خطوة كبيرة على طريق

تنظيف الوعي العام من الشوفينية

بغض النظر عن الدوافع والأسباب, التي دعت سلطان الاحتلال, السماح للسفاح صدام وأركان عصابته بمشاهدة وقائع انتخاب رئيس الجمهورية في البرلمان, فأن هذه الخطوة تشكل بتقديري, ما هو أهم بكثير من مجرد الرغبة في إذلال هذا الدوني, وشخصيا أعتقد أن التوافق على صعيد تعمد اختيار شخصية كوردية بالذات وتحديدا لهذا الموقع، يفترض، أقول يفترض، أن  يشكل المنطلق للعمل صعيد المباشرة في تحرير الوعي العام في العراق وعربيا, من مرض الشوفينية والتفوق العرقي, هذا المرض الخبيث, الذي يشكل الأساس الفكري, للنهج المعادي للشعب الكوردي, وفي الواقع سائر الشعوب الأخرى من غير العرب, ليس فقط ضمن إطار المنظومة الفكرية للعفالقة الهمج, وإنما سائر القوى والتنظيمات القومجية والسلفية في العراق وتركيا وإيران وسوريا ...الخ الدول الأخرى في هذا الجزء الحيوي من العالم!

و.....قد يكون من الصحيح تماما, القول أن منصب رئيس الجمهورية في العراق, ووفقا لبنود قانون الدولة المؤقت, مجرد منصب فخري, بمعنى محدود الصلاحية, على المستوى الرسمي, تماما كما هو الحال, في معظم الدول التي تسودها أنظمة حكم ديمقراطية, وبالتالي كيف يمكن التعويل على هذه الخطوة وبحيث تكون كما يتمنى المرء المنطلق لتحرير الوعي العام, مما ترسخ من قذرات وادرأن الشوفينية في العقول والنفوس,  وخاصة خلال عقود عار حكم نظام العفالقة الهمج؟!

والجواب لا يحتاج بتقديري للكثير من النقاش, لان موقع رئيس الجمهورية, وفي ظل السائد من موازين القوى على أرض الواقع الراهن في العراق, سوف يتجاوز كثيرا, حدود المكتوب على الورق, من حيث حجم ومدى التأثير الفعلي, الذي سوف يمارسه الرئيس المنتخب على الصعيد السياسي, بحكم أن جميع الأطراف السياسية عراقيا وعلى صعيد دول الجوار والعالم, لا يمكنها التعامل أن مع رئيس جمهورية العراق الاتحادي, بمعزل عن أهمية الدور الفاعل والفائق الأهمية,الذي تمارسه القوى السياسية الكوردستانية, على صعيد العملية السياسية في عراق ما بعد صدام, وحيث بات الشعب الكوردي وقواه السياسية, من الأرقام الصعبة في معادلات الوضع السائد اليوم في العراق والشرق الأوسط, والمتحرك بجميع الاتجاهات!        

أريد القول أن انتخاب أحد أبناء الشعب الكوردي بالذات وبالتحديد, لشغل هذا الموقع, لا يمثل فقط خروجا عن المألوف والسائد على مستوى الرأي العام, وفي بلد  لا تقطنه فقط أغلبية عربية, وإنما كان يصنف وبالتحديد خلال العقود الأربعة الأخيرة من الزمن,ضمن قائمة أكثر البلدان تطرفا على الصعيد القومجي, وإنما يمكن اعتباره, من حيث النتائج  ومستوى التأثير على الوعي العام, أول خطوة حقيقية, بمعنى عملية, على طريق اجتثاث الشوفينية, وبحيث أكاد أغامر بالقول, أن هذه الخطوة, لا تقل أهمية عندي, ومازلت أتحدث عن تأثيرها على الوعي العام, عن عملية سقوط السفاح صدام قبل عامين من الزمن!

ليش ولماذا؟!

