بعد المجزرة السؤال....إلى متى الانتظار؟!  

 

في سياق تعليقي يوم أمس كتبت التالي من السطور ....ما حدث اليوم في مدينة الكاظمية,  هذه الجريمة المروعة, التي يحار المرء في توصيف بشاعتها , وفي الواقع كل ما حدث ويحدث في العراق, وبعد سقوط السفاح صدام, يؤكد, وبالملموس من الجرائم والبشاعات ويوميا, ما تقدم من الحقيقة, حقيقة أن العفالقة الأنجاس, مجبولين بالفطرة, على فعل الشر, ولا تستهويهم سوى مشاهد الجثث وبحور الدم, ولا يجيدون غير الإرهاب والقتل , سبيلا وحيدا, لتحقيق الدنيء والشرير من أهدافهم, وبالذات وبالتحديد, سعيهم الإجرامي, للعودة إلى فرض سطوتهم من جديد, على جميع من كانوا في موقع الضحية, طوال عقود, وجودهم البشع, في السلطة, وبالاستناد لدعم الأوغاد في محافظاتهم البيض عفلقيا!

ماذا يعني ذلك عمليا , على صعيد الحياة اليومية للعراقي, خارج مناطق وقلاع العفالقة التقليدية؟!

باختصار شديد, يعني أن الخروج من البيت, ( أو حتى البقاء في البيت) سواء للذهاب للعمل أو التسوق, أو ما شابه ذلك من مبررات مغادرة البيت, بات مغامرة محفوفة بالخطر, خطر الموت, الذي صار يترصد العراقي, على مدار الساعة واليوم, أينما تحرك, جميع من كانوا في موقع الضحية في ظل حكم العفالقة الأنجاس, وتحديدا في بغداد وسواها من مناطق الوسط والفرات والجنوب, بعد أن تمكن أبناء الرب من الكورد , تشديد الخناق على حركة الأوغاد من العفالقة ومطاياهم المجاهرين بالقتل, بعد جريمة العيد, جريمة قتل الكورد بالجملة في اربيل قبل ما يقرب العامين من الزمن.           

و........الحمد لله على السلامة, هذه العبارة, التي كانت تستقبل, من سافر للبعيد من المدن, أو عند العودة من مكة ....الخ صارت بفعل سطوة الخوف في النفوس, الخوف من الموت على قارعة الطرق, تستقبل العراقي, عند عودته من العمل أو السوق سالما من الموت!

السؤال : إذا كان العراقي الفرد, بات أن خرج من البيت,لا يملك من الضمان, للعودة سالما, وإذا كان من المعلوم تماما, أن الأوغاد العفالقة ومطاياهم من المجاهرين بالقتل, يتنافسون على زيادة رقم عدد ضحايا جرائمهم, ويختارون لهذا السبب بالذات, التجمع من الناس, هدفا لممارسة متعة قتل العراقيين بالجملة, ترى من يتحمل إذن, مسؤولية خروج مليون عراقي معا, صوب ما كان ينتظرهم من المجزرة ؟!

من السهل تماما, على مجرمي هيئة قاطعي الأعناق وسواهم من العفالقة الأنجاس, في محافظات صدام البيض, وقنوات عهرهم الفضائية, ومستنقعاتهم على شبكة الانترنيت...الخ منابرهم ومنافذهم للتحريض وعلى مدار اليوم, على قتل المزيد والمزيد, من شيعة علي والكورد,  ممارسة عهر التباكي, واستعراضات لطم الخدود, على ضحايا مجزرة الكاظمية, وهم الذين قدموا كل ما في مستطاعهم من العون, للمطايا المجاهرين بالقتل, ودعمهم بالمطلوب من التحريض وعلنا, على إشاعة الإرهاب والقتل في العراق, سبيلا لفرض أهدافهم القذرة سياسيا بالقوة!* 

