عاشت أيدك يا عبد الرسول مزهر !!

 

لا أدري, ربما بحكم طبيعة عملي في الميدان الصحفي, واهتمامي وبشكل استثنائي, بكل ما يتعلق باتجاهات الرأي العام, ظل موضوع معرفة موقف واتجاهات الناس, حول كل ما يجري في عراق ما بعد صدام, يأتي في مقدمة الحديث مع جميع الأصدقاء والمعارف, سواء من ظلوا يعيشون في جحيم نظام العفالقة الأنجاس, أو ممن تمكنوا من زيارة الوطن بعد سقوط السفاح صدام.

و.....صدقا رغم تباين الاتجاهات الفكرية واختلاف المواقف السياسية, وجدت أن هناك شبه إجماع, على أن كل ما لحق بالعراق من الدمار, في ظل نظام العفالقة الهمج,في ميدان الصناعة والزراعة والتجارة والصحة والتعليم والعمران ....الخ يمكن تجاوز نتائجه وبسرعة, في حال نجاح العملية السياسية وعودة الأمن والاستقرار للعراق, ولكن المشكلة الأساس, تتعلق بالمصاعب الجدية للغاية, لتجاوز نتائج لتخريب الذي مارسه العفالقة الأنجاس, للوعي العام العراقي, والذي يحتاج حتى في حال وجود برامج عمل, إلى عقود من العمل المضني للتخلص تدريجيا من تبعاته الكارثية!

أن تعيد ما تهدم من البيت, عملية لا تحتاج إلى ما هو أكثر من الطابوق والجص ....الخ ولكن أن تعيد ما تعرض للتخريب من وعي الإنسان, بحيث يتحرر من الخوف وما لحق بوعيه من التشويه, من أجل أن يعود من جديد إلى سويته الآدمية, عملية صعبة ومعقدة للغاية, وتحتاج بالتالي, وبشكل خاص من المثقفين المعادين حقا للعفلقية الهمجية, جهدا استثنائيا بكل معنى الكلمة, خاصة وأن الفوضى السياسية, واحتدام الصراع على مراكز النفوذ, وفي ظل وجود قوات الاحتلال, تضع ما لايعد ولا يحصى من العقبات, التي تحول دون المباشرة بهذه المهمة التاريخية: مهمة تحرير الوعي العام العراقي, من كل ما تراكم وترسب من وساخات ثقافة القمع والاستبداد , ثقافة الخاكي والزيتوني والمسدس .....الخ معالم ثقافة العفالقة الهمج!

هل ترى هناك, من لا يعتقد بصواب ما تقدم من الرأي, أو بالأحرى ما يفترض أن يندرج في إطار البديهيات ؟!

لا يساورني أدنى شك, من أن جميع المثقفين, المعادين حقا وفعلا للعفلقية, ومهما كانت توجهاتهم الفكرية ومواقفهم السياسية, يشاطرون العبد لله هذا الرأي, حتى وأن اختلفوا على الهدف وأساليب العمل, من أجل تحرير الوعي العام العراقي من وساخات العفالقة الأنجاس!

السؤال: طالما أن هناك إدراك عميق واتفاق على أهمية العمل لتحقيق هذه المهمة, لماذا إذن تم التعامل بصمت غريب وعجيب, مع قرار جريء ومو شلون ما جان, ويصب في حال تنفيذه, في تحقيق جانب مهم للغاية, من تحرير الوعي العام العراقي من وساخات العفالقة الأنجاس؟!

و........هذا القرار الواضح الهدف والمنطلق *, والذي جرى للأسف الشديد, تجاهله من قبل المثقفين المعادين للعفلقية رغم أهميته وخطورته, أثار بالمقابل, وكان من الطبيعي أن يثير, حفيظة العفالقة, في مستنقع النصاب الزاملي, وبحيث أسرع الطبعة الجديدة من الحنقباز, والذي أختار وهو الغراب الاثول أسم ( شمس الدين) ** للكتابة وبمنتهى الغضب, ضد هذا القرار, على أساس أن هذا الدوني عنده ما يكفي من الأدلة  (......على أن هذا "المنع الديمقراطي" مبيّت بسوء النوايا المسبقة ، وأن أصابع "خارجية" رسمت سياسة هذه الوثيقة بغرض طمس معالم  سنوات الجمر التي اكتوى العراقيون بنيرانها في الحرب العراقية الإيرانية وحجب مجلدات من "أدب الحرب" الذي وثّق وقائع دامية أكلت من العراقيين سنواتهم الجميلة في مطحنة السنوات الثمان .وإلا كيف يمكن تفسير سحب روايات الحرب من المكتبات ؟ وهل أن أدب الحرب طارئ على الثقافة العراقية أم هو في صميم العملية الإبداعية التي تكرست وما تزال تجد صداها بين الأدباء ؟ أم لأنه فضح السلوك الإيراني المدمر أثناء المعارك القاسية ومعاملتهم المشينة للأسرى العراقيين الذين عادوا يروون قصصاً أغرب من الخيال في المعتقلات الإيرانية ؟ ) ...هكذا وبالحرف الواحد وكفيلكم الله وعباده!

