من هو العفلقي بالمنظور ....الشيعي؟!

2-2

 

في ختام القسم الأول من هذا التعليق , تساءلت عن مغزى ودلالات فضيحة حصان طروادة العفلقي الأخيرة, فضيحة مشاطرة حثالات صدام والإرهابيين بمن فيهم عصابة الزرقاوي, نفي حقيقة, ما تابع العالم وقائعه في المدائن؟!

وللتذكير فقط نعيد ذكر نص تصريح الناطق الرسمي باسم مكتب ( مقتدى الصغير) في بغداد الشيخ عبد الهادي الدارجي الذي أسرع ونفي : ( الأنباء التي تحدثت عن تهجير الشيعة من مدينة المدائن جنوب بغداد. وقال إن هذه الأنباء تهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية في العراق) هكذا وبالحرف الواحد, دون أن أدري لماذا, لم يتهم هذا الشيخ المقتدوي, الكفار من الأمريكان واليهود لعنة الله عليهم دنيا وأخره هههههه بتلفيق هذه الأنباء, كما أعتاد وسواه من أركان مقتدى الصغير, تكراره بعد كل جريمة, من جرائم القوى الإرهابية ضد شيعة علي, في مناطق الوسط والجنوب العراقي!         

صدقوني لو أن هذا الشيخ الفاقد للبصر والبصيرة, يعني لا يشوف ولا يفهم هههههه أدن مثلا ما يعتقده المبالغة في تصوير ما جرى في المدائن, أو قدم على الأقل صورة مغايرة, لحقيقة ما جرى أخيرا ( أو في الواقع ما يجري ومنذ شهور عديدة) في المدائن, بدلا أن ينفي ما حدث جملة وتفصيلا, لكان من المعقول والمقبول, القول, أن هذا الشيخ, لا يريد ( جزاه الله كل خير) إثارة التوتر الطائفي, وبشكل يمكن أن ( يهدد وحدة الصف الوطني) كما ورد في تصريحه, وهو يعني حتما وبالتأكيد, وحدة الصف مع تلك القوى التي شاطرها الموقف إلى حد التطابق حرفيا, في نفي ( تهجير الشيعة من مدينة المدائن جنوب بغداد)!!*

السؤال : ماذا يعني هذا التوافق إلى حد التطابق, في الموقف مما يحدث في المدائن, بين  هئية علماء قطع الأعناق وسائر القوى والعصابات الداعمة للإرهاب والقتل بما في ذلك المجرم الزرقاوي, مع موقف حصان طروادة العفلقي وسط شيعة علي؟!

وهل أن هذا التوافق إلى حد التطابق, في المواقف, والذي يتكرر باستمرار, مجرد توافق محكوم بالصدفة, أو يعكس وبوضوح, مستوى التنسيق والتعاون, بين حصان طروادة العفلقي وسط شيعة علي, مع الذين يعتمدون سلاح القتل والإرهاب والتخريب, في محاربة جميع من كانوا في موقع الضحية في ظل نظام العفالقة الهمج, وبشكل خاص محاربة شيعة علي بالذات وبالتحديد ؟!

الجواب وكفيلكم رب العباد, أكثر من معروف سلفا, والمشكلة أن مقتدى الصغير وأركان قيادة ما يسمى تياره الناطق بالضلال, يقدمون ومنذ سقوط صدام, ما هو المطلوب من البراهين والأدلة, لتأكيد انحيازهم المكشوف والواضح  لمعسكر العفالقة, وأحيانا بمنتهى الصفاقة, في حين يواصل الزملاء من المثقفين الشيعة, وعلى عناد هذا المقتدى الصغير ( وما عندي تعليل أخر)  رفض الاعتراف بهذه الحقيقة, حقيقة أن ما يسمى التيار الناطق بالضلال, هو حصان طروادة, يقوده العفالقة وسط قلعة شيعة علي, والاسوء من ذلك إصرار العديد من هولاء الزملاء, تقديم  المطلوب من الذرائع والتبريرات, للتغطية على عار هذه الحقيقة!    

و....من جديد أعيد السؤال :هناك من بمقدروه أن ينفي, مستوى وحجم الإساءة التي يتعرض لها تيار الشهيد الصدر, نتيجة مواقف وممارسات ما يسمى تيار مقتدى الصغير؟! أو هناك من يجهل مدى الارتباك الذي يسود الوضع العام وسط شيعة علي, جراء مواقف وممارسات أتباع مقتدى الصغير....الخ ما توقفت بالسؤال عنده في القسم الأول من هذا التعليق؟!