من السهل تماما, وكالعادة تماما, بعد كل مجزرة جديدة للإرهابيين, أن يعمد الأوغاد العفالقة في محافظات صدام البيض, بكل أسماءهم ومسمياتهم, وبهدف امتصاص ردود الفعل على جرائمهم وتحويل الانتباه عن دورهم القذر, في التحريض على الإرهاب والقتل, من خلال توزيع الاتهام, شرقا وشمالا وجنوبا, متهمين الجميع ما عداهم, بالوقوف وراء الجديد من المجازر, بالاعتماد على صراخ حثالاتهم في فضائيات عارهم, ومستنقعات خزيهم على شبكة الانترنيت, ودون أن يبادروا, ولو بالغلط ذات مرة, للإشارة ولو عابرا, للمجرمين من مطاياهم المجاهرين بالقتل, وفرسان جهاد عارهم المشين, ضد من يتنافسون اليوم, على وضع الدابر من أجسادهم القذرة , رهن طوعه, عرفانا بجميل حمايتهم, وتسهيل عودتهم, إلى حيث يستطيعون, ارتكاب المجزرة بعد الأخرى, وبالتحديد ضد شيعة علي, ممن لا يزالون, عاجزين عن تنظيف صفوفهم من عار المعطوب عفلقيا, كما لو كانوا يستسهلون الموت مجانا, على ممارسة حقهم المشروع بالدفاع عن النفس!  

من السهل تماما, وكالعادة تماما, وبعد كل مجزرة جديدة للإرهابيين, أن يتعالى صراخ المعطوبين عفلقيا بين صفوف المثقفين, وبالتحديد هذا (البعض من النفر) ممن لا يخجلون الحديث باسم سواهم من المثقفين في هولندا وغيرها, ضد جميع من هم في موقع القرار, بعد أن بات هذا البعض من النفر, يكرسون الغالب من جهدهم, لشتم رئيس  الحكومة ودعوته المرة تلو الأخرى, للاعتراف بالفشل والمطالبة باستقالة وزير الداخلية وما أدري منو بعد, مثلما حدث بعد مأساة تصادم القطارات في الهند .....الخ البليد والغبي من المقارانات, كما لو أن هولاء المعطوبين عفلقيا, لا يدركون ( هل تراهم حقا لا يدركون؟!) أن ما يجري في العراق, حرب عالمية ضد الإرهاب, كما أكد وبصواب السيد الجعفري, صواب العاجز بالطبع, المستلم مثل سواه من العراقيين, لسلطان القضاء والقدر, بعد أن قرر سدنة البيت الأبيض الأمريكي, أن يكون العراق بالذات الميدان الأساس لوقائع  هذه الحرب البشعة, دون مراعاة لحقيقة, أن العراقيين, وطوال حكم العفالقة الأنجاس, شبعوا من التعاطي وإلى حد التخمة مع الموت, وما عاد للدمع حتى مطرح في العيون, ساعة دفن المزيد والمزيد من ضحاباهم!

هل حقا هذا البعض من النفر , من ذوي الماضي المعطوب عفلقيا, ممن يخشون التصدي وبالاسم لمستنقعات من يحرضون على الإرهاب, ومن بينهم, من لم يكتب, ولو حرف واحد, وحتى بالعام من العبارة, ضد من يحرضون على إشاعة الإرهاب والقتل في العراق, لا يدركون بالفعل, أن إسقاط حكومة السيد الجعفري, بات اليوم وأكثر من أي وقت مضى, هدف العفالقة الأنجاس اليوم, باعتبار أن ذلك, قد يقود إلى تخريب العملية السياسية, وقطع الطريق بالتالي على المضي قدما في إقرار الدستور, ومن ثم البرلمان, للمباشرة بالتفاوض على خروج جميع قوات الاحتلال من العراق؟!** 

و......بعيدا عن نجاسة وشرور العفالقة الأنجاس, وسائر حثالات البعثلوطية, وبعيدا عن دناءة مواقف هذا النفر من ذوي الماضي المعطوب عفلقيا, نعود من جديد للسؤال : من يتحمل المسؤولية, على تقديم أرواح المئات من الأبرياء, وبمنتهى الغباء والرعونة, قربانا للموت مجانا,   على يد, من نفذوا المتوقع والمعروف سلفا, من المجزرة ؟! 