وصدقا, لا أريد ولا يهمني, التوقف عند سبب غضب هذا البعثلوطي, وسواه ممن عميت أبصارهم وبصائرهم عن فهم المغزى العميق لمثل هذا القرار, لمجرد الكشف وبشكل غير مباشر, عن أسماء أحد كتبهم التي صدرت أيام الدهن والدبس مع العفالقة, ولكن من المهم عندي, وذلك ليس قطعا من موقع تبرير وجود ثغرات ونواقص في هذا القرار, السؤال وبالعراقي الفصيح: هل كانت توجد في ظل نظام العفالقة الهمج, إمكانية, مهما كانت محدودة لصدور كتاب, مهما كان موضوعه, دون موافقة وقبول ضباط المخابرات في ميدان الثقافة؟!  

الجواب أكثر من معروف, وهو النفي قطعا, وأن كان ربما, أقول ربما, من الممكن وبهذا القدر أو ذاك, تمرير بعض المحذور والممنوع عفلقيا, قدر تعلق الأمر بالقصص والروايات وداوين الشعر, من خلال صياغة المطلوب من النص المختلف, باعتماد الرمزية وبمهارة فائقة, لا تتوفر بالطبع, إلا عند من كانوا في عداد المبدعين حقا, وعددهم كما يعرف الجميع كان أقل من القليل.....و........لكن؟!   

حين يتعلق الأمر بالذات وبالتحديد ,بالكتب والمطبوعات التي تتناول الشأن السياسي أو الاقتصادي وبشكل خاص قادسية العفالقة الأنجاس ....الخ حروب عار نظام البعثلوطية, كان من رابع المستحيل, السماح بصدور, ما يتعارض ولو بحرف واحد, مع وجهة وتوجهات ومواقف نظام العفالقة الهمج, وذلك في الواقع ما يكاد يطبع الموقف على هذا الصعيد, في جميع أنظمة القمع والتخلف العربية, بما في ذلك ما  يصدر من الكتب والمطبوعات في جمهورية العقيد المخبل القذافي هههههههههه!     

و.........من يكتب دفاعا عن قادسية العفالقة الأنجاس, على هذا النحو من الحياد المقصود, من موقع التمجيد, ولا يجد حرجا حتى من الحديث عن فصول هذه المجزرة باعتبارها (معالم من سنوات الجمر) زاعما وبمنتهى الصفاقة أن أدب الحرب ( غير طارئ على الثقافة العراقية وهو في صميم العملية الإبداعية) إنما حتما وقطعا أو واحد من أثنين : إما بعثلوطي مع سبق الإصرار والترصد, أو  جان حشه كدركم بعثلوطي, ونزع الزيتوني وصار لوبرالي أو يسعاري, حتى يشتغل علنا مثل أبو تبارك, ولكن في مستنقع النصاب, عوضا عن جامع البكوع في الموصل ههههههههه!

وصدقوني, لا أعرف الشيء الكثير عن السيد عبد الرسول مزهر رسول , المدير العام لمديرية التربية ـ بغداد - الرصافة  ولا أدري ما هي خلفيته الفكرية أو على منو محسوب من القوى السياسية, ولكن لا أملك سوى أن أقول وبالعراقي الفصيح: عاشت الأيادي, ويالتيك تملك من السلطة ما يكفي, ليس فقط لسحب عار ما صدر من الكتب والمطبوعات, التي تمجد حروب العار وتوجهات العفالقة في ميدان السياسية والاقتصاد والثقافة, وإنما ما يضمن أيضا, عدم ظهور الوجوه الكالحة, التي كانت تضخ على مدار الساعة أخبار وبلاغات جحيم حروب صدام, ممن عادوا يطلون وبمنتهى الصفاقة, عير شاشة البعثلوطية ( الشرقية) من قبيل الاستهانة بوجع العراقيين, والسخرية مما عانوه في حروب العفالقة الهمج, يوم كان يجري سوق شبابهم للموت غصبا من حرب إلى حرب, ومن يرفض مصيره الموت أمام أنظار الحبيب والقريب من الناس...الخ فصول الكابوس الذي يريد غراب النصاب كما بزاز العفالقة وسائرحثالات البعثلوطية, أن يظل مقيما في ذاكرة وروح ووعي العراقيين, لضمان عدم تحررهم, وعودتهم للعيش, في مجتمع يرفض الحرب وتسوده قيم المجتمع المدني, بعد أن عاشوا طويلا ومريرا, على حافة الحياة تطاردهم. ودون رحمة حمم المدافع والصواريخ, وحريق الحروب التي كانت لا تنتهي أبدا!      

سمير سالم داود  19  تموز 2005

alhkeka@hotmail.com

هامش: هذا العفلقي النجس, الذي يكرس جهده هذه الأيام للكتابة وشتم ( الشيعة الزعاطيط ) على تعبيره وبالحرف الواحد, عمد النصاب كامل النذالة الزاملي, إلى حجب نشر اسمه, مع الزعم بوجود   بيانات ( شخصية مفصلة تضمنت : الاسم الكامل ، العنوان الكامل ، اسم الشهرة ، أوردها كاتب المقال عن نفسه ، ارتأينا رفعها خشية وحرصا على حياة الكاتب - نستميح العذر من الكاتب والقراء لهذا التدخل ، الذي يصب في مصلحة الكاتب نفسه - كتابات! )  يعني تماما كما فعل من قبل مع فلم البعثلوطي الشهير علي العاني ههههههههههه.

* أدناه القسم الأول من الوثيقة, ويتضمن بعض موجبات إصدار القرار, وأن كنت أعتقد أن من الضروري نشر جميع ما تضمنه هذا القرار الجريء من التفاصيل.