لان سقوط السفاح صدام في نيسان عام 2003 مع تلاشي واضمحلال كل مظاهر الوجود العفن لنظام العفالقة الهمج, بكل جبروته وبشاعاته الهمجية، كان حدثا يندرج في حساب التاريخ في إطار تحصيل الحاصل, بمعنى حتمية النهاية المتوقعة, لجميع الطغاة على مر العصور ....و....على مستوى الطموح ومنطقيا, كان يفترض أن يؤدي اختفاء وتلاشي وجود حكم العفالقة على صعيد الواقع العياني، منطلقا للمباشرة وعمليا في تحرير وتنظيف الوعي العراقي, من وساخات ثقافة الزيتوني والمسدس، ثقافة العفالقة الفاشية الشوفينة والقومجية والطائفية....و.... لكن؟!

 النظام العفلقي, المنظومة الفكرية للعفلقية, لم تختفي, ومن الغباء تصور العكس, من عقول وسلوك من ولدوا وعاشوا في ظل نظام العفالقة الأوباش, نظام القمع والحروب ,وطوال ما يقرب الأربعة عقود من الزمن، ليس فقط, لان سقوط حكم أنجاس العفالقة, ترافق مع وقوع العراق تحت سطوة الاحتلال, وانفلات الوضع الأمني ...الخ المعروف من المصايب والبلاوي, وإنما لان أطراف أساسية من القوى المشاركة في العملية السياسية, والتي تم فرضها بقوة الاحتلال على خارطة الوضع السياسي في عراق ما بعد صدام , وبشكل خاص وفاق البعث الأمريكي, عملت بحكم ماضي عار الانتماء لحزب العفالقة, ليس فقط على تبييض وجه (البعث) الكالح بالعار والجرائم, من خلال رد الاعتبار للكثير من رموز العفالقة, من على شاشة قناة بزاز البعث (شرقية الهجع والمجع) وزمان البزاز ...الخ وإنما وقفت عمليا, وعلنا وجهارا, ضد جميع المحاولات التي كانت تستهدف تنظيف أجهزة الدولة والمجتمع من العفالقة الأوغاد, وعلى العكس من ذلك تماما, عمدت  وبشكل محموم, على إعادة حتى مجرمي أجهزة الأمن والمخابرات إلى مواقعهم, بزعم مواجهة تصاعد الإرهاب, في حين أن العديد من الوقائع الدامغة, كشفت حقيقة الدور القذر, للكثير من هولاء المجرمين, في تسهيل تنفيذ البعض من أبشع حلقات القتل الإرهاب, الجاري تنفيذها بزعم مكاومة الاحتلال !*

السؤال: إذا كانت عملية تحرير وتنظيف الوعي العراقي من وساخات الشوفينية وعموم قذرات ثقافة العفالقة الأنجاس, لم يجري المباشرة بتنفيذها عمليا, ومنذ سقوط صدام, , للأسباب التي جرى التوقف عند بعضها أعلاه, ترى كيف يمكن إذن, يمكن انتخاب أحد أبناء الشعب الكوردي لموقع الرئاسة, منطلقا لتحقيق هذا الهدف, الصعب والمعقد للغاية, في ظل الوضع السائد والمخربط راهنا في العراق؟!

هذا يتوقف من وجهة نظري, على مدى الاستعداد في أوساط المثقفين من العرب في العراق وخارج العراق, ليس فقط في المشاركة بفضح وإدانة بشاعات العفالقة الهمج على صعيد جرائم التطهير العرقي والتعريب في كوردستان, وإنما في امتلاك الجرأة  للبحث أو بالأحرى معاينة, ما تخلف في العقول والنفوس, من المفاهيم والقيم الشوفينية, بفعل العمل المنظم والواسع النطاق لفيلق الدعاية الصدامي, وعلى النحو الذي طفحت قذارته للسطح في إطار هذا الذي يجري ولا يزال على صعيد معادة الكورد في عراق ما بعد صدام !!

لابد من الاعتراف أولا وبدون تردد, أن الوعي العام العربي في العراق, وفي ظل نظام جمهورية العوجة العفلقية ومن قبله نظام جمهورية الرمادي ( الأخوين عارف) القومجية, وقدر تعلق الأمر بالموقف من الشعب الكوردي, وسائر الشعوب من غير العرب,تعرض للتخريب والعطب, وبحيث بات يجري التعامل مع الكثير من المفاهيم والأفكار والتصورات الشوفينية, كما لو كانت, مبادئ وأحكام ثابتة وغير قابلة للجدل أو النقاش! 