من السخف, منتهى السخف, وفي ظل وضع, يخضع لسطوة وسلطان الإرهاب, وحيث لا يأمن العراقي الفرد, العودة بسلام كلما غادر البيت, الحديث عن عدم قيام وزارة الداخلية والدفاع والشرطة وما أدري منو بعد, بتأمين حماية أرواح, مو عشرة وعشرين, وإنما أرواح مليون عراقي, من خطر الموت الذي يترصدهم في كل خطوة , على يد مطايا تستمتع بمشاهد الجثث والدماء, وتسعى جاهدة للموت عبر طريق القتل, قتل أكبر عدد من الضحايا, طمعا  بالحصول على المزيد من الثواب في العالم الأخر؟!

السؤال: إذا كان الأمر كذلك, ترى لماذا خرج المليون عراقي طوعا نحو المجزرة؟! ولماذا لم تبذل الحكومة ورجال السياسية, وعلماء الدين والمثقفين, المطلوب من الجهد, لدعوة الناس إلى العدول عن الخروج, نحو موت يترصدهم في كل خطوة؟!  

و.........بمقدوري أن أضع, أمام من يريد, ركام لا ينتهي من التحذيرات والدعوات والتصريحات, التي توسلت بالناس, وما عندي غير تعبير, تفويت الفرصة على الإرهابيين, الذين سوف يوظفون بالـتأكيد, هذه المناسبة التي لا تعوض ( تجمع مليون عراقي من شيعة علي) للقيام  بارتكاب مجزرة جديدة, من بشائع مجازرهم, استكمالا للناقص من صفحات حرب الإبادة, التي كان يشنها نظام السفاح صدام ضد جميع العراقيين, من خارج محافظات عاره البيض عفلقيا!

إذا كان من المعروف تماما, وفي الوضع المخربط راهنا في العراق, عدم قدرة الحكومة على منع الناس من الخروج, للمشاركة في إحياء مناسبة دينية, مثل ذكرى استشهاد الأمام موسى الكاظم, ولا الدعوات والتصريحات والتحذيرات, ساهمت بدورها, دون تجمع مليون عراقي والسير معا, صوب ما كان ينتظرهم من المجزرة!

إذن  من يتحمل المسؤولية, مسؤولية العمل, ضد المعروف ومو شلون ما جان عن بشاعات الإرهابيين, وبالضد من دعوات وتحذيرات المسؤولين في الحكومة, وتصريحات ونداءات العديد من السياسيين وعلماء الشيعة, وبحيث حدث العكس من ذلك تماما, وبالتحديد في مدينة الثورة والكاظمية, حيث جرى وعلى نطاق واسع, حث الناس, على الخروج وبهذا الزخم الهائل, باستغلال الصادق من مشاعر المتدينين, مشاعر الحزن على ذكرى الأمام الشهيد, الأمام موسى الكاظم؟!

و......لمن يجهلون تفاصيل السائد من موازين القوى وسط شيعة علي, يمكن التوضيح وباختصار شديد, أن مدينة الكاظمية كما مدينة الثورة, والتي شكل أبناها القوام الأساس, لهذه المسيرة المليونية, تعد من المعاقل الأساسية, لوجود ما يسمى بتيار مقتدى الصغير, والى حد ما, وتحديدا, قدر تعلق بالكاظمية, هناك وجود تقليدي لجماعة الخالصي! 

إذن هذا الإصرار على حث الناس, للخروج جماعيا, رغم خطر الموت الذي يترصدهم, كان  بتقديري, ضربا من استعراض للقوة, محكوم بالغباء, غباء مقتدى الصغير والخالصي, ولدوافع سياسية, باتت وفي ظل الانقسام, وسط شيعة علي, حول الموقف من الفيدرالية والدستور, تتطابق علنا وجهارا مع دوافع العفالقة الأنجاس في قلاعهم التقليدية ؟!

