لماذا تعارضون فيدرالية الفرات والجنوب .....؟!

 

صدقا حين كتبت تعليقاتي الأخيرة, أو في الواقع العشرات من تعليقاتي ومنذ سقوط صدام, عن ما يسمى مطالب الكورد التعجيزية, لجهة التأكيد المرة تلو الأخرى, أن  هذه المطالب لا تعجيزية ولا هم يحزنون, ولا تمثل في الواقع, سوى الحد الأدنى, من طموحات وتطلعات الكورد, داعيا شيعة علي, إلى اعتماد ذات المطالب, وبذات القدر من الوضوح, عوضا عن الاستمرار في معارضة هذه المطالب, والتعامل معها باعتبارها شروط تعجيزية....الخ ما كان يدور في خلدي, راهنا على أقل تقدير, أن بعض الأطراف الفاعلة وسط شيعة علي, سوف تتحرك أخيرا, وبهذا القدر من الزخم, باتجاه العمل من أجل إقامة فيدرالية الفرات والجنوب!

و........ صحيح لا يزال هناك على مستوى الوعي العام, تباين في فهم جوهر وهدف اعتماد الفيدرالية, ولكن بشكل عام, وبغض النظر عن التوقيت, جاء تحرك شيعة علي أخيرا, صوب الفيدرالية, ليعكس القناعة المتزايدة عراقيا, بضرورة وأهمية اعتماد هذه الصيغة, لتحديد شكل العلاقة بين المحافظات (الأقاليم) والسلطة المركزية, والأهم من ذلك عندي, أن إدراك المزيد من القوى الفاعلة سياسيا, وسط شيعة علي, بضرورة وأهمية وحتمية, اعتماد مبدأ الفيدرالية, والتخلص بالتالي من سلطان الإدارة المركزية, يحقق عمليا, نقلة نوعية, على طريق تعزيز العمل, من أجل إعادة تشكيل دولة العراق اتحاديا, بما يكفل حقوق الأكثرية, حقوق جميع من كانوا في موقع الضحية, وحيث بات لا يوجد هناك اليوم, من يعارض مبدأ الفيدرالية,سوى حشه كّدركم من كانوا في موقع الجلاد من العفالقة الأنجاس, في قلاعهم التقليدية, ممن لا يزالون يحلمون خطيه هههههههه بعودتهم (المزفرة) لفرض حكم الأقلية, بسلطان قمع السلطة المركزية, بعد أن طاح حظ ( سلطتهم) وصارت (زلاطة) في نيسان عام 2003 هههههه    

و بتقديري وبغض النظر عن المعروف تماما, من نواحي الاختلاف, على الصعيد الفكري والسياسي, بين القوى الكوردستانية, وقوى الإسلام السياسي وسط شيعة علي, فأن المطروح اليوم عن فيدرالية الفرات والجنوب, يكاد لا يختلف من وجهة نظري, من حيث الأساس والجوهر, عن ذات المنطلقات, التي تعتمدها القوى الكوردستانية, وبالتحديد تلك المنطلقات, التي تؤكد حق أبناء الفرات والجنوب, تماما كما هو حق أبناء كوردستان, في تقرير مستقبلهم بالشكل الذي يعبر عن طموحاتهم وتطلعاتهم, دون وصاية من فلتان أو علتان, والحق بالاستفادة قبل غيرهم من ثروات أراضيهم, وبعيدا عن سطوة المركز, الذي ظل معقود اللواء بالقوة, لحكم الأقلية ومنذ قيام دولة العراق قبل ثمانية عقود من الزمن. 

وكفيلكم الله وعباده, شخصيا لا يهمني راهنا, هذا الاختلاف على الصعيد الفكري والسياسي, بين القوى والأحزاب في كوردستان ووسط شيعة علي, ما يهمني ويحكم موقفي من هذه القضية, قضية فيدرالية الفرات والجنوب, هو وجود حاجة موضوعية وفرصة واقعية تاريخيا, إلى إعادة تشكيل الحياة, في هذه المناطق  (الفرات والجنوب) انطلاقا من مصالح الناس الحقيقية, وذلك عندي, هو السبيل الذي سيقود, تدريجيا ورغم جميع المصاعب والصعوبات, وما أكثرها, نحو إشاعة الديمقراطية, في مختلف مفاصل وجوانب الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في هذه المناطق, وعبر مخاض الممارسة العملية للناس, دون وصاية من العبقورات الذين يتعاملون مع الناس, كما لو كانوا مجرد قطيع من الغنم, لا يعرفون تقرير ما هو مناسب وغير مناسب, لتحقيق مصالحهم وأهدافهم بالعيش مثل البشر, بعد عقود طويلة ( وفي الواقع قرون عديدة) من معاناة جميع إشكال وصور الحرمان والقمع.  