الأكثر خطورة عندي مما تقدم, نجاح هذا الحصان العفلقي, والى حد بعيد, في تحشيد جميع من كانوا في موقع الضحية في ظل نظام العفالقة الهمج, ضد مواقف وتوجهات القوى السياسية وسط شيعة علي, حيث الكورد وكوردستانهم:  عدو الله, وللمرأة والطلبة والشباب: العصى لمن عصى, ولا داعي لتكرار الإشارة إلى الإساءات بحق الحوزة العلمية وعلماء الحوزة  بتهمة ما يسميه هذا المقتدى الصغير ,عار الصمت باعتباره ويا للمهزلة, ولا أحد سواه  الناطق بالحق هههههههه**

و.....بالمقابل تراه  دهن ودبس وراشي, مع حشه كدركم ضاري الدناءة, وقاطعي الأعناق من العفالقة الأنجاس ومطاياهم من المجاهرين بالقتل, ولولا الباقي, من قليل الحياء, لما تردد والله, حتى عن الدفاع عن أبو تبارك, بعد أن أعلن هو الأخر التوبة, مثل الكثير من العفالقة الأنجاس ممن يمارسون قيادة أركان تياره الناطق بالضلال! 

ومن وجهة نظري,عمليا ليس هناك, بين مواقف العفالقة وحصانهم وسط شيعة علي سوى الاختلاف,حول الموقف من حشه كدركم صدام, وتلك قضية لا تمثل بتقديري, مصدر خلاف جوهري, بين هذا التيار والعفالقة, لان العفالقة قبل غيرهم, باتوا يدركون أن فارسهم صدام, صار مجرد  زبالة, يجري البحث عن الشكل المناسب لطمرها, وبالتالي لا مبرر للاختلاف مع حصانهم الجامح داخل قلعة شيعة علي, بعد أن قدم هذا الحصان على صعيد الملموس من المواقف والعمل, ما يخدم ويحقق أهدافهم القذرة أولا وأخيرا, وأن  اختلاف شكل الشعار ونمط الهتاف!  

قد أكون على خطأ في ما تقدم من الاعتقاد أو ربما العكس, ولكن السؤال مرة أخرى , وأخذوني يخليكم الواحد الأحد, على كعد عقلي الصغيرون,: ما هو المطلوب أكثر من كل ما تقدم من الشواهد والبراهين , من أجل أن يبادر ولو واحد, من المثقفين من الشيعة, ويصرخ وبعالي الصوت: 

يا جماعة الخير, ويا سامعين الصوت, صار من قبيل طيحان الحظ فكريا ومذهبيا, استمرار التعامل مع هذا الحصان العفلقي, باعتباره جهة سياسية على ملاك شيعة علي!       

وبانتظار مثل هذه المبادرة, دعونا نتوقف بشيء من التفصيل, عند فضيحة حصان طروادة العفلقي الأخيرة, فضيحة مشاطرة حثالات صدام والإرهابيين بمن فيهم عصابة الزرقاوي, نفي حقيقة, ما تابع العالم وقائعه في المدائن!

و......رغم كل الغضب والانفعال, الذي غلب على سطور العديد من المثقفين الشيعة, في معرض إدانة هذه الفضيحة, فضيحة تطابق موقف ما يسمى تيار مقتدى الصغير مع موقف (الأوباش والإرهابيين) في نفي ما حدث في المدائن, إلا أن مستوى وحجم الإدانة, ظل يدور للأسف الشديد,في إطار ذات الحلقة المفرغة, وبالتحديد تكرار مشاعر الخجل من ( أن يصطف اسم تيار مقتدى الصدر مع هؤلاء الأوباش والإرهابيين الذين يطعنون بخنجر مسموم في خاصرة العراق) ومن ثم تكرار ذات السؤال وبوجع (  لماذا تلطخون سجلكم وتاريخكم مع هؤلاء الشرذمة والأوباش من الإرهابيين وبينهم من هو عدو الله وعدوكم جاءكم ليذبحكم وما زال يقطع رؤوسكم التي دفنتموها في التراب حتى لا تروا الحقائق ونور الشمس الساطعة) وبحيث يصل الأمر إلى حد التمني أن ( يقوم عبد الهادي الدراجي إذا كان صادقا في بيانه وعلى وجه السرعة برئاسة وفد من تيار مقتدى الصدر للذهاب فورا إلى مدينة المدائن والإطلاع على الأحداث الجارية هناك والالتقاء بالأسر الشيعية إن أمكن والتحدث معهم للوقوف على ملابسات الأحداث التي نفى أن تكون قد حدثت وذلك للخروج بصورة واضحة عما يجري في هذه المدينة وإعلان ذلك للرأي العام..) كما لو أن ما يجري تدور وقائعه ليس في خاصرة بغداد, وإنما في مجاهل غابات أفريقيا النائية, أو أن هذا الدراجي يجهل حقا خطيه, هذا الذي يجري في المدائن, ويتابع العالم وقائعه بالصوت والصورة, وفي الواقع منذ شهور عديدة!

