام العفلقي في الخارج, هذا الوضع بدأ وتدريجيا يتغيير بعد عام 2000 والذي يشكل عمليا, بداية الدخول عراقيا, وعلى نطاق متزايد عالم شبكة الانترنيت.