إلى برهان شاوي: عن الحزب الكوردي وانتظار المعجزة!! 

القسم الأول

 

حين يتعلق الأمر بالموقف, ممن عرفت, وأعرف من الناس, عقلي الصغيرون, يمارس فعل الاختزال وعلى نحو مفرط بالذكاء! وبحيث يتكفل, وجزاه الله كل خير, بمهمة تحرير ذاكرتي من الفائض, الذي لم يعد هناك, ما يقتضي وجوده من الأسماء , ليظل بالتالي مقيما في الذاكرة, فقط من كان عندي قرين الصدق: أن قال وأن فعل!

و...العبد لله, خاف ما تعرفون, تنقل أو بالأحرى ( تهجول)  بين الكثير من البلدان, وعرف الكثير ...الكثير من الناس ( يا الله شكّد عرفت ناس) ولكن في ذاكرتي, حتى وأن أنقطع التواصل, لا يقيم سوى من كان قرين الصدق: أن قال وأن فعل! 

وبرهان شاوي, الذي تعرفت عليه لفترة وجيزة من الزمن في بيروت عام 1980 واحد من الذين ظلوا على الدوام في الذاكرة....وفي الواقع كان يعزز وجوده, في ذاكرتي باستمرار, من خلال متابعة ما يكتب ويأخذ طريقه للنشر, وصدقا منذ سنوات وسنوات بعيدة, وقبل أن يؤكد حضوره وبامتياز, مع  الدخول إلى عصر الانترنيت عراقيا, خلال الأعوام الأخيرة من الزمن!   

قد أختلف مع بعض أفكار وتصورات برهان شاوي, وقد أشاطره الرأي في الغالب العام من أفكاره, ولكن سواء كنت في موقع المختلف أو العكس, ذلك كان لا يلغي قناعتي من أن هذا الرجل, بعضا من القليل, الذين ظلوا يمارسون على الدوام, فعل التعبير بصدق, وبراءة الأطفال عن أفكارهم وأحلامهم, رغم إدراكهم وبوعي, وأكثر من سواهم أن إشاعة الرقي في مفاصل حياتنا الثقافية, وتقديم النص المغموس بصدق ووهج الروح للناس, مهمة ليست عصية على التحقق, فقط بفعل ما تخلف من تشوهات في وعي وضمير الناس, نتيجة ثقافة القمع والاستبداد العفلقية, وإنما بفعل المافيا أو بالأحرى المافيات في الوسط الثقافي, التي تواصل وبذات الحماس, حتى بعد سقوط صدام, السعي المحموم لمحاصرة العقل والضمير, وبحيث يظل مربوط إلى المشوه والمتخلف من القيم والمفاهيم وأساليب العمل, التي ظلت تسود عقود حكم العفالقة الأنجاس, ومن يكرس القلم والحرف في مواجهة, كل هذا العفن, مصيره الدنيء من أساليب الإساءة والتشهير ....الخ

و....المطلوب , أن تكون بعضا من القطيع, ولا تمارس فعل الصراخ, بعالي الصوت, كما كان يفعل على الدوام الكاطع بمواقفه, الشهيد شمران الياسري, يوم كان يصرخ وبوجع العراقي المنذور للحزن : أن الملك عار والناس فقدوا البصر والبصيرة, وتراهم يمضون إلى المسلخ, خلف فرسان التحالف عمياوي, وهم يرددون وبجذل : اللي يمشي بدربنا شيشوف!!

قد أتفق أو أختلف مع وجهة نظر برهان شاوي, حول الموقف من كتابات سعدي يوسف , وقد يطول الحديث عن مهمة ودور المثقف, في الوقوف مع الناس, وهم يواجهون كل ساعة بشاعات الإرهابيين, بعد أن ظلوا يعيشون عقود عديدة من الزمن, على حافة القبر ...وقد...وقد....ولكن من أعطى الحق والسطوة, لهذا البعض من نجوم المافيا في الوسط الثقافي, مصادرة رأي مثقف عراقي مثل برهان شاوي, وهو الذي ضحى كثيرا دفاعا عن شرف المبدأ والقناعة, وكرس حياته وقلمه, دفاعا عن حق, كل من كانوا في موقع الضحية في ظل نظام العفالقة الهمج, بالعيش بحرية مثل البشر بعيدا عن عسف الجلاد وعسس الجلاد ؟! 

