من هو العفلقي بالمنظور ....الشيعي؟!

1-2

أدري والعباس أبو فاضل, أن هذا العنوان, قد يثير الالتباس أو حتى الاستفزاز, لان جميع من كانوا في موقع الضحية في ظل نظام العفالقة الهمج, قد يختلفون عن وحول كل شيء, ما عدى الاتفاق وبدون الحاجة للنقاش, على تعريف عدوهم الأساس: العفالقة الأنجاس!

و..... مع ذلك, وربما لان عقلي صغيرون كما تعرفون, ما عاد بمقدوري سوى أن أتساءل وبالعراقي الفصيح : من هو العفلقي بالمنظور الشيعي؟! و....المنظور الشيعي, منعا لسوء الـتأويل, يعني بالذات وبالتحديد, منظور الزملاء من المثقفين, الذين يعبرون بهذا القدر أو ذاك, عن اتجاهات ومواقف التيارات السياسية الفاعلة في وسط شيعة علي.  

لماذا وما هو الدافع الأساس, لطرح هذا التساؤل, الذي قد يثير الالتباس أو حتى الاستفزاز؟! 

والجواب وباختصار شديد, هذا الإصرار, أو بالأحرى هذا العناد, الذي يسود نص خطاب هولاء الزملاء, على صعيد التعامل مع حصان طروادة العفلقي وسط شيعة علي, كما لو كان ( مو عفلقي) رغم جميع الشواهد والأدلة, على الدور القذر الذي لهذا الحصان العفلقي, على صعيد    الإساءة وتشويه ليس فقط صورة, أحد من أهم التيارات الفكرية المعاصرة وسط شيعة علي, تيار الشهيد الصدر, وإنما عموم تجربة شيعة علي والمذهب الجعفري, سياسيا وإعلاميا وأخلاقيا, على نحو لم يتمكن من تحقيقه, جميع الطغاة والحكام ممن ناصبوا شيعة علي العداء, وعلى مدار قرون بعيدة من الزمن, وبشكل خاص خلال العقود الأربعة الأخيرة في ظل نظام العفالقة الهمج, و........من يعتقد خلاف ذلك, أدعوه مخلصا, أن يسرع ودون تأخير, إلى ضريح العباس أبو فاضل, ويشد خيط, ويشعل ما لايعد ولا يحصى من الشموع, عسى ولعل رب العباد, يخلصه من مس الجنون في عقله, هذا إذا كان عنده أساسا.... عقل بالراس!

عن هذه المصيبة, مصيبة مقتدى الصغير وبشاعات ممارسات جنوده من فدائي عدي, والعفالقة الأنجاس من أركان قيادته, كتبت ومبكرا الشيء الكثير , بهدف لفت الانتباه إلى خطورة الدور الذي يمارسه هذا الطابور الخامس وسط شيعة علي, وبشكل يهدد ضياع فرصتهم التاريخية بعد سقوط صدام, بالخلاص من جحيم العيش, في موقع الضحية ومنذ قرون عديدة من الزمن! 

و....يوم باشرت الكتابة عن هذا الموضوع, قبل أكثر من عام ونصف, تراوحت ردود فعل الكثير من الزملاء من  المثقفين وسط شيعة علي, ما بين الغضب والانفعال الشديد, وبين التعامل بمنتهى الحذر مع ملاحظاتي, خاصة وداعيكم محكوم كما تعرفون بجهنم وبئس المصير, وفي الواقع لم يشاطرني الموقف يوم ذاك , إلا نفر قليل من الزملاء, مع النصيحة, بأن من السابق للأوان تناول هذا الموضوع الحساس, وجماله بالعراقي الفصيح, لان ذلك قد يندرج في إطار ما أسموه استفزاز المشاعر ....الخ  

ومع احترامي الشديد, وتفهمي لدواعي هذا النفر القليل, ممن دعوني ومن موقع الحرص, إلى وضع هذا الموضوع مؤقتا خارج اهتمام العراقي الفصيح, إلا أن العبد لله, عاد وتوقف لاحقا مرات عديدة, عند هذه المصيبة, مصيبة حصان طروادة العفلقي وسط شيعة علي, لقناعتي أن ملاحقة ما كان يجري من التطورات والأحداث, بسبب ممارسات هذا الحصان الجامح, هدفها الأساس, حرصي على الدفاع عن جميع من كانوا في موقع الضحية وسط شيعة علي, ومن منطق قراءتي الخاصة للدور التخريبي البالغ الخطورة والضرر, الذي يمارسه حصان طروادة العفلقي, بالضد من سير عجلة التاريخ ومصالح المستضعفين والمحرومين من شيعة علي, وقبل هذا وذاك بالضد من أوليات وبديهيات قواعد ومبادئ وتاريخ ومواقف أئمة وعلماء المذهب الجعفري.  

