من يحرر محافظات صدام البيض من سطوة البعثلوطية؟!

 

في أحيان كثيرة, وفي معرض مناقشة تصاعد الإرهاب وبشاعات الإرهابيين, في عراق ما بعد صدام,  يكتب العديد, أو في الواقع الكثير من الزملاء, ما يعكس دهشتهم من هذا الذي جرى ويجري وبشكل خاص, في الرمادي والموصل وتكريت....الخ المناطق التي كانت تعد بمثابة قلاع تقليدية لتواجد القوى البعثلوطية والسلفية, وبحيث كان السفاح صدام, يعتبرها, ولهذا السبب بالذات بمثابة ( محافظاته البيض) من حيث مستوى الولاء, ومدى الاستعداد للدفاع عن وجود  ( نظامهم العفلقي) بالروح وبالدم ! 

السؤال : هل حدث وعلى مر العصور, أن قوى اجتماعية, تملك النفوذ والسلطة سياسيا واقتصاديا...الخ, ثم تتخلى طوعا حلو....حلو ...وبمنتهى الوداعة, عن امتيازاتها ونفوذها...الخ؟!

ذلك يتكرر حدوثه باستمرار, ولكن على صعيد الأفلام السينمائية, وخاصة الكوميدية, ولكن ليس إطلاقا على أرض الواقع, منذ أن صار البشر طبقات....طبقات ..ودول ....دول...وحدود .....وشرطة ..وسجون ...وبعثلوطية هههههههه!

و......من الصحيح تماما, القول أن فعل الثورة ...الانقلاب ...الحرب ...الاحتلال ,,,.الخ قد يؤدي إلى اختلال حاد في موازين القوى, وبالتالي إلى حرمان القوى التي تملك السطوة والنفوذ, من بعض, أو حتى الكثير من امتيازاتها الأساسية, ولكن هذه القوى, لا يمكن أن تقبل حرمانها من جميع امتيازاتها, دون أن تستخدم كل ما بحوزتها من الأساليب والوسائل, وفي المقدمة العنف, لتجسيد رفضها الإقرار بالهزيمة, ولكن دائما وأبدا, تحت شعارات جذابة, لا تتعلق لا من قريب ولا من بعيد ( بنضالها المجيد) دفاعا عن ما تملكه من الامتيازات والنفوذ الاقتصادي والسياسي, وما تريد استحواذه وامتلاكه من ( وسخ الدنيا)....الخ

و.....عفلقيا ماكو أحسن من البعثلوطية, في ممارسة ( نضالهم المجيد) لفرض دوام سطوتهم بالقوة ولتحقيق أهدافهم القذرة , من خلال المعروف, عن  وقائع فلم  تحرير فلسطين إلى أخر  شبر, ولكن بعد القضاء أولا على ( الفرس المجوس) , ومن ثم تحرير الكويت من الكويتيين, من أجل أن يعود ( الفرع للأصل) مرورا بسالفة الدفاع عن (وحدة الوطن المقدسة) من خلال إبادة الانفصاليين من ( الكورد العصاة) , وقبل هذا وذاك (تطهير الوطن ) من جم مليون راس, للتخلص نهائيا  من ( عملاء موسكو والصفويين....الخ) وصولا إلى مسك الختام هههههه الاعتماد على مؤخرة أبو تبارك ( لمكاومة الاحتلال) وطرد العدو  الذي ( دنس الأرض والعرض) ....الخ المعروف عن جرائم ومجازر وأفلام نظام وحثالات البعثلوطية, قبل وبعد سقوط قائدهم الهمام الزفر صدام!  

ونعود للسؤال من جديد: هل كان من المتوقع , أن ممثلي القوى الاجتماعية, وبالتحديد القوى العشائرية والطائفية, في مناطق العفالقة التقليدية, والتي كانت تستحوذ, جراء الوقوف في موقع الجلاد, على جميع مراكز النفوذ والسلطة, وفي سائر المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ...الخ الرضوخ للأمر الواقع لمجرد سقوط صدام ووقوع العراق تحت الاحتلال؟!  