نحن إذن نعرف القاتل, ودوافعه الإجرامية, ونعرف من يمده بالعون, ومن يحرضه, على قتل المزيد والمزيد من العراقيين, سبيلا لاستعادة المفقود من سلطان السطوة, لماذا إذن نتجاهل التأشير على من قاد الناس طوعا صوب المجزرة.........والى متى؟! 

ذلك هو السؤال, الذي ينبغي مناقشته وبالعمق, وبالتحديد بعد مجزرة الكاظمية, إذا كان هناك من يريد حقا, تجنب القادم من المجازر, وآلاتي أكثر مما مضى, ارتباطا بمعركة الدستور, اللهم إلا إذا كان هناك وسط شيعة علي, من باتت تستهويهم, لعبة الانتظار, انتظار أن يهدي رب العباد, من باتوا لا يترددون حتى من دفع الناس للموت عمياوي, تحقيقا للدنيء من الأطماع السياسية, وعبر استعارة, حتى ما يردده السلفيون والوهابيين, من مفردات الأغراء, عن نعيم الموت, للفوز بما لا يعد ولا يحصى, من الحواري والغلمان في فردوس الرب !***

سمير سالم داود  الأول من أيلول 2005

alhkeka@hotmail.com

*صدقوا أو لا تصدقوا : حماس تعزي شيعة علي ( ربما لان عدد الضحايا أقل مما كان متوقعا) ...وهيئة قاطعي الأعناق تدعوا للتبرع بالدم ( لو مسموم مثل الطعام الذي جرى توزيعه لو يحتوي على الإيدز) ومادونا المرادي تذرف الدموع( لعدم قدرتها على الإشادة بمن نفذوا هذه المجزرة) والنصاب الزاملي يعلن الحداد ( ربما لعدم مشاركته في حث المزيد من الناس على المضي نحو الموت عمياوي) و.....حتى الحنقباز حشه كّدركم, وبعد أن دعى هو الأخر مثل أبو الجريه ورهطه في هولندا هههههههه إلى تنحي وزير الداخلية, طالب الجميع عدم الانجرار وراء مخططات الأعداء, لان خربطة مشروع بشرى الراوي سوف لا يحول دون تكريس جهوده ضد الدستور أو شيء من هذا القبيل هههههه          

** ذلك لا يعني, ويجب أن لا يعني, عدم فتح التحقيق حول جميع ما يتصل بهذه المجزرة المروعة, وبأشراف فريق عمل يضم ممثلين عن مختلف الكتل داخل الجمعية الوطنية, مع المباشرة باتخاذ الاستثنائي من الإجراءات والتدابير, لمواجهة تصاعد عمليات العصابات الإرهابية, بما في ذلك, تشكيل محاكم خاصة, لا تضم في صفوفها, قضاة لا يعرفون غير إطلاق سراح, من يجري اعتقالهم من الإرهابيين, سواء بحكم تعاطفهم مع العفالقة الأنجاس, أو الخضوع لسلطان التهديد والوعيد, وعلى النحو الذي تكرر مرات ومرات في الموصل وكركوك وديالي....الخ المناطق التي تشهد نشاطات واسعة للعفالقة الأنجاس ومطاياهم المجاهرين بالقتل!        

*** تعقيبا على المجزرة تجاهل هذا الذي أختار مع الخالصي, أن يكون حصانا للعفالقة وسط شيعة علي ,التأشير ولو بحرف واحد على من أرتكب المجزرة, داعيا العالم الإسلامي إلى إعلان الحداد , كما لو كان هذا المسكين يتوهم حقا, أن ما يردده بحكم المطاع هههههههه مؤكدا أن الذين حثهم على المضي للموت عمياوي في المجزرة, سوف يتمتعون بنعيم الفردوس, بعد أن نالوا هذا الشرف ( الموت) في يوم ذكرى استشهاد الأمام موسى الكاظم‍, هكذا وبالحرف الواحد وكفيلكم الله وعباده!