الفيدرالية والتخلص من سلطان الإدارة المركزية, التي ظلت تاريخيا, في العراق وسائر دول الشرق,  سلطة ممارسة القمع لدوام سطوة حكم الأقلية, تشكل بتقديري بداية السير في الطريق القويم الذي يكفل ,حق شيعة علي, وللعلم داعيكم ماركسي, بمعنى أن هذه المصطلح عندي, يعني جميع المحرومين والمستضعفين في الفرات والجنوب, في ممارسة العيش, بالشكل الذي يضمن تقرير مصيرهم , لجهة ضمان تحررهم نهائيا,  من جميع إشكال وأساليب الاستغلال والقمع,من خلال استعادة كامل حقوقهم المشروعة والطبيعية, في الاستفادة من ثروات أراضيهم, لخير وسعادة الإنسان, الذي يعيش على هذا الأرض قبل غيره, مع تأكيد رفض الخضوع من جديد, لسطوة وسلطان الأقلية, في قلاع العفالقة التقليدية!

و.........أن يتصدى العفالقة الأنجاس في قلاعهم التقليدية, وبكل ضراوة, لمشروع إقامة فيدرالية الفرات والجنوب, تماما كما يفعلون مع الفيدرالية في كوردستان, ودفاعا عن سلطان سطوة الأقلية المفقود, ذلك أكثر من متوقع, وفي الواقع, أن اعتماد القتل والإرهاب وإشاعة الفوضى .....الخ جرائم العفالقة الأنجاس, ومنذ سقوط حكمهم الفاشي والشوفيني والطائفي, إنما هو تكرار, وأن كان بأشكال وصيغ مختلفة, للسبيل الذي أعتمده وعلى مدار العصور, جميع المهزومين, بهدف استعادة سلطانهم وسطوتهم على الناس من جديد, وفي حال الفشل بتحقيق هذا الهدف, لا يوجد أمامهم من خيار في النهاية, سوى التوسل بالحفاظ على ما يمكن من سلطانهم المفقود, عن طريق تسليم الدابر من الجسد للأمريكان , تمام  كما هو حال البعثلوطية اليوم**,الذين يواصلون في ذات الوقت, تكرار نص خطابهم العفلقي, عن الوطن المهدد بالتقسيم بدعم من الصهيونية والفرس المجوس .....الخ ما يردده مثقوفي أبو تبارك, من شاكلة شمس النجاسة الزاملي وهجع أبو زواع والحنقباز وكهلان زفر القيسي ونديم عوعو وعبد الزهرة المتنح ( طالب عسل طارق إسماعيل...الخ) الثويني وسواهم من عفالقة مستنقع كامل النذالة الزاملي, وجميع زبالة كادر الدعارة وشبكة مجاري البصرة.....الخ سقط المتاع, ممن يعيدون تكرار نص خطاب هولاء الأنذال, في العديد من المواقع العراقية, وبالشكل الذي توقف عند بعض تجلياته, الزميل العزيز وداد فاخر في العديد من تعليقاته الأخيرة.     

أن يتصدى العفالقة الأنجاس, لمشروع إقامة فيدرالية الفرات والجنوب, ودفاعا عن سطوة المركز, ذلك مفهوم ومكشوف الأهداف والدواعي, ولكن أن يدخل على الخط , خط التصدي لقيام فيدرالية الفرات والجنوب, البعض من دعاة حقوق الإنسان والمجتمع المدني, وربع ماما أمريكا من اللوبراليين, ومن هم على شاكلتهم ممن يكتبون بلغة أهل اليسار, ذلك لا يبعث على الأسى وحسب, وإنما ذلك ( وهذا هو الخطير في الأمر) قد يكون مؤشرا على استعداد هذا البعض, للتعاون مع علاوي البعث وجميع ما يسمونهم  (البعثيين المو صداميين) هههههههه على أساس أن هولاء ( القنادر العتيكّة)  وما كو داعي للضحك : ناس علمانيين, وأحسن من هذوله جماعة إيران المتخلفين والظلامين ...الخ ما يردده هولاء ( النمونات) من مقذع الشتائم, ضد جميع قوى الإسلام السياسي وسط شيعة علي, وهم الذين يتحدثون ويكتبون المقال بعد التعليق, لتأكيد إيمانهم الذي لا يتضعضع, باحترام الرأي الأخر, والاستعداد لتبادل وجهات النظر مع المختلف من الفكر....الخ المعروف والمكشوف من أكاذيب حلو العبارة وألمالوف من التعبير, الذي بمقدور من يريد, وفي الوقت الذي يريد, إعادة تكراره , وهو يمارس النقيض, المرة تلو الأخر,دون أدنى حياء أو خجل! **    