و.....الاسوء من هذا وذاك, مسك الختام والحديث عن الأمل من ( أن هذه الخطوة ( زيارة الدراجي للمدائن)  كفيلة بأن تبدد الالتباس الحاصل في رؤية تيار مقتدى الضبابية إزاء ما يجري لأهلنا في مدينة المدائن المختطفة من قبل عصابات البعث والزرقاوي وهيئة علماء السوء)!

لماذا توقفت بالتحديد عند ما جاء في  تعليق الزميل أحمد الخفاف عن هذه الفضيحة؟!

لان الزميل الخفاف بالذات, يملك بتقديري, وعيا متقدما, بطبيعة الخلل الذي تجسده مواقف وممارسة تيار مقتدى الصغير, وعلى النحو الذي يمكن متابعته, من سياق سجالاته المستمرة, مع بعض رموز هذا التيار, وحرصه على الاستمرار في انتقاد هذا من موقع الناصح والمحب,  رغم كل أشكال الإساءة والشتائم والتهديد,  كما ينطلق في قراءة هذا الخلل, على ضوء فهمه المتقدم لواقع ومشهد الوعي السائد بين أتباع هذا التيار , ولكن مع ذلك, تراه يتجنب الدخول في المحظور من القول , وأن كانت سطوره وسطور العديد من الزملاء ممن يشاطرونه الموقف والمعتقد, تكاد تصرخ وبوجع, أن  هذا تيار مقتدى الصغير, من حيث المواقف والممارسات ونمط الوعي السائد, لا يجمعه جامع عمليا, مع مواقف وممارسات ونمط الوعي, الذي ظل يميز ويسود في الغالب العام, وسط شيعة علي, في ظل مختلف العهود!

صدقا لا أريد ولا حتى أتوقع, أن يبادر الزميل الخفاف أو سواه من المثقفين الشيعة, الكتابة بهذا القدر من الوضوح والصراحة وبالعراقي الفصيح, عن هذا الموضوع الحساس والمثير للالتباس, ولا أريد ولا أتمنى إطلاقا, أن يتكرر ما حدث في النجف, جراء جريمة احتلال الحضرة الحيدرية, والذي كاد أن يتسبب بمخاطر تفجر الاقتتال بين صفوف شيعة علي, لولا الدور الجليل للسيد السيستاني, ليس فقط في نزع فتيل التوتر, وإنما في إفشال مخطط العفالقة الأنجاس, الذي كان يستهدف تحويل مدينة أمام الحق بدورها, إلى فلوجة لوساخة الأرض من الإرهابيين, بزعم مكاومة الاحتلال, وبالاعتماد أساسا على حصانهم العفلقي وسط شيعة علي....ولكن؟!

هل ترى من الصعب حقا, على الزملاء من المثقفين, الذين يعبرون بهذا القدر أو ذاك, عن اتجاهات ومواقف التيارات السياسية الفاعلة في وسط شيعة علي,  التفكير وبشكل جاد , بما يمكن اتخاذه من الخطوات الضرورية, التي يمكن أن تساعد على تحجيم الدور التخريبي, الذي يمارسه حصان طروادة العفلقي وسط شيعة علي؟!