ومع ذلك, لابد من الاعتراف, في كل مرة, أفكر بالعودة للكتابة عن هذه المصيبة, أجد نفسي في موقع لا أريده, عند ممارستي الكتابة في نقد الغلط, وأعني تحديدا الشعور بعدم جدوى التكرار من التأشير على هذا الغلط من جهة, وتحصن من يشاطرك الرأي, في موقع الدفاع عن الغلط  من جهة أخرى, سواء كان لدوافع أيديولوجية ( التزمت) أو قومية أو مذهبية ...الخ أسباب ودوافع التعصب الكريه بمختلف إشكاله وصوره, والذي لا يزال, وأكيد سوف يظل يسود, في القادم من العقود, ساحة الصراع بين المواقف والاتجاهات الفكرية المختلفة!

وإلا ترى ماذا يمكن للمرء, حتى لا يقع في لجة التكرار, أن يقدمه من البراهين والأدلة الملموسة والصارخة, على الدور التخريبي الفادح الضرر, الذي يمارسه حصان العفالقة وسط شيعة علي, من خلال امتطاء ظهر مقتدى الصغير؟!       

من خلال متابعتي, لما ينشر في المواقع العراقية, من كتابات المثقفين الذين يعبرون بهذا القدر أو ذاك عن اتجاهات ومواقف التيارات السياسية الفاعلة في وسط شيعة علي, أستطيع القول أن هناك حالة عامة من التخبط, في تحديد المطلوب من الموقف, وبوضوح لا يقبل الـتأويل, من هذا الشائع والمعروف من الغلط على صعيد مصيبة ما يسمى تيار مقتدى الصغير!  

هذا على الرغم, من أن هذا الشائع والمعروف من الغلط, بكل انعكاساته السلبية البالغة الضرر, على تجربة القوى والحركات السياسية وسط شيعة علي, بات وكفيلكم رب العباد, بمثابة  بديهية لا تحتاج عمليا, إلى محاولات تأكيدها بالملموس من الأمثلة, وهي أكثر من كثيرة, ومنذ سقوط الزفر صدام في نيسان عام 2003 ...ولكن ....ولكن؟!

مع ذلك ورغم ذلك, لا يزال نص خطاب المثقفين من أتباع المذهب الجعفري, يسوده منطق الدفاع عن ما يسمى وحدة أبناء الطائفة, وبذريعة مواجهة المحاولات القذرة الهادفة إلى محاصرة وتهميش, دور شيعة علي السياسي في عراق ما بعد صدام, دون إدراك أن هذا المنطق والمنطلق, ساهم ويساهم عمليا بتقديري, في تجاهل الخطر الأساس: عدم تحصين الجبهة الداخلية في وسط شيعة علي, نتيجة ممارسة سياسية الانتظار والتردد, وبالتالي عدم المباشرة بالعمل, على تحجيم ومحاصرة الدور البالغ الخطورة لحصان طروادة العفلقي وسط شيعة علي وبالتحديد:  ما يسمى تيار مقتدى الصغير , دون أن نغفل بالطبع دور  إطلاعات وأعوان الجناح المتخلف في إيران! 

هل هناك من بمقدوره أن يتجاهل أو ينفي, النتائج البالغة الضرر, لمواقف وممارسات ما يسمى تيار مقتدى الصغير , في الوسط والجنوب العراقي, وبشكل خاص على صعيد إشاعة الارتباك والفوضى في مناطق تواجد شيعة علي, وبالتالي العجز حتى عن مواجهة هجمات حثالات العفالقة وقطعان الإرهابيين, التي تستهدف عمليا ليس فقط الانتقام من سقوط صدام وخسارتهم موقع النفوذ والسطوة, و وإنما الاستمرار في تنفيذ سياسية قبر شيعة علي جماعيا الصدامية ولكن بوسائل أخرى؟!