وهذا الاعتراف بانتشار المفاهيم والأفكار والتصورات الشوفينية, سيقود بالتأكيد إلى إدراك أن حملة الحقد والكراهية الشوفينية ضد الشعب الكوردي, والتي تصاعدت وبشكل خطير للغاية بعد سقوط صدام, وبمشاركة أطراف وقوى متناقضة فكريا, وتصنف نفسها في خانة العداء للعفلقية, تجسد وتعكس وبشكل صارخ وملموس, مستوى الخلل والخراب الفكري, ومدى سطوة نفوذ الأفكار والمواقف الشوفينية على صعيد الرأي العام العربي في العراق, بما في ذلك في وسط من كانوا في موقع الضحية في ظل نظام العفالقة الهمج, كما هو الحال بشكل خاص مع ربع جماعة ( كوردستان عدو الله) وسط أتباع المذهب الجعفري!

و....إذا كان يمكن القول أن من أختار السقوط في مستنقع الشوفينية وسط  أتباع المذهب الجعفري بحكم الجهل والتخلف والخضوع وطويلا لسموم ثقافة الزيتوني والمسدس, أو باعتبارهم بعضا من جحوش العفالقة، وحد الاصطفاف علنا وجهارا إلى جانب فرسان جريمة التعريب, عوضا عن الوقوف إلى جانب ضحايا هذه الجريمة, جريمة التطهير العرقي في كركوك وسواها من المدن الكوردستانية الأخرى, ترى كيف يمكن والحالة هذه, تفسير مشاركة أطراف وتجمعات ومثقفين من العرب, يفترض أن تكون مواقفهم من الشعب الكوردي وجريمة التعريب ...الخ, في موقع النقيض تماما من مواقف العفالقة الأنجاس, ومرتزقة أنقرة وسط الشعب التركماني, وسائر حثالات القومجية من العربان؟!**      

هل هناك من يجهل أو يمكن أن يتجاهل, أن شرارة الحملة الأخيرة حول ما يسمى تكريد كركوك ومقارنتها وبمنتهى النذالة بجريمة التعريب, جرى إشعالها ليس في مكانها المعروف للجميع مستنقع كتابات أو كادر الدعارة أو شبكة مجاري البصرة ولا حتى موقع العراق للعفالقة ...الخ المستنقعات الصدامية على شبكة الانترنيت, وإنما  من على صفحات موقع, كان يجري تصنيفه ضمن المواقع الصديقة للشعب الكوردي, موقع ( عراق الغد) الموقع الرسمي للمنظمة الوطنية للمجتمع المدني, ومن قبل جنرال المنظمة بالذات وبالتحديد الدكتور لبيب سلطان بعد أن قرر فجعأة أن يلبس هو الأخر ( العمامة) على أمل الفوز بالرخيص من المكاسب, وتحقيق ما نجح سواه من البرغماتين في تحقيقه, عبر الضحك على ذقون البسطاء من شيعة علي!***

بالعراقي الفصيح: بتقديري اختيار أحد أبناء الشعب الكوردي لموقع الرئاسة بالذات, سيكون كما أتمنى بداية عملية تخريب إيجابية للغاية, للثابت والمترسخ سلبيا, في الوعي العام العربي عراقيا وعربيا, على صعيد الأفكار والتصورات والمواقف الشوفينة المعادية للشعب الكوردي...و...السؤال : كيف يمكن تعزيز هذه الخطوة, بالملموس من العمل على مستوى الأعلام والثقافة؟! وهل حان الأوان لقيام المثقفين من المعادين حقا للعفلقية, بالعمل وبذل المزيد من الجهد في ميدان الكتابة والفعل, لتعميق هذه الخطوة على صعيد تنظيف الوعي العام من قذرات الشوفينة؟! وهل ستكون هذه الموضوعة البالغة الأهمية, نصب اهتمام من يستخدمون غرف الحوار المباشر على الانترنيت لتبادل الرأي والأفكار؟! >

ذلك هو السؤال و......داعيكم كما تعرفون من جماعة : تفاءلوا بالخير ...تجدوه.... بانتظاركم, شريطة أن لا يطول الانتظار, وبحيث يرتشف ما تبقى من نص الكلاص المليان! 