و.....سقوط صدام ووقوع العراق تحت الاحتلال, أدى عمليا, إلى تضعضع موقع, وبالتالي نفوذ ممثلي القاعدة الاجتماعية, التي كانت في موقع ( الجلاد) وتشكل الدعامة الأساسية, لدوام وجود وبقاء نظام العفالقة الهمج, هذا التراجع في دور ممثلي هذه القاعدة الاجتماعية, والتي كانت تتشكل بالأساس, مما بات معروفا في التداول بمصطلح ( السنة العرب), ترافق مع صعود دور ونفوذ القوى الاجتماعية التي كانت في موقع الضحية, وبالتحديد الكورد وشيعة علي, دون أن نغفل الدور الأساس ( وأحيانا الحاسم) الذي تمارسه ولا تزال سلطة الاحتلال, في تقرير مسارات الوضع السياسي, قبل وبعد الانتخابات, للعلم والاطلاع!        

و.....صدقوني هذا الفلم ( فلم مكاومة الاحتلال) وسالفة العدو ( الذي دنس الأرض والعرض) سينتهي عاجلا أم أجلا , وأتحدث عن شهور وليس أعوام, رغم هذا التصاعد الخطير راهنا للعلميات الإرهابية, لان ممثلي القوى الاجتماعية التي كانت تشكل القاعدة الأساس لنظام البعثلوطية, وعمليا الداعمة لما يسمى بمكاومة الاحتلال اليوم, باتوا يدركون أن لا أحد من الأطراف الأساسية, في عراق ما بعد صدام, وبالتحديد قوى الائتلاف العراقي والتحالف الكوردستاني, يريد مصادرة حقوقهم وامتيازاتهم , وإنما على العكس من ذلك, يحرصون على مشاركتهم, وبما يتناسب مع ثقل حضورهم العددي, في مواقع النفوذ والقرار , وفي مختلف المجالات والميادين, بما في ذلك على وجه الخصوص المشاركة في كتابة مسودة الدستور!    

وعمليا لم يعد هناك اليوم, ثمة خلاف عصي على الحل, بين من عملوا كل ما في وسعهم من أجل استمرار حمام الدم في العراق, بزعم مكاومة الاحتلال ( أقرا  معركة الدفاع عن امتيازاتهم ونفوذهم) وبين العدو الأمريكي, الذي ووفق الشائع من نص خطابهم التحريري ( أحتل الأرض ودنس العرض) وخاصة بعد أن ضمن لهم وزير دفاع العدو الذي ( أحتل الأرض ودنس العرض)  بقاء ( أبناءهم) في مواقعهم في الدفاع والداخلية ( ربما تعويضا لتنديس أعراضهم هههههه) وبعد أن تكلفت وزير خارجية العدو الذي ( أحتل الأرض ودنس العرض) ضمان مشاركتهم في كتابة مسودة الدستور ( ربما ثمنا لعدم مشاركتهم في الانتخابات هههههه) ....وما تبقى من (الخلاف) وكفيلكم الله وعباده, يندرج في إطار المعروف من  أفلام ( الحفاظ على ماء الوجه) وبالتحديد ما يتعلق بتكرم وتعطف العدو الذي ( أحتل الأرض ودنس العرض) الموافقة  على وضع ( جدول زمني) لسحب قواته, وهو الأمر الذي عمل هولاء الأنذال بالذات, ومن خلال دعمهم وتحريضهم على الإرهاب, دفاعا عن مصالحهم وامتيازاتهم, من أجل أن يظل بعيدا عن المناقشة والتفاوض, مع الأطراف التي تشارك قواتها في احتلال العراق, رغم أن هذا الهدف   ( جدولة الانسحاب ) ظل يجري التأكيد عليه باستمرار, من الغالبية العظمى من القوى المشاركة في العملية السياسية في عراق ما بعد صدام, ويحضى عمليا بدعم المجتمع الدولي, ولا تعارضه ( على الأقل على مستوى التصريحات الرسمية)  حتى الولايات المتحدة الأمريكية وحليفها الأساس بريطانيا! 

وكل ما تقدم من الوقائع, أقصد قراءتي الخاصة لهذه الوقائع, كانت الأساس الذي دعاني مؤخرا, للتأكيد وبمنتهى الوضوح, على أن من الخطأ توصيف حكومة السيد الجعفري باعتبارها حكومة محاصصة قومية وطائفية وعشائرية, والصحيح القول أن  التشكيلة الحكومية, اعتمدت على السائد من موازين القوى في عراق ما بعد صدام, بدليل هذا الحرص من قبل جميع الأطراف التي شاركت في العملية السياسية بعد سقوط صدام, على التفاوض ( وفي الواقع التنافس على التفاوض!) مع من يتطوع للحديث باسم الطرف ( أقرأ الأطراف) التي اتخذت النقيض من الموقف بما في ذلك مقاطعة الانتخابات!