وهل هناك من بمقدوره أن يتجاهل أو ينفي, التبعات السلبية لمواقف وممارسات ما يسمى تيار مقتدى الصغير , على صعيد توتير العلاقة بين القوى السياسية وسط شيعة علي, مع الأطراف السياسية التي كانت في موقع الحليف, وبالتحديد في كوردستان والقوى اليسارية وسائر القوى العلمانية الأخرى, التي كانت تشاطر شيعة علي العمل والنضال في ذات الموقع أيام عقود الكفاح المشترك ضد نظام العفالقة الهمج, بكل ما نجم وما يمكن أن ينجم عن ذلك, من عدم النجاح في تجميع القوى المناهضة حقا لعودة العفالقة, إلى موقع القرار من جديد عبر الاستفادة من اللعبة الانتخابية وفلم صندوق الاقتراع؟!

وقبل هذا وذاك, هل هناك من بمقدوره أن يتجاهل أو ينفي, الدور القذر الذي يمارسه العفالقة الذين يعملون تحت عباءة ما يسمى تيار مقتدى الصغير, على صعيد  هذا التشويه الصارخ والمتعمد للمذهب الجعفري, الذي كان يعد عمليا, وداعيكم ماركسي, من بين أكثر المذاهب الإسلامية تقدما, بحكم الدور المحوري الذي يلعبه باب الاجتهاد في إطار هذا المذهب , والاجتهاد كان ولا يزال وكما هو معروف, الأساس الذي يضمن تطوير الأفكار والمعارف, بما يحول في الغالب العام, دون الوقوع في مستنقع الجمود؟!

السؤال: شنو المطلوب أكثر مما تقدم, من أجل أن يقتنع هولاء الزملاء, أن هذا الرجل وتياره ينتمي على مستوى الموقف والسلوك إلى معسكر العفالقة؟!

صدقا أعرف جواب العديد من الزملاء, والكثير من مناضلي القوى السياسية وسط شيعة علي, ممن يشاطروني الموقف, ولكن من الصعب عليهم, المجاهرة بالرأي, بعد أن بات أتباع هذا الحصان العفلقي, يعتمدون لغة التكفير والعصى والرصاص والحرق لتطويع الناس بالقوة, بما في ذلك من هو في موقع الشقيق من شيعة علي, وحتى من هو في موقع المؤمن بالمذهب الجعفري!

و...من جديد: ماذا يمكن للمرء, حتى لا يقع في لجة التكرار, أن يقدمه من البراهين والأدلة الملموسة والصارخة, على الدور التخريبي الفادح الضرر, الذي يمارسه حصان العفالقة وسط شيعة علي, من خلال امتطاء ظهر مقتدى الصغير؟!

من يدري ربما هناك حاجة لوقفة خاصة عند فضيحة حصان طروادة العفلقي الأخيرة, فضيحة مشاطرة حثالات صدام والإرهابيين بمن فيهم عصابة الزرقاوي, نفي حقيقة, ما تابع العالم وقائعه في المدائن!       

سمير سالم داود  19  نيسان 2005

www.alhkeka.org

 

صدقوني سطوري عن هذا المسكين ( مقتدى الصغير) لا تنطلق من موقع الإساءة وإنما الرثاء, بعد أن فرط على المستوى الشخصي, بمجد من سبقوه من شهداء آل الصدر, وأعني شهداء العراق الاماجد, و.....عندي قناعة, أكاد أن أقول راسخة, وأن كنت صدقا  لا أتمنى أن تتحقق, أعني القناعة بأن هذا المسكين, سوف يجري التخلص من وجوده, بعد أن يستنفد دوره بالكامل, وربما حال أن يبدأ التفكير ويتمعن بما ألحقه من بالغ الضرر بأول فرصة حقيقية لشيعة علي  في العراق للممارسة دور سياسي, لا يتناسب فقط مع أكثريتهم العددية, وإنما يضمن ويحول دون عودتهم في المستقبل إلى موقع الضحية!