سمير سالم داود 10 نيسان 2005

alhkeka@hotmail.com

* يجب وبالضرورة عدم تجاهل حقيقة السالب من تبعات التغطية ولدوافع طائفية كريهة على السافل من جحوش أنجاس العفالقة وسط أتباع المذهب الجعفري ممن جرى منحهم صكوك الغفران بهدف توظيف عار ما يملكون من الخبرة في ميدان الجريمة تحت غطاء جيش فمقتدى الصغير وغير ذلك من عصابات النحر والخطف في بغداد ومدن الوسط والجنوب من العراق!

** بما في ذلك البعض الذي يستخدم شماعة الانتماء لليسار من الفكر, لتمرير مواقف  سيد تحالف القومجية المعادية للكورد, تماما على النحو الذي تمارسه مادونا المرادي وسواها من حثالات صدام في موقع كادر أبو تبارك !   

*** شنو القضية؟ في البداية ترك الزميل نوري على عمله في الأشراف على تحرير موقع عراق الغد ...بعد ذلك أعلن الزميل وداد فاخر وعدد أخر من الزملاء الاستقالة من منظمة المجتمع المدني ....في حين أعلن فرع المنظمة في الدانمارك قطع العلاقة مع المركز والعمل تحت اسم أخر ثم كشف الزميل وداد فاخر النقاب عن فضيحة دعم موقع عراق الغد من قبل إمبراطورية بزاز العفالقة المدعومة من المخابرات السعودية ....وبعد ذلك كانت فضيحة نشر ومن ثم حذف تفاصيل مؤامرة تشكيل فرقة للجيش لا تضم سوى حثالات صدام من الضباط والمراتب ( هذا ما أكده علنا مشعان في حديثه مؤخرا لصحيفة الأهرام) بعد هذه الفضيحة مباشرة اختفت أسماء هيئة التحرير....و.........الختام فضيحة ما جرى نشره حول تكريد كركوك وسالفة أسوار الكعبة ....الخ هذا قبل أن يختفي الموقع بالكامل, ومنذ أسابيع بدعوى إعادة التصميم أو شيء من هذا القبيل! والسؤال: ماذا يعني كل ذلك, ولماذا لا يبادر ولو واحد أبن حلال أو خلافه من المثقفين من أعضاء المنظمة وبشكل خاص أعضاء هيئة تحرير موقع عراق الغد  ويوضح للناس شنو القضية؟! هذا إلا إذا كانت هذه المنظمة, صارت محفل ماسوني, أو جمعية سرية, تعقد اجتماعاتها تحت جنح الظلام,في السراديب أو خلف الكواليس ,ويجري كشف النقاب فقط عن جم واحد مهمتهم التغطية على النشاط السري, من خلال ممارسة الضجيج وكتابة المحفوظات والمعلقات عن ماضيهم النضالي العريق وعقولهم الفذة اللي تنتج دبس وعسل وخل وأشياء أخرى والله أعلم!

هامش : فور انتخاب رئيس جمهورية العراق الفيدرالي, أسرع البعض ممن يزعمون الأيمان بالديمخراطية, وبعد طول صمت, للإشادة ومو شلون ما جان, بالسيد الرئيس ...وحكمة السيد الرئيس .,,وشجاعة السيد الرئيس.....و......سيروا ونحن تحت قيادتكم الحكيمة ...يا بطل ...يا شجاع ....الخ ....الخ....و...يا جماعة الخير ..اذكروا الله...إذا كان المثقف وجماله اللي علي أساس ديمخراطي كلش ومعادي كلش للبعثفشي يكتب بهذه الطريقة العفلقية...ترى كيف يمكن لهذا الرهط من حلوين الجهامة, العمل من أجل إشاعة الوعي الديمقراطي بين صفوف الناس...وفي المقدمة التأكيد على أن الناس ...الشعب ...خلكّ الله...وعبر برلمانهم المنتخب ديمقراطيا هم وليس سواهم من يفترض أن يملكون سلطة القرار في عراق ما بعد سقوط الفاشي من حكم أنجاس العفالقة!