و....عمليا ما يعيق هذا التقاسم وتوزيع النفوذ ( والذي يحضى بموافقة ماما أمريكا) بين مختلف مراكز القوى في العراق اليوم, أن  هناك صارع ضاري بكل معنى الكلمة, بين العديد من الأطراف السياسية ( التي تستند بالأساس لسلطة العشيرة) للاستحواذ على مراكز النفوذ وتصدر الصفوف, لتمثيل ما بات معروفا بمصطلح ( السنة العرب) وهو صراع بات يتمحور تدريجيا, وبشكل خاص بعد الانتخابات, بين حثالات البعثلوطية التي كانت تتمتع بجميع الامتيازات بحكم ثبات الولاء لصدام ونظام عصابة العوجة, وبين الأطراف والعشائر التي تعرضت خلال العقد الأخير من حكم العفالقة الهمج للحيف, وبشكل خاص عشائر الجبور والدليم وشمر ...الخ, سواء لمشاركة بعض أفرادها, ممن كانوا يحتلون مواقع متقدمة في الجيش, في محاولات انقلابية أو هروبهم للعمل في صفوف المعارضة خارج العراق ....الخ المعروف من التفاصيل والأسباب.

ترى لمن ستكون الغلبة في النهاية, ومن سيفوز في هذه الحرب الضارية؟! وهل بمقدور الأطراف التي تريد التحرر فعلا من سطوة وإرهاب حثالات العفالقة وأعوانهم من الإرهابيين, في منطلق تواجد البعثلوطية التقليدية,النجاح في تحقيق هذا الهدف الصعب, دون دعم الكورد وشيعة علي وسائر القوى والأطراف السياسية الأخرى, التي اختارت, وعن صواب العمل السياسي, في التعامل مع الواقع الصعب والمعقد, الذي نجم عن سقوط صدام بالترافق مع سقوط العراق تحت قبضة الاحتلال الأجنبي؟! 

تلك تساؤلات مهمة للغاية, ولكن مناقشتها تتجاوز سياق هذا التعليق, وما يهمني تأكيده,    وبوضوح وبالعراقي الفصيح: بغض النظر عن من سينجح في حسم هذا الصراع الضاري, على من يملك الحق في تمثيل ما بات يعرف بالتداول ( السنة العرب) فأن الائتلاف العراقي والتحالف الكوردستاني, لا يمكنهما أبدا, تجاهل حجم ودور شريكهم الثالث, في لعبة موازين القوى على أرض الواقع في عراق ما بعد صدام!

عدم تجاهل الشريك الثالث, ذلك بات وكفيلكم الله وعباده, لا يحتاج للنقاش, لان السؤال المطروح ألان بإلحاح : كيف سيجري ضمان مواقف ومصالح وتوجهات هذه القوى المختلفة, عند كتابة مسودة الدستور الدائم؟! وهل يمكن إنجاز هذه المهمة, بمعزل عن إرادة وتوجهات الطرف الأمريكي, أو بالأحرى الشريك الرابع, وفي الواقع صاحب الدور المقرر, فيما جرى ويجري في عراق ما بعد صدام؟!  

أو ترى هناك اليوم من يجهل, أن الوجود المحتل, بات يفرض ما يريد, على مسارات العملية السياسية في العراق, وأحيانا بمنتهى الصفاقة, وبالشكل الذي توضح علنا من خلال رفض وزير الدفاع الأمريكي, استبعاد العفالقة الأنجاس من مواقعهم وبشكل خاص في وزارتي الداخلية والدفاع, كما لو أن المطلوب, استمرار دورهم القذر في عرقلة عودة الأمن والاستقرار, وبالتالي إرغام جميع القوى السياسية على الرضوخ للأمر الواقع, وعدم طرح موضوع جدولة انسحاب قوات الاحتلال, بذريعة الخشية من تفجر الأوضاع الأمنية على نحو أكثر خطورة مما هي عليه راهنا, في حين أن الجميع يعرف, أن ما يجري وبالتحديد بعد الانتخابات, يستهدف تطويع, شيعة علي والكورد, وإرغام قوى الائتلاف العراقي والتحالف الكوردستاني, على تقديم المزيد والمزيد من التنازلات, لحساب الأطراف التي في الظاهر تناهض الوجود الأمريكي, وفي الواقع عملت وتحت زعم ( مكاومة الاحتلال) على توفير المطلوب من الغطاء, لربط اقتصاد العراق, بشبكة المصالح الأمريكية الاستراتيجية وللقادم من عقود الزمن!