وهل يمكن حقا المباشرة بهذه العملية, دون الإقرار أولا بالحقيقة, حقيقة أن مهمة ما يسمى بتيار مقتدى الصغير, ومنذ اليوم الأول لسقوط صدام, ظلت محصورة بالأساس في إطار الإساءة لتيار الصدر ولتاريخ شيعة علي, وتشويه تجربتهم في العمل السياسي في عراق ما بعد صدام, وبشكل يصب أولا وأخيرا في خدمة عدوهم الرئيسي : العفالقة الأنجاس؟!  

كيف وشلون يمكن أن يجري العمل لتحقيق هذه المهمة عمليا, أعني مهمة تحجيم الدور التخريبي, الذي يمارسه حصان طروادة العفلقي وسط شيعة علي؟!

صدقوني ما أدري, لان داعيكم عايش بعيدا جغرافيا ومو شلون ما جان, عن تفاصيل وطبيعة الموجود من الوقائع والمعطيات على أرض الواقع وسط شيعة علي, أعني من الناحية التفصيلية بالطبع, وليس العام والمعرف من الوقائع, ولكن بالمقابل وبالاستناد على المعلن من المواقف والخطوات, أدري أن هذا الحصان العفلقي, يمارس هذا الفعل ( تحجيم دور الأطراف الأخرى) في مناطق نفوذه , ويمارس حتى فعل الهجوم والتصدي بضراوة, للكوادر الواعية بين صفوف المثقفين من القوى السياسية الناشطة وسط شيعة علي, بما في ذلك على وجه الخصوص من مناضلي تيار الصدر الحقيقي, سواء من لا يزالون يعملون ضمن صفوف حزب الدعوة أو الأطراف الأخرى!

ولعل حملة التحريض والتعريض الراهنة, على صفحات ما يسمى الجريدة الناطقة هههههه بالكوادر من شيعة علي, التي هاجرت من العراق, وخاصة بعد فشل الانتفاضة الشعبية, نتيجة تصاعد حملات الاعتقالات والتصفيات الجسدية,  مجرد دليل إضافي, على سعي أركان ما يسمى تيار مقتدى الصغير, الهادف إلى تحجيم دور الأطراف الفاعلة وسط شيعة, بما يساعد على إدامة الجهل والتخلف وسط أتباع هذا التيار, وبشكل يضمن بالتالي دوام سيادة عقلية القطيع, الذي من السهل ممارسة التأثير على تواجهته العامة, ومن ثم قيادته بالشكل المطلوب, وعلى النحو الذي يخدم عمليا, مواقف وتوجهات العفالقة أولا وقبل كل شيء! 

لا يساورني أدنى شك, أن هناك إدراك متزايد,في وسط شيعة علي, وبالتحديد بين صفوف الكثير من العاملين في المجال السياسي أو الثقافي, من النتائج والتبعات السلبية البالغة الضرر, لمواقف وممارسة كوادر ما يسمى بتيار مقتدى الصغير, وخاصة في ظل هذه الفترة الحاسمة من تاريخ شيعة علي, ولكن لا يزال بتقديري هناك, قصور واضح في مواجهة هذا الخلل, ولا أعني إطلاقا على صعيد مواجهة هذه المصيبة بالقوة أو ما شابه ذلك من الأساليب التي يمكن أن تؤدي إلى إشاعة الاقتتال داخل صفوف شيعة علي, وإنما مواجهته على الصعيد الفكري والإعلامي والسياسي, بما يضمن تحجيم ومحاصرة هذا الخلل قبل أن يستفحل, وبحيث يغدو من الصعب مواجهته دون السقوط في مستنقع الاقتتال, والذي كاد من قبل أن يتحول إلى أمر واقع, أيام انتهاك حرمة الحضرة الحيدرية!

و......صدقا أكثر ما أخشاه راهنا أو في القادم من هذه الشهور الحاسمة, أن يعمد هذا الحصان العفلقي, إلى وضع العقبات وافتعال مختلف أشكال التوتر, لعرقلة مهمة الحكومة الجديدة وبالتحديد مهمة الدكتور الجعفري, وجهده المخلص والنبيل, من أجل تعزيز التعاون والتحالف   بين شيعة علي والشعب الكوردي وسائر من كانوا في موقع الضحية في ظل نظام العفالقة الهمج.