و.......صدقني والعباس أبو فاضل يا صاحبي, ما تقدم من السطور, كان بعضا مما باشرت بكتابته, أيام قادسية أخونا اللوبرالي هههههههه تحت عنوان :  برهان شاوي ....إياك وأن تنكسر! ولا أدري لماذا وليش , بمعنى لا أتذكر, سبب, عدم استمراري في كتابة هذا التعليق ....بس أكيد أكو سبب مو هههههههه 

المهم .......سعيد للغاية, ومو شلون ما جان, بما جاء في سطور رسالتك, بعد كل هذه السنوات ....أقول بعد سنوات عامدا, لكي لا أقول بعد ربع قرن من الزمن, وندخل بسالفة العمر ....أقصد ما تبقى من العمر, خاصة والعبد لله ...ولله الحمد بات يعيش بالقدرة الإلهية, ما بين مخاطر الجلطة الدماغية ( أولها كان قبل خمسة أعوام)  والسكتة القلبية ( وأخرها كادت أن تحرمني من نواظر هذا العام) والسكري المعلون دنيا وآخره, صار يلعب شاطي باطي بالدم والجلاوي, وأخيرا حتى بالعيون  ههههههههه 

صدقا أتابع كتاباتك دائما ....وفي الراهن منها جهدك الاستثنائي على صعيد تشكيل حزب كوردي عراقي ( بالمناسبة داعيك نص دمي كوردي وجماله فيللي باب أول هههههه) وما جاء في سياق رسالتك من تفاصيل على هذا الصعيد, تجعلني وغصبا وبعد طول تردد هههههه أن أتوقف عند هذه الموضوعة بالتحديد, عسى أن أستطيع بالمقسوم من الملاحظات السريعة, دعم جهدك والعديد من الأصدقاء والزملاء, وفي الواقع الكثير, ممن يعملون راهنا, لتحقيق هذا الحلم ( المعجزة!) و.....إذا الله راد, قد أكتب لاحقا المزيد ....وهذا مو وعد !

و.........بمناسبة الحديث عن الكتابة حول هذا ( الحلم المعجزة) أعتقد, أن من الضروري جدا, إلى جانب الدور الفائق الأهمية الذي يمارسه موقع (صوت العراق) على هذا الصعيد,وجود منبر أعلامي خاص, يجري تكريس صفحاته بالكامل, لمناقشة هذه الموضوعة ( تشكيل حزب كوردي عراقي) من جميع الجوانب وبالتفصيل, وبما يعزز تدعيم هذه الوجهة فكريا وسياسيا .......لو ........نسيت تعليمات العم لينين...... يا رفيق, ويا من اكتشفت من سياق رسالتك, أنك سبقتني إلى التقاعد, وأكيد نتيجة ( نفسك البرجوازي الصغير هههههه) أو ربما عدم قدرتك على ممارسة (البزخ الثوري) ....الخ تفسيرات الأغبياء من الطواطم هههههههه!

وقبل الدخول في المعمعة, معمعمة جماعة ربعنا من الفيليين, الذين صاروا أكثر شهرة من بني القعقاع, في ميدان الاتفاق على عدم الاتفاق  ههههههههه.....أرى من الضروري أن أتوقف, عند ما جاء في رسالتك, بصدد حملة الإساءة والتشهير, التي تستهدف مواقفك وجهدك, سواء تعلق الأمر, بدعوتك لفتح الباب على مصراعيه أمام جدل التنوير الاجتماعي والفكري, أو على صعيد العمل لقيام الحزب الكوردي العراقي, و......ذلك بتقديري, وأنت تعرف ذلك تماما, ثمن واجب الدفع, من قبل جميع المثقفين الديمقراطيين, والمعادين حقا لثقافة القمع والاستبداد العفلقية, أو مهما تلبست من الرداء والغطاء, و......الإيجابي ( أن جاز التعبير) أن هذه الحملات من الإساءة والتشهير, تسلط الضوء وبوضوح, على زيف ادعاءات بعض من يرددون أفلام اللوبرالية هههههه* وتراهم وعلى غفلة, يعودون الواحد بعد الأخر, إلى جذورهم العفلقية, في مصادرة الرأي الأخر, كما تكشف وبتقديري خطورة الدور الذي يمارسه فروخ صدام من البعثلوطية وسط الكورد الفيلين, ممن عملوا ويعملون وسيعملون, كل ما في وسعهم, لعرقلة توحيد الجهود في الوسط الفيلي, مع استخدام أقذر الوسائل من أجل توظيف معاناة الكورد الفيلين, لتحريضهم ضد أبناء شعبهم الكوردي في كوردستان,**  وكفيلك الله وعباده, لا يساورني الشك, من أن بعض من يتصدون اليوم, لجهدك وسواك من الساعين, وبإخلاص من اجل تفعيل الدور المطلوب والضروري, للكورد الفيلية في العملية السياسة, لابد وأن كانوا ولغاية سقوط صدام, من نشطاء جمعية المغتربين المخابراتية, بعد أن قدموا كل ما هو مطلوب من الخدمات القذرة لنظام العفالقة الهمج, قبل مغادرتهم العراق في أواسط التسعينيات !