السؤال : كيف سيجري تجاوز الباقي من ( المشاكل العالقة) لضمان توزيع الحصص بين مراكز القوى راهنا بالقسطاط والعدل؟! وكيف سيتم إخراج  فلم ( جدولة الانسحاب) بالشكل الملائم والمطلوب؟!  وكيف ستجري العودة لعرض فلم ( المصالحة الوطنية) وسالفة عفى الله عما سلف ؟! وكيف سوف ينتهي ياتري فلم ( محاكمة صدام) ..........الخ.....الخ أفلام  ترتيب الأمور في عراق ما بعد صدام, بما يرضي الجميع ويحضى بمباركة ماما أمريكا, ويضمن قبل هذا وذاك, رد الاعتبار لمن جرى خطيه ( تدنيس أعراضهم) من قبل صديقهم في ألامس, و من يزعمون ( معاداته اليوم) ليكونوا  في الغد, رهن إشارته وطوع بنانه من جديد, كما كانوا على الدوام ؟!

صدقوني أستطيع, أن أرغم عقلي الصغيرون, على التفكير وبالعراقي الفصيح, لتقديم صورة موجزة, جوابا عن ما تقدم والتالي من الأفلام, ولكن لماذا العجلة, أو بالأحرى لماذا, أنغص عليكم متعة متابعة وقائع هذه الأفلام المثيرة, ساعة عرضها ( جماعيريا) وبحضور فعال لضاري الدناءة وسواه من فرسان المكاومة, ممن سيلحسون, الواحد بعد الأخر, كل ما رددوه عن جرائم العدو الذي ( دنس أعراضهم هههههه) والذي ....( أنتهك حرماتهم هههههه)....الخ ...الخ أفلام ومعتصماه, يوم يجري وبالدامغ من البرهان, الكشف عن المعلوم اليوم, لدى كل ذي بصيرة, ممن يعرفون تماما, أن هولاء الأوغاد ( البعثلوطية) ما كان عندهم ( أعراض أو حرمات) لكي تنتهك أو تدنس بالأساس, بعد أن سلموها طوعا, لحثالات الأرض من السلفيين والوهابيين, ثمنا للحصول ومن جديد على ( حصتهم) من الامتيازات والنفوذ, وفي المقدمة من ذلك عودة ( فروخهم) إلى مواقع القرار في الجيش والشرطة والمخابرات...الخ...الخ    و......لان جميع القادم من الأفلام تدور عن ( الشرف والعرض وضمنا مؤخرة أبو تبارك) يستحسن مشاهدة هذه الأفلام المثيرة, بعد نص الليل, ومن ليس بمقدوره ممارسة الانتظار, فترة أطول, يمكنه وعلى مدار ساعات الليل والنهار, مشاهدة بعض اللقطات ( الصلوخ) من هذه الأفلام, وذلك من على شاشة قناة البعثلوطية لصاحبها أبو تبارك البزاز هههههههههه*    

سمير سالم داود    17 أيار 2005 

alhkeka@hotmail.com

* للعلم والاطلاع, يمكن ومجانا, الحصول على المزيد من المشاهد المثيرة, أو حتى بعض فضلات المخابرات السعودية من الأخضر الرنان, أو المقسوم من المنصب والموقع في وزارة ثقافة الشرطة, وذلك عن طريق كتابة, جم سطر من الخريط عن زمان بزاز البعثلوطية, مع ذكر رقم الهاتف فقط لاغير, كما عمد إلى ذلك, وكفيلكم الله, واحد ( طماع) مختص بالكتابة عند أسلوب العبد الله الحاد و ( المو مؤدب) بالصريح والمستعار من الاسم, ثمنا لدوام العلاقة والود مع مادونا المرادي والنصاب الزاملي وملكة جمال البطيخ ...الخ....الخ!