و...........طالعوا وتمعنوا جيدا وكلش, بفحوى ومحتوى, هذا الفيض من كتابات حشه كّدركم مثقوبي البعثلوطية ضد فيدرالية الفرات والجنوب,  وقارنوها يخليكم الله, بمواقف من يشهرون سلاح الرفض والشتائم ضد فيدرالية الفرات والجنوب, في صفوف من يزعمون الوقوف في معسكر العولمانيين واللوبراليين, أو من جماعة حرية الدعارة, والحق بممارسة الجنس قبل الزواج, لدحر الاميريالية ههههههههه, والعديد من حلوين الجهامة, اللي مضيعين صول جعابهم, ممن يكتبون بلغة أهل اليسار ....الخ....الخ, سوف تجدون, ورغم نواحي الاختلاف الشكلية, على صعيد كتابة النص , قدرا ملفتا للانتباه حقا, في تطابق الموقف الرافض, لفيدرالية الفرات والجنوب, وعلى نحو لا يكاد  يختلف من حيث الجوهر والأساس, عن موقف مثقوبي البعثلوطية, وأن أختلف المنطلق بالتأكيد, على الأقل راهنا, حتى لا أقول حتى إشعار أخر !

لماذا هذا الحديث عن مخاطر تحويل فيدرالية الفرات والجنوب, إلى إمارة طالبان الظلامية, أو مقاطعة ولاية الفقيه الإيرانية  ....الخ ما يجري ترديده, من الشتائم والاتهامات والافتراضات , وانطلاقا بالأساس ,من اعتماد أسلوب الجمع والخبط التعسفي, ما بين مختلف تيارات الإسلام السياسي وسط شيعة علي, أو ما بين مواقف وتوجهات الحكيم والجعفري والجلبي واليعقوبي والمدرسي ومقتدى الصغير.....الخ قادة التيارات المختلفة وسط شيعة علي, وعلى نحو يخالف ويتعارض, ليس مع المعروف على أرض الواقع, وإنما مع بديهيات وأوليات التحليل السياسي؟!

أو ترى أن هناك وتحديدا, بين صفوف من يكتبون بلغة أهل اليسار, من باتوا يعتمدون منطق التحليل الطائفي, وبحيث يجري التعامل مع مواقف مختلف القيادات وسط شيعة علي ,انطلاقا من اعتبارهم جميعا من أتباع المذهب الجعفري فقط لا غير, تماما كما هو حال  العفالقة الأنجاس, الذين تقترن عندهم مفردة شيعة علي, بشتائم جاهزة على الدوام من قبيل روافض , فرس مجوس , شعوبيون ....الخ المعروف من مفردات الحقد والكراهية, ومنطلقات فرض عدم المساواة بالقوة, تحت غطاء ما يسمى وحدة الوطن المقدسة, وحتمية العيش المشترك.....الخ  مفردات ثقافة القمع والصهر القومي والتمييز الطائفي وانتهاك حقوق الإنسان؟!

و.........لو كان الأمر غير ذلك, ترى هل هناك, بين من يعارضون مشروع إقامة فيدرالية الفرات والجنوب, من موقع أهل اليسار, من لا يعرف أو يجهل, طبيعة الاختلافات في المواقف والتوجهات وأساليب العمل, بين المختلف من التيارات السياسية وسط شيعة علي؟! أو مستوى وطبيعة الخلاف فكريا وسياسيا, كما هو الحال, بشكل خاص ما بين الجلبي ( الليبرالي أمريكيا حتى وأن ارتدى عشرين عمامة!) وكل من الجعفري والحكيم والمدرسي واليعقوبي....الخ؟! وقبل هذا وذاك, هل هناك من لا يعرف, حتى تباين مستوى وطبيعة العلاقة, التي تحكم توجهات ومواقف المجلس الأعلى والدعوة والعمل والفضيلة ....الخ قدر تعلق الأمر بالموقف من إيران : النظام وسالفة ولاية الفقيه, ومشروع هذا النظام على الساحة العراقية؟!