أتمنى أن لا يتكرر, سعي ما يسمى تيار مقتدى الصغير, لفرض النفوذ والسطوة بالقوة, كما حدث في النجف, سواء في بغداد هذه المرة, أو  مناطق أخرى من الوسط والجنوب العراقي, وآنذاك ليس هناك سوء المر من الخيار: إما الرضوخ أو المواجهة, ولكن بعد فوات الأوان, خاصة حين يكون الأنجاس من العفالقة, في قلاعهم التقليدية تجاوز صراعاتهم لتقدم صفوف المناصب والمواقع, بعد أن بات الطريق مفتوحا أمامهم, لممارسة الهجوم على صناديق الاقتراع, بما يضمن عودتهم ( وأن كانوا الأقلية) إلى مواقع السطوة والنفوذ ديمخراطيا, بعد أن مكنهم وفاق البعث الأمريكي بقيادة علاوي, من احتلال أجهزة الداخلية والدفاع والمخابرات...الخ مراكز النفوذ والقوة, وما عادوا بحاجة حتى للتلويح والتهديد بالانقلاب وعظائم الأمور, بعد أن استخدم الوالي الأمريكي ورقة الفيتو, لحمايتهم وضمان دوام وجودهم في مواقعهم القرار, باعتبارهم الأكثر انقيادا من المطايا, ورهن الإشارة للقيام بالمطلوب من الواجب, لترويض شيعة علي وتحجيم دورهم السياسي, بهدف إرغامهم بالتالي على الرضوخ للأمر الواقع, والقبول حتى بما يندرج في إطار الحرام والكفر, وبالتحديد الجلوس ...حلو....حلو .......مع من كانوا في موقع الجلاد قبل سقوط السفاح صدام, وموقع المحرض على قتلهم وإبادتهم في عراق ما بعد صدام ولغاية الساعة, وبالشكل الذي يتجسد وبمنتهى البشاعة في هذا الذي يجري تحت سمع وبصر دجلة الشهيد !

 

سمير سالم داود  20 نيسان 2005

alhkeka@hotmail.com

* للعلم والاطلاع هذا في الوقت الذي أدان فيه الحائري, الذي يعبره مقتدى وأنصاره بمثابة مرشدهم الروحي هذه الجريمة, وحيث أكد وبالحرف الواحد(   إنّ الجريمة الشنعاء التي ارتكبها المجرمونَ في المدائن من إرعاب وقتل حتّى تمادوا في إجرامهم إلى أن اختطفوا عدداً من الأبرياء، وأخذوا يُساومون على أمور لم يُنزل الله بها من سلطان، لم تكن هذه الجريمة لتقع لولا تمادي الأمريكان وإهمال وزارة الداخليّة المتعمّد; حيث تركوا أبناءنا يستغيثون ومنذُ أشهر) وهذا الموقف بالمناسبة كان أيضا موقف حتى حزب الله وقناة المنار الفضائية, المعروف تعاطفه مع طيحان حظ مواقف ما يسمى تيار مقتدى الصغير, وهو ما دعى مرتزقة صدام في موقع أبو تبارك ( كادر الدعارة سابقا) إلى الإصابة ( بالغثيان وخيبة الأمل من موقف المنار وحزبها الذي أدار ظهره لاشرف مقاومة وكشف بذلك عن حقيقته ومضمونه الطائفي) ! 

** بغض النظر عن الاختلاف جوهريا, مع بعض ما ورد في السياق العام, لنصائح وتوجيهات الحائري حول سبل تعامل الدعاة من المسلمين مع العلمانيين ...الخ , يمكن القول أن أهمية هذه التوجيهات, تأتي بالتحديد, مما ورد في بعض سطورها, من انتقاد, وأن كان غير مباشر, لما حدث في جامعة البصرة, وبشكل خاص ما يتعلق برفض نهج العمل على فرض المعتقدات وأنماط السلوك على الناس بالقوة, وضرورة اعتماد منطق وجادلوهم بالتي هي الأحسن, بما في ذلك مع الملحدين ...الخ ما جاء في هذه التوجيهات والإرشادات, التي أسرع زعران مقتدى الصغير, إلى وضعها موضع التطبيق العملي بالمقلوب, من خلال ارتكاب جريمة حرق مكتب الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة, هذا في حين تحضى, بعض تجمعات القوى السلفية, المدعومة من هيئة قاطعي الأعناق في مدينة الثورة, بكل إشكال الحماية والرعاية, ويمكن تحت شعار : مقتدى وضاري فد لباس ....موتوا يا شيوعية ...والله أعلم !