السؤال : هل هناك حاجة موضوعية وظروف ملائمة, لقيام حزب كوردي عراقي؟!

ذلك ما سوف أتوقف عنده بشيء من التفصيل, في ظل استمرار هذا الإصرار الخرافي, على ممارسة فعل الانتظار, على أمل تحقق معجزة ما يسمى ( توحيد جميع الجهود) !!

سمير سالم داود  27  أيار 2005

alhkeka@hotmail.com

* أقول اللوبرالية عامدا للتمييز بين هذا الرهط من البعثلوطية, عن من يؤمنون حقا بالفكر الليبرالي, والذين للأسف الشديد, لا يمارسون دورهم المطلوب, في مواجهة هذا التشويه الفض لمفاهيم وأفكار الليبرالية, التي تعبر عن مواقف تيار يتعزز وجوده في إطار من يناضلون من أجل إشاعة الوعي الديمقراطي في العراق.    

** من بين أبرز من يعملون بهذا الاتجاه الدوني علي الثويني, بالاعتماد على بعض البعثلوطية في وسط الفيليين في السويد, وبالتحديد البعض, ممن لا يجدون حرجا, من التنصل والتعبير عن قرفهم  من كلمة كوردي فيلي الجميلة, كما لو  أن ذلك مدعاة للشعور بالعار, وهم من كانوا ولا يزالون في موقع : الدون من الناس! 

هامش : بصدد ما جاء في رسالتك  وبالحرف الواحد ( كنت ولا زلت من المتابعين لمقالاتك، يعجبني فيها هذا الكم الهائل من السخرية والمرح! ! لا تتعجب اقصد مرح الحرية في التعبير عن الفكرة.. ... أقولها لك وبصراحة شديدة وبدون مجاملات أو اخوانيات، لقد حاول الكثيرون من كتابنا أن يرتقوا إلى طريقة أبو كاطع الساخرة، لكن لا أحد استطاع ذلك، سواك، ولو بطريقة أخرى وموضوعات أخرى، ونبرة مختلفة، لا سيما في القدرة على منح القارئ شيئا من المرح. من أين لك كل هذا الكم من المرح، وأنت في الحال التي فيها؟ ( كل هاي وتشتكي )....بالمناسبة، عملك الصحافي، ومقالاتك النارية الساخرة، دفعت بكتاباتك الأدبية إلى الظل.. وهذا ما يجب الانتباه إليه..إنك تتعامل مع أدبك وقصصك بعبثية..ولامبالاة.. حاول نشرها وساعد على انتشارها.. فليس الجميع منتبه لها..شخصيا توصلت إليها بالصدفة... اللاحوس واحدة من القصة المهمة والاستثنائية . فهذا المنغولي ( ابن الله) شخصية غريبة جدا.) ....لا تعليق أو بالأحرى كان بودي أن أقول جزاك الله كل خير يا برهان. أو موقفك هذا يعني عندي الشيء الكثير...الخ المألوف من عبارات التعبير عن الامتنان , ولكن صدقني حين طالعت هذه السطور بالتحديد, رردت مع نفسي, لا والله بصوت عالي: الله لا ينطيك يابرهان هههههههه , لان تذكيري, بما أحب وأريد وأتمنى, ممارسته من الجهد في ميدان الكتابة, كتابة القصص, خلف في نفسي الكثير من الحزن والألم, لو تدري فقط يا عزيزي, كم أتعذب حين أرغم روحي غصبا على ممارسة الكتابة في مجال الصحافة! ذلك لا أريده صدقا, وذلك ما أكره ممارسته حقا, ولكن ما العمل, كيف الهروب من الواجب, تجاه ولد الخايبة من العراقيين, ممن تحول حلمهم بسقوط الجلاد صدام, إلى كابوس من إرهاب الرعب والدم, كما لو أنهم, لم يدفعوا المطلوب من العذاب والقهر, وهم الذين ظلوا يعيشون طويلا على حافة القبر, و......ما عندي في الواقع ما يمكن قوله, أكثر مما جاء في سطور رسالتك من أن جهدك الراهن لتأسيس الحزب الكوردي العراقي, هو بالنسبة إليك (... صرخة أخلاقية من أجل إحقاق الحق.. ليس اكثر....) ...صدقني هذا الوازع الأخلاقي, هو ما يحول دون انصرافي, كما أريد وأتمنى, لعالم القصص والمتخيل, بعيدا عن عالم الواقع, المثير للقرف والغثيان, ولو داعيك, خاف ما تدري, لا يزال من جماعة, بوع إلى نص الكلاص المليان يا غبي هههههه, ولو كفيلك الله, في بعض الأحيان, أتساءل مع روحي وببلاهة : هو وينه الكلاص حتى أبوع نصه المليان ههههههههه