لماذا إذن هذا الخبط والجمع عمياوي, منطلقا لرفض فيدرالية الفرات والجنوب ؟!

هل يختلف هذا المنطق الأغبر, منطق الجمع والخبط التعسفي,عن منطق العفالقة الأنجاس, ممن يتعاملون مع شيعة علي, كما لو كانوا مجرد قطيع من الغنم, لا يعرفون الجك من البك, ولا يملكون من أمرهم, غير الخضوع عمياوي, لتعليمات وتوجيهات راعيهم الإيراني …المجوسي ….الخ مفردات العفالقة الأنجاس, عن الذين خلقهم الله بالغلط, على حد تعبير حشه كدركم أبو تبارك طلفاح, خال  …..فارس فئران بني القعقاع؟!

بالعراقي الفصيح : لجميع هولاء الزملاء من المثقفين, ويهمني بشكل خاص, الذين يكتبون بلغة أهل اليسار, ممن عملوا وناضلوا طويلا ضد نظام العفالقة الأنجاس, ممن وللأسف الشديد, باتوا اليوم يتنافسون على التصدي والتعريض, بسعي شيعة علي الهادف إلى إقامة لقيام إقليم الفرات والجنوب, وبالتحديد هذا البعض, الذي لا يخجل من التعامل مع شيعة علي, كما لو كانوا قطيعا من الغنم, سهل القياد سواء من قبل من يريدون إقامة دولة طالبان, أو من قبل ملالي إيران,  وما أدري شنو بعد من الخريط, الذي يجري تكراره وعلى نحو متزايد هذه الأيام, ما عندي من القول سوى:  يخليكم الله, بطلوا تكرار ما يردده العفالقة الأنجاس من الاتهامات, ضد شيعة علي والكورد, وتعلموا فن الاستماع للمحرومين من الناس, عسى أن تدركوا أن أبناء الفرات والجنوب, كما هو حال أبناء كوردستان , يعرفون كيف يدافع المرء عن حقوقه بثبات ووضوح, ويملكون القدرة على اكتشاف الصائب عبر ممارسة الغلط, وبحيث يرفضون بعد مرارة التجربة, الركون لمنطق الوعود, وترديد الحلو من الكلام, الذي لاينفع ولا يودي ولا يجيب, كما  كانت, حتى جدتي تردد ذلك, وبالصوت العالي و......بالكوردي الفصيح, فيما كانت جدتي الأخرى, تعيط ليل نهار بالعربي الفصيح: الله أخذ أمانتك ساعة كّبل ! !

سمير سالم داود  16  آب 2005

alhkeka@hotmail.com

* يعني تماما كما سلم أجدادهم الدابر من الجسد للإنكليز, عند قيام دولة العراق, قبل ثمانية عقود من الزمن, يعني حشه كّدركم شغل كّار, حتى لا أقول بفعل قوانين الوراثة ههههههههه    

** الغريب أن بين من يكتبون اليوم وبكل ضراوة, ومن موقع أهل اليسار ضد مشروع إقامة فيدرالية الفرات والجنوب, كان يعيب على القوى السياسية, وسط شيعة علي, موقفها ( المتخلف) من الفيدرالية, أيام السجال الحاد, عشية الاتفاق على قانون إدارة الدولة المؤقت, قبل ما يقرب العامين من الزمن!

هامش : للعزيز الذي دعاني للتوقف من جديد, عند سخافات المفكر أبو البراغي, كفيلك الله عندي من المعطيات الدامغة عن هذا المفكرجي , ما يمكن أن يؤدي نشرها إلى مغادرته هذا العالم على عجل, خاصة بعد ما جرى نشره مؤخرا عن أمجاده في خدمة نظام البعثلوطية, يعني بالعراقي الفصيح: لا أريد أن يجري أن تحميل العبد لله, مسؤولية رحيل هذا المفكر العنتيكّة عن الدنيا, وهو لا يزال خطيه في ريعان الصبا والشباب هههههه أو في الواقع ( الضرب في الميت حرام) على حد تعبير الزميل جاسم الاسدي وبالحرف الواحد, في سياق التعليق عن سخافات وتفاهات أبو البراغي المفكرجي والذي جرى نشره في العنوان التالي: 

www.nahrain.com/d/news/05/08/15/nhr0815a.html