والجواب
وباختصار شديد, هذا الإصرار, أو بالأحرى هذا العناد, الذي يسود نص خطاب هولاء
الزملاء, على صعيد التعامل مع حصان طروادة العفلقي وسط شيعة علي, كما لو كان ( مو عفلقي)
رغم جميع الشواهد والأدلة, على الدور القذر الذي لهذا الحصان العفلقي, على
صعيد الإساءة وتشويه
ليس فقط صورة, أحد من أهم التيارات الفكرية المعاصرة وسط شيعة علي, تيار الشهيد
الصدر, وإنما عموم تجربة شيعة علي والمذهب الجعفري,
سياسيا وإعلاميا وأخلاقيا, على نحو لم يتمكن من تحقيقه, جميع الطغاة والحكام ممن
ناصبوا شيعة علي العداء, وعلى مدار قرون بعيدة من الزمن, وبشكل خاص خلال العقود
الأربعة الأخيرة في ظل نظام العفالقة الهمج, و........من
يعتقد خلاف ذلك, أدعوه مخلصا, أن يسرع ودون تأخير, إلى ضريح العباس أبو فاضل, ويشد
خيط, ويشعل ما لايعد ولا يحصى من الشموع, عسى ولعل رب العباد, يخلصه من مس الجنون في عقله, هذا إذا كان عنده
أساسا.... عقل بالراس!
من خلال متابعتي, لما ينشر في المواقع العراقية, من كتابات المثقفين الذين
يعبرون بهذا القدر أو ذاك عن اتجاهات ومواقف التيارات السياسية الفاعلة في وسط
شيعة علي, أستطيع القول أن هناك حالة عامة من التخبط, في تحديد المطلوب من الموقف,
وبوضوح لا يقبل الـتأويل, من هذا الشائع والمعروف من الغلط على صعيد مصيبة ما يسمى
تيار مقتدى الصغير!
هذا على الرغم, من أن هذا الشائع
والمعروف من الغلط, بكل انعكاساته السلبية البالغة الضرر, على تجربة القوى
والحركات السياسية وسط شيعة علي, بات وكفيلكم رب العباد, بمثابة بديهية لا تحتاج عمليا, إلى محاولات
تأكيدها بالملموس من الأمثلة, وهي أكثر من كثيرة, ومنذ سقوط الزفر صدام في نيسان
عام 2003 ...ولكن ....ولكن؟!
مع ذلك ورغم ذلك, لا يزال نص خطاب المثقفين من أتباع المذهب الجعفري, يسوده
منطق الدفاع عن ما يسمى وحدة أبناء الطائفة, وبذريعة مواجهة المحاولات القذرة
الهادفة إلى محاصرة وتهميش, دور شيعة علي السياسي في عراق ما بعد صدام, دون إدراك
أن هذا المنطق والمنطلق, ساهم ويساهم عمليا بتقديري, في تجاهل الخطر الأساس: عدم تحصين الجبهة الداخلية في وسط شيعة
علي, نتيجة ممارسة سياسية الانتظار والتردد, وبالتالي عدم المباشرة بالعمل, على
تحجيم ومحاصرة الدور البالغ الخطورة لحصان طروادة العفلقي وسط شيعة علي وبالتحديد: ما يسمى تيار مقتدى الصغير , دون أن نغفل
بالطبع دور إطلاعات وأعوان الجناح
المتخلف في إيران!
هل هناك من بمقدوره أن يتجاهل أو
ينفي, النتائج البالغة الضرر, لمواقف وممارسات ما يسمى تيار مقتدى الصغير , في
الوسط والجنوب العراقي, وبشكل خاص على صعيد إشاعة الارتباك والفوضى في مناطق تواجد
شيعة علي, وبالتالي العجز حتى عن مواجهة هجمات حثالات العفالقة وقطعان الإرهابيين,
التي تستهدف عمليا ليس فقط الانتقام من سقوط صدام وخسارتهم موقع النفوذ والسطوة, و
وإنما الاستمرار في تنفيذ سياسية قبر شيعة علي جماعيا الصدامية ولكن بوسائل أخرى؟!
وهل هناك من بمقدوره أن يتجاهل أو ينفي,
التبعات السلبية لمواقف وممارسات ما يسمى تيار مقتدى الصغير , على صعيد توتير
العلاقة بين القوى السياسية وسط شيعة علي, مع الأطراف السياسية التي كانت في موقع
الحليف, وبالتحديد في كوردستان والقوى اليسارية وسائر القوى العلمانية الأخرى,
التي كانت تشاطر شيعة علي العمل والنضال في ذات الموقع أيام عقود الكفاح المشترك ضد
نظام العفالقة الهمج, بكل ما نجم وما يمكن أن ينجم عن ذلك, من عدم النجاح في تجميع القوى المناهضة حقا
لعودة العفالقة, إلى موقع القرار من جديد عبر الاستفادة من اللعبة الانتخابية وفلم
صندوق الاقتراع؟!
وقبل هذا وذاك, هل هناك من
بمقدوره أن يتجاهل أو ينفي, الدور القذر الذي يمارسه العفالقة الذين يعملون تحت
عباءة ما يسمى تيار مقتدى الصغير, على صعيد هذا التشويه الصارخ والمتعمد للمذهب الجعفري, الذي كان يعد عمليا,
وداعيكم ماركسي, من بين أكثر المذاهب الإسلامية تقدما, بحكم الدور المحوري الذي
يلعبه باب الاجتهاد في إطار هذا المذهب , والاجتهاد كان ولا يزال وكما هو معروف,
الأساس الذي يضمن تطوير الأفكار والمعارف, بما يحول في الغالب العام, دون الوقوع
في مستنقع الجمود؟!
و...من جديد: ماذا
يمكن للمرء, حتى لا يقع في لجة التكرار, أن يقدمه من البراهين والأدلة الملموسة
والصارخة, على الدور التخريبي الفادح الضرر, الذي يمارسه حصان العفالقة وسط شيعة
علي, من خلال امتطاء ظهر مقتدى الصغير؟!
من يدري ربما هناك حاجة لوقفة
خاصة عند فضيحة حصان طروادة العفلقي الأخيرة, فضيحة مشاطرة حثالات صدام
والإرهابيين بمن فيهم عصابة الزرقاوي, نفي حقيقة, ما تابع العالم وقائعه